شات بوت في عالم الأعمال: فرص وتحديات عام 2025

تطور مفهوم شات بوت خلال السنوات القليلة الماضية من أداة بسيطة للرد على الأسئلة المتكررة، إلى مساعد ذكي يملك القدرة على محاكاة التفاعل البشري بدرجة مذهلة، وفي 2025، أصبح من المستحيل تجاهل تأثير الشات بوت على مختلف القطاعات، خاصةً في ظل الارتفاع الملحوظ في الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة المحادثات وتقديم الدعم المباشر للعملاء.

في هذا المقال سنقدِّمُ دليلاً شاملاً حول مفهوم شات بوت، والمجالات التي يُستخدمُ بها، وبعض التحديات المشهورة التي تواجه، تابع القراءة لمعرفة المزيد!

ما هو شات بوت؟ ولماذا يزداد استخدامه؟

الشات بوت (chatbot) هو عبارة عن برنامج يتم دمجه في موقع أو تطبيق بهدف التواصل مع المستخدمين عبر الدردشة النصية أو الصوتية، يمكن لهذا البوت الرد على الاستفسارات، وتوفير إجابات سريعة، وشرح القواعد والخطوات الصحيحة لاستخدام خدمة أو منتج، وحتى إتمام عمليات شراء أو حجز، وكل ذلك دون تدخل بشري.

الجميل في إعدادات هذه التقنية أنها تعمل على مدار الساعة وتسمح بالتواصل عبر قنوات متعددة مثل الماسنجر (Messenger)، والواتساب (WhatsApp)، والإنستغرام دايركت (Instagram Direct)، مما يُسهم في تحسين تجربة العملاء وزيادة فعالية جميع العمليات.

مجالات استخدام شات بوت

هنا مجموعةً من أهم المجالات التي يتمُّ فيها استعمال شات بوت اليوم:

1. تعزيز التواصل وخدمة العملاء

مع تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي، أصبحت الروبوتات قادرة على استيعاب سياق المحادثة والرد بطريقة طبيعية تُشبه البشر، على سبيل المثال، روبوتات الرد الذكي مثل تشات جي بي تي (Chat GPT)، وجوجل جيميني (Google Gemini)، وكلاود (Claude)، وباتت توفر استجابات دقيقة ومدروسة تطابق استفسارات العملاء، بل وتُستخدم لبناء chats تفاعلية تُناسب حالة كل مستخدم، وهذا يمنح تجارب دعم متكاملة على منصات الواتساب (WhatsApp)، وفيسبوك ماسنجر، والموقع الإلكتروني.

ومن الجدير بذكره أنَّ مركز لندن بريميير للتدريب يقدِّمُ دورات ذكاء اصطناعي في دبي تتميزُ بما يلي:

• محتوى تدريبي حديث يغطي أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
• مدربون محترفون بخبرة عملية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية.
• دورات مرنة تناسب مختلف المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين.
• شهادات معتمدة تعزز فرص المتدرب في سوق العمل المحلي والعالمي.

2. تقليل التكلفة وزيادة العائد

من خلال أدوات مثل كوكي (AI Kuki)، وتشات هَب (Chathub)، وديب سيك (DeepSeek)، أصبح بإمكان الشركات إنشاء شات بوت بدون الحاجة إلى coding أو خبرة تقنية متقدمة، تقدِّمُ برامج شات بوت هذه نسخًا بشكلٍ مجانيٍّ أو بأسعار pricing مرنة، ما يجعلها مناسبة للمشاريع الناشئة أو حتى أصحاب المتاجر الفردية، يمكنك عبر هذه الأدوات إنشاء شات بوت يعمل مباشرة داخل متجرك على الإنترنت، وربطه بمنصات مثل إنستغرام دايركت لتلقي طلبات الشراء والرد على اسئلة المتفاعلين والعملاء بشكل تلقائي.

3. الإدارة الذكية للمحادثات وخدمة ما بعد البيع

المنصات مثل Twilio وSupsis تُتيح لك أتمتة (automate) المحادثات بالكامل، مما يعني تقليل ضغط العمل على فرق الدعم الفني، وتسريع زمن الردود على الأفراد، يمكنُ أيضًا متابعة سجل الدردشات والمحادثات، إجراء التقييم الدوري لجودة الخدمات، وتخصيص ردود مختلفة بناءً على لغة المستخدم أو نوع الخدمة المطلوبة، كل ذلك يساعدك في تنظيم وإدارة خدمتك بسهولة وفعالية.

