نُشِر في Nov 22, 2023 at 11:11 AM
الخطة التسويقية الناجحة هي صمام الأمان الذي يُبقي عملك في مأمن بعيدًا عن الأخطاء الجسيمة والانحراف عن المسار الصحيح الذي قد يؤدي إلى فشل المشروع حتى قبل الانطلاق به.
دون تلك الخطة، أنت أشبه بمن يرمي السهام على اللوحة بشكلٍ عشوائي ويأمل أن يُصيب الهدف، ذلك يمكن أن يتحقق لمرة أو اثنتين لكنه ليس أمرٌ مستدام، لذا في مقالنا التالي نضع بين أيديك الدليل الشامل الذي يوضح خطوات بناء الخطة التسويقية المثالية لمشروعك الناشئ من الألف إلى الياء، فتابع معنا.
بدايةً علينا أن نعرف ماذا تعني الخطة التسويقية (Marketing plan)، مفهوم الخطة التسويقية هو دليل بدء التشغيل لأي مشروع ناشئ يطمح لتحقيق النجاح وأن يكون في طليعة المشاريع الرائدة مستقبلًا، فهي تعمل على وصف الأهداف المطلوب تحقيقها وكيفية التخطيط لها وما هو الجمهور المستهدف والاتجاه الذي ستسلكه الشركة والعوامل المساعدة والاستراتيجيات المستخدمة للوصول لذلك ونقاط القوة والضعف في مشروعك، أي إنها خارطة الطريق لأي عمل.
تتضمن الخطة التسويقية الخطوط العريضة والأفكار الفردية التي تشكل إطار الخطة، بما فيها تحديد العُملاء المحتملين وقنوات التسويق المربحة والميزانية الممكن توفرها وفريق العمل المسؤول عن تطبيق بنود الخطة ومدى ملاءمة المنتج للسوق، إضافةً إلى بعض الأفكار والتكتيكات المميزة التي تميز مشروعك عن الشركات والمؤسسات المنافسة.
تحتاج لاتباع 11 خطوة للانتهاء فعليًا من بناء خطة تسويقية مثالية تضمن نجاح مشروعك الناشئ، لا تخف من الخطوات الكثيرة بل فكر بما ستحققه من نجاح في حال اتباعها جيدًا، وهي:
تعد الخطوة الأولى بمثابة حجر الأساس لأي عمل، ابدأ بمعرفة ما الغرض المراد تحقيقه من هذه الخطة التسويقية وما هي أهدافها؟ هل هو زيادة الوعي بالمنتجات التي تقدمها الشركة أم تحقيق معدل بيع أعلى أم الحصول على آراء العميل حول خدماتك؟
لا يوجد أي محددات هنا، حدد أهداف صحيحة وقابلة للتنفيذ وكيف تصل إليها وستكون في مأمن خلال وقت قصير، استخدم مؤشرات القياس الرئيسية للأداء لقياس مدى التقدم والنجاح.
الآن عليك التفكير في طبيعة الأشخاص الذين ترغب بخدمتهم بمشروعك، ما الذي يحتاجون إليه؟ وما هي المشاكل التي تواجههم؟ كيف سيكون مشروعك الحل البديل المناسب للاستغناء عن خدمات المنافسين الآخرين؟
الإجابة على تلك الاستفسارات ستساعدك في الحصول على معلومات معينة حول عملائك، سوف تعلم ما الذي يرغبون به والذي لا يحبونه، أو تعلم ما هو النطاق السعري الذي يناسبهم، جميعها تفاصيل مهمة تعتبر عناصر مساعدة في بناء استراتيجية التسويق للمشروع وتحقيق التقدم.
لا يمكن تقديم منتج جديد أو خدمة جديدة لا يحقق أي هدف أو غاية محددة للعملاء في السوق والتطلع إلى كيف سيغزو السوق ويحقق الأرباح، هذه فرضية في قمة الغباء، لذا يجب فهم السوق جيدًا قبل اتخاذ القرار بنوع المنتج أو الخدمة التي ستقدمها شركتك.
يجب أن يكون منتجك أو خدمتك قادرًا على حل مشاكل للعميل أو سد نقص ما لديه، لذا افهم عميلك وابحث عن نقاط الضعف عنده وقدم حل متميز له.
