
نشر في :11/18/2025, 8:43:52 PM
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة طفرة غير مسبوقة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ لم يعد الذكاء الاصطناعي في الامارت مجرد اتجاه تكنولوجي عالمي، بل دافع حقيقي لإعادة هيكلة المؤسسات وتنمية القطاعات المختلفة وتوفير وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقًا داخل الدولة.
وفي ظل كل هذا التحول واتساع الفجوات المهارية أصبح موضوع تطوير المهارات ذات الصلة ضرورة استراتيجية لمواكبة العصر والاستعداد للالتحاق بوظائف الغد، وهو ما توفره الكثير من الدورات التدريبية المتخصصة بالمجال، وهنا يأتي السؤال الذي يفرض نفسه: ما الدورات الأكثر طلبًا الآن في الإمارات في هذا المجال؟ هذا ما سيجيب عنه المقال التالي.
إذا تأملت السرعة الكبيرة التي تتطور بها الإمارات، لن يكون من الصعب عليك أن تعرف كيف وصلت إلى هذه المرحلة المتقدمة وكيف تحولت إلى بوصلة المنطقة في هذا المجال، فقد تبنت حكومة الإمارات العربية المتحدة كثير من الاستثمارات والمشاريع التي تدعم إدخال الأتمتة والروبوتات والتعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مفاصل الحياة اليومية لتقديم حياة أفضل وأكثر ذكاءً للمواطنين والمقيمين الأجانب والسياح.
على سبيل المثال فقد أعلنت دولة الإمارات عن شراكة مع شركة OpenAI مالكة ChatGPT لتمكين مواطنيها، محليين وأجانب، من استخدام خدمة Chat GPT Plus مجاناً، والتي تبلغ تكلفتها حوالي 20 دولار شهري، هذه الاستثمارات قد تبدو لك استثمارًا بسيطًا لن يُكلف مليار دولار أو أكثر، لكنه في الواقع سيكون له كلمته حيث سيحول الدولة إلى نقطة تجذب أضخم الاستثمارات المتعلقة بالتقنية في المنطقة كلها.
أمّا على المنظور الاستراتيجي بعيد المدى، فقد أطلقت الحكومة مشروع وطني متكامل يهدف إلى رفع نسبة مشاركة الذكاء الاصطناعي إلى 14% من الناتج المحلي بحلول عام 2031، وقد ساعدت عدة عناصر في دعم هذا التوجه، أهمها أنّ الذكاء الاصطناعي في الامارات أصبح جزءًا رئيسيًا في الكثير من الخدمات الحكومية وإدارة المدن والتحول الرقمي للبلاد وحلول الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والمالية والتي أصبحت قائمة على الخوارزميات والتحليلات الذكية للبيانات للخروج بنتائج أذكى وأدق.
لكن بالمقابل، خلّفت تلك الاستراتيجية الوطنية احتياجًا واضحًا إلى أشخاص يتمتعون بمهارات عملية مُتمكنة في المجال، مما أدى إلى ارتفاع نسبة التوظيف في وظائف متعلقة بالذكاء الاصطناعي وعلم البيانات بنسب تتراوح بين 15% و 20% سنويًا، كما ظهرت وظائف جديدة لم تكن موجودة سابقًا، مثل هندسة الأوامر وهندسة أدوات الذكاء الاصطناعي وإدارة منتجات الذكاء الاصطناعي وغيرها الكثير، إلى جانب الحاجة إلى أشخاص يدركون كيفية التعامل مع الأدوات الشهيرة للذكاء الاصطناعي مثل Gemini و ChatGPT Grok و DeepSeek وغيرها.
كل تلك الأسباب مجتمعة ساهمت بشكل كبير في توجيه المهنيين للاهتمام بتعلم هذه التقنيات وطرق استخدامها والاستفادة منها في المهام والوظائف اليومية لتحقيق الكفاءة ورفع مستوى الأداء.
تختلف تكاليف دورات الذكاء الاصطناعي في الامارات من مركز لآخر، لكن في المتوسط تتراوح التكاليف بين 1000 و 20,000 درهم إماراتي، يسمح هذا النطاق لكافة الأشخاص من مختلف المستويات المادية والمهنية بالتعلم والدخول إلى المجال، سواء كانوا طلاب أو مهنيين أو رواد أعمال.
ويعزى السبب في الإقبال على التسجيل في هذه الدورات إلى الفرص العديدة التي تقدمها الشركات في مختلف المجالات والقطاعات لخريجي تلك الدورات من حملة الشهادات المعتمدة والخبرة الحقيقية، بما في ذلك القطاعات الصحية والمالية والتمويل والخدمات اللوجستية ومشاريع المدن الذكية وغيرها من القطاعات التي تدعم مسار التحول الرقمي للدولة.
