فن إدارة الصراع: استراتيجيات تحويل النزاعات إلى فرص


دورات تدريبية في الادارة

نُشِر في May 20, 2024 at 09:05 PM


يحدث الصراع بشكلٍ يومي أو شبه يومي مع الجميع، سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، وهنا تبرز إدارة الصراع كمفهوم يمكنه أن يقلل من الخسائر، ويحول الصراعات إلى فرص للنمو والتطور.

وفي سياق هذا المقال، نُسلِّطُ الضوء على إدارة الصراع، ومختلف أنواعه، مع توضيح دورة القيادة المؤثر في إدارة الصراعات بفعالية كبيرة.

 

ما هي أنواع الصراع الرئيسية؟

يمكن تعريف مفهوم الصراع بشكل عام على أنه تضارب الآراء أو المصالح بين الأشخاص أو الجماعات، وتلعب إدارة الصراع دورًا حاسمًا في التعامل مع هذه التضاربات بطريقة تحافظ على العلاقات وتعزز التقدم والتنمية. يمكن تصنيف الصراعات والنزاعات إلى عدة أنواع، أشهرها الأنواع الثلاثة التالية ما يلي:

- الصراع الشخصي:

تنشأ هذه الصراعات عندما تتعارض المشاعر أو القيم أو الاحتياجات بين فردين أو أكثر. عادة ما يكون هذا النوع من النزاع مشحونًا عاطفيًا وقد يؤدي إلى توترات كبيرة إذا لم يُدار بالطريقة الصحيحة. تتطلب إدارة الصراع في هذه الحالات تطوير مهارات استماع فعّال ومهارات التعاطف، حيث يساعد فهم وجهة النظر المختلفة على إيجاد حلول ترضي جميع الأطراف المعنية.

 

- الصراع التنظيمي:

يحدث هذا الصراع داخل المؤسسات والشركات وينجم عن التضارب في الأهداف أو السياسات أو الإجراءات بين أفراد أو أقسام الشركة. تعتبر إدارة الصراع التنظيمي شاملةً لعدة أمور مهمة، على سبيل المثال التحكيم والتوسط بين الأطراف لضمان التوازن والفعالية في تحقيق أهداف الشركة. ومن جهة أخرى، يجب العمل على توجيه الاستراتيجيات نحو تعزيز التعاون وتقدير المصالح التنظيمية المشتركة لجميع الجوانب والأطراف.

 

- الصراع الوظيفي:

ينشأ هذا الصراع في المؤسسات بين الأفراد أو الأقسام بسبب تضارب الأدوار أو الواجبات ضمن المنظمة. هذا النوع من الصراع قد يحدث عندما لا تكون المسؤوليات واضحة أو عندما يشعر الأفراد بأن الآخرين يتدخلون في مهامهم.

تتطلب إدارة الصراع الوظيفي التغيير في نظام العمل، حيثُ يجب توضيح الأدوار وتحديد الحدود بين الموظفين بدقة. كما يُفضل القيام بجلسات التواصل المفتوح وورش العمل التي تساعد في تعزيز الفهم المشترك للنزاعات، وتقدير مساهمات الشخص، مما يقلل الاحتكاك ويعزز السلامة الوظيفية. 



ما هي أساسيات إدارة الصراع؟

تتطلب إدارة الصراع والأزمات فهمًا عميقًا لمجموعة من المبادئ الأساسية التي تساعد في حل المشاكل بطريقة بناءة، تشملُ هذه المبادئ:

- الاتصال الفعال:

الاستراتيجية الأولى من استراتيجيات وأساسيات إدارة الصراع ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

  • الاستماع النشط: الانتباه لما يقوله الآخرون وتفهم وجهات نظرهم.
  • الوضوح في الرسائل: التأكد من أن الاتصالات واضحة وخالية من الغموض.

 

- التفاوض البنّاء:

تمثِّلُ استراتيجية التفاوض واحدة من أحجار الأساس المهمة في إدارة الصراعات بنجاح بين الأطراف المتصارعة، ويتضمن البحث عن أرضية مشتركة أو أهداف متوافقة يمكن لجميع الأطراف الاتفاق عليها، ومن ثمَّ التوصل إلى حلول خارج الصندوق ومرضية للجميع.

