الذكاء العاطفي في بيئة العمل: لماذا هو أهم الآن أكثر من أي وقت مضى؟


دورات تدريبية الإمارات

نُشِر في May 24, 2024 at 08:05 PM


برزت أهمية الذكاء العاطفي كعنصر حيوي في بيئة العمل بشكلٍ مؤثرٍ، وخصوصاً في الفترة الحالية التي يسودها التغيير المستمر والتحديات غير المتوقعة، ولطالما كانت المهارات العاطفية جزءًا لا يتجزأ من النجاح المهني، ولكن في ظل الظروف الحالية، مثل تداعيات جائحة كوفيد-19 والتحول نحو أنماط الأعمال المرنة، أصبح الذكاء العاطفي أكثر ضرورةً من أي وقت مضى.

 

سنسلِّط الضوء في هذا المقال على الذكاء العاطفي في بيئات الأعمال، ومدى أهميته اليوم، تابع القراءة لمعرفة المزيد!

 

ما هو الذكاء العاطفي؟

يُعرَّفُ الذكاء العاطفي باختصار بأنه القدرة على التعرف على مشاعر النفس ومشاعر الآخرين، والتحكم في العواطف، واستخدام هذه المعلومات لتوجيه التفكير والسلوك. يشمل مهارات مثل الوعي العقلي، والتحكم في الانفعالات، وفهم الدافع الشخصي، والإدراك الاجتماعي، ومهارات التعامل مع العلاقات. وقد تناوله العديد من المفكرين في كتبهم وأبحاثهم، ولعل أبرزهم دانييل جولمان في الكتاب الشهير الخاص به "الذكاء العاطفي".

 

ما أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل؟

يعد الذكاء العاطفي ركيزة أساسية في مختلف جوانب الأداء المهني، سواء على الشخص نفسه أم على الآخرين، مما يجعله مكونًا لا غنى عنه في أي بيئات عمل حديثة، إليك ما يقدم الذكاء العاطفي من أمورٍ إيجابيةٍ للجميع:

  1. تحسين التواصل: يساعد الذكاء العاطفي الأشخاص على دراسة وفهم الرسائل المُرادة وراء الكلمات، وتعزيز مهارة الاستماع، مما يعزز الاتصال الفعال داخل الفرق.
  2. إدارة النزاعات: يمكن للذكاء العاطفي أن يسهم في مساعدة الموظفين على التعامل مع النزاعات بفعالية والتوصل إلى حلولٍ تراعي مشاعر ومصالح الجميع.
  3. تعزيز العلاقات الشخصية: يشير مصطلح الذكاء العاطفي إلى ضرورة خلق وتنمية علاقات شخصية مع الآخرين، كون هذه العلاقات تساعد الإنسان على بناء والحفاظ على علاقات عمل قوية ومثمرة، وهو ما يساهم في خلق بيئات عمل مريحة ومحفزة.
  4. مواجهة مع الضغوط: يُعلِّمُ التعاطف والذكاء العاطفي الأشخاص كيفية إدارة تلك الضغوط الثقيلة التي تنشأ في العمل أو في حياة الشخص، ومواجهة مع المواقف المرهقة وفق نموذج أكثر فعالية.
  5. زيادة الرضا الوظيفي: يسهم الذكاء العاطفي في زيادة شعور الرضا والانتماء لدى الموظفين بطرقٍ عديدةٍ، مما يقلل من معدلات الدوران الوظيفي.
  6. تحفيز الفريق: يمكن للقادة الأذكياء عاطفياً أن يقدموا التحفيز اللازم لفرقهم، مما يعزز الإنتاجية ويحفز على الإبداع.
  7. مساعدة القيادة: تُعدُّ قوة الذكاء العاطفي أساسيةً للقادة لفهم كيف يؤثرون بشكل إيجابي على موظفيهم وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف.
  8. التكيف مع التغيير: يسهم الذكاء العاطفي بمساعدة الأفراد على التكيف بسرعةٍ مع التغييرات في الأعمال والمهام، مما يعزز القدرة على الاستجابة للتحديات الجديدة.
  9. الانضباط والوعي الثقافي: يعزز الذكاء العاطفي قدرة الأفراد على التفاعل بحساسية واحترام مع ثقافات وخلفيات متنوعة، وهو أمر حاسم في بيئات الأعمال العالمية.
  10. رفع الابتكار: يخلق الذكاء العاطفي بيئات تشجع على الثقة المتبادلة والدعم، مما يفتح المجال للابتكار والتجديد من قبل الفريق بأسره.


