الذكاء العاطفي في العمل: مهارات تُحدث فرقاً في حياتك المهنية


دورات تدريبية في دبي

نُشِر في Feb 02, 2025 at 09:02 PM


تخيل نفسك في اجتماع عمل كبير وحاسم في إحدى شركات مدينة الرياض الرائدة على مستوى العالم، وهناك قرار مصيري يجب أن يؤخذ، لكن التوتر يخيّم على الحضور، في موقف مثل هذا يبرز دور ذلك الشخص الذي يمسك بزمام الأمور بهدوء ويستمع بتركيز ويُعبّر بثقة ويحوّل الموقف المتشنج إلى فرصة للتعاون، هذا ليس سحراً، بل هو الذكاء العاطفي في العمل.

     

هذا السلاح السري الذي يُعيد صياغة قواعد النجاح في سوق العمل السعودي المتسارع هو مفتاح التميز والنجاح، حيث لم تعد الشهادات وحدها كافية أمام تحدي بناء فرق متماسكة وقادة ملهمين بل تحتاج إلى توظيف ذكائك في مشاريع التنمية داخل المملكة، تابع معنا في المقال التالي للتعرف على مفهوم الذكاء العاطفي في العمل وأهميته وغيره المزيد من التفاصيل المتعلقة بالذكاء العاطفي.

     

ما هو الذكاء العاطفي  في العمل؟      

يُشير مصطلح اﻟﺬﻛﺎء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ (EQ) في العمل إلى قدرة الفرد على إدراك عواطفه الشخصية وعواطف ومشاعر الآخرين وإدارتها بفاعلية لتحقيق أهدافٍ شخصية ومهنية، وهو على عكس الذكاء المعرفي (IQ) الذي يُقاس باختبارات ثابتة، فإنّ الذكاء العاطفي هي خبرات ومهارات قابلة للتطوير وتُسهم في تحسين العلاقة مع أصحاب المصلحة والزملاء.

     

وقد أكد دانييل جولمان في كتابه الشهير "الذكاء العاطفي" أن هذه المهارات والكفاءات لا تقل أهمية عن الذكاء التقليدي، بل قد تفوقه في تحديد مدى نجاح الأشخاص، خاصةً في مجالات مثل القيادة والعمل الجماعي، فالشخص الذي يتمتع بـEQ مرتفع يستطيع الاستجابة بهدوء للأزمات بدلاً من الانفعال والتعاطف مع زملائه والقدرة على فهم دوافعهم والتحكم بالتوتر وتحويله إلى طاقة داعمة.


لماذا يُعيد الذكاء العاطفي تشكيل مستقبل العمل؟     

بالرغم من الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء العاطفي في تحسين الحياة الشخصية، إلا أنّه عامل مهم يرتبط في تحسين وتطوير الخبرة المهنية أيضًا، ومن تلك الفوائد:


تحسين الاتصال الفعَّال:      

الكلمات تصنع الفرق، عليك أن تتخيل موظفاً يُلقي عرضاً تقديمياً أمام فريق عمل ويشعر بالتوتر الشديد، بالتأكيد الإنسان ذو الذكاء العاطفي المنخفض قد يتلعثم أو يفقد تركيزه، بينما يُدرك صاحب الذكاء المرتفع أن التوتر استجابة طبيعية فيكون قادر على التحكم فيها ويُقدِّم عرضاً واضحاً يُقنع الحضور، هنا تبرز قوة الذكاء العاطفي في أماكن العمل الذي يساعد الناس للتواصل اللفظي مع الزملاء الآخرين أو العملاء بفعالية وإيجابية.     


إدارة الصراعات:     

ردود الفعل الغاضبة كإرسال بريد إلكتروني يحمل لهجة حادة من موظف غاضب لم يشعر بالتقدير مثلًا في شركته قد يُدمر العلاقات، لكن الذكاء العاطفي يُعلِّمنا التأني في مثل هذه الحالات الخاصة، يعلمك كيفية تحديد المشاعر أولاً، ثمّ التفكير جيدًا واختيار رد فعل هادئ يُحافظ على العلاقة ويحل الموقف، وبالتالي تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة النزاع وبناء العلاقات.

     

بناء علاقات قوية مع الزملاء:     

الموظف ذو الذكاء المنخفض يعني مشاجرات وردود فعل غاضبة مع زملائه على كل مشكلة أو تحدٍ يعترض عملهم، الذكاء العاطفي يجعلك تفهم الموقف بطريقة صحيحة دون شجار أو غضب، وبالتالي تمتعك بالذكاء العاطفي يساعدك على بناء علاقة طيبة مع من حولك وفهم مشاعرهم وكيفية التعامل معهم بود لكسب صداقتهم والانطلاق سويةً لتعظيم الإنجاز المهني بشكل أكبر.