 

- الوساطة:

يمكن تشكيل واحدة من أفضل الوساطات لإدارة الصراع بواسطة:

  • تسهيل الحوار: توفير منطقة عملية آمنة ومحايدة للنقاش بين الأطراف المتنازعة من أجل دراسةٍ وفهمٍ أفضلٍ للنزاع.
  • تقريب وجهات النظر: مساعدة الأطراف على استعمال نمط رؤية المشكلة من وجهات نظر مختلفة، وذلك من أجل تحليل وفهم الصراع بدقة.
  • التوصل إلى اتفاق: مساعدة الأطراف على التفاوض والتوصل إلى حل يرضي كافة المعنيين، وهو من أهم أساليب الإدارة الصحيحة للصراع.

فن إدارة الصراع: استراتيجيات تحويل النزاعات إلى فرص

- الاعتراف بالتنوع:

لا يمكن إدارة الصراع بنجاح دون معرفة التنوع، ويُقصَدُ بذلك الاعتراف بالفروق الفردية والثقافية التي تؤثر على تصورات النزاعات، مع إنشاء مساحة ترحيبية تشجع كافة الأطراف على المشاركة بطريقةٍ فعالةٍ في حل الصراعات.

 

- التحكيم:

عند إدارة الصراع بين الأطراف المتخالفة يجب تعيين شخص محايد وغير متورط في الصراعات للمساعدة في الوصول إلى أحد الحلول العادلة، مع التزام كافة الأطراف بالامتثال للحلول الموضوعة من قبل الطرف أو الأطراف الخارجية المحايدة.

 

- تقنيات التهدئة:

لا يمكن النجاح بإدارة أي صراع دون التحلي بتقنيات التهدئة، والتي تتضمن:

  • التحكم في الانفعالات: تعليم المسؤولين والأطراف المختلفة كيفية ادارة ردود أفعالهم العاطفية خلال النقاشات ذات طابع التوتر، مما يحسِّن العلاقة بينهما.
  • استخدام الاستراحات: تقديم فرص للأطراف لأخذ استراحات خلال المفاوضات، وإدارة وضبط النفس، لتخفيف مستويات التوتر وتجنب التصعيد، وهو ما يؤدي إلى زيادة الصحية في جلسات الحوار.

 

- التطوير المستمر:

ويُقصَدُ بذلك تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لتعلم مهارات جديدة لإدارة الصراع بطريقة أفضل، مع تقييم الأداة والقيام بمراجعات دورية لكيفية تعامل الأطراف مع الصراعات والعمل على تحسين وتعزيز الأساليب المستخدمة، وقد يساعدك بذلك دورات تدريبية في الادارة التي يقدمها مركز لندن بريميير للتدريب.

 

تشكِّلُ كل هذه العناصر أساساً مهمًا في إدارة النزاعات بفعالية، مما يسمح للمنظمات والأفراد بتحويل التحديات إلى فرص للتطور والنمو. بواسطة تبني هذه المبادئ والتقنيات، يمكن للمنظمات العمل على إعداد مكان عمل وفرق أفضل إنتاجية.

 

ما هو دور القيادة في إدارة الصراع؟

تلعب القيادة دورًا محوريًا في ادارة الصراع داخل المنظمات، حيث تعمل على تطوير ثقافة الحوار والتفاهم بين الطرف والطرف الآخر، يعزز القائد الإداري الناجح هذه الثقافة بواسطة تطوير مهارات إدارة الصراع لديه ولدى فريقه، مما يقلل التوترات ويزيد التعاون.

 

يقوم القادة المؤثرون بتطوير الوعي الذاتي والمهارات الإدارية مثل الذكاء العاطفي والتقنيات المستخدمة لحل الصراعات. كما يشركون فرق الموارد البشرية في ادارة الصراعات، ويرفعون مستوى الاتصال المفتوح والشفاف، ويقودون فقط بالقيم الأخلاقية لترسيخ هذه القيم داخل المؤسسة. تساهم هذه الأساليب في بناء بيئة تعاونية تحول التحديات إلى فرص للنمو المشترك، بدلا من عدم مواجهة هذه التحديات أو التجنب الشديد لها.

 

وفي الختام، لا بدَّ من الإشارة إلى أنّ إدارة الصراع ليست فقط ضرورة لمواجهة المشكلات أو الخلافات الحالية، بل هي استثمار في مستقبل الأفراد والمنظمات، كما أنَّ تطوير المهارات المتعلقة بإدارة الصراع يمكن أن يسهم في خلق وتحقيق وتحويل النزاعات إلى فرص لا تقدر بثمن للتطوير الفردي والمؤسسي.