القيد المزدوج: النظام الذي يضمن دقة الحسابات المالية


دورات محاسبة في دبي

نُشِر في Dec 05, 2024 at 11:12 AM


يبرز دور نظام القيد المزدوج (Double Entry) كواحد من أكثر الأدوات المحاسبية المهمة دقة وأهمية في عالم الاقتصاد اليوم في المملكة العربية السعودية والذي تبحث فيه الشركات عن وسيلة تحقق الارتقاء والشفافية وتساعد في اتخاذ قرارات سليمة تدعم موقفها في مختلف القطاعات.

     

يهدف المقال التالي إلى تسليط الضوء على تعريف مفهوم نظام القيد المزدوج وآلية عمله وأهمية هذا النظام الأساسي والمعياري للشركات السعودية، وكيف يُمكن أن يكون عنصرًا محوريًا في تعزيز الكفاءة المالية، وكذلك كيفية تطبيقه ضمن شركات اليوم الناشئة، لذا تابع معنا إن كنت مهتمًا بالمجال المحاسبي والمالي.

     

ما هو نظام القيد المزدوج (Double Entry)؟       

يُعد مصطلح القيد المزدوج نظرية أو نظام محاسبي قائم على مبدأ الثنائية (دائن ومدين) أي تسجيل كل معاملة مالية مهما كان حجمها من قبل طرفين منفصلين متساويين ومعاكسين في حسابين مختلفين على الأقل (طرف دائن وطرف مدين)، وذلك للمحافظة على المعادلة المحاسبية الأساسية متوازنة، وهي الأصول تساوي مجموع الالتزامات زائد حقوق المساهمين. 

     

أي تُدون المعاملة كمدين في حسابات وكدائن في حساب آخر، مما يتيح دقة في تتبع جميع الحسابات التجارية، على سبيل المثال عند تقديم شركة على قرض وحصولها على مبلغ ما، فإنّه يتم تسجيل زيادة في الخصوم لحساب دائن وزيادة في النقد أو الأصول كحساب من مدين، أو عند بيع المنتج فإن الإيرادات تزيد كدائن بينما ينخفض المخزون كمدين، ذلك التأثير المزدوج يساعد في المحافظة على توازن معادلة المحاسبة السابقة، ويجعل بيان الميزانية العمومية تقرير دقيق يعكس جميع الأصول والالتزامات وحقوق الملكية، ليس ذلك وحسب بل يضمن أيضًا تطابق الأرقام في الدفاتر واكتشاف أي خطأ بأسلوب سهل.

     

ظهرت هذه النظرية للمحاسبة بدايةً ﻓﻲ أوروبا أثناء العصر التجاري كأداة مساعدة لزيادة كفاءة العمليات التجارية وتسهيل إدارة الأعمال وتسجيل حركاتهم المالية، ليصبح بعدها جزء أساسي