بهذه النقاط، نجد أن الذكاء العاطفي ليس مجرد مجموعة مهارات نفسية، بل هو أداة قوية لتحسين الأداء الفردي والجماعي داخل المنظمات، وتعزيز بيئات الأعمال الشاملة.

الذكاء العاطفي في بيئة العمل: لماذا هو أهم الآن أكثر من أي وقت مضى؟

ما هي أبرز استراتيجيات تطوير الذكاء العاطفي؟

لتعزيز الذكاء العاطفي والتعاطف في بيئات الأعمال، يمكن للمؤسسات والأفراد تحديد واتباع عدة استراتيجيات مدروسة لتطوير مهاراتهم الحيوية. إليك أهم خمس استراتيجيات مفصلة لتعزيز الأفكار في مجال الذكاء العاطفي لديك، وتحسين مشاعرك الذاتية وتأثيرها في بيئات الأعمال:

 

- التدريب والورش التعليمية:

تعتبر ورشة العمل والتدريب المُكثَّف من أكثر الطرق فعالية لتحسين قدرة ومهارات الذكاء العاطفي لدى الجميع. يمكن لهذه الدورة أن تقدم مفاهيم وتقنيات عملية تساعد الأفراد على اكتشاف ومعرفة عواطفهم وعواطف الآخرين والتعامل معها بالطريقة المناسبة. يشمل ذلك تعلم التواصل بفعالية والتحكم في الردود ذات الطابع العاطفي في الأوقات الأكثر عصبيةً وتوتراً.


وفي هذا السياق، تبرزُ دورات تدريبية الإمارات، والتي يقدِّمها مركز لندن للتدريب، والتي تسلِّطُ الضوء على أحدث مفاهيم واستراتيجيات الذكاء العاطفي، وتقدِّم إليكم أفضل الأساليب العملية من أجل ترقية الذكاء العاطفي لديكم.

 

- التأمل والوعي الذاتي:

يعزز التأمل والوعي القدرة على فهم العواطف، وإدارة الانعكاسات الداخلية للأشخاص. يمكن للممارسات مثل اليوغا والتأمل أن تساعد الأفراد في خلق فهم عاطفي أعمق لدوافعهم وإدارة ردود أفعالهم، مما يعزز القدرة على التحكم في العواطف والتفاعل بطريقةٍ أكثر ذكاء وفعالية مع الآخرين، وبطريقةٍ تضمن استعمال العقل والقلب معاً في حل المشكلات.

 

- طلب وتقديم التغذية الراجعة:

تعتبر التغذية الراجعة أداة قوية لتحسين الذكاء العاطفي، حيثُ يجب على الناس طلب التغذية الراجعة بانتظام من الزملاء والمديرين لإدارة وفهم كيف يُنظر إلى تفاعلاتهم وسلوكياتهم. كما يجب عليهم أيضًا تقديم تغذية راجعة بناءة للآخرين، مما يسهم في خلق بيئات عمل أكثر تعاونًا ودعمًا، وهذا يساعدك أيضاً في النجاح والتفوق على المنافسين.

 

- تطبيق الذكاء العاطفي في المواقف اليومية:

من المهم للأفراد تطبيق ما تعلموه في التدريبات الرئيسية يومياً، ينطوي ذلك على التدرب على السيطرة والتحكم بالمشاعر والعواطف خلال الاجتماعات، التفاعل الإيجابي مع التعليقات السلبية، وبناء علاقات جيدة مع الزملاء، هذا النوع من التطبيق العملي يخلق طريقاً جديداً لديهم للنظر إلى تنمية القدرة على إدارة العواطف بطريقةٍ فعالةٍ.

 

- ترقية الثقافة التنظيمية الداعمة

يلعب القادة دورًا حيويًا في ترقية ثقافة تقدر وتشجع الذكاء العاطفي، فهم يتمتعون بإمكانية وضع سياسات وممارسات تدعم الانفتاح العاطفي وتوفر المساندة اللازمة للموظفين. من خلال إنشاء بيئات تشجع على التعبير الصحي عن العواطف وتقدير التنوع في الشعور، تصبح المؤسسات أكثر تكيفًا وابتكارًا.

باتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن ترقية قدرة المؤسسات والأفراد، مما يؤدي إلى تحسين وإدارة الأداء العام وخلق بيئات عمل أكثر صحة وإنتاجية.

 

وفي الختام، الذكاء العاطفي لا يعني فقط مجرد مجموعة من المهارات الشخصية، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر تعاونًا وإنتاجية في بيئات الأعمال. في عالم يزداد تعقيدًا وتحديًا، يظل الذكاء العاطفي مفتاحًا للنجاح، وتعزيزه يعود بالفائدة على المؤسسات والمجتمعات ككل.