من الفكرة إلى السوق: خطوات أساسية لنجاح تطوير المنتج


دورات تسويق في الامارات

نُشِر في Jun 04, 2024 at 08:06 PM


تظهر كل يوم منتجات وخدمات جديدة، منها ما ينجح وينتشر ومنها من يظهر ويختفي دون أن يحدث أي أثر، يعتمد الأمر على عملية تطوير المنتج (Product Development) الصحيحة، هل استطاع أصحاب تلك المنتجات والخدمات الوصول إلى خطة تطوير ناجحة أم لم يستطيعوا ذلك؟

     

لكن ماذا يُقصد بخطة تطوير المنتج ومن هم المسؤولين عن إعدادها والالتزام بها وكيف تتم عملية تطوير المنتج من الألف إلى الياء، تقدم السطور التالية توضيح لكل ذلك، تابع معنا إن كنت مهتمًا.

     

ما هو تعريف مفهوم تطوير المنتج (Product Development)؟

تطوير المنتج أو إدارة المنتجات الجديدة هي عبارة عن سياسة تنفيذية وتسويقية تتضمن مجموعة من الخطوات المتتالية التي تبدأ من تصور المنتج الجديد ومن ثمّ تصميم النماذج الأولية له وتوجيهها وتطويرها لتصبح منتجات جديدة حقيقية قابلة للتسويق على أنّها منتجات جديدة للعلامة التجارية أو كمنتجات قد تم تغيير علامتها التجارية، هي عبارة عن رحلة كاملة من الفكرة إلى المستهلك في السوق.

     

يختلف الهدف الرئيسي من نظام تطوير المنتج بحسب وجهة نظر كل من العميل والشركات، الشركات ترى هذه الاستراتيجية ضرورية من أجل زيادة حصتها في السوق والمحافظة على مكانتها والعمل على زيادتها قدر الإمكان عن طريق تلبية احتياجات المستهلكين، خاصة الشركات الصغيرة، أمّا بالنسبة للعملاء فهي ضرورة لضمان القيمة في المنتج أو الخدمة التي يشتريها.

     

تعتبر عملية تطوير المنتج نهج تعاوني يتطلب تضافر جهود الجميع بمختلف الاختصاصات للوصول إلى نتائج مرضية، بغض النظر أنّ الفرق التي تعمل على تطوير أي منتج جديد أو خدمة جديدة قد تختلف من شركة لأخرى وبحسب نوع المنتج المُطور، إلا أنّ بعض المتخصصين من بعض التخصصات الرئيسية مثل التصميم والهندسة والتسويق لهم أدوارهم الرئيسية ضمن عملية التطوير.

     

إضافةً لهؤلاء يقوم عادةً مدراء المنتجات بتشكيل فرق عمل متعددة الوظائف لدعم الفريق، يساعد أيضّا أصحاب المصلحة الآخرين في العملية من خلال مشاركتهم في القرارات الفنية والتشغيلية، كما لتعليقات العملاء دور في تعزيز وتحسين المنتجات بعد إطلاقها وطيلة دورة حياة المنتج الحالي، بحيث يتم إدخال التحسينات وفق طلب العميل لتناسب احتياجاته.

     

ما هي المراحل الرئيسية في دورة حياة تطوير المنتج؟

بالرغم من أن عملية تطوير المنتج تختلف من صناعة لأخرى، إلا أنّها تُقسم عادةً إلى سبع خطوات ومراحل أساسية، وهي:

     

- التفكير والعصف الذهني:

أمر النجاح أو الفشل كله يبدأ من هنا، في هذه الخطوة يجب على مسؤولي تطوير المنتج البدء بالتفكير وإطلاق العنان لمخيلاتهم باستخدام جلسات العصف الذهني والتفكير الإبداعي لتطوير وتوليد أفكار واستكشاف أي حلول يمكن أن تساعد بتطوير منتجات أو خدمات تلبي احتياجات العميل للخروج بفكرة المنتج النهائي الخاص بهم الذي سيتم تطويره.

