نُشِر في Sep 20, 2023 at 10:09 PM
تُعرف الوكالة الدولية للطاقة (International Energy Agency) على أنّها منظمة حكومية دولية مستقلة تهتم بكل ما يتعلق بإمدادات النفط العالمية، تعتمد المنظمة العاصمة الفرنسية باريس مقرًا لها، وتأسست بعد الاضطرابات والقلق من نقص الإمدادات النفطية العالمية.
تابع معنا في المقال التالي لتتعرف أكثر حول الوكالة الدولية للطاقة وأهدافها وهيكلها وأهم إنجازاتها، وهو واحد من مقالات النفط والغاز التي يقدمها موقعنا.
الوكالة الدولية للطاقة هي وكالة تضم عددًا من البلدان المستوردة للنفط، تأسست في عام 1974 في مدينة باريس من قِبل مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، كان السبب في تأسيسها هو الارتفاع الكبير في أسعار النفط حول العالم نتيجةً لنقص الإمدادات في عام 1973 بعد الحظر العربي لبيع النفط.
تمثل الوكالة شرطي الدفاع عن نقص الإمدادات النفطية والغاز الطبيعي وتمنع احتكارها، وقد حظيت بتفويض واسع لحماية أمن الطاقة ومناقشة القضايا المختلفة المتعلقة بالطاقة بما فيها التعاون بين الدول الأعضاء في هذا المجال، وكانت بعض النقاط محورية بالنسبة لها مثل البحث والتطوير والإمدادات طويلة الأجل وشفافية المعلومات وأمن الإمدادات والعلاقات الدولية بشأن الطاقة.
تعمل الوكالة اليوم بالاشتراك مع الحكومات والقطاعات الصناعية لتوفير مستقبل آمن ومستدام للطاقة للجميع، وذلك من خلال استمرار المحافظة على سلامة إمدادات النفط الدولية وتقديم الضمانات بإبقائها مستقرة، فهي الآن في قلب الحوار العالمي حول الطاقة، إضافةً إلى توسع أنشطتها مؤخرًا لمراقبة ودعم قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة وكيفية تعزيز استخدامها.
والوكالة تمتلك أيضًا إحصائيات وبيانات شاملة لقطاع الطاقة وجهود كفاءة الطاقة والسياسات المتبعة في هذا المجال، بالنسبة لتمويل الوكالة فهي تحصل على تمويلها من قبل الدول الأعضاء التابعة لها، إضافةً إلى بعض التبرعات من الدول غير الأعضاء والشركات المعنية وبعض التبرعات الخاصة الأخرى.
تشكلت وكالة الطاقة الدولية بدايةً بموجب اتفاقية خاصة من قبل عدد من الدول وهي: بلجيكا والنمسا وألمانيا والدنمارك وكندا وإيطاليا وإيرلندا ولوكسمبورغ واليابان والنرويج وهولندا، ثمً انضمت كل من الولايات المتحدة إسبانيا وتركيا والسويد وبريطانيا وسويسرا.
لتليها فيما بعد اليونان في عام 1976 وبعدها بعام نيوزيلندا ومن بعدها استراليا في عام 1979 والبرتغال في عام 1981، ومن ثمّ فنلندا وفرنسا في عام 1992 ومن بعدهم المجر في عام 1997 والتشيك في 2001 وكوريا في عام 2002 والجمهورية السلوفاكية في 2007 وبولندا بعدها بعام، في حين كانت آخر ثلاث دول منضمة إلى الوكالة هي إستونيا في 2014 والمكسيك في 2018 وليتوانيا في 2022.
تطالب اليوم كل من تشيلي وكولومبيا والكيان الإسرائيلي بالحصول على العضوية الكاملة في الوكالة.
