نُشِر في Nov 27, 2023 at 09:11 AM
تبرز أهمية الاستثمار في مصادر الطاقة، بأشكالها المختلفة الأحفورية والخضراء، من كونها الحبل السُري الذي يُغذي الاقتصاد العالمي بالمعنى المجازي والحرفي للكلمة، انطلاقًا من ذلك نقدم لك المقال التالي الذي يمنحك فرصة للاطلاع على أبرز الاستثمارات في قطاع الطاقة وأهميتها، تابع معنا.
تجذب مصادر اﻟﻄﺎﻗﺔ الأحفورية أعين المستثمرين وخاصةً أسهم النفط والغاز، نظرًا للعوائد العالية لها ومعدل النمو المرتفع بشكل كبير في الأوقات الجيدة التي يرتفع فيها سعر النفط الخام والغاز الطبيعي ليحقق إيرادات عالية تنعكس مكاسب جذابة على المستثمرين.
عندما ترتفع أسعار السوق تزيد التدفقات النقدية لدى شركات النفط والغاز، الأمر الذي يعطيها الفرصة للبدء باستثمارات جديدة بحفر آبار إضافية بهدف زيادة إجمالي إنتاجها، كما تستطيع الوفاء بديونها وإعادة شراء الأسهم وزيادة أرباح الأسهم، جميع ما سبق يدخل في مصلحة المستثمر في تلك المشاريع والشركات ويخلق له أرباح إضافية.
مع العلم بأنّ توزيع الأرباح في صناعة النفط والغاز يميل لأن يكون فوق الوسط، والسبب في ذلك يعود إلى كمية الأموال الكبيرة التي يمكن لشركات النفط والغاز تحقيقها في أوقات ارتفاع السوق، هذا ما يجعل الاستثمار في مصادر الطاقة الأحفورية استثمارًا ذكيًا.
يعد سوق أسهم النفط والغاز محفوفًا بالمخاطر التي من شأنها التأثير عليه، مما يجعله من الأسواق الأكثر خطرًا من بين أسواق الأوراق المالية الأخرى، تعتبر دورات تدريبية في النفط والغاز مصادر جيدة وموثوقة لمعلومات أكثر حول هذا المجال، من تلك المخاطر الرئيسية:
تشهد صناعة النفط والغاز فترات ازدهار وكساد مثله مثل أي مجال آخر، قد تكون بعض الأمور خارجة عن السيطرة، تلعب عدة عوامل في ذلك مثل الحروب والكوارث الطبيعية والصحية وغيرها المزيد.
مجال النفط والغاز مليء بحالات عدم اليقين، عندما تشتري شركة نفط أو غاز حقوق منطقة للبدء بعمليات التنقيب والاستكشاف لا تكون كامل تفاصيل المخزون المتوقع كاملة، تبدأ الشركة بالتنقيب ومن ثمّ الاستخراج ومن بعدها المعالجة والتكرير، كل ذلك دون أي عائد، لذا في حالات شراء منطقة لا يمكن إيجاد مخزون فيها تكون الخسائر ﻣﺒﺎﺷﺮة وكبيرة وتفشل عملية الاستثمار.
تواجه صناعة الغاز والنفط تحديات كبيرة بما يتعلق بقضايا البيئة نظرًا لدورهم الكبير في الاحتباس الحراري والتغير المناخي، كما تفرض البلدان على الشركات قيود كثيرة بهدف تحسين عملياتها للحد من الكربون، ومن المتوقع انخفاض الطلب عالميًا على النفط والغاز في السنين المقبلة.
المواد الأحفورية مواد سامة وقابلة للاشتعال والخطوط الناقلة لها تمتد لآلاف الكيلومترات، إضافةً إلى أنّ الآلات والمعدات المستخدمة فيها معقدة وثقيلة، توفر كافة العوامل السابقة فرص حدوث حوادث قاسية وغير محمودة النتائج في حال حدوث أي مشكلة.
مثلها مثل أي صناعة، الاستثمار الناجح في النفط والغاز يكون من خلال الاستثمار في الشركات الكبرى التي لا يمكن أن تتوقف عن العمل بسهولة ولن تفلس سريعًا عند أي أزمة أو تقلب في السعر، لكن ذلك بالمقابل لا يعني ضمان تحقيق أسهمها عائدًا مرتفعًا في المستقبل.
من الأمثلة على شركات النفط الكبرى التي تزيد استثماراتها وإيراداتها السنوية عن 100 مليار دولار شركات (TotalEnergies, ExxonMobil, Royal Dutch Shell, BP, Chevron)، ومن شركات التنقيب والإنتاج الكبيرة شركات (ConocoPhillips)، وتعتبر شركات (Kinder Morgan) أحد أكبر شركات خطوط الأنابيب وشركات (Phillips 66) من أكبر شركات التكرير.