     

يجب على الفريق البحث وجمع مختلف البيانات المتعلقة بالعملاء واهتماماتهم ليتمكن من توليد خارطة طريق واضحة للمنتجات التي سيتم تطويرها، يمكن لبعض العوامل مساعدتهم في ذلك مثل دراسة الجمهور العام المستهدف جيدًا والمنتجات الحالية الناجحة والمُشابهة لمنتجهم وما هي الوظائف التي سيخدمها المنتج وسيدفع الناس لشرائه.

     

تقوم بعض التحليلات بالمساعدة في هذه الخطوة أيضّا لضمان تقديم أفضل نسخة من المنتج الجديد، مثل تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات (SWOT)، أساليب العصف الذهني لها دور مهم أيضَا في المساعدة في تحسين الفكرة، مثل طريقة سكامبر (SCAMPER).

     

- إجراء أبحاث السوق:

الآن يمكن الانتقال إلى تقييم جدوى الفكرة المقترحة ومدى نجاحها من منظور السوق، بواسطة استطلاعات الرأي والمحادثات المباشرة مع المستخدمين وطرح الفكرة على الموقع الإلكتروني يمكن للفريق أخذ رؤية أوضح وجمع ما يحتاجه من معلومات وتنسيقها عن مدى تفضيل العملاء لها وهل هم مستعدون لدفع المال مقابل الحصول على مثل هذا المنتج أو الخدمة.

     

- إعداد النماذج الأولية:

إن حازت الفكرة على اهتمام الجمهور يمكن للفريق البدء في تخطيط وبناء نموذج أولي، يجب البدء بتحويل الأفكار المجمعة بالخطوة الأولى إلى نموذج حقيقي ملموس لكن بجودة منخفضة لاختبارها مع المستخدمين وجمع تعليقاتهم للقيام بأي تغيير مطلوب، يجب العودة إلى الخطوة السابقة للتأكد من رضا المستخدمين على النموذج المطروح، وتكرار ذلك قبل الانتقال للمرحلة التالية.

     

يجب إصدار النموذج على مراحل متتالية، يتيح ذلك مراجعة تعليقات الجمهور في كل مرحلة لكي يكون الفريق قادر على تحديد ما يتطلب تعديل وما يجب نسفه والبدء من جديد بدلًا من الحصول على تعليق عام على مجمل النموذج.

من الفكرة إلى السوق: خطوات أساسية لنجاح تطوير المنتج

- التسويق:

من أهم وأكثر الأمور حكمًا على المنتج الجديد بالنجاح أو الفشل، يقوم مسؤولو تطوير المنتج بوضع خطة تسويقية تشمل كافة الاستراتيجيات المناسبة للترويج والبيع مع تضمين بعض المؤشرات الرئيسية للأداء للتمكن من قياس الجهود التسويقية بمرور الزمن. 

     

معرفة المكان الملائم لإطلاق الحملات أمر مؤثر أيضَا على نجاحها، كما يجب النظر إلى ما الذي يفعله المنافسين وهل يمكن القيام به بطريقة أفضل أم لا، جميع تلك الأسئلة هي أسئلة مهمة يجب طرحها، تساعد دورات تسويق في الامارات في هذه المهمة، يمكنك مراجعة موقعنا الإلكتروني وتصفح العديد من الدورات التدريبية في مختلف المجالات.

     

- الإنشاء والتطوير:

هنا يجمع كل ما سبق معًا، بعد التأكد من صحة كل خطوة سابقة فقد حان الأوان لبناء نموذج فعلي من المنتج للبدء بطرحه في السوق، المرونة والتكرار هي الأساس في هذه المرحلة، وذلك يعني تقبل أي آراء قادمة من ملاحظات المستخدم خلال الاختبار والانفتاح على التغيير والتأكد من عمل فريق الهندسة والتصميم على تنفيذها.