الخطة التسويقية من دون ميزانية مناسبة ستظل مجرد أمنيات واهية، لذا لا بدّ من وضع جداول زمنية تحتوي أرقام فعلية للخطة، معظم المشاريع الناشئة تبدأ بميزانيات محدودة، ذلك ليس مشكلة بل هو تحدٍ لتثبت كيف تكون قادرًا على خلق الإبداع من تلك المبالغ الضئيلة والاقتصاد قدر الإمكان منها.
يمكن قيادة الحملة التسويقية من قبلك وحسب لكن ذلك سيكون أسهل مع فريق تسويقي متميز يمدك بالمزيد من الأفكار والاقتراحات الإبداعية ويوفر عليك بذل الجهود، هذا لا يعني تعيين موظفين بدوام كامل وتكلف المزيد من التكاليف، بل يمكن الاستعانة بموظفين مستقلين والعمل عن بعد في إدارة برامج وقنوات التسويق خاصتك، يمكنهم تزويدك بخدمات مختلفة مثل كتابة المحتوى والتصميم والبحث ومختلف الخدمات الإعلانية التي تحتاجها.
تختلف الخطط التسويقية من شركة لأخرى، لكن جميعها لا بد أن تمتلك قنوات تسويق أساسية خاصة بها، وتتضمن تلك القنوات أنواع مختلفة مثل موقع الويب أو مدونة لمشاركة المعلومات حول منتجاتها مجانًا أو حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة أو بريدًا إلكترونيًا أو عن طريق حملة التسويق عبر المؤثرين.
الآن يجب دراسة كل عنصر منها لمعرفة ما أهم الطرق المتاحة وأكثرها استخدامًا من قبل عملائك، هل يبحثون على جوجل أم يفضلون قراءة المدونات؟ هل يتصفحون حساب الفيسبوك أم يشاهدون قناة اليوتيوب؟
تحدد الإجابة على تلك الأسئلة الأولويات لبرامج تسويق مشروعك الناشئ، وتذكر بأنّك لا تستطيع التواجد في كل مكان، لذا ركز على الجودة وليس كمية النشر، النشر على جميع القنوات سويةً سيؤثر سلبًا على الجودة بالتأكيد.
الاختبار ومن ثمّ الاختبار وإعادة الاختبار، مهما كانت قوة الخطة فهي ليست مثالية بشكلٍ دائم، النمو والتحسن موجود دائمًا، لذا اختبر مكونات خطتك بين الحين والآخر لمعرفة ما هو الشكل الأفضل الذي يحقق أفضل أداء، يمكن لبعض التغييرات البسيطة مثل تخطيط صفحة موقع الويب أو النصوص الموجودة فيها أن تحدث تأثيرًا هامًا.
تساعدك مراقبة مقاييس الأداء خلال تنفيذ الخطة في إجراء بعض التعديلات الهامة عليها والتي من شأنها توفير التكاليف للشركة وتعزيز أداء الأعمال، مثلًا إن كانت الإعلانات على يوتيوب ذات معدل تحويل أكبر من إعلانات لينكد إن، قمّ بنقل ميزانية لينكد إن إلى يوتيوب.
التحسين والترقية يجب أن يكونوا نهج مستمر في إدارة خطة تسويق مشروعك الناشئ بشكل دائم، حيث لا يمكن إعداد الخطة ونسيانها فالعالم في حالة تطور لحظي مستمر، لذا ابحث عن فرص للتحسين واطلب آراء عملائك حول تجارب شخصية لهم مع خدماتك ومنتجاتك، تساعد دورات تدريبية في التسويق في دبي في الاطلاع أكثر حول كيفية إعداد وتحسين الحملات التسويقية.
من الممكن أن تتغير أهدافك أو جمهورك مع الوقت، لذا خصص وقتًا لإعادة النظر بخطتك بانتظام من فترة لأخرى كل بضعة أشهر لإعادة تقييمها وما الإجراءات اللازم القيام بها، وما القنوات الممكن إضافتها أو الاستغناء عنها.
ختامًا،
مجال التسويق هو بحر من التفاصيل الدقيقة التي يمكن لأي تفصيلٍ منها مهما كان صغيرًا التأثير على نجاح المشاريع خاصةً الناشئة، لذا ضع برنامجك التسويقي بعناية ودقة وستكون على المسار الصحيح نحو النجاح.
لا يوجد مقالات