نُشِر في Apr 08, 2025 at 10:04 PM
لا يمكن لأي مؤسسة أن تحقق الكفاءة المالية دون الاعتماد على أداة مركز التكلفة في تتبع التكاليف وتحليلها، كون هذه الأداة تُستخدم لتحديد وتوزيع التكاليف على وحدات أو أقسام معينة داخل الشركة أو المنظمة.
تلعب مراكز التكلفة دورًا محوريًا في فهم الأداء المالي وتحسين اتخاذ القرار في كافة المؤسسات، سواء كانت تجارية أو خدمية أو صناعية أو غيرها، وفي هذا المقال، سنتناول مفهوم مركز التكلفة، وأنواعه المختلفة، وأهم الأهداف المحاسبية التي يحققها، مع أمثلة واقعية توضح كيفية تطبيقه داخل المشاريع المختلفة.
مركز التكلفة هو وحدة أو قسم داخل المؤسسة يتم تخصيصه لتجميع وتسجيل التكاليف المرتبطة بنشاط معين، حيثُ يهدف إلى تتبع وتوزيع المصاريف بشكل منظم من أجل تحسين الرقابة الاقتصادية، كما يُستخدم هذا المركز في الأنظمة المحاسبية لتحليل تكلفة الأنشطة، وتحديد مصادر الإنفاق، وتقدير كلفة المنتجات أو الخدمات.
تختلف أنواع مراكز التكلفة باختلاف الهيكل التنظيمي للمؤسسة، ونوع النشاط الذي تقوم به، ومن أبرز هذه الأنواع:
يُسهل هذا التقسيم على إدارات الشركات المراحل التنفيذية لتحديد المعلومات الاقتصادية المرتبطة بكل قسم أو وحدة، مما يساعد في تعزيز كفاءة اتخاذ القرار وتوزيع الميزانيات.
ويمكن لمن يرغب في تعميق معرفته عن مبدأ مركز التكلفة والاستفادة من أفضل الممارسات المحاسبية، الانضمام إلى دورات محاسبة في دبي التي يقدمها مركز لندن بريميير للتدريب، والتي تشمل:
إن إنشاء مركز التكلفة لا يهدف فقط إلى تسجيل النفقات، بل يُعد أداة محاسبية فعالة لتحقيق العديد من الأهداف المحورية داخل أي منظمة أو برنامج مهني، من بين أبرز هذه الأهداف:
يُساعد مركز التكلفة في مراقبة المصاريف التي تتحملها كل قسم أو وحدة خاصة ضمن المؤسسة، سواء كانت مرتبطة بنشاط مباشر أو غير مباشر.
عندما تُجمَعُ البيانات المحاسبية على نحوٍ مُفصَّلٍ في كل مركز تكلفة، يصبح من السهل إجراء مراجعة شاملة لأداء كل قطاع، ومن خلال هذا التحليل "الحديث نسبياً"، يمكن معرفة أي جزء يُساهم في زيادة التكاليف دون مردود فعلي، وأين يمكن تنمية الكفاءة، وبالتالي، يساعد ويساهمُ مركز التكلفة في اتخاذ قرارات إدارية مستنيرة تقلل من الهدر وتزيد من الإنتاجية.
من خلال إدراك قيمة الأنشطة والخدمات والمنتجات، يمكن للإدارة تحديد أسعار البيع بطريقة تحقق مكاسب مع الحفاظ على الربحية وفق المستوى العالي.
من المزايا الكبيرة لمراكز التكلفة هو أنها تتيح تقسيم التكاليف المشتركة، مثل فواتير الكهرباء، والرواتب، وخدمات الصيانة، بين جميع قطاعات وأقسام الشركة، ويتم هذا التوزيع بناءً على أسس محاسبية دقيقة، مثل عدد الموظفين أو الساعات الفعلية للعمل، وفق طريقةٍ محددةٍ تسهمُ في رسم صورة واضحة عن المدفوعات الفعلية لكل مركز في مختلف المواقع.
يُعد كل مركز (center) من مراكز التكلفة مصدرًا مهمًا للحصول على معلومات اقتصادية دقيقة تساعد في إعداد التقارير المحاسبية، وهذه التقارير تعكس الأداء الفعلي لكل قطاع وتُستخدم في مراجعة السجلات السنوية، أو إعداد الميزانيات، أو تقييم المشاريع، وبهذا، يعزز مركز التكلفة من الشفافية الاقتصادية ضمن الشركة، ويُسهّل اتخاذ قرارات سليمة تعتمد على أرقام وبيانات واضحة، وذلك لتقليل الأعباء الاقتصادية والمصاريف.
للاستفادة القصوى من مراكز التكلفة، يجب اعتماد آلية واضحة ومنظمة في تعيين الوحدات وتسجيل مصاريف الشركة، وفيما يلي خطوات عمل مُفصَّلة لتطبيق هذا النظام:
1. تحديد الأقسام والوحدات كمراكز تكلفة: يتم اختيار كل فرع أو جهة داخلية تمثل نشاطًا معينًا ليكون مركز تكلفة، مثل شعبة وقسم الصيانة، أو معرض المبيعات، أو حتى مكاتب الفروع.
2. تخصيص المدفوعات بشكل محددٍ ودقيق: يجب تصنيف أي مدفوعات مختلفة للشركة (رواتب، كهرباء، استهلاك معدات، ...) وربطها بكافة المراكز المناسبة حسب الأنشطة.
3. استخدام البرامج المحاسبية: تعتمد الشركات الحديثة على أنظمة محاسبة عملية لربط المعلومات لكل مركز تكلفة تلقائيًا، مثل برامج ERP أو شجرة الحسابات الخاصة لكل مشروع.
4. التحديث المستمر والتحليل: يجب تحديث المعلومات المحاسبية الخاصة بالمركز بانتظام وتتبعها باستمرار، ثم إجراء مراجعة دورية لاكتشاف الانحرافات ومعرفة الفرق بين التكاليف المخططة والتكاليف الواقعية.
وفي الختام، إن تطبيق نظام مركز التكلفة يُمثل خطوة أساسية نحو تحقيق مستوىً عالٍ من الشفافية، وتعزيز الرقابة الاقتصادية، وتحسين تنظيم وإدارة المدفوعات ضمن أي شركة أو مؤسسة، ومن خلال رصد المدفوعات والتكاليف بدقة، يمكن للإدارة اتخاذ قرارات أكثر فاعلية، سواء فيما يخص تسعير الأنشطة والخدمات وتقييم أداء جميع قطاعات وأقسام المنظمة.