نُشِر في Dec 16, 2024 at 08:12 PM
ازدادت الحاجة إلى تفعيل خطوات اتخاذ القرارات في المملكة العربية السعودية خلال الفترة الأخيرة بما يضمن استدامة وازدهار الأعمال، نظرًا إلى التنافس المتزايد في سوق العمل، إذ أنّ عملية اتخاذ القرار هي ضرورة وعنصر محوري لدى أي مدير أو قائد أعمال في عالم اليوم.
يقدم المقال التالي مقدمة عن ماهية اﺗﺧﺎذ القرار وما هي خطوات اتخاذ القرارات التي يتبعها القادة الناجحون؟ والتي يضمن اتباعها اتخاذ قرار سليم يدعم أهدافك وقيمك ويدفع للمزيد من التقدم والنمو في نفس الوقت، مع الإشارة إلى أهم النماذج ذات الصلة، لذا تابع معنا إن كنت ممن يعمل في مجال الإدارة وتقع عليك مهمة اتخاذ القرارات.
بدايةً وقبل التطرق إلى الخطوات الأساسية لعملية صنع القرارات علينا التعرف على مفهوم هذه العملية لنكون أكثر فهمًا للخطوات وسبب تسلسلها هكذا، تُعرف عملية اتخاذ القرار بأنّها سلسلة من المراحل التي تهدف إلى وضع الحل الأمثل لمواجهة مشكلة ما أو تحقيق هدف معين، معتمدةً في ذلك على البحث وجمع أي تفاصيل ومعلومات متعلقة بالمشكلة أو الهدف وتحليل جميع الخيارات المتوفرة من أجل الاختيار من بينها والخروج بقرار نهائي يتضمن الخيار الأنسب وفق الموقف المدروس من بين الحلول المتاحة.
تدعم اليوم بعض التقنيات والأدوات المتقدمة عملية اتخاذ القرار بشكل كبير، مثل تحليل البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي وغيرها، فهي تزيد من إمكانيات المدراء على اتخاذ قرارات قائمة على المعلومات الدقيقة وبمخاطر أقل بكثير.
لا تكتمل عملية اتخاذ القرارات إلا باتباع عدد من الخطوات المدروسة والمنهجية للوصول إلى نتيجة مثلى، وتتضمن ما يلي:
تحديد القرار المطلوب:
تبدأ الخطوة الأولى من عملية اتخاذ أي قرارات بفهم واضح للقرار أو القضية المراد صناعة واتخاذ القرار بشأنها وتحديدها بوضوح ودقة، وهذا يتطلب الوعي الكامل من قبل أعضاء الفريق المُعين لصنع القرار لجميع الجوانب المحيطة في القرار وما المطلوب اتخاذه لتحقيق مثل هذه القرارات لمعرفة كيفية التعامل معها، يساعد ذلك في زيادة التركيز وتجنب الارتباك لدى الفرق والتوصل للخيار الصحيح.
للنجاح في ﺻﻨﻊ القرارات لا بدّ من الاعتماد على معلومات شاملة ودقيقة، لذا يجب القيام بجمع أي بيانات متعلقة بالقرار بواسطة دراسة السوق والتقارير المالية وفهم المنافسين، تفيد دراسة المعايير والأنظمة المحلية في السوق السعودي في ضمان الامتثال.
يلعب العصف الذهني والتفكير الإبداعي دور كبير هنا، هنا يجب البدء بتحديد أي خيارات أو بدائل ممكنة لمعالجة المشكلة، على سبيل المثال إن كان متجر ما، يبحث عن فرص للتوسع ضمن المملكة يمكن للفريق طرح متجر إلكتروني أو التعاون مع موزعين محليين أو التوسع الجغرافي.
بعد وضع البدائل يجب دراسة كل خيار من بينها بناءً على نقاط القوة والضعف لكل الاحتمالات، يراعى هنا أيضًا التكاليف المتعلقة بكل خيار والمخاطر، وكذلك الآثار المترتبة على قرارك والفوائد العائدة منه على المدى البعيد، تساعد أدوات التحليل المالي والتقني في اتخاذ القرار الديناميكي.