الذكاء العاطفي في العمل: مهارات تُحدث فرقاً في حياتك المهنية

ما هي مكونات الذكاء العاطفي؟     

 حدد جولمان خمس ركائز أساسية لبناء ذكاء عاطفي ناضج:

  • الوعي الذاتي: يعرف بأنه القدرة على فهم تأثير كلماتك وأفعالك على الأفراد الآخرين، على سبيل المثال عند ملاحظة أن زميلك يتجنب الحديث معك بعد نقد حاد، فإنّ تعديل بسيط على أسلوبك مستقبلاً قد يكون منقذًا للوضع.     
  • تنظيم الذات: يساعد التحكم في عواطفك خلال المواقف الصعبة، مثلًا كيف تتريث قبل الرد على شكوى عميل غاضب، في اكتساب القدرة على توجيه مشاعرك بطريقة فعالة.     
  • الدافع الداخلي: معرفة كيفية استخدام العواطف كعوامل مساعدة للوصول إلى الأهداف، مثال عند إكمال مهمة صعبة بروح إيجابية رغم التعب.     
  • المهارات الاجتماعية: من خلال فهم لغة الجسد ونبرات الصوت لقراءة مشاعر الآخرين ولفت انتباههم، على سبيل المثال تعرف كيف تدرك أن زميلك يحتاج إلى دعم أثناء أزمة شخصية.     
  • التعاطف: القدرة على وضع نفسك مكان الأشخاص الآخرين، مثلًا إعطاء القليل من الحرية في مواعيد تسليم مهمة لموظف يمر بظروف صعبة.

     

ما هي المهن التي تتطلب ذكاءًا عاطفيًا؟     

يساهم الذكاء العاطفي في بيئة العمل في تعزيز التواصل والنجاح والتعاون بغض النظر عن المنصب أو الدور الوظيفي الذي تلعبه في وظيفتك، لكن هناك بعض المهن التي تحتاج للذكاء العاطفي أكثر من غيرها، ومنها:     

  • المتخصصون في الموارد البشرية الذين يستخدمون ذكائهم العاطفي لفهم احتياجات الموظفين وحل النزاعات من مبدأ التعاطف، وكذلك اختيار المرشحين في عملية التوظيف.     
  • ممثلو خدمة العملاء الذي يستخدمونه لتحويل الشكاوى إلى فرص لبناء ولاء العملاء عبر الاستماع الفعَّال.     
  • المعلمون لكسر الحواجز العاطفية التي تعيق عملية تعلم الطلاب وما يحيط بها من ضغوط.     
  • العاملون في الرعاية الصحية لمناقشة التشخيصات الصعبة بقلبٍ إنساني. 

     

كيف تُطور الذكاء العاطفي لفريقك؟     

إن كنت قائد فريق وتحتاج لتطوير مهارات الذكاء العاطفي الخاصة بموظفيك، فإن الاستراتيجيات والإجراءات التالية قد تساعدك في تنمية هذه المهارة، وهي:     


التدريب المستمر:     

تقديم برامج تدريبية حول إدارة التوتر والوعي الذاتي، تساعد هذه البرامج في زيادة الإنتاجية وتعزيز روح العمل الجماعي ضمن الفريق، تساعد دورات تدريبية في دبي التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني بدوراته المختلفة في ذلك. 


يقدم المركز خدمات التدريب الصفي والتدريب عن بُعد (Live online learning)، كذلك خدمات التعليم الذاتي عبر منصة (Self-learning) في أهم المجالات الأساسية المطلوبة في العديد من الأعمال، قم بزيارة المركز واختر دورة من بين الخيارات المتعددة.      


التشجيع على الحوار المفتوح:    

بواسطة تنظيم جلسات أسبوعية من أجل التعرف على الصعوبات والتحديات العاطفية ومناقشتها في بيئة العمل يمكنه تعزيز ثقة الموظفين بأنفسهم ويجعلهم قادرين على مواجهة ومناقشة التحديات والقضايا التي تزعجهم في شخصيات زملائهم وتعاملهم معهم، مما يعزز الثقة بين الفريق.    

     

القدوة الحسنة:

عندما يظهر القائد تعاطفاً مع ظروف موظفيه، مثل تخفيف الضغط خلال فترات الذروة، يحفز لديهم الشعور بالتقدير ويشجع الفريق على اتباع نفس النهج، يعمل ذلك على خلق بيئة ودودة وإيجابية.

     

ختامًا،     

الذكاء العاطفي ليس مهارة أو وسيلة، بل ممارسة ضرورية وثقافة عظيمة في عصرٍ تُقاس فيه النجاحات بالأرقام وتميز طرق إدارة القادة الأذكياء، قد تفتح لك الشهادات الأبواب للعمل، لكن الذكاء العاطفـي هو ما يجعلك تُقنع الشركات بالبقاء معهم، لذا ابدأ من اليوم: استمع وتفهّم المشاعر وستجد أن التطور والنجاح ليس مجرد هدف، بل رحلة ممتعة.