4. دعم عمليات التسويق والمبيعات

أصبحت شات بوتات التسويق جزءًا ضرورياً من أساسيات الحملات الرقمية الحديثة؛ فهي تُستخدم في جمع البيانات، وإتاحة العروض، وإرسال الرسائل الترويجية، وحتى في تقديم توصيات ذكية للعملاء بناءً على اهتماماتهم وسلوكهم، حيثُ يمكن برمجة البوت للقيام بمحادثات (conversations) ترويجية تتضمن منتجات، أو خصومات، أو روابط مباشرة للشراء أونلاين.

إضافةً إلى ذلك، يمكن تخصيص النصوص والرسائل عبر منصات التشات بوت (chatbots platforms) مثل Rasa وChathub لتتناسب مع جمهورك وتزيد من معدلات التحويل.

5. التعليم والتدريب عبر الإنترنت

في المؤسسات التعليمية، يُستخدم الشات بوت لمساعدة الطلاب في التسجيل، تقديم الشروحات، وحل التمارين، هناك أدوات تعليمية مدعومة بالذكاء الصناعي قادرة على تقديم المحتوى التعليمي على نحوٍ تفاعليٍّ عبر تطبيقات التشات (chat app)، مع دعم النصوص وفق اللغة العربية واللغة الإنجليزية، كما يتمُّ تصميم بعض التطبيقات بحيثُ توفر إمكانية طرح الأسئلة والحصول على استجاباتٍ فورية على مدار الساعة، مما يُعزز فعالية العملية التعليمية وتوفير الوقت.

6. القطاع الصحي والخدمات الطبية

يُعدُّ الشات بوت جزءًا من تطبيقات الرعاية الصحية، حيث يمكنه حجز المواعيد، تذكير المرضى بتناول الأدوية، أو حتى تقديم نصائح أولية مبنية على الأعراض. البوت يمكن أن يعمل كـمجيب ذكي يقوم بإرشاد المستخدمين إلى الأقسام الصحيحة داخل التطبيق أو الموقع الطبي، مما يُوفر وقت الطاقم الطبي ويُحسّن من كفاءة الاستجابة.

7. الموارد البشرية والتوظيف

يمكن استعمال أنظمة الدردشة في طريق تبسيط عملية التوظيف، من خلال جمع السير الذاتية، إجراء مقابلات أولية عبر chat, والرد على أسئلة المرشحين، عدد من الشركات تستعملُ البوتات لتقديم معلومات حول خطوات التقديم على الوظائف المتاحة، وحالة الطلبات، هذا يعزز الاحترافية ويوفّر تجارب مرنة للمتقدمين.

التحديات التي تواجه استعمال الشات بوت

رغم الفوائد الكبيرة، هناك عدد من العقبات التي لا تزال قائمة مثل:

• ضعف فهم السياق البشري: لا يقدر كل روبوت دردشة على استيعاب وفهم النصوص المعقدة أو الأسئلة الخارجة عن النمط المتوقع، ما قد يؤدي إلى ردودٍ غير مطابقةٍ لما يحتاجه العميل.
• الحاجة للحفاظ على لمسة إنسانية: مهما تطورت المساعدات والروبوتات، لا يمكنها محاكاة العقل والتفاعل البشري بالكامل، لذلك، من الأفضل دائمًا توفير خيار التحويل إلى وكيل بشري عند الحاجة.
• تحديات الأمان والخصوصية: من المهم الانتباه إلى حماية بيانات الأفراد خلال الدردشات، خصوصًا في حالات الربط والتواصل عبر الإيميل (email) أو تطبيقات مثل واتساب.

يتم البحث في هذه التحديات لتطوير شات بوت أكثر ذكاءً ومرونةً في استيعاب سياق الدردشات وتوفير ردود دقيقة تُناسب احتياجات مستعملي الشات.

وفي الختام، رغم أن الشات بوت يقدِّمُ ردوداً دقيقةً وسريعةً وخدمةً على مدار الساعة، إلا أنه لا يمكنه أحيانًا التعامل مع الحالات الخاصة أو الأسئلة المعقدة، لذا اختر منصة (Platform) لإنشاء البوت بذكاء كـ مجيب أولي، ثم تأكَّد من تمرير المحادثة إلى موظف خدمة عملاء بشري إذا لزم الأمر، وهكذا تضمن أنَّ عملائك يخوضون أفضل تجارب.