كان الهدف الرئيسي من تشكيل الوكالة الدولية للطاقة هو تنسيق الاستجابة بين الدول الأعضاء في أزمات النفط العالمية، وتعمل الوكالة إضافةً إلى ذلك على ابتكار آلية لتقاسم الاحتياطات النفطية خلال أزمات الإمداد، إلى جانب التركيز على السياسات الخاصة بها والمتعلقة بالطاقة، بما فيها أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
لا يقتصر دور الوكالة على الحفاظ على وجود وثبات إمدادات النفط حول العالم وحسب بل تسعى أيضًا لتقديم كافة النصائح والمشورات لحكومات الدول من أجل تنفيذ وتطوير وقياس تأثير سياسات الكفاءة.
فضلًا عن كل ذلك ونظرًا لخطر التغير المناخي على العالم، فإن أعمال الوكالة تدعم أيضَا هذه الناحية وتسعى للحد من التغير المناخي وجميع الآثار البيئية السلبية الأخرى المترتبة عليه عن طريق عدة مبادرات بيئية.
تتعاون الوكالة مع المنظمات الأخرى من أجل بيان كافة المعلومات والبيانات والتحليلات المرتبطة بالطاقة، من تلك المنظمات مجموعة العشرين ومنتدى قيادة عزل الكربون (CSLF) والشراكة الدولية للتعاون في مجال كفاءة الطاقة (IPEEC).
بالرغم من كل تلك الجهود التي تبذلها الوكالة إلا أنها تعرضت مؤخرًا لبعض الانتقادات بسبب فشلها بالتنبؤ الدقيق بمعدل سرعة انتشار مصادر الطاقة المستدامة حول العالم، حيث ازداد استخدام تلك المصادر وخصوصًا الطاقة الشمسية بمعدل كبير جدًا لم يكن وفق التوقعات التي كانت تضعها الوكالة.
يتكون الهيكل العام لوكالة الطاقة الدولية من ثلاث هيئات رئيسية هي:
يحتوي مجلس الإدارة على ممثلين من جميع الدول الأساسية الأعضاء في الوكالة والمسؤولين عن اتخاذ القرار، يُساعد المجلس في مهامه ثلاث مجموعات دائمة والتي من شأنها التعامل مع مسائل الطوارئ والسوق النفطية والتعاونات طويلة الأجل.
بينما تقتصر مهمة لجنة الإدارة على التعامل مع قضايا الطاقة والبحث والتطوير والدول غير الأعضاء، يرأس السكرتارية رئيس أو مدير تنفيذي، بغض النظر عن كل ذلك تمتلك الوكالة نظام مراقبة للواردات ونظام استجابة سريع لأي طارئ.
بالرغم من أنّ التهديدات بوجود أزمة طاقة جديدة قد انخفضت في ظل الركود العالمي الأخير الناتج عن توفر النفط وزيادة كفاءة الاستخدام إلا أنّ الوكالة تستمر بالتحذير من التراخي في المحافظة على الطاقة منذ الثمانينات.
استطاعت الوكالة التغلب على خطر حدوث أزمة نفط كبيرة في عام 1990 بعد حرب الخليج من خلال وضع خطة طوارئ بعد جولة مفاوضات تمكنت من خلالها توفير 2.5 برميلًا إضافيًا من النفط بشكل يومي لتأمين الإمدادات حتى انتهاء ما سمي حينها باسم عاصفة الصحراء.
كما اتفق وزراء الطاقة التابعين للوكالة في شهر آذار من عام 1991 على اجتماع منتظم مع نظرائهم من الدول غير الأعضاء في الوكالة لمناقشة جميع المخاطر والمخاوف البيئية وكيفية زيادة كفاءة الطاقة.
خلال السنوات الأخيرة، ازداد اهتمام وكالة الطاقة الدولية بالقضايا النووية وتقييم نتائجها، حيث تمكنت من خفض الدعم الحكومي والعام في استخدام المفاعلات النووية لتوليد الطاقة.
ختامًا،
إن كنت تبحث عن التعمق أكثر في مجال النفط والغاز فإننا نوجهك لحضور واحدة من دورات نفط وغاز أونلاين التي تضم منهجًا شاملًا وعمليًا في هذا المجال.