النظام البحري التجاري: مفهومه ودوره في تعزيز التجارة الدولية


دورات إدارة السفن والموانئ البحرية

نُشِر في Nov 30, 2024 at 09:11 PM


لطالما كانت طرق الملاحة البحرية الجسر الذي يربط القارات والدول للتبادل الحضاري والتجاري منذ العقود الأولى، ومع التطور في التجارة البحرية كان لا بدّ من وضع النظام البحري التجاري للتحكم بهذه التجارة ووضع اللائحة القانونية والمعايير الضابطة لحركتها، لكن ما مفهوم ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ التجاري البحري وما دوره في تعزيز التجارة البحرية؟

     

يتناول مقالنا التالي شرح جميع تلك التفاصيل، فتابع معنا إن كنت مهتمًا بالاطلاع ﻋﻠﻰ هذا القطاع الحيوي للسوق السعودي، هنا ستجد الشرح الوافي.     


ما مفهوم النظام البحري التجاري؟     

تعد التجارة البحرية الشريان النابض لإبقاء الاقتصاد العالمي بحالة ازدهار دائم، كونها وسيلة رخيصة نسبيًا مقارنةً بوسائل النقل الأخرى، مثل وسائل النقل البري والجوي، لنقل البضائع والسلع عبر المحيطات والبحار وتبادل الموارد بين الدول للاستمرار بالحياة، تعتبر التجارة البحرية في السوق السعودي العمود الفقري لتصدير النفط الخام والمنتجات البتروكيماوية، بالإضافة إلى المواد الواردة والصادرة المختلفة اﻟﱵ تدعم الاقتصاد الوطني.

     

مع ظهور اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺤﺮي التجاري الجديد، أصبحت هذه التجارة أكثر كفاءة وتنظيمًا في العمل، يُشكل النظام البحري التجاري هيكل عمل متكامل يشمل جميع الجوانب القانونية والتقنية والبشرية المتعلقة بالتجارة البحرية بمختلف مكوناتها وما يجوز فيها ويوضح الحقوق والواجبات لكلا طرفي العملية، يضمن ذلك بناء حركة آمنة ومستدامة للسلع والمنتجات المختلفة وفق القانون، مما يُسهم في تعزيز موقع المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية عالمية.

     

يرتبط هذا النظام بالمنظمات المتحكمة بهذه الصناعة دوليًا، مثل المنظمة البحرية الدولية (IMO) التي تعمل على وضع مبادئ ومعايير السلامة البحرية وحقوق البحارة وحماية البيئة ومحاربة الأنشطة الإجرامية التي تعترض عمليات الشحن، بما في ذلك التهريب والتجارة بالأسلحة والمخدرات والبشر وغيرها.      


ما هي مكونات النظام البحري التجاري؟     

يتكون أي نظام بحري تجاري من عدة مكونات رئيسية تعمل بتكامل تام لضمان تحقيق أهداف النظام:     


الشاحن:     

يمثل الجهة المالكة للبضائع والتي ترغب بنقلها من ميناء إلى ميناء آخر عبر البحر، سواء كانت الشحنات مواد خام للقطاع الصناعي أو الزراعي أو آلات ومعدات أو منتجات جاهزة للاستخدام لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي أو لأغراض التصدير.    


الناقل:     

يمثل الجهة الناقلة بواسطة السفن، وهو المسؤول العام عن تنفيذ عملية الشحن وتأمين ما تستلزمه من متطلبات، ﻣﻦ موانئ وسفن وقباطنة وعمال وأشخاص، نجاح العملية وفشلها متوقف على كفاءة هؤلاء وسلامة سفنهم.    


وكلاء التوريد والشحن:     

هم الوسطاء بين شركات الشحن والنقل، الوكيل هو المسؤول القانوني عن إعداد الاتفاقيات والوثائق مثل بوليصة الشحن البحري وعقود التأمين وترتيب الجداول الزمنية وفقا إلى قانون الشحن وأخذ موافقة المالكين الآخرين وضمان أنّ المستأجر والمؤجر وجميع الأطراف المعنية تخضع إلى شروط الترخيص والقوانين والاتفاقيات الدولية.     


اﻟﺴﻠﻄﺎت والهيئات الحكومية:     

هم أي مؤسسة أو هيئة تنظيمية أو هيئات تفويض تُشرف على عملية النقل البحري لضمان التزام الإدارة في القواعد والقوانين الموضوعة، مثل الهيئة العامة للموانئ ﻓﻲ السعودية التي تصدر أحكام ومبادئ خاصة تضبط هذه العمليات وكل ما يتعلق بالتجارة البحرية.     