عند الوصول لهذه المرحلة يجب تحديد القرار الأفضل الذي يتوافق مع الأهداف المحددة بأقل خطر وأكبر عائد، في بعض المواقف يتم الجمع بين عدة القرارات لإنشاء قرار متكامل.
الدقة في التنفيذ هي أساس نجاح القرار، وذلك عبر وضع خارطة طريق واضحة تشمل المسؤوليات والأدوار الفعالة لكل شخص والجدول الزمني لكل خطوة.
لا تنتهي الحكاية عند تطبيق ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ، من الضروري متابعة الأداء لتقييم النتائج كخطوة أساسية لضمان الوصول إلى الأهداف المطلوبة، يفيد ذلك في تعلم الدروس المستفادة وتحسين عمليات اتخاذ القرارات في المستقبل.
ما هي أهم نماذج اتخاذ القرارات؟
تعتمد الشركات على عدد من النماذج المختلفة لاتخاذ اﻟﻘرارات الهامة لديها، تفيد تلك النماذج في تحديد القرار الأفضل وفقًا لسياق الأمور، من أهمها ما يلي:
صنع القرار وفق النموذج العقلاني يقوم على أساس تسلسلي وممنهج عبر مجموعة خطوات محددة لاتخاذ القرار بعد استقصاء ودراسة التفاصيل والمعلومات وتحديد البدائل والقرارات الناتجة وتقييمها، يعد النموذج الأفضل للقرارات التي تحتاج إلى دراسة دقيقة ومعمقة، بما في ذلك وضع استراتيجيات بعيدة الأجل أو اختيار أدوات وتقنيات جديدة لتطوير ودعم العمليات، كما أنّه يعتبر خيار مثالي للشركات الباحثة عن فرص التوسع وتعزيز مكانتها.
النموذج الحدسي:
يختلف هذا النموذج عن النموذج العقلاني، فهو يعتمد على مهارة اتخاذ اﻟﻘﺮار حسب خبرات ومعارف القائد السابقة للوصول إلى إجراء وحل سريع، لذا هو مناسب في الحالات الطارئة أو في حال محدودية المعلومات المتوفرة، التغير السريع في المشهد داخل المملكة يجعل من هذا النموذج المنطقي نموذجًا مثاليًا ﻓﻲ الكثير من الأحيان التي تفرض الخروج بقرارات فورية معتمدة على الحدس.
النموذج الإبداعي:
يدعم هذا النموذج التفكير الإبداعي خارج الصندوق للخروج بقرارات مبتكرة لم تستخدم قبل، وتبدأ مراحل عملية صنع اﻟﻘرار فيه عبر جمع المعلومات حول المشكلة أو المعضلة ومن ثمّ أخذ فترة راحة للعقل للسماح بتبلور الأفكار والتوصل إلى قرار مبدع وخلاق، يعد مناسبًا للحالات التي تتطلب المشكلات فيها حل إبداعي مثل تطوير منتجات أو خدمات جديدة أو إطلاق حملات تسويق مبتكرة وفريدة.
يعمل مركز لندن بريمير للتدريب المهني على تقديم دورات إدارة في دبي وفي العديد من المدن العالمية الأخرى، مثل لندن والقاهرة واسطنبول وأمستردام وغيرها، قمّ بزيارة موقعنا الإلكتروني واطلع على المدن التي يتوفر فيها التدريب الصفي، يمكنك أيضًا التسجيل على التدريب الداخلي ضمن المنظمات إن كنت ترغب بتطوير مهارات فريقك الإدارية والقيادية لتقديم نتائج أفضل وخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة، كذلك يتوفر لدينا التدريب عن بُعد عبر الفصول الدراسية التفاعلية المباشرة مع مدربين احترافيين متخصصين (Live online learning) أو تدريب عبر الدروس المسجلة (Self-learning).
خلاصة القول،
لا تعتبر خطوات اتخاذ القرارات مجرد ﺧﻄﻮات عشوائية، بل هي فن وعملية صناعة استراتيجية تتطلب التخطيط والتحليل والتواصل الفعّال للخروج بقرار مثالي وفعال، وبالنسبة للسوق السعودي الذي تزداد فيه الفرص والمنافسة، فإنّ إتقان هذا الفن من شأنه أن يكون عامل أساسي في تطوير نفسك لتحقيق النجاح والابتكار المستدام.