     

لا يوجد سوى طريقة واحدة لذلك وهي من خلال استراتيجية الحد الأدنى للمنتج القابل للتطبيق (MVP)، وهي عبارة عن طريقة تستخدم لإنشاء منتج مجرد يتضمن الميزات الأساسية فقط لطرحه واختباره من قبل المستخدمين وإدخال أي تعديلات وتغييرات لازمة، تفيد هذه الاستراتيجية بشكل أكبر من طرح منتج مثالي وإعادة تصميمه في كل مرة.

     

- الإطلاق: 

الآن حان وقت إظهار المنتجات إلى العالم، تتطلب مرحلة الطرح والإطلاق التأكد من أنّ كل تفصيل تم إنجازه وكل شيء جاهز للحصول على بداية ناجحة، يجب إحداث أكبر قدر من الضجيج حول المنتج، لذا يجب أن تبدأ فريق العمل بإرسال تفاصيل حول المنتج للصحف والمجلات المعنية بالأمر وتنفيذ أي شيء من شأنه جعل الناس يتحدثون عن المنتج.

     

على سبيل المثال أخذ رأي الأشخاص المؤثرين أصحاب المتابعين أو إقامة عرض ترويجي للخدمات والمنتجات أو حفلة إطلاق أو توفير خصومات، كل ذلك يجب أن يتصاحب بتتبع دائم لأداء المنتج وآراء العملاء وكيفية تفاعلهم معه.

    

- التحسين: 

إنزال المنتج إلى السوق هو نهاية عملية تطوير المنتج فعلًا لكنه ليس نهاية الأعمال بالطبع، لا بدّ من متابعة ومراقبة أداء المنتج لتلافي أي مشكلة تواجه المستخدمين والأخذ بآرائهم وتعليقاتهم لتحديد مجالات التحسين الأخرى، إضافةً إلى إدخال أي ميزات جديدة تُحسن منه لزيادة قيمة المنتجات والخدمات المقدمة.

     

كيف يمكن دعم الاستدامة خلال عملية تطوير المنتج؟

موضوع الاستدامة وكيفية تحقيقها في الإنتاج موضوع شائك لدى الكثير من الشركات العالمية، إذ تزيد الرؤية غير الواضحة حول المكونات الأساسية للمنتجات والعناصر الداخلة في التصميم ذات الأداء الضعيف أو المُستهلكة للكثير من الطاقة من عرقلة الجهود التي تكون تبذلها الشركة بشأن تحقيق الامتثال البيئي وزيادة الوقت اللازم لوصول المنتجات إلى الأسواق.

     

لكن ولحسن الحظ، تسمح الحلول الرقمية المتكاملة والتكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي للشركات في إيجاد فرصة لفرق عمل تطوير المنتجات لتطوير منتجاتهم من خلال تتبع التقدم طوال مراحل العمليات، حيث تُحسن تلك الحلول من إدارة متطلبات العمليات وأنظمة التصميم وإدارة سير العمل، وكذلك تساعد في ابتكار استراتيجيات وحلول للعمل أكثر إبداعًا من الحلول القديمة المستخدمة.

     

يزيد ذلك التحسين في العمليات من إمكانية اعتماد نماذج مستدامة مبكرًا خلال مراحل تطوير المنتج، وبالتالي مساعدة المنظمة على تحفيز الابتكار وتسريع وقت تسويق المنتجات وتطوير منتجات عالية الجودة وبتكاليف أقل.

     

ختامًا،  

عملية تطوير المنتج هي منهجية تحتاج للتعلم والتدرب المستمر وكذلك للاختبار والتكرار، لكن طالما يؤخذ بعين الاعتبار المستخدمين ويتم اتخاذ القرارات بناءً لملاحظاتهم، فإنّ الفريق قادر على التحرك بفاعلية وكفاءة خلال مختلف الخطوات وسيتمكن من الخروج في حل مناسب لكل مرحلة منها وتجاوز المخاطر.