الطاقة النظيفة: المفتاح لاقتصاد خالٍ من الكربون!
نُشِر في Jan 12, 2025 at 09:01 PM
مع الاهتمام الزائد والضروري بالقضايا البيئية على المستوى العالمي، أصبحت الطاقة النظيفة المنقذ في هذه الأيام والمفتاح لاقتصاد خالٍ من الكربون بما يعزز فرصة تحقيق التنمية المستدامة، الإمارات العربية المتحدة هي إحدى الدول التي تعهدت بأن تكون في صدارة المشهد البيئي والتحول إلى مستقبل خالٍ من أي انبعاثات كربونية، وهذا بالطبع جزء أساسي من رؤيتها الرامية لتقليل الاعتماد على الوقود الإحفوري وتعزيز الاستدامة وتقليل التلوث.
تقدم لك المقالة التالية كل ما تبحث عنه حول قطاع الطاقة النظيفة واستخداماتها وفوائدها، لذا تابع معنا لنتعرف سويةً على هذا القطاع الحيوي والهام للغاية في عالمنا الحالي.
ما هي الطاقة النظيفة (Clean energy)؟
يقال عن الطاقة بأنّها نظيفة عندما لا ينتج عنها أي تلوث بيئي، أي لا يطلق أي غاز من غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2)، وهو مطلب عالمي تعمل عليه العديد من البلدان للحد من التغير المناخي والتقليل من استخدام مصادر الوقود الإحفوري في التطبيقات المنزلية والصناعية، مثل الغاز والنفط والفحم.
كثيرًا ما يتم الخلط بين مصطلح الطاقة النظيفة والمتجددة، فعلى الرغم من ترابط المصطلحين في عدة نقاط إلا أنّها تختلف اختلافًا جوهريًا عن بعضهما البعض، المقصود بالطاقة المتجددة هي الطاقة التي يحصل عليها من مصادر طبيعية متجددة من الصعب أن تنفذ مثل ضوء الشمس أو طاقة الرياح والماء، لكن هناك مصادر أخرى للطاقة المتجددة يمكن أن تسبب تلوثًا بيئيًا عند استخدامها، على سبيل المثال الغازات الحيوية والديزل الحيوي، بينما الطاقة النظيفة تشترط على مصادرها عدم إطلاق أي ملوث، وبالتالي يمكننا القول أنّ معظم مصادر الطاقة المتجددة نظيفة، لكن ليس جميعها.
ما هي أنواع الطاقة النظيفة الأكثر شيوعًا؟
يوجد العديد من المصادر التي يقال عنها مصادر للطاقة النظيفة، أهم ثلاثة منها هي:
الطاقة الشمسية:
يتم في هذا النوع من الطاقة تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء باستخدام خلايا الألواح الكهروضوئية التي تمتص فوتونات الضوء وتحولها إلى طاقة قابلة للاستخدام العام، تساعد دورات تدريبية في الطاقة الشمسية في فهم أكبر لآلية التوليد والاستخدام.
الطاقة الريحية:
تُستخدم عنفات ريحية ضخمة لتحويل الطاقة الحركية للرياح إلى كهرباء يمكن الاستفادة منها، وهناك نوعين للرياح التي يمكن الاستفادة منها في إنتاج الكهرباء، الرياح البرية والرياح البحرية، تتميز الرياح البحرية بثبات كبير وسرعة عالية.
الطاقة الكهرومائية:
تعتمد على استغلال حركة المياه المتدفقة لتوليد الكهرباء، تستخدم تلك التقنية عند السدود على الأنهار الكبيرة أو في المناطق التي تكون فيها الأمواج عالية كونها توفر تدفق عالٍ للمياه مما يسمح بتوليد كميات كبيرة من الكهرباء، وهي مناسبة للمناطق التي تحتاج إلى تخزين الطاقة الكهربائية على نطاق واسع.
هناك مصادر أخرى أقل انتشارًا للطاقة، تتمثل بـ:
- الهيدروجين الأخضر: تنتج هذه الطاقة من خلال التحليل المائي بواسطة الكهرباء من مصادر متجددة، وبالتالي يعتبر وقود مستدام بنسبة 100٪.
- الطاقة الحرارية الأرضية: يمكن الاستفادة من حرارة باطن الأرض لتوليد الكهرباء أو التدفئة.
- الطاقة النووية: بالرغم من المخاوف المتعلقة بهذا النوع، إلا أنّها تُعد نظيفة خلال عملية التوليد، حيث لا يُطلق خلالها سوى بخار الماء في الغلاف الجوي.
إن كنت ترغب في توسيع فهمك لجميع الاستخدامات وطرق التوليد من كل نوع من الأنواع السابقة، سواء كانت طاقة شمسية أو ريحية أو نووية أو غيرها، والحصول على شهادات معتمدة لتمكين ذاتك في هذا المجال، يمكنك التسجيل في برنامج دورات هندسة طاقة في دبي التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب والتي تدرس صفيًا في المدينة وعدة مدن عالمية، كما يمكنك حضورها عن بُعد (Live online learning) إن كنت تسكن خارج الإمارة، يتميز المركز في توفير خدمات تدريب ذاتي عبر منصة (Self-learning) إنظر إليها وتمتع بتجربة جديدة للتعلم.
