قوة الذكاء العاطفي في أماكن العمل: الاستراتيجيات الرئيسية للنجاح


دورات قصيرة في الموارد البشرية دبي

نُشِر في Jul 03, 2023 at 10:07 AM


الجميع يدفع ثمن نقص الذكاء العاطفي في العمل أو حتى في حياتهم الخاصة في وقتٍ أو آخر، إذ تظهر آثار غياب الذكاء العاطفي مباشرةً في كثير من النواحي في حياتنا المهنية، الأمر الذي يُحبط عزيمة الموظفين ويظهر المشاكل.

 

لذا يجب أن يعلم جميع الأفراد دور الذكاء العاطفي في التأثير على الروتين والتفاعل اليومي ومتى يجب تحسين الذكاء لتوفير بيئة عمل أكثر مرونة وتعلم كيفية ضبط النفس، لأجل ذلك نقدم مقالنا التالي الذي يوضح كافة المعلومات التي قد تبحث عنها في هذا المجال، تابع معنا.

 

ما المقصود بالذكاء العاطفي في أماكن العمل (Emotional Intelligence in the Workplace)؟

يعرف مفهوم الذكاء العاطفي (EI) بأنه مهارة حيوية يستخدمها الأشخاص للتواصل فيما بينهم، إذ تصف هذه المهارة ﻗﺪرة اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ فهم وتحديد وإدارة وتسخير العواطف والمشاعر الخاصة به والأشخاص المحيطين به، لقد أصبح هذا المجال موضوع اهتمام الكثير من الشركات.

 

يتميز الموظف الذكي عاطفيًا بأنّ لديه فرصة أكبر للتطور الوظيفي لما يقدمه من مزايا للشركة، فهو يستطيع تحسين العلاقات الداخلية ضمن فرق العمل وفي خلق بيئة عمل إيجابية.

 

بينما يكافح الموظفون الغير أذكياء عاطفياً ليتمكنوا من التحكم بمشاعرهم، لذا غالبًا ما يكون الاندفاع في التصرف من صفاتهم دون التفكير بعواقب ذلك عليهم وعلى الآخرين من حولهم.

 

تتعدد الأمثلة العملية للذكاء العاطفي في أماكن العمل، وتشمل:

  • إعطاء رد فعل بنَّاء بدلًا من توجيه نقد شخصي.
  • دعم أي زميل في العمل عن طريق محاولة فهم مشاعره وتقليل التوتر.
  • المحافظة على الهدوء في العمل عند وجود ضغط.
  • التمتع بمهارة حل النزاعات لحل أي خلاف ينشأ بين أعضاء الفريق.
  • إعداد مكان عمل يتميز بحرية التعبير بعلانية.

لماذا يعتبر الذكاء العاطفي مهمًا في أماكن العمل؟

كما ذكرنا في التعريف، يستمد الذكاء العاطفي أهميته في أماكن العمل من القدرة على إدارة وإدراك وفهم عواطفك ومشاعرك الخاصة والقدرة على فهم مشاعر وعواطف الآخرين وإدارتها، الأمر الذي يساعد في تحقيق سعادة كبيرة ونجاح أكبر.

 

علاوةً على ذلك، تشمل أهم الأسباب الأخرى التي تجعل من الذكاء العاطفي مهمًا في أماكن العمل ما يلي:

  • إمكانية فهم التواصل الجسدي وغير اللفظي، هنا تبرز أهمية الذكاء العاطفي لإصلاح الموقف قبل وقوع مشكلة.
  • التعرف على المشاعر الذاتية وتنمية السلوك الشخصي والتركيز على الجانب الإيجابي من الأمور لمنع حدوث أي مشكلة.
  • تحسين الكفاءة، إذ تصبح عملية اتخاذ القرار أسهل وأكثر كفاءة عندما يكون الشخص متعاطفًا ومتفهمًا لمشاعر الآخرين.
  • تعزيز الحياة المهنية من خلال تعزيز مهارات القيادة التي ترتبط ارتباط مباشر مع اﻟﺬﻛﺎء العاطفي.
  • تشجيع الآخرين على تطوير مهاراتهم الشخصية لتصبح أقوى، المشاعر معدية لذا فإنّ إظهار دافع ومسؤولية من شأنّه أن يشجع بقية فريق العمل على المضي قدمًا وتطوير مهاراتهم.

قوة الذكاء العاطفي في أماكن العمل: الاستراتيجيات الرئيسية للنجاح

ما هي مكونات الذكاء العاطفي في أماكن العمل؟

قام عالم النفس دانييل جولمان في تسعينيات القرن الماضي بوضع أول تعريف للذكاء العاطفي، وبناءً عليه وضع المكونات الخمسة له، وهي:

1- الوعي الذاتي:

يقصد بالوعي الذاتي قدرة الشخص على تحديد المشاعر والمحفزات العاطفية التي تؤثر عليه، حيث يساعد ذلك في معرفة كيفية إدراك الآخرين للمشاعر الخاصة به، وكيف ينظر الزملاء أو العملاء أو المدراء إليك.

 

2- التنظيم الذاتي:

يعرف التنظيم الذاتي على أنه قدرة الشخص على التحكم في مشاعره وتعديلها بهدف خلق تأثير إيجابي أكبر، نظرًا لضرورة التحكم بالمشاعر كونها تؤثر على الآخرين بقوة، يفيد التنظيم الذاتي في أماكن العمل في الحفاظ على المظهر الاحترافي أمام الزملاء والعملاء.

