نُشِر في May 09, 2023 at 09:05 AM
تركز الهندسة المدنية باستمرار لتحسين الجودة والأداء في المشروعات الهندسية وأيضًا ﻓﻲ خفض التكاليف الخاصة بها، وهذا ما تهدف إليه الهندسة القيمية، والتي تركّز على تحقيق قيمة أعلى بأقل تكلفة، وذلك بواسطة اتباع نهج خاص بها. وهذا ما جعل تطبيق منهجية الهندسة القيمية عملية أساسية ضمن أعمال المشاريع.
تعرف تقنية الهندسة القيمية بأنها أسلوب عمل جماعي منظم يهدف إلى تخفيض تكاليف الموارد الضرورية مع مراعاة تحسين الأداء والجودة، وذلك ﻣﻦ خلال تحليل مواصفات البناء والمعدات اللازمة.
إذ وباستخدام الهندسة القيمية، يتم العمل على دراسة المشروع بدقة عن طريق فريق العمل، لإيجاد مجموعة من البدائل عن المواد والمعدات المختلفة، وكل ما يلزم لتنفيذ الأعمال في اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ.
ويتم ذلك بعد فحص دور كل عنصر الوظيفي مع التكلفة الخاصة بهذا العنصر، وبذلك يتم تطوير المشروعات بتكاليف أقل أو دون زيادة فيها، وهنا تبرز أهمية تطبيق الهندسة القيمية ودورها في ترشيد الموارد الخاصة بالمشاريع.
والجدير بالذكر أن الهندسة القيمية يحتاج استخدامها إلى خبرة لتنفيذها، وغالبًا ما يسعى المهندسون إلى الخضوع لبعض من دورات تدريبية في الهندسة المدنية في دبي أو غيرها، من أجل تطبيق الهندسة القيمية بشكل منظّم.
كما أضاف مجال الهندسة القيمية تطورًا أكبر للهندسة المدنية، وإلى اليوم يستمر هذا التطور، فكما هو الحال في نمذجة معلومات البناء مثلًا، والتي أحدثت ثورة في المجال الهندسي، فإن الهندسة القيمية أيضاً ساعدت المهندسين في تطوير أداء مشاريعهم.
في الحقيقة، إن الهندسة القيمية هي ستة مراحل متتالية فقط، يتم تنفيذ وإدارة كافة المراحل بدقة من قِبل مهندسي القيمة وفريق التنفيذ، لتحقيق جميع أهداف المشروع بأقل التكاليف.
- وضع الخطط وجمع المعلومات:
يتم في هذه المرحلة تجميع كل المعلومات الخاصة بالمشروع، مثل مكوناته، والمواد اللازمة للتنفيذ، أو المنتجات اللازمة، بالإضافة إلى وظائف كل عنصر، وجميع التكاليف ذات الصلة، مع التكاليف التشغيلية وتكلفة التنفيذ، وتساعد هذه المرحلة في تحديد الوظيفة أو الهدف الرئيسي من المشروع.
- مرحلة الاستبدال:
يقوم مهندسو القيمة بتحديد العناصر التشغيلية التي يمكن استبدالها بعناصر أقل تكلفة وذات جودة مطابقة أو أعلى، بحيث يتم ذلك مع عدم التأثير على جودة المشروع، والجدير بالذكر أن الاستبدال هذا غالبًا ما يكون جزئيًا في العناصر.
- مرحلة التقييم:
تشمل هذه المرحلة توضيح الفرق بين العناصر المستبدلة والجديدة، بحيث تتم المقارنة من حيث عدة عوامل، مثل تكاليف الصيانة، والجودة، ومدى تطبيق الوظائف المرادة، مع ضمان عدم الابتعاد عن هدف المشروع الأساسي.
- مرحلة التطوير:
بعد الانتهاء من عملية التقييم والاختيار النهائي، يعمل مهندسو القيمة على تطوير تلك العناصر، بحيث يتم إجراء بعض التعديلات عليها لتكون قادرة بشكل تام على تنفيذ وظائفها المرجوة.
- مرحلة العرض:
ويتم في هذه المرحلة اجتماع مهندسي القيمة مع فريق التصميم، بحيث يشرح مهندسو القيمة لفريق التصميم عن الملاحظات والمقترحات التي درسوها، إذ لا بدّ من شرح الفوائد والخصائص التي سيحصلون عليها في التغييرات التي تم تقريرها.
- مرحلة المراجعة:
المرحلة الأخيرة يكون فريق التصميم معنيًا بها، إذ يراقبون النتائج التي يحصلوا عليها بعد تنفيذ قرارات مهندسي القيمة، وتحديد المشكلات التي يواجهونها وإبلاغ فريق مهندسي القيمة.
في الختام، أصبحت الهندسة القيمية ضرورة في كل شركة تسعى إلى تطوير مشاريعها وتحقيق أهدافها بأعلى معايير الجودة العالمية.