لا تتوقف أهمية إتمام دورات الذكاء الاصطناعي في الامارات إلى اكتساب الخبرة والمؤهلات الجديدة، بل تعتبر بمثابة منجنيق يقذفك بثقة نحو وظائف برواتب مرتفعة للغاية، إذ يبدأ الراتب الشهري للمبتدئ في مجال الذكاء الاصطناعي في دبي عادةً بحوالي 18,000 درهم إماراتي، في حين يتجاوز راتب الخبير في المجال الـ 35,000 درهم، وهي رواتب مغرية حقيقةً.

تتنوع المحاور الأساسية لدورات الذكاء الاصطناعي في الامارات وفق طبيعة الدورة وما يطلبه المُتدرب، لكن عادةً ما تتشارك جميع الدورات بمجموعة من المحاور الرئيسية، فهي تدمج بين الدراسة النظرية والتطبيقات العملية وتغطية أحدث التوجهات العالمية ذات الصلة لتقدم فهم كافٍ بأساسيات الذكاء الاصطناعي بما تحتويه من الشبكات العصبية والتعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والتعلم الخاضع للإشراف وغير الخاضع له والخوارزميات المستخدمة في تصميم الأنظمة الذكية بأنواعها المختلفة.
كما تُقدم معظم الدورات دراسات حالة من الإمارات والعالم لإجراء استقراء واقعي لبعض المواقف والحالات في مجالات الصحة والخدمات الحكومية واللوجستيات، وذلك في محاولة لربط المُتدرب بالاحتياجات الأساسية لسوق العمل، إلى جانب ذلك تتناول الدورات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لضمان الاستخدام السليم لهذه التقنيات.
بعد أن تعرفنا لماذا يُعد التسجيل في دورات ذكاء اصطناعي في الامارات ضرورة استراتيجية، علينا أن نتعرف على أكثر الدورات طلبًا الآن، تعتبر دورات علوم البيانات وتحليل البيانات والتعلم الآلي والعميق والرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي التوليدي ومعالجة اللغة الطبيعية من أكثر دورات الذكاء الاصطناعي طلبًا في الإمارات.
نحن في مركز لندن بريمير سنتر نوفر عددًا من تلك الدورات التدريبية المتخصصة عبر مراكزنا الإقليمية المنتشرة حول العالم، نحن موجودون في كل من دبي ولندن وباريس والقاهرة وإسطنبول وكوالالمبور وأمستردام وبرشلونة، لذا سارع بالتسجيل في واحدة من دوراتنا في الذكاء الاصطناعي وعزّز مهاراتك لتكون مستعدًا لوظائف المستقبل، إن كنت خارج تلك المدن أو من أصحاب الجداول المزدحمة، لا تقلق يمكنك التسجيل في أي دورة منها عن بُعد (أونلاين) وتابع رحلة تعليمك وتطوير ذاتك.
من بين تلك الدورات انتقينا لك دورتين متميزتين يمكنهما نقلك إلى مستوى أعلى من الخبرة والمهارة، وهما:
تهدف دورة الذكاء الاصطناعي للأعمال التجارية والمؤسسات إلى معالجة جانب محوري من استخدام المؤسسات لتطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، فهي تساعد المتدربين على الاستخدام الأمثل للبيانات، سواء كانت مهيكلة أو غير مهيكلة، لتحسين القرارات وخفض التكاليف وتحقيق أهداف المؤسسة وضمان ريادتها.
فهي تسلط الضوء على مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي و الخوارزميات المستخدمة في تصميم أنظمته وتشرح كيفية إعداد مشاريع الذكاء الاصطناعي وتشغيلها والتواصل باحترافية مع متخصصي البيانات.
تمتد دورة التقنيات المُتقدمة في تحليل البيانات على مدى خمسة أيام من التعليم المُركز لتقديم فرصة ذهبية للمشاركين تساعدهم في تعزيز مهاراتهم في تحليل البيانات الحديثة والاستثمار بها لدعم عملية صناعة القرار في أي شركة، من خلالها سيتعرف المشاركين على حزمة من الأدوات والتقنيات المتقدمة مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية وتحليل السلاسل الزمنية والتحليل وفق نظرية بايز باستخدام Python وSpark MLlib و Scikit-learn.
كما تًركز الدورة على تعليم المتدربين كيفية تحويل البيانات الضخمة من عبء ثقيل إلى رؤى عملية قابلة للتطبيق داخل مؤسساتهم، مع منحهم فرصة تطوير مهارات اكتشاف الأنماط والشذوذات وتصميم نماذج التنبؤ بطريقة دقيقة، بما يضمن تخرج المتدرب وهو متمكن من قدراته على تقديم التحليلات بأسلوب واضح ومؤثر يدعم الابتكار والذكاء المؤسسي.
في ظل تعدد دورات الذكاء الاصطناعي في الامارات، ستجد نفسك أمامك أمام فرص واسعة لتطوير مهاراتك وإعداد مسار مهني مرموق في بيئة داعمة وتنافسية، في آن واحد، مثل الإمارات، لذا لا تتردد وسجل الآن في دورة واضمن لنفسك مقعدًا في شركات الغد.