نُشِر في Apr 27, 2025 at 09:04 PM
لا تمثِّلُ خطوات صنع القرار مجرد سلسلة من الإجراءات النظرية، بل في الواقع هي المهارة التي تُحدد جودة حياتك الشخصية ونجاحك المهني، فقد أصبح فهم مراحل اتخاذ القرار ضرورة لكل شخص يسعى لاتخاذ مراحل وخطوات محددة وواثقة، سواء في حياته اليومية أو داخل بيئة العمل.
في هذا المقال، نقدم لك دليلاً عمليًا ومبسّطًا حول خطوات صنع القرار الفعّال، بدءًا من تحديد المشكلة وحتى تنفيذ الحل وتقييم نتائجه، مع نصائح قابلة للتطبيق تدعمك في تحويل قراراتك إلى أدوات للنجاح، بثقة وتخطيط واعٍ.
يشير مصطلح خطوات صنع القرار إلى سلسلة من المراحل المنهجية التي يمرُّ بها الشخص أو الفريق من أجل الاختيار الصحيح لأي حلول ممكنة لمشكلة أو موقف معين، تتضمن هذه الخطوات عمليات تحليل دقيقة، وفهم أبعاد الموقف، وتحديد الأهداف، وتقييم البدائل، مما يساعد على اتخاذ القرار المناسب بثقة أكبر.
وفي ظل عالمنا الذي يشهد تحولات رقمية وسرعة في تبادل المعلومات، أصبحت هذه الخطوات ضرورية ضمن المنظمات والشركات، بل وحتى في القرارات الفردية، حيث أن تجاهلها قد يؤدي إلى نتائج غير محسوبة أو اختيارات لها أثر سلبي طويل المدى.
تتضمن خطوات صنع القرار ما يلي:
لا يمكن حل المشكلة دون معرفة طبيعتها؛ وهنا تكمن أهمية البداية الصحيحة، لذلك أول مهمةٍ يجبُ عليك القيام بها هي توصيف القضية أو التحدي الذي تواجهه بدقة، وتطرح أسئلة مثل ما هي الحالة التي تتطلب منك اتخاذ قرار؟ من هم الأشخاص المعنيون؟ ما العوامل المؤثرة؟
بواسطة التفكير الناقد وتحديد جذور المشكلة، يمكنك وضع أساس سليم لكل المراحل التالية، وقد تعتمد بعض المؤسسات، ضمن السياسات والقوانين الخاصة بها، على أدوات متقدمة في هذا السياق مثل تحليل "SWOT" قبل القيام بأي خطوة تنفيذية.
وضمن سياق خطوات صنع القرار، تمثِّل الدورات التدريبية التي يقدِّمها مركز لندن بريميير للتدريب، أحدث أبرز وأشهر مراكز تدريب في دبي والسعودية والعديد من دول العالم الأخرى، فرصة حقيقية لتعزيز المهارات الفردية والمؤسسية في صناعة القرار بشكل علمي ومنهجي، ومن أبرز ما تتيحه هذه الدورات:
بعد أن حددت المشكلة، تبدأ الخطوة الثانية من خطوات صنع القرار بجمع البيانات والمعلومات الضرورية لفهم أبعادها وتحليلها، وهنا لا تقتصر المعلومات على الأرقام فقط، بل تشمل أيضًا اكتشاف آراء الأطراف المعنية، والموارد المتاحة، والمعطيات ذات الصلة بالقرار.
في هذا السياق، وبالإضافة إلى ماسبق، من المهم التأكد من مصداقية المعلومات ودقتها عند البحث، لأنها تشكّل الأساس الذي ستُبنى عليه البدائل الممكنة، وهنا لا يقتصر جمع ومعالجة البيانات على الجداول والإحصاءات، بل يشمل إدارة وفهم الظروف المحيطة، والنتائج المتوقعة لكل خيار.
صناعة واتخاذ القرار بدون هدف واضح يشبهان الانطلاق في طريق بلا وجهة، عليك أن تعرف ما تريد تحقيقه. هل الهدف هو معالجة مشكلة معينة؟ تعزيز أداء؟ اتخاذ خطوة توسعية في العمل؟ توجيه فريق إداري؟
كلما كان الهدف محدّداً بعمق، كان من الأسهل تقييم البدائل لاحقًا، بهذا التحديد يمكن موازنة الأولويات، خاصةً عندما تكون الموارد محدودة أو عندما تتعلق عملية اتخاذ القرار بعدة أطراف أو إدارات.
بعد تحديد الهدف بدقة، تأتي مرحلة توليد الحلول المرتبطة بالتنفيذ الفعَّال، وهي المرحلة الرابعة من خطوات صنع القرار، والمطلوب فيها أن لا تقف عند خيار واحد فقط، بل فكّر في عدة بدائل يمكن أن تحقق نفس النتيجة، فوجود أكثر من أسلوب للوصول إلى الهدف يمنحك مرونة أكبر ويزيد من احتمالية اتخاذ قرار فعّال.
في بيئات الأعمال الحديثة مثل بيئة عمل دولة الإمارات، تلجأ المؤسسات المحلية والعالمية إلى جلسات عصف ذهني جماعية تشمل أفرادًا من أقسام مختلفة لتقديم وجهات نظر متنوعة، ويمكن تفسير ومعالجة جميع الخيارات ووسائل العمل الفعالة بعناية، وطرح على نفسك أو على فريقك أسئلة مثل:
في هذه المرحلة من خطوات صنع القرار، لا بد أن تكون قد وضعت يدك على الحل الأمثل، وهنا، يبدأ دور الثقة في النفس وقدرتك على أن يتم اتخاذ القرار النهائي على نحوٍ جيدٍ، بناءً على كل ما سبق من دراسة وتقييم.
ينبغي أن تفكر بمنطق، ولكن لا تُغفل حدسك، وكن مستعدًا لتحمل مسؤولية اختيارك، كثيرًا ما يكون اتخاذ القرار هو العقبة الدائمة والأهم، وليس المراحل التي تسبقه.
لن تعني عملية اتخاذ القرار شيئًا ما لم تترجمه إلى أفعالٍ واقعيةٍ، فيتطلَّب التنفيذ الناجح:
لا تنتهي عملية اتخاذ اﻟﻘرار عند التنفيذ فقط؛ لذلك قم بمراجعة كافة النتائج بعد فترة من الزمن واسأل نفسك:
تمثل هذه الخطوة الأخيرة في خطوات صنع القرار فرصةً كاملةً للتعلم، فهي تعكس نموذج وإمكانية التطوير الذاتي الشخصي والمهني بشكلٍ كبيرٍ لجميع الموظفين، تذكّر بأنَّ القادة الناجحين هم من يتعلمون من قرارات سابقة قاموا باتخاذها، سواءً أكانت بسيطة أم معقدة، وسواء نجحت أو لم تحقق النتائج المتوقعة.
وفي الختام، سواء كنت مديرًا تنفيذيًا في إحدى الشركات، أو طالبًا جامعيًا في بداية طريقه، أو حتى رب أسرة يتعامل مع مواقف يومية، فإنَّ اتِّباع خطوات ﺻﻨﻊ القرار سيمكنك من التعامل مع التحديات بثقة ووعي وبأقل جهودٍ مبذولةٍ، تأكَّد أنَّ القرارات ليست عبئًا، بل فرصة لتوجيه حياتك بالشكل الذي تريده، الآن اصنع قرارك بنفسك… واصنع قرارك بذكاء!