يقال عن أي تكنولوجيا متجددة أو تقنية بديلة يمكن استخدامها كبديل لمصادر الوقود الأحفوري بمصدر طاقة أخضر، والتي تشمل الطاقات الشمسية والكهرومائية والطاقة النووية والعنفات وطاقة الرياح، إضافةً إلى بعض التقنيات الحديثة التي تدعم التحول إلى الطاقة المتجددة، مثل تقنية البطاريات المحسنة التي تساعد في صناعة السيارات الكهربائية، وكذلك الشبكات الذكية التي تحد من الاستهلاك الإجمالي للطاقة.
ازدادت الاستثمارات الدولية ﻓﻲ مشاريع الطاقة المتجددة مؤخرًا ويتوقع أن تستمر الاستثمارات مستقبلًا، فهي حل من حلول الطاقة التي تعِد بآفاق حديثة وتهدف للوصول إلى انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، الوصول إلى ذلك يتطلب مضاعفة التمويل للاستثمارات العالمية في هذا القطاع بنسبة ثلاث أضعاف الاستثمار الحالي خلال السنين القليلة القادمة، بدلًا من القطاعات التقليدية المستخدمة في توليد الطاقة .
كثير من الناس يتساءلون عن الخيار الأفضل للاستثمار بمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة المستدامة، إلا أنّ الإجابة على هذا السؤال غير محددة فعلًا، لأن الإنتاج من تلك المصادر يعتمد على العوامل الجغرافية المحلية وكذلك المناخ والطقس السائد في كل منطقة، ولكل مصدر منها مميزات وعيوب بيئية مختلفة.
تتعدد الطرق لتحقيق الربح من آفاق الطاقة المتجددة، الطريقة المباشرة بواسطة الاستثمار ضمن شركة مساهمة من الشركات الفردية التي تعمل في الطاقة البديلة، لكن الأمر قد يستغرق الكثير من الوقت حتى تجد الشركة المناسبة، علاوةً على ذلك لا تقوم معظم تلك الشركات العالمية بالإفصاح علنًا عن تداول الأسهم خاصتها، لذا عليك بالطريقة الأسهل والأكثر أمانًا وهي بواسطة صناديق اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر أو المؤشرات وهي عبارة عن صناديق مشتركة تضم أسهم عدة مشاريع وشركات معًا.
يوجد العديد من الخيارات المرتبطة بهذه الصناديق لكلٍ منها استراتيجيته المختلفة في الإدارة أو استهدافه لمؤشر مختلف للطاقة المتجددة، من تلك الخيارات صناديق الطاقة النظيفة، إذ يعتبر مصطلح الطاقة النظيفة مصطلح واسع تنطوي تحته كل مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة البديلة الجديدة، لذا يوجد مجموعة واسعة من شركات الطاقة في كل صندوق.
الصندوق الأسهل والأكثر أمانًا صندوق Invesco WilderHill Clean Energy ETF الذي يتبع له حوالي 124 شركة، وتشمل شركات Canadian Solar و First Solar Inc بقيمة سوقية تبلغ 270 مليون دولار أمريكي، بالرغم من أنّه لم يحقق أرباحه التي وعد بها لكن الصندوق بمثابة اللعبة على المدى الطويل، لا بدّ من الانتظار، من الخيارات أيضًا صندوق iShares Global Clean Energy.
تُركز بعض الصناديق على أنواع محددة مثل طاقة الشمس والطاقة الريحية، من الأمثلة عليها صندوق Invesco Solar ETF (TAN) وصندوق First Trust ISE Global Wind Energy ETF.
يتوقع أن تنمو التمويلات للقطاع الكهرومائي ويفترض أن يهيمن على السوق من حيث معدل الإنفاق لتصل إلى أعلى مستوى، على اعتبارها حالياً المصدر الأكثر استخدامًا لإنتاج الطاقة المتجددة فهي تقدم 17% من الكهرباء المنتجة في مختلف أنحاء العالم، من أبرز الشركات العاملة في هذا الاستثمار شركة التي استحوذت على الشركة الفرنسية Alstom SA الرائدة في إنتاج التوربينات الخاصة بالطاقة الكهرومائية في العالم.
بالمقابل، تركز الشركة المنافسة Siemens AG على المنشآت صغيرة الحجم للطاقة الكهرومائية، لكي لا تخسر تواجدها في السوق وتضمن عدم تفوق أي شركة عليها.
ختامًا،
بعض النظر عن مصدر الطاقة، نظيفة أم أحفورية، تبقى الطاقة حاجة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في مختلف جوانب الحياة اليومية، وبالتالي الدخول والاستثمار في أي مصدر هو استثمار جذاب وجيد.