النظام البحري التجاري: مفهومه ودوره في تعزيز التجارة الدولية

ما أهمية النظام البحري التجاري في تعزيز التجارة البحرية؟     

يلعب النظام البحري التجاري دور كبير في تعزيز التجارة البحرية العالمية كونه المنقذ الذي يضع الضوابط والقوانين الصارمة لضبط العمليات والأنشطة المختلفة ذات الصلة ومنع الجرائم والعمليات الخارجة عن اﻟﻘﺎﻧﻮن، ضمان سلامة وأمن كل خطوة من خطوات التجارة البحرية سينعكس إيجابًا عليها ويعمل على تحسينها وزيادتها.

     

وبالتالي، يدعم اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﺣري اﻟﺗﺟﺎري استمرارية الإنتاج والتبادل التجاري بين الدول، مما يدعم الجانب الاقتصادي للدول، لا سيما أنه ومن خلال التجارة البحرية تتم عمليات التصدير والاستيراد للموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن أو المنتجات المصنعة والمواد الغذائية، يتميز النقل البحري بتوفير قدرة هائلة على التعامل مع مختلف أحجام الشحنات والبضائع مهما كانت، ولهذا هو الخيار الأول للتجارة الدولية.

     

في ضوء ذلك، يُسهم النظام البحري أيضًا في تحسين جودة الحياة بشكل غير مباشر، بواسطة تنظيم عملية التجارة المسؤولة عن توفير الخدمات والسلع اللازمة للناس للعيش وبأسعار مناسبة، كذلك يُعزز بطريقةٍ ما من العلاقات بين الدول، فهو يسمح بتبادل الموارد والتكنولوجيا بين الدول بسهولة، وبالتالي له أهمية في تحقيق الازدهار المشترك والتنمية المستدامة.     


ما هي أهم التحديات التي تواجه النظام البحري التجاري؟    

على الرغم من الأهمية الكبيرة للنظام البحري التجاري، إلا أنّه يواجه عدد من التحديات التي تحتاج إلى تعاون دولي عام من أجل دراسة حلول مبتكرة ووضع استجابات سريعة فعالة للتعامل معها، مثل:   


القرصنة البحرية والإرهاب:

تُشكل هجمات القراصنة أو الحروب أو التوترات الإقليمية تهديد مباشر على سلامة السفن والنظام التجاري البحري، وبالتالي يجب تعزيز التدابير الأمنية وضمان التزام الجميع بالقوانين المعمول بها وكيف يكون حق التصرف في مثل هذه الحالات.     


الأحوال الجوية:

يمكن أن تؤثر أحوال الطقس على أوقات التسليم والاستلام، لذلك يحكم هذا النظام على مدى التزام الشركات بالتسليم في الزمان والمكان المتفق عليه ونظام النقل لضمان تجارة ناجحة وفق القانون.     


التجارات غير المشروعة:

يمكن أن تقوم بعض شركات الشحن بعمليات تجارية غير مشروعة أثناء الإبحار مثل تهريب الأسلحة والمخدرات والبضائع المقلدة، فيلزم على النظام أن يكون حازم في شأن مثل هذه القضايا غير القانونية والتصرف بجدية.

     

تساعد الأنظمة الحديثة والتقنيات المتطورة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مراقبة السفن للتأكد من سلامة حركتها العامة والتزامها في القوانين الخاصة بالحركة البحرية، أحد أهم وأحدث هذه التقنيات أنظمة التعريف التلقائي (AIS) التي تتيح معرفة رقم تعريف السفينة وموقعها وتاريخ مغادرتها ووصولها وجميع البيانات الأخرى المتعلقة بها، بما يضمن تسجيل جميع البيانات اللازمة لتتبع السفينة ومعرفة إن كانت دخلت إلى إحدى الموانئ المحظورة أم لا.

     

يوفر ذلك رؤية تحليلية وشاملة عن مدى سلامة السفينة وما احتمالية تورطهم في أنشطة غير قانونية، يمكنك التسجيل في أﻫﻢ دورات إدارة السفن والموانئ البحرية المقدمة من قبل مركز لندن بريمير للتدريب المهني، لتكتسب المزيد من المعلومات التفصيلية حول أحدث الأدوات والتقنيات الخاصة في مراقبة وإدارة السفن والموانئ ولوجستيات دولة العلم والميناء، سجل الآن وكن ربان رائد قادر على الإبحار بثقة في عالم البحار والتجارة.

     

ختامًا،     

يمثل الاستثمار في النظام البحري التجاري الجديد في السوق السعودي فرصة استراتيجية لتعزيز مستقبل الاقتصاد الوطني، فهو يعزز من مكانة المملكة كمنصة دولية للنقل البحري، كما أنّ التطوير في الأنظمة والممارسات المعتمدة يضمن تجارة بحرية سليمة ومستدامة تخدم المصالح الوطنية والدولية وتعود بالنفع على الجميع.