ما هي أهمية الطاقة النظيفة؟
لا يمكن اعتبار الطاقة النظيفة مجرد خيار بيئي، بل ضرورة اقتصادية واستراتيجية تتطلب التفكير والابتكار في هذه الاستثمارات للحفاظ على عالمنا باستمرار، خاصةً الحكومة الإماراتية التي تسعى لتكون رائدة في مجال دعم القضايا البيئية والاستدامة، في حين تشمل أهم فوائدها ما يلي:
- حماية البيئة كونها تحد من الانبعاث وتحمي النظم البيئية.
- طاقات مستدامة فهي تُنتج من مصادر تتجدد ولا تنضب مثل الماء والشمس والرياح.
- تعزيز الأمن الطاقي كونها تقلل من الاعتماد على استيراد النفط والغاز، وبالتالي كفاءة عالية.
- تحفيز الاقتصاد المحلي فهي تخلق فرص عمل في قطاعات التصنيع والصيانة والتشغيل.
- حماية نظام الطاقة كونها تستخدم جميع العناصر اللازمة لتوفير الحماية.
ما هي أهم استخدامات الطاقة النظيفة؟
تتنوع الاستخدامات التي يمكن للطاقة النظيفة الإفادة بها، ولعل أهمها توليد الكهرباء وتسخين الماء وتبريد المباني، تُستخدم المنظومات الكهروضوئية على نطاق واسع في السوق الإماراتي ضمن عدة مشروعات سكنية وصناعية ضخمة.
يعرف مجمع محمد بن راشد آل مكتوم على أنه أكبر مشروع لطاقة ناتجة من الألواح الشمسية والطاقة الشمسية المركزة في موقع واحد عالميًا، حيث دُشنت المرحلة الخامسة منه بتاريخ 23 يونيو 2023 من قبل معالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي ملياري درهم (ما يعادل حوالي 545 مليون دولار)، وبقدرة إنتاجية بلغت 900 ميغاواط، وفقًا ما نشرته هيئة كهرباء ومياه دبي، ومن المتوقع زيادة القدرة الإنتاجية للمشروع إلى سعة 5,000 ميجاوات في المرحلة المقبلة بحلول عام 2030 بحيث سيعمل على تخفيض 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً عند اكتماله.
ما هو مستقبل الطاقة النظيفة وما تأثيرها على تغير المناخ والاحتباس الحراري؟
من الواضح أن مستقبل الطاقة النظيفة واعد بالكثير من الفرص، إذ أصبحت المصادر المتجددة تشكل ما يزيد عن ثلث الطاقة المنتجة بالعالم، أي ارتفعت بمعدل يفوق الطاقة المنتجة بالوقود الأحفوري والطاقة النووية، ومع الاستمرار في الطلب العالمي على الطاقة، تعتبر الطاقة النظيفة الحل الأمثل لتوفير الاحتياجات العالمية بطريقة مستدامة، خاصةً مع وضع الكثير من الدول لسياسات وإجراءات تهدف إلى الانتقال الكامل إلى تطبيقات ومشاريع الطاقة النظيفة.
تُظهر الحكومة الإماراتية التزام قوي بهذه الفكرة من خلال تمويل وتنفيذ مشاريع كبرى، حيث شهدت الدولة تأسيس "مدينة مصدر" التي تعد أول مدينة تعتمد على الطاقة المتجددة والنظيفة بالعالم وهي عبارة عن تجمع سكاني مستدام تقع في إمارة أبوظبي، مما يجعلها استثمار واعد وهادف إلى تحسين طرق استهلاك الطاقة.
من جهة أخرى، تساعد الطاقات النظيفة في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري وآثاره السلبية على البيئة والتغير المناخي، بما في ذلك الارتفاع في مستوى سطح البحر والتغير في الموائل الطبيعية، يعد حرق الفحم والبترول وغيرها من الهيدروكربونات على مدار أكثر من 150 عامًا أحد أهم أسبابها، بالإضافة إلى ذلك تساعد تقنيات الطاقة النظيفة في انخفاض نسبة غازات الدفيئة، وبالتالي تحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
في نهاية الأمر،
لا يمثل التحول إلى الطاقة النظيفة حلاً بيئيًا فقط، بل هو استراتيجية دؤوبة في إطار بناء المستقبل ليكون أكثر استدامة وازدهارًا للأجيال القادمة، ومن خلال الاستثمار بمصادر وتقنيات الموارد النظيفة والبنى التحتية ذات الصلة، تسير الإمارات بخطى ثابتة نحو مستقبل أخضر يُلهم العالم بأسره ويساعد في الوصول إلى مناخ نظيف وتحقيق أهداف رؤية العام 2050.
