نُشِر في Oct 04, 2024 at 07:10 PM
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 60% من الشركات التي لا تمتلك استراتيجية فعالة في ادارة المخاطر تتعرض لخسائر كبيرة أو تتعثر وتواجه مشكلات بسبب عدم اكتراثها أو معرفتها بالأحداث السيئة والمخاطر غير المتوقعة.
فمع ازدياد التعقيدات في بيئة الأعمال اليوم، أصبحت إدارة المخاطر متبوعة باستراتيجيات مدروسة وأدوات مبتكرة مهارة أساسية لا غنى عنها ضمن المؤسسات الناجحة، ولذلك سنشرح في هذا المقال هدف إدارة المخاطر وأدواتها الأساسية والتدريبات التي يجب عليك اللحاق بها.
عندما تتعامل مع المخاطر في بيئة العمل، ستجد أن الغاية الرئيسية من إدارة المخاطر (Risk Management) لا تكمن فقط في تفادي الخسائر، بل في ضمان استمرار الأعمال ضمن الإطار العام المطلوب حتى في ظل الأوقات الصعبة، فالغاية هي منح المنظمة قوة السيطرة والقدرة على توقع العقبات التي قد تؤثر على الأداء، وتجاوز هذه العقبات لمساعدة الشركات على البقاء في المنافسة.
ولكن هذا يتطلب القدرة على التنبؤ بالمشكلات المحتملة قبل وقوعها واتخاذ خطوات استباقية للحد من تأثيرها، فعند تحليل المخاطر وتطبيق الحلول الوقائية ضمن الهيكل التنظيمي، يمكن تقليل احتمالية الفشل وتحقيق التوازن بين المخاطرة والفرصة الحقيقية، مما يسمح للشركات بتطوير استراتيجيات مرنة تساعدها في تعزيز النمو وتحميها من التهديدات.
تتطلب عملية إدارة المخاطر استخدام أدوات لتحليل احتماليات عدم الاستقرار وفرص التعامل معه وبالتالي القدرة على صنع القرار المالي:
بدايةً مع تحليل SWOT، فهو أداة تقييم للمخاطر الاستراتيجية من خلال النظر في بيئة الشركة من الداخل والخارج، فهو يركز على أربعة عناصر رئيسية: نقاط القوة والضعف الداخلية والفرص والتهديدات الخارجية، بحيث يساعد المؤسسة على فهم الأزمات التي قد تواجهها من الخارج مثل المنافسة الشديدة، وعوامل الداخل التي قد تعيقها مثل ضعف الكفاءات أو الموارد المحدودة.
أما السجل الخاص بالمخاطر المصرفية أو الرقمية فهو يُستخدم لتوثيق احتمال وجود أنشطة أو مخاطر قد تواجه المشروع، يتضمن وود نظرة عامة على الوضع مع تدوين تعريف بمستوى الاحتمالية وشدة التأثير والمراحل المختلفة التي يمر بها الخطر، وبالتالي تتمكن الشركات من فحص الخطط وإدارة المخاطر وتتبعها دورياً لمساعدتها على اتخاذ قرارات استباقية والتعامل معها بفعالية.
أما تحليل الأسباب الجذرية المتعلقة بالمخاطر المالية فهو يُستخدم لفهم الأسباب الحقيقية وراء المخاطر أو الكوارث أو المشكلات التي قد تواجه نشاط الشركة، فهي تساعد في تحديد العوامل الأساسية التي أدت إلى حدوث مخاطر بدلاً من النظر إلى الأعراض السطحية فقط، وستتمكن من التعمق في جذور المشكلة والوقوف على الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها لتجنب تكرار هذه الأخطاء في المستقبل.
تتكون إدارة المخاطر من خطوات متسلسلة تهدف إلى تحديد المخاطر وتحليلها أولاً ومن ثم أخذ إجراء مناسب لكل حالة:
هي الخطوة الأولى بإدارة المخاطر والأكثر أهمية، تتضمن تطبيق إجراءات البحث والتحليل من أجل معرفة العوامل التي قد تشكل تهديدًا على أعمال الشركة، التي يمكن أن تكون مالية أو تقنية أو تشغيلية أو حتى قانونية.
تساعد هذه الخطوة على بناء صورة شاملة للبيئة التي تعمل فيها الشركة وفهم المواقف المحتملة التي قد تعطل العمليات، والتي يعتمد نجاحها على دقة المعلومات التي تُجمع من مختلف الأقسام والبيئات المحيطة، فكلما كانت هذه الخطوة دقيقة كلما كان من الأسهل تجنب المخاطر في المراحل التالية، فالهدف هو الوصول إلى قائمة شاملة بكل ما يمكن أن يؤثر على الأعمال.
في هذه الخطوة، يجب قياس كل عامل تم تحديده لمعرفة نسبة تأثيره المحتمل على الشركة والحصول على فرصة تحديد الأولويات بهدف تخصيص موارد الشركة بشكل يتناسب مع شدة الخطر.
على سبيل المثال قد يكون خطر تعطل نظام التشغيل أقل احتمالية لكن تأثيره كبير جداً، في حين أن مخاطر التغيرات قد تكون أكثر احتمالية لكن شدة تأثيرها أقل، وبالتالي تساعد هذه الخطوة في تحديد الأولويات والتحكم بها ليتم التركيز على المخاطر الأكثر أهمية وتأثيرًا على العمل الداخلي واستمرارية نجاحه، كما يمكن للشركات أخذ قرارات مستنيرة حول كيفية مواجهة المخاطر الأكثر تهديدًا.
وبعد تحليل وتقييم المخاطر من أجل الحد من حدوثها، تأتي مرحلة المعالجة التي يتم فيها أخذ الإجراءات اللازمة تتمثل في وضع خطة لضمان إما تقليل الخطر أو نقله أو حتى تجنبه تمامًا بإلغاء الأنشطة المرتبطة به.
وبعد معالجة المخاطر وتنفيذ الاستراتيجيات، من الضروري مراقبة فعالية الحلول مع مرور الوقت عن طريق تقديم الدعم للسماح بالتحكم الدائم والتعديل الفوري في حال ظهرت مخاطر جديدة، كما أن المراقبة ليست خطوة نهائية بل هي ممارسة مستمرة تضمن التكيف المستمر مع التحديات المتغيرة دائماً.
يحتاج مديرو المخاطر إلى فهم المبادئ الأساسية والمفاهيم والتقنيات والعمليات المستخدمة لإدارة المخاطر في المؤسسات، فمن خلال دورة ادارة المخاطر في الإمارات يتعلم المشاركون تصميم إطار عمل إدارة المخاطر المؤسسية التجارية وفق ISO 31004، والتعرف على نظم إدارة استمرارية الأعمال (BCMS) والمراقبة والمراجعة والتحسين المستمر للإطار داخل الشركة.
وباعتبار مركز لندن بريمير يعد من أبرز مراكز التدريب في الامارات، نقدم من خلاله دورات متخصصة في مجموعة من مجالات الإدارة وتحليل الفرص وأيضاً المخاطر مصممة لتلبية احتياجات السوق السعودي والإماراتي، تتميز بمنهجية شاملة تجمع بين الجانب النظري والعملي ونخبة من المدربين المحترفين مع شهادات معتمدة وبرامج مخصصة بما يتوافق مع طبيعة المخاطر التي تواجه الشركات العاملة في المملكة والإمارات، وذلك لتحسين وتعزيز قدرات المشاركين لمواجهة التحديات المحلية وأيضاً العالمية.