تطوير التفكير الابداعي: استثمار الإبداع في تحقيق النجاح والابتكار
نُشِر في Mar 21, 2024 at 09:03 PM
التفكير خارج الصندوق هو التعبير الأمثل لتعريف التفكير الإبداعي باختصار، فهي المهارة التي يبحث عنها جميع أصحاب الأعمال ﻓﻲ مختلف المجالات والصناعات لتقديم أفكار ووجهات نظر مميزة وفريدة تدفع الأعمال للأمام بكفاءة وتعزيز النمو والابتكار.
مقالنا التالي يقدم مجموعة من الأفكار والتفاصيل حول مهارة التفكير الإبداعي وأهميتها وأنواعها وكيفية تحسينها لتحقيق أفضل نتيجة، لذا إن كنت مهتمًا تابع معنا.
ﻣﺎ هو التفكير الإبداعي (creative thinking)؟
يُعرف مفهوم التفكير الإبداعي على أنّه ممارسة أو مهارة شخصية أساسية يتمتع بها الشخص بحيث يكون قادرًا على إدراك الأفكار والأمور بطريقة فريدة ومختلفة عما يدركه الآخرون، وبالتالي ابتكار أساليب وطرق مميزة ومبتكرة لحل المشاكل وتنفيذ المهام التقليدية ومواجهة المخاطر قدر الإمكان ، بعيدًا عن الحلول المألوفة البالية، الأمر الذي يزيد من إنتاجية الفرد كشخص أو الإدارة والشركة ككل، وهو عنصر من عناصر التفكير الريادي.
يستطيع المفكر المبدع أن يفكِّر بمجموعة متنوعة وكبيرة من الأفكار في نفس الوقت والخروج بحلول مبتكرة للمشكلات التي تعترض سير العمل عن طريق إجراء عصف ذهني دقيق لجميع تفاصيلها، ومن ثمّ تجربة مدى فعاليتها، فهو ينظر إلى القصص من عدة وجهات نظر ويتأكد من تناسب أي حل مع ما يعمل عليه، أي أنه لا يخشى المخاطرة وذا قدرة عالية على تجربة أي فكرة عامة أو نشاط جديد لأنه يمتلك الثقة بنفسه وبقدراته.
ما هي الأنواع الشائعة للتفكير الإبداعي؟
يمكن التعبير عن التفكير الإبداعي في بيئة العمل من خلال العديد من الأنواع، وهي:
- التحليل:
لكي تكون قادرًا على التفكير بشيء معين بطريقة إبداعية يجب أن تفهم كل الجوانب المتعلقة به أولًا، وهذا الشيء يتطلب التأكد منها وتحليلها بعناية للاطلاع على كل تفاصيلها، أيًا كانت تلك المشكلة سواء نصًا أو مجموعة بيانات أو سياسة تسويق وغيرها يمكن استخدام المعلومات التي تم جمعها للخروج بحل مفيد.
- الانفتاح:
التفكير الإبداعي يعني الانفتاح على كل جديد والتفكير بأي قضية بعقل متفتح وبطريقة مختلفة بعيدًا عن أي تحيزات أو افتراضات شخصية.
- حل المشكلات:
لعل هذا النوع الأكثر أهميةً في التفكير الإبداعي، فهو أبرز ما يبحث عنه أصحاب الأعمال في الأفراد للمساعدة في حل أي قضية متعلقة بالعمل، الأشخاص المبدعين يفكرون مليًا في القضايا قبل طلب المساعدة، وفي حال الحاجة لذلك يمكن اقتراح حل بدلًا من عرض التحديات فحسب.
- التنظيم:
قد يكون هذا غريبًا بعض الشيء إذ عادةً ما يتسم المبدعون بعدم التنظيم، إلا أنّه في الواقع الأمر مختلف فالتنظيم عنصر أساسي من الإبداع، بالرغم من أنّ الفوضى ضرورية بعض الشيء عند تجربة أفكار جديدة لكنك بحاجة لتنظيم أفكارك لكي يستطيع الآخرون فهمها ومتابعة رؤيتك.
- التواصل:
لن يكون أي شخص قادر على فهم حلك الإبداعي أو فكرتك من دون إيصالها بواسطة طريقة فعالة، لذا فإن للتواصل دور أساسي في دعم موقف أي مفكر مبدع ويجب أن يكون الاتصال والتواصل من ضمن المهارات الشخصية لديه.
