التسجيل أثناء الحفر (LWD): أداة حاسمة في تحديد مواقع النفط والغاز

نُشِر في Apr 26, 2024 at 09:04 PM

مهدت تقنيات الحفر الحديثة الطريق أمام الشركات الرائدة ومشغلي الحفارات لاستخدام أحدث التقنيات وأكثرها كفاءة لسد حاجة سوق النفط والغاز للآبار النفطية والغازية، من بين تلك التقنيات التسجيل أثناء الحفر (Logging While Drilling) التي أحدثت ثورة في صناعة تسجيل تفاصيل المكامن وتأمينها طوال الوقت، إن كنت لا تعلم الكثير حول هذه التقنية وترغب بالاطلاع على معلومات أكثر، تابع معنا المقال التالي.

ما هو التسجيل أثناء الحفر (LWD) وكيف يتم؟ 

يشير مصطلح التسجيل أثناء الحفر إلى تكنولوجيا رائدة وعملية تطبيقية تعتمدها العديد من شركات الحفر العاملة في مجال الحفر والتنقيب حاليًا، وهي قائمة على نقل أجهزة وأدوات التسجيل إلى الباطن أسفل حفرة البئر كجزء من مكونات منظومة تجميع الحفرة السفلية، تهدف تلك العملية لتسجيل مختلف خصائص التكوينات الجيولوجية المحيطة بالقرب من حفرة البئر والمعلومات الرئيسية المتعلقة بالحفر داخل الموقع، بما ﻓﻲ ذلك ضغط مسام التربة ووزن الطين على لقمة الحفر واتجاه الثقب والمقاومة وأشعة غاما وغيرها، ومن ثمّ نقل تلك القياسات إلى منصات الحفر من أجل تسجيلهم وتخزينهم. 

تُعطي تلك البيانات الدقيقة رؤية أفضل المهندسين ومشغلي الحفارة حول طبيعة التكوين والتنبؤ بمخاطر الحفر، مما يساعدهم في تحليل القياسات واتخاذ قرارات مستنيرة وأكثر حكمة تساعدهم في إدارة خطة الحفر.

تاريخ هذه التقنية يعود لأول مرة إلى سبعينيات القرن الماضي بهدف زيادة الاستخراج والإنتاج وتقليل التكاليف، ويستخدم في التسجيل عدد من الطرق منها التسجيل بالرنين المغناطيسي النووي والكهرومغناطيسي والنووي والتسجيل الصوتي.

تُنقل القياسات إلى السطح خلال إجراء الحفر على فترات منتظمة بواسطة نبضات الطين عن بعد عبر عمود الطين أو عبر القياس الكهرومغناطيسي عن بُعد، الفرق الرئيسي بين التقنيتين أنّ نبضات الطين تُعرف بأنّها تقنية تعمل على نقل المعلومات عبر ضخ سوائل خاصة إلى الآبار عبر مواسير والتحكم بصمام موجود أسفل الحفرة للتحكم بتدفق السوائل الطينية المضغوطة، نتيجةً التدفق تتولد نبضات ضغط تُنقل عبر عينات طين للأعلى.

بينما يعمل القياس الكهرومغناطيسي عن بعد عن طريق إرسال موجات كهرومغناطيسية من جهاز إرسال خاص يوضع في الباطن ويولد موجات لنقل المعلومات إلى السطح بواسطة طبقات الأرض، تستلم إلكترونيات متخصصة في منصات الحفر النبضات أو الموجات وتحولها إلى إشارات رقمية على شكل أصفار وواحدات ليكون الحاسب قادر على فهمها وتحليلها وعرض النتائج للمختصين في مشاريع الاستكشاف لإجراء ما يلزم.

يتعاون هذا النظام مع نظام القياس أثناء الحفر (MWD) لتعزيز خدمات الحفر الأمثل، الذي يهتم بتأمين بيانات حول اتجاه الحفر في الباطن وميله والسمت، والتي لها دور كبير في تنفيذ سياسة العمل في الشركة المشغلة.

