رؤية 2030 وتطوير الكفاءات: هل مهاراتك تواكب المستقبل؟


دورات تدريب في دبي

نُشِر في Apr 11, 2025 at 10:04 PM


في خضم التحولات الاجتماعية والاقتصادية والرقمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية برزت رؤية 2030 (Vision 2030) كخريطة طريق مثالية لإعادة تشكيل حاضر المملكة وبناء مستقبلها ليكون أكثر إشراقًا بحلول عام 2030، لا تتوقف هذه الرؤية الطموحة عند تعزيز التنمية الاقتصادية، بل تتمثل بتعزيز الكفاءة والابتكار وإعداد منظومة تعليمية ومهنية متكاملة تتماشى مع المتطلبات الحالية لهذا العصر، لكن يبقى السؤال الأهم هنا والذي يجب على كل فرد في سوق العمل سؤاله لنفسه: هل تمتلك المهارات التي تؤهلك لمواكبة هذا المستقبل؟

     

نلقي الضوء في هذا المقال على محاور رؤية 2030، وكيف يمكن لها أن تسهم بفتح الباب أمام مرحلة جديدة من تحسين المهارات الشخصية والتقنية، مع الإشارة إلى أهم الكفاءات التي يحتاجها كل شخص لضمان النجاح المهني والاستدامة في بيئة العمل الحالية سريعة التغيّر.     

رؤية 2030 (Vision 2030): من الحلم إلى خارطة طريق وطنية     

أُطلق مشروع رؤية السعودية 2030 بمبادرة من صاحب السمو ولي العهد  الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وهي استراتيجية وطنية تعكس سعي الحكومة السعودية نحو تنمية المجتمع وتحسين ملامح المملكة على مختلف المستويات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية من خلال الاستثمارات الدولية والوطنية في مشاريع تعتمد على الاستدامة والتقنية، تعتمد الرؤية الطموحة على ثلاث ركائز ومحاور رئيسية، هم:         

     

  • مجتمع نابض بالحياة: فهي تسعى إلى تعزيز نوعية وجودة حياة المواطنين والمقيمين والسياح من خلال التوسع في المشاريع السياحية الثقافية والدينية وزيادة فرص الترفيه، فعاليات الهيئة العامة للترفيه خير مثال، وتحسين أنماط الحياة الصحية لهم، كذلك تعمل على إنشاء رائد للمدن الذكية ليكونوا من بين أفضل 100 مدينة عالمية (نيوم إحداها).     
  • اقتصاد مزدهر: تهدف الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل الأساسية للمملكة، خفض الاعتماد على مصادر النفط والغاز كمورد أساسي للاقتصاد والبحث عن بدائل اقتصادية، وفتح أبواب الاستثمار وبناء شراكات مع الشركات الأجنبية في قطاعات جديدة مثل قطاعي الطاقة المتجددة والتقنية، وكذلك تسهيل عمل تلك الشركات داخل أراضي المملكة وتوفير فرص العمل للشباب السعودي الطموح من خلال دعم ريادة الأعمال والتعليم النوعي.     
  • أمة طموحة: يتمثل هذا المحور في بناء حكومة فعّالة الركيزة الرئيسية لها هي الشفافية ومكافحة الفساد، مع إطلاق مبادرات نوعية ذات فاعلية مثل "برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية" لتكون عنصرًا مساعدًا للمملكة لتحقيق مبادئ الرؤية.   

     

ولكن كل هذه الطموحات، لا يمكن أن تتحقق دون قوى بشرية تمتلك مهارات شخصية ومهنية تواكب التغيرات وشباب قوي وطموح يقود الرؤية إلى مستقبل أعلى من التوقعات على المدى البعيد.

التحدي الحقيقي: هل مهارات السعوديين تواكب طموحات رؤية 2030؟      

في خضم كل ذلك، باتت المهارات التقليدية غير كافية للنجاح المهني وتحقيق النمو والازدهار، فقد أظهر تقرير إلى أنّ ما يزيد عن 70% من الشركات العالمية قد بدأت فعليًا بتبنّي تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها، في المقابل ارتفعت نسبة الشركات التي تعتمد نظام العمل عن بُعد بشكل كامل إلى 16%، تدل هذه النسب على نقطة محورية وهي أنّ المستقبل لمن يخطو خطوة للأمام دائمًا ويُطوّر من نفسه باستمرار.

انطلاقًا من ذلك، إليك مجموعة من المهارات الضرورية لأي شخص يرغب بالاستمرار في سوق العمل الحالي وفق مستهدفات رؤية 2030:     

رؤية 2030 وتطوير الكفاءات: هل مهاراتك تواكب المستقبل؟

المعرفة الرقمية:     

من الضروري الاطلاع والمعرفة، ولو قليلًا، على كل ما يضمه السوق من أدوات تقنية، من معالجة البيانات إلى استخدام البرمجيات الحديثة، إذ أصبح إتقان الأدوات الرقمية هدف أساسي مهما كان مجال عملك لا رفاهية.     

تحليل البيانات:     

لم تعد مهمة اتخاذ قرارات قائمة على البيانات مقتصرةً على المحللين والمُختصين، بل أصبحت مهارة جاذبة تعزز من قيمة أي موظف طموح وعليه تحسينها وتطويرها، على سبيل المثال معرفة أساسيات أدوات مثل Excel و Python بات ضرورة أساسية في عصرنا الحالي.     

الذكاء العاطفي:     

النجاح والتميّز المهني لا يُقاس فقط بالإنتاجية، بل بالقدرة على فهم الذات والآخرين، أن تعلم كيف تبني علاقات عمل ناجحة يتطلب ذكاءً عاطفيًا ويخلق فرص التعاون والتعاطف والقيادة الفعالة.     

المرونة والتكيّف:     

في ظل التغيرات المتسارعة وبيئات العمل التنافسية والمتقلبة، أصبحت القدرة على التكيّف إحدى أبرز خصائص الموظف الناجح في جميع الصناعات، فالشخص القادر على تحويل التحديات إلى فرص هو الناجح اليوم.     

التفكير النقدي وحل المشكلات:     

أن تعرف كيف تستخدم عقلك بالتفكير المنطقي وتبحث عن الاستراتيجية الأمثل والحلول المبتكرة دور كبير في استمرارك في السوق، أي موظف قادر على حل المشاكل التي تعترض خطط وأهداف المشروعات بفعالية هو عنصر رئيسي لأي فريق عمل ناجح.     

الوعي بالأمن السيبراني:     

تتزايد التهديدات الإلكترونية المتمثلة بالقرصنة والهجمات السيبرانية مع ازدياد الرقمنة والاعتماد على التقنيات الإلكترونية، ومن هنا تأتي أهمية معرفة أسس الحماية الإلكترونية وكيفية التعامل مع المخاطر الرقمية بشكل استباقي.     

مهارات العمل عن بُعد:     

في عصر التحول الرقمي في السعودية والعالم ككل، أصبح العمل الهجين والعمل عن بعد من أكثر أنظمة العمل اعتمادًا اليوم في مختلف الدول والشركات المحلية والعالمية، لذلك لا بد من إتقان أدوات الاتصال الرقمية مثل Zoom و Slack وTeams بما يضمن لك الوصول لأي مكان حول العالم وتقديم الخدمات دون انقطاع.     

التعلم المستمر أساس رؤية 2030     

أحد الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030 (Vision 2030) هو تطوير وتعزيز القوة البشرية، وذلك لا يتحقق دون حكومة وطنية تدعم ثقافة التعلم المستمر، وهذا أحد الأهداف المرتبطة برؤية 2030، حيث لم يعد كافيًا اليوم حصولك على شهادة من جامعة أو دورة تدريبية واحدة، فالمهارات التي تؤهلك للعمل في أي شركة اليوم قد لا تكون كافية بعد عام أو عامين، إلا إذا واصلت التعلّم والتطوّر، نحن نشهد كل يوم ظهور استراتيجيات وتقنيات وأنماط جديدة للأعمال، ولا بدّ من الاطلاع وتعلم المزيد حولها لضمان الاستمرار.   

وعند الحديث عن أهم فرص رفع مستوى الكفاءات والخبرات للشباب في المنطقة العربية، يبرز اسم مركز لندن بريمير سنتر (London Premier Centre) كأحد أهم مراكز التدريب المهني التي تقدّم دورات تدريب في دبي أو في القاهرة في مصر، يُعرف المركز على المستوى العالمي بتقديم برامج احترافية ذات جودة عالية في مجالات الرعاية الصحية والقيادة والإدارة والموارد البشرية والمالية والمحاسبة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والتي تستهدف الأشخاص العاملين في القطاع العام والخاص لبناء جيل متمكن وجاهز للغد.     

تمتاز المناهج التدريبية بأنّها حديثة ويتم تحديثها باستمرار، وهي تركّز على التطبيقات العملية لاكتساب المهارات وتحويلها لعناصر قوة وريادة، بالتعاون مع نخبة من المدربين الخبراء، لا تقتصر الدورات على الدورات الحضورية في مكتب بل يقدم دورات أنلاين (Live online learning) لمواكبة متطلبات التعليم الحالية لهذا العصر المزدحم، ودورات التعليم الذاتي (Self-learning) والتدريب الداخلي ضمن الشركات.     

وجودنا في دبي، كونها مركزًا إقليميًا للأعمال، يُعزز من فرص تطوير الكوادر السعودية والخليجية مهنيًا، بما يتماشى مع تحقيق أهداف الرؤية 2030 في تمكين وتطوير الكفاءات البشرية، وهذا جزء من أهدافنا.

     

ختامًا،     

لا يمكننا القول عن رؤية 2030 أنّها مجرد خطة وطنية للمملكة لتعزيز مكانتها على المستوى العربي والإسلامي والعالمي خلال سنوات معدودة، بل تتجاوز ذلك فهي تمثل إطار حيوي ودعوة مفتوحة لكل فرد للاستعداد للغد، في المشهد الجديد، المهارات هي البوصلة والتطوير الذاتي هو جسر الأمان نحو الفرص، فإذا كنت ترغب في زيادة فرصتك لضمان المساهمة في هذه الرحلة، ابدأ فورًا بتقييم مهاراتك المختلفة وحدد مكامن الضعف، وابدأ رحلة التعلم والتنمية المستدامة، مستقبلك المهني لا يًصنع بالحظ، بل بالاجتهاد والاستعداد الصحيح.