كيف يمكن تحسين التفكير الإبداعي؟
يبحث أصحاب الأعمال عن مفكرين مبدعين لتعزيز الإبداع في مؤسساتهم وتحقيق المزيد من الإيرادات، لذا عندما تبرز نفسك كمفكر مبدع ذلك من شأنه تعزيز فرصك لنيل وظيفة أعلى ضمن مؤسستك، يمكن للنصائح التالية المساعدة في ذلك.
- التفكير ضمن الصندوق:
قد تتساءل لما هذه النصيحة وقد عرفنا سابقًا التفكير الإبداعي بأنه تفكير خارج الصندوق، لكنه في بعض الحالات يكون من المفيد وضع حدود للقضايا التي تفكر بها بهدف تشجيع دماغك على التفكير بإبداع وحرية أكبر وتمتلك القدرة على توسيع نطاق تفكيرك.
- التخلص من الروتين:
يحافظ الكثير من الناس على روتين عملهم اليومي لكونهم يعتقدون بأنهم يستطيعون إنتاج أكثر من خلال ذلك، إلا أنّه حقيقةً قد يعيق الابداع، عملية تبديل الروتين ليوم أو ساعة عمل أو نوع الأعمال يمكنه تنمية أفكارك ويحفز إبداعك، قد يكون ذلك التغيير تغييرًا صغيرًا مثل المكان الذي تعمل منه أو كبيرًا مثل كيفية التعاطي مع الأشياء، ذلك سيدفعك إلى توليد طرق جديدة للتكيف مع بيئتك الجديدة.
- تحدى نفسك:
ضع سيناريوهات محتملة مختلفة لكيفية التعامل مع العملية الحالية وفقًا للظروف الطارئة السلبية أو الإيجابية، على سبيل المثال، ما كنت لتفعل لو كنت تملك موارد أقل (وقت أو مال أو خبرة) أو كان المشروع قائم في توقيت مختلف؟ امتلاك القدرة على تخيل مثل هذه الافتراضات والسيناريوهات يجبرك على أن تبحث عن حلول فريدة والتكيف مع الظروف المختلفة.
- البحث عن الإلهام:
لا يأتي التفكير الإبداعي من فقاعة، يجب السؤال بشكل دائم عن آراء وأفكار وملاحظات الآخرين والتفكير بوجهات نظر متعددة، من الضروري أن تكون فضوليًا حول كيف يفكر الآخرون بالمشكلة لأن ذلك يساعدك على الإلهام والخروج بنتائج مرضية.
كيف يمكن عرض مهارات التفكير الإبداعي خاصتك؟
بغض النّظر عن أهمية إبراز مهارات التّفكير الإبداعي لديك عند التقدم إلى وظائف جديدة، إلا أنّك لا تستطيع كتابة "متمكن من التّفكير الإبداعي" أو أي عبارة مماثلة هكذا صراحةً في سيرتك الذاتية لإظهار أنك تمتلك هذه المهارة، بل يمكن عرض قدرتك الإبداعية بطرق وأساليب أخرى للوصول إلى هدفك، مثل:
- إضافة بعض الكلمات الرئيسية التي تعبر عن إبداعك في سيرتك الذاتية وخطاب التقديم التي تعتبر مفاتيح دلالية لها، مثل "حل المشكلات".
- ضع أمثلة عن إمكانياتك الإبداعية وكيف استطعت إضافة قيمة إلى الأعمال التي سبقت وعملت معهم، مثل تطوير شيء زاد من الكفاءة أو توفير بعض المال وغير ذلك.
- تعال إلى مقابلتك مُجهزًا بعدد من الأمثلة التي تُظهر إبداعك، وهو عنصر مهم خاصةً إن كان الوصف الوظيفي يشترط التمتع بمهارات الإبداع أو التفكير الإبداعي.
إن كنت تتطلع لرفع مستوى مهاراتك الإدارية والمهنية، يمكنك الحصول على شهادة مهنية معتمدة من خلال التسجيل في دورات تدريبية في الادارة في دبي، إذ يعتبر التعليم أحد أهم مكونات الدعم الفني الأساسية لأي فرد.
ختامًا،
في ظل عالم الأعمال الحالي المتغير باستمرار والسريع الخطى، أن تكون مبدعًا وحدسيًا وتمتلك المرونة الفكرية في اجتياز أي مشكلة تعترضك أمر أساسي وعنصر مميز، لذا اصقل مهارات التفكير الابداعي لديك جيدًا واستعد للخوض في هذا العالم.