انضم إلينا للمزيد من المعلومات حول عمليات قياس وتسجيل الآبار وطرق الحفر وتقنياته وغيرها من الأمور المتعلقة بمجال الغاز والنفط، كل ما عليك الدخول إلى موقعنا الإلكتروني وتصفح دورات نفط وغاز في امستردام من بين الدورات المختلفة التي يوفرها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني حسب مجال اهتمامك، ومن ثم التقديم وحجز مقعدك على الفور للاستفادة من خدمات التدريب لدينا.  

ما الغاية من تطبيق التسجيل أثناء الحفر؟     

تُستخدم أدوات وخدمات التسجيل أثناء الحفر (LWD) في العديد من الأغراض، بما في ذلك ما يلي:

• توجيه لقمة الحفر داخل التكوينات المعقدة، وهو ما يعد مناسبًا في حالات الحفر الموجه والأفقي.  
• تقييم مدى نفاذية ومسامية التكوينات وغيرها من الخواص التي تحدد إمكانية بدء عمليات إنتاج النفط والغازات من الموقع.
• تعزيز كفاءة وجودة الحفر من خلال المساعدة في انتقاء اللقمة المناسبة والخاصة بحفر المكمن المحدد وشروط الحفر المناسبة لإنتاج أكبر كمية.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد استخدام بيانات الحفر عمال الحفارات في المشاريع بتجنب الأماكن ذات الضغط العالي التي قد تسبب انفجارات أو المنطقة ذات الطبيعة الزلزالية بما يضمن السلامة للجميع، وتجنب التنقيب والحفر في آبار الحفر التي من الممكن أن تسبب مشاكل مثل المناطق التي تحتوي على عيوب وكسور، كذلك يساعد في تحسين كفاءة الحفر وتحديد الاستراتيجية الأمثل لإستكمال وحفر البئر من خلال مساعدة عامل الحفارة في معرفة معدل الحفر اللازم ومقدار الوزن اللازم تطبيقه على رأس الحفارة وفقًا لخصائص الصخور في الباطن.

ما هي فوائد ومزايا التسجيل أثناء الحفر؟ 

تعزز عملية التسجيل أثناء الحفر (LWD) من جودة عمليات الاستكشاف والتنقيب مقارنةً بالأنظمة التقليدية التي تعتمد النظام السلكي، كما يوفر مجموعة من المزايا، منها:

• توفير معلومات لحظية:

نقل القياسات والبيانات من لقمة الحفر إلى أعلى السطح تكون بسرعة عالية وخلال فترة قصيرة للغاية، هذا له دور كبير في مساعدة مشغلي الحفارة ومهندسي المواقع للعمل على اتخاذ قرارات لحظية بخصوص العمليات والإجراءات اللازمة، وحتى تجديد الخطط  والاستراتيجيات المتبعة،وبالتالي المشاركة في تجنب وجود الأخطاء المُكلفة وتحسين كفاءة العمليات بشكل عام.

• التقليل من المخاطر: 

عند استخدام التسجيل اثناء الحفر اللاسلكي فإنّه يلغي ضرورة إخراج سلسلة الحفر  من الآبار للاطلاع وتشغيل السجلات، كما هو الحال في الأنظمة السلكية، وبالتالي التقليل من خطر التوقف وصيانة قطع المعدات وما يترتب عليها من مضاعفات أخرى قد تكون.

• الدقة في التسجيلات:

توضع معدات التسجيل أثناء الحفر داخل طوق الحفر  عادةً ضمن الآبار، الطوق عبارة عن أنبوب ذو وزن ثقيل يوضع فوق لقمة الحفر ويستخدم في تثبيت السلسلة وتقليل الوزن عن اللقمة، مما يعني الحصول على بيانات أكثر دقة من التقنيات السلكية التي توجد أدواتها عادةً أبعد من ذلك.

ختامًا، 

تطورت تقنيات التسجيل أثناء الحفر مؤخرًا وأصبحت اليوم عنصراً رئيسيًا من دورة عمل الحفارات في العديد من المواقع حول العالم على البر أو خارجه، فهي تتيح إمكانية حفر آبار أقوى وأكثر نجاحًا، على أي شركة مستثمرة في مجال النفط والغاز تحديث التقنيات المستخدمة للحفر والقياس لتحقيق نتائج عمل أفضل.