نُشِر في Feb 21, 2023 at 04:02 PM
لم يعد بناء القرارات المستقبلية تبعًا لنتائج التنبؤ الاستراتيجي أمرًا كماليًا، إنما أصبح حاجةً ملحَّةً لها تأثير بالغ على توجه المؤسسات والشركات نحو التقدم أو التراجع، وذلك في ظل التحول التكنولوجي الذي نشهده.
أي أنك وإن كنت تتطلع إلى عدم الفشل في اتخاذ القرار المستقبلي الأنسب الذي يصبُّ في مصلحة شركتك فلا بدَّ لك من الامتثال لبعض طرق التنبؤ والتخطيط الاستراتيجي، والتي سنتطرق إلى ذكرها مع شرحٍ موجز عن كلٍ منها في هذا المقال.
أصبحت عملية التنبؤ بالمستقبل من حيث الدراسات التابعة للإيرادات والنفقات وحتى الأزمات المالية من أهم ما يؤثر على نجاح الشركات وفشلها، وعلى الرغم من عَدم قدرة أي شخص من تأكيد احتمالية نجاح توقعاته.
إلا أنه و بواسطة طرق التنبؤ الاستراتيجي سيُمكن تحليل المخاطر المستقبلية المحتملة ووضع تخطيط أقرب للصواب فيما يخص الموضوعات الهامة في المؤسسة، إليك أنظمة وطرق التنبؤ الاستراتيجي الأساسية التي يمكنك الاعتماد عليها في وضع خطة الشركة:
يقوم مبدأ التنبؤ الكمي على التخطيط الاحتمالي استنادًا على حقائق ثابتة بشكل يجعل القرارات أو التنبؤات أقرب إلى الصواب وتشمل هذه الطريقة من طرق التنبؤ الاستراتيجي عدة أساليب:
- السلاسل الزمنية:
يتمثل هذا الأسلوب من أساليب التنبؤ الاستراتيجي الكمي في عالم الأعمال بالاعتماد على البيانات التاريخية والقياس الزمني سواء في الأحداث أو السيناريوهات التي حدثت في الماضي ومن ثم تقديم تصور عن المستقبل بناءًا عليها،
هناك عدد من المحددات أو البارامترات التي يُبنى عليها التنبؤ الكمي بحسب السلاسل الزمنية والتي يجب عليك التفكير بها عند استخدام هذه الطريقة في التنبؤ، وهي المتوسط، الاتجاه ، الأثر الدوري، الأثر الموسمي، إلى جانب العوامل العشوائية، ويكون حاصل ضرب هذه البارامترات والمعلومات السابقة هو المعبر عن القيمة التي يتم دراسة التنبؤ بناءًا عليها.
- الخط المستقيم:
إِدارة التوقعات عبر أسلوب الخط المستقيم من طرق التنبؤ الكمي تعتبر واحدة من أسهل أساليب اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ والتنبؤ بالتوقعات المستَقبلية، إذ أنها تتضمن استخدام نظم الرياضيات عندما تكون الموازنات مالية أو عند إرادة توقع نمو الإيرادات في المستقبل، لأنه سيمكنك بناء صورة مستقبلية للسنوات الثلاث القادمة تبعًا لنمو إيراداتك في السنوات الثلاث الماضية ولهذا سمي بأسلوب الخط المستقيم.
- الانحدار الخطي:
من الصعب استيعاب إمكانية الانحدار الخطي في إعداد قائمة بتوقعاتك المستَقبلية ما لم نتطرق إلى عينة منه بمثابة المثال:
بدايةً هو عبارة عن خط يُرسم بناءًا على علاقة بين متغيرين، فقد يُرسم هذا الخط بحسب متغير المبيعات ومتغير الأرباح فإن كانا يتناسبان طردًا فهذا يعني أنَّ تَوقعات شركة العمل تميل نحو السير وفق خطوات ثابتة وناجحة.
أما إن كانت المبيعات مرتفعة على سبيل المثال والأرباح منخفضة فمن المتوقع أن هناك خلل ما، ربما في زيادة مجال نفقات المنظمة بشكلٍ غير متناسب مع إيراداتها، وحيث علمت ذلك يمكنك توقع نتائج سيئة في المستقبل ما لم تتحرك نحو صياغة الحلول.
على خلاف التنبؤ الكمي، تعتبر استراتيجية التنبؤ النوعي غير دقيقة لأنها تستخدم بيانات ناعمة غير مبنية على ثوابت حقيقية أو على المعلومات المبنية على التطورات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.
أي لإنشاء الاستراتيجيات أو التَوقعات بناءًا على التنبؤ الكمي توجه عامة الشركات إلى التعرف على تقديرات الخبراء وقراءة ما يجول في ذهنهم حول المستقبل المَالي القادم تبعًا لنوع الصناعة أو التجارة.
لكن وعلى الرغم من أن اﻟﺘﻨﺒﺆ النوعي لا يورث تَوقعات قريبة جدًا إلى الصواب إلى أنه برنامج مستخدم بكثرة بالأزمات أو الكوارث وفي التَوقعات قصيرة الأمد، كأقرب مثال عليه، توقع انخفاض المبيعات والإيرادات في ظل جائحة كورونا، , وتتضمن الاستراتيجية الخاصة به نموذجين هما:
- طريقة دلفي:
يقصد بنموذج أو نظام دلفي إِعداد منظور تحليلي مبني على موضوعات وبيانات تم تجميعها من المتخصصين في بعض المجالات إلى جَانب استطلاعات الآراء ذات الأهمية في فترة معينة من الزمن ليتم بناء مجموعة قرارات في القضايا المالية للشركة.
لا سيما أن اتباع تقنيات التنبؤ المالي المبني على التحليل الاستراتيجي سيؤتي ثماره في ِإدارة الاحتياطات المالية ووضع ميزانية التسويق على سبيل المثال، وكذلك إدارة كشوف رواتب الموظفين إلا أنه يحتاج إلى منهجية واضحة لاكتساب الخبرة فيه أي لا بدَّ من الانتساب إلى بعض البرامج التدريبية المتخصصة مثل التدريب على التنبؤ أونلاين.
- البحث عن المتجر:
أي بحث السوق وبناء أهداف معينة بالاستناد عليه مثل تجريب منتج معين أو خدمة معينة في ظل ظروف معينة ومن ثم توقع أو اتخاذ إستراتيجية البيع القادمة إلا أن هذا النموذج يستغرق وقتًا طويلًا لإعداده، خاصةً أنه يجب أن يكون مبني على آراء واستطلاعات حقيقية.
ختامًا
في كثير من الأحيان يعتبر التنبؤ الاستراتيجي هو الموجه الأول لغالبية الشركات لجعلها تخطو خطواتها نحو النجاح و السيطرة على السوق التنافسية، لا سيما إن كانت الدراسة معتمدة على إحدى الطرق والنماذج المذكورة سابقًا.
أي أنه أصبح من المهم تسخير معظم الموارد البشرية في سبيل بناء توقعات مستقبلية أقرب للصواب تسهم في اتخاذ إجراءات استباقية تعود على أعمالك وشركتك بالنفع.