 

3- الدافع:

الدافع هو مفتاح نجاح العملية، يُعرف بأنّه الرغبة بالقيام بشيء ما سواء لخدمة الذات أو الآخرين، يرتبط الدافع بالذكاء اﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ارتباطًا وثيقًا لأن الدافع الوجداني من شأنه تعزيز العواطف تجاه أي شيء، مثلًا الدافع لإكمال جميع المهام اليومية بنجاح قد تكون دافع قوي وجوهري بالنسبة لأصحاب الأعمال لكنها أيضًا رغبة ذاتية لتلبية الأهداف والاحتياجات الداخلية وتجنب الفشل.

 

4- التعاطف:

يتمثل التعاطف بالتعرف على مشاعر الآخرين وفهمها، تسمح العاطفة في تمكين التعامل مع المواقف ضمن مكان العمل بفعالية أكبر، على سبيل المثال عندما تظهر علامات استياء على زميل ما في العمل، يمكن أن يفيد التعاطف معه في التخفيف من وطأة الموقف قبل أن يصبح أكثر سوءًا.

 

5- المهارات الاجتماعية:

تعد المهارات الاجتماعية، مثل التواصل الفعال والاستماع الجيد والاحترام المتبادل، مطلب مهم للتواصل والتحدث مع الآخرين بشكل أكثر فعالية، فهي تفيد في تطوير الحياة المهنية، كما أنها أدوات أساسية للقيادة.

كيف يمكن تحسين مهارة الذكاء العاطفي في أماكن العمل؟ 

يساهم الذكاء العاطفي في تحقيق النجاح في أماكن العمل، لذا عند تحسين تلك المهارة يمكن إلهام الفريق وتطوير ثقافة عمل إيجابية للجميع، تشمل القائمة التالية على خمس خطوات لتحسين الذكاء العاطفي في أماكن العمل، وهي:

 

- تحديد نقاط الضعف:

قبل البدء بتحسين الذكاء العاطفي يجب تعيين جميع نقاط الضعف من خلال إجراء تقييم ذاتي للمشاعر والعواطف، الأمر الذي يسمح بتوجيه أفضل لفهم كيفية التواصل مع الآخرين.

 

على سبيل المثال، قد تتمتع بقدرة خارقة على مساعدة الأشخاص الذين يتكلمون عما يشعرون لكنك غير قادر على فهم الأشخاص الذين يعتمدون على لغة الجسد والتواصل غير اللفظي للتعبير عما بداخلهم، لذا يتعين عليك تطوير هذا الجانب.

 

- مراجعة تاريخ الذكاء العاطفي:

بعد الانتهاء من التقييم الذاتي يجب متابعة التحسين من خلال إجراء مراجعة لتاريخ الذكاء العاطفي لديك، تفيد العودة إلى الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني في التفكير بالطريقة التي تعاملت فيها مع مختلف المواقف.

 

يسمح ذلك في فهم الطريقة التي يجب التعامل بها مع المواقف المستقبلية المماثلة لتكن أكثر فعالية.

 

- تلقي الملاحظات:

النظر بالملاحظات وردود الفعل المقدمة من ذوي الخبرة والأشخاص الموثوقين يحسن من فهم الميول العاطفية، سيقوم هؤلاء بتقديم تصور صادق وحقيقي لما يبدو عليه الشخص كمتواصل داخل بيئة العمل والأمور السلبية التي لا يراها بنفسه.

 

لذا حاول دائمًا الطلب من أحد الاصدقاء أو أفراد العائلة إدلاء رأيه الحقيقي عن مدى سلامة الانفعالات عندما تتكلم وتتواصل مع الناس، استخدام هذه الخطوة يجعل فهم كيفية نظر الآخرين لك أسهل وما الذي يمكن القيام به لإحداث أي تغيير إيجابي.

- طلب المساعدة:

طلب المساعدة من الأشخاص الأكثر كفاءة يمكنه المساعدة في تحسين الذكاء العاطفي في أماكن العمل، من خلال إعلام هؤلاء بأنّك بحاجة للمساعدة، كذلك حاول أن تسألهم عما قد يمكنهم تقديمه لمساعدتك في تحسين مهارات القيادة والاتصال.

 

على سبيل المثال، يفيد حضور تدريب أو نشاط أو ندوة تدريبية متخصصة في ذلك، فكّر في  التسجيل في دورة من دورات قصيرة في الموارد البشرية دبي مساعدتك في ذلك.

 

- الممارسة المستمرة:

الاستمرار في ممارسة كل ما تعلمته بشكل يومي يمكنه تزويد الفرد بقائمة المجالات السلبية التي تحتاج لتحسين، ومن ثم العمل على ذلك، يمكنك القيام ببعض المهام لوحدك مثل النظر في مرآة لمراقبة تفاصيل وتعابير وجهك ولغة جسدك أثناء الحديث، أو من خلال التواصل مع أشخاص آخرين لممارسة الخطوات السابقة للتحسين في العالم الحقيقي وتعزيز الثبات الانفعالي لديك.



ختامًا،

 


الاستثمار في مجال تطوير الذكاء العاطفي لا ينعكس عليك وحدك، فالذكاء معدٍ ويلهم الآخرين من حولك للقيام بالشيء نفسه، لذا كن جديًا ﻓﻲ التفكير في تحسين ذكائك العاطفي وبذل الجهد لتعظيم أدائك المهني للنجاح وللتميّز وتجنب المشكلات في أماكن العمل.