التحول الرقمي في السعودية: قفزة نوعية نحو مستقبل ذكي ومستدام


دورات تدريبية في دبي

نُشِر في Feb 06, 2025 at 10:02 PM


تواصل المملكة العربية السعودية تسخير كل ما تملك من إمكانات لتنفيذ خطة التحول الرقمي في السعودية كخطوة رئيسية لتعزيز مكانتها اليوم كواحدة من أهم الدول العالمية في قطاع الابتكار الرقمي والتكنولوجيا تماشياً مع تنفيذ رؤية 2030 تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.  

     

ومع إعلان المملكة عن استضافتها للدورة الثامنة والثلاثين لقمة التحول الرقمي لعام 2025 التي تقام بالتزامن مع بدء عمل معرض التصنيع السعودي، فإنّها تعزز من فرصها للتحول، كون الحدث الذي يجمع ما يزيد عن 300 قائد ورائد أعمال وخبراء محترفين على مستوى العالم في التكنولوجيا وأدواتها للنقاش سويةً بشأن التقنيات الجديدة ومستقبلها وتطوير استخداماتها الأساسية، بما فيها الذكاء الاصطناعي وتقنية إنترنت الأشياء وتكنولوجيا الحوسبة الكمومية، يعتبر خطوة حقيقية وحاسمة تؤكد العمل الجاد للدولة في إطار التحول الرقمي، كما تعد الفعالية من أهم المعارض العالمية التي تستهدف استعراض سبل دعم تطوير البنية الرقمية والتحول الرقمي واستراتيجياته وتقديم الحلول الممكنة.

     

استثمارات ضخمة تدعم الرؤية     

وفقًا لأحدث التقارير، فقد حققت السعودية تقدمًا ملحوظًا في عملية التحول الرقمي، حيث ارتفع الإنفاق الحكومي في المجال التكنولوجي إلى 6.4 مليار دولار، فيما يشكل الاستثمار الأجنبي في الإنفاق 2.13 مليار دولار، بالمقابل تشير التوقعات أن يسهم الذكاء الاصطناعي بحوالي 135.2 مليار دولار في الناتج المحلي بحلول العام 2030، الأمر الذي يعكس اهتمام السعودية بالتحول وتعزيز التطوير الرقمي في مختلف الأعمال.

     

يمثل التنوع الاقتصادي محور الرؤية الطموحة 2030، مع التركيز على استراتيجية التطور الرقمي كمحفز أساسٍ لها، فقد برزت قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا والسياحة والترفيه وبعض المجالات الصناعية في صدارة المشهد، مدعومة من قبل استراتيجيات ومبادرات تتيح فرصًا استثمارية هائلة، بعد أن كانت على الهامش مسبقًا لعدة سنوات، من خلال ربط مختلف قطاعات السوق بالابتكار والتطوير التكنولوجي يمكن للمملكة زيادة حجم المشاريع المختصة بالمجال لضمان إنشاء اقتصاد مرن غير مسبوق ومتعدد الاستخدامات ومستعد لاحتضان العصر الرقمي الجديد بكفاءة.

   

التحول الرقمي في السعودية: قفزة نوعية نحو مستقبل ذكي ومستدام

محاور استراتيجية لدعم التحول الرقمي في السعودية     

تعمل المملكة على عدة محاور استراتيجية تهدف إلى تسريع العمليات من أجل تحقيق تحول رقمي فعال، أبرزها تعزيز الإدماج والشمول الرقمي لتقديم خدمات رقمية متكاملة للقطاعات الحكومية بالمملكة، مثل إطلاق برنامج الحكومة الشاملة الذي يسعى إلى إعادة رقمنة مختلف القطاعات لتقديم تجربة مميزة للمواطن تسمح له بالوصول إلى تطبيقات ومنصات حكومية هامة بحيث ترتبط الموارد البشرية بالحكومة بشكل مباشر.


كذلك تواصل المملكة عملها لتمكين المجتمع المحلي عبر مبادرات مثل توكلنا وأبشر التي تجعل عملية الوصول إلى الخدمات الموثوقة أسهل رقمياً، إضافةً إلى قياس التحول الرقمي من خلال تحليل البيانات المتوفرة.

     

كذلك توفير العديد من المنصات الاستشارية لتطوير المشاركة الإلكترونية للمواطنين من خلال طرح قنوات للتواصل والتعبير عن مقترحاتهم وآرائهم حول الكثير من القضايا المتعلقة بالمجتمع المحلي، وبالتالي السماح لهم بالمساهمة في صياغة السياسات والتشريعات المحلية ضمن البلاد.

     

كذلك عملت المملكة على تبني خطط وممارسات رائدة لحماية المعلومات الشخصية والخصوصية في ظل التطورات التكنولوجية وما يحيط بها من مخاطر اختراق الاتصالات والرسائل وتسريب البيانات.

     

ولعل أهم الإنجازات للحكومة في مجال التحول الرقمي اعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي طرحت خلال القمة الأولى للذكاء الاصطناعي والهادفة إلى الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى أهداف التحول الرقمي في السعودية، وتتكون من ست ركائز أساسية، وهي الطموح والمهارات والشراكات والاستثمارات والتنظيم والنظام البيئي، تطمح تلك الركائز مجتمعة لجعل المملكة من بين أفضل 15 دولة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

     

تدعم بعض المراكز التدريبية هذه المهمة عبر تقديم دورات تدريبية متميزة تساعد في تمكين مهارات الشباب الواعد ليكون قادرًا على المشاركة في تحقيق تلك الأهداف الطموحة، يعد لندن بريمير سنتر أحد تلك المراكز، فهو يقدم كورسات تعليمية فى شتى المجالات لإعداد جيل متعلم ومتمكن من مهاراته.   

 

تحديات وحلول التحول الرقمي     

بينما تسير المملكة بخطًى واثقة نحو التحول الرقمي، تواجه تحديات مثل القرصنة والاحتيال المالي، إذ تشير الأبحاث إلى تعرض 62% من المواطنين السعوديين لعمليات احتيال، لكن تسعى حكومة المملكة جاهدة لتطوير أنظمة مرنة ولوائح مبتكرة لمواجهة هذه التحديات وتجنب أي تهديد، إذ لا بدّ من تحليل خطط الآمان المعتمدة وتحسين الأمن السيبراني وتشديد الأنظمة واللوائح بهدف ضمان حماية المستخدمين.  

دور الشراكات الدولية والمحلية     

تدرك الرياض أهمية تعاون الجهات المختلفة على المستوى المحلي والدولي لتعزيز التحول الرقمي وجعله أشبه في أسلوب الحياة، الأمر الذي يمكنها تحقيقه عبر شراكات حقيقية مع أبرز الشركات المعنية بالتكنولوجيا العالمية وتفعيل دور القطاع الخاص لبناء اقتصاد رقمي متكامل وتحقيق التنمية المستدامة.

آفاق التحول الرقمي في السعودية     

تؤكد المملكة عزمها قيادة مستقبل الاقتصاد العالمي رقميًا عبر مواصلة الاستثمار الوطني في مشاريع البنى التحتية الرقمية وتنمية المهارات الوطنية عبر برامج تدريب معتمدة لتكون في مقدمة دول العالم من هذه الناحية، وذلك ممكن بواسطة دورات تدريبية في دبي التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر LPC في منطقة الشرق الأوسط، مستندةً إلى رؤية طموحة ومتكاملة تعرف كيفية الموازنة بين حماية المستخدمين والابتكار.

     

في نهاية حديثنا، ستبقى رحلة التحول الرقمي في السعودية بقيادة ولي العهد إنموذجًا حقيقيًا وطامحًا لدولة تستثمر في التقنية لتحقيق قفزة نوعية نحو اقتصاد متنوع ومستقبل ذكي ومستدام يفخر به جميع أبنائها، لكن يبقى السؤال الأهم هنا، كم يستغرق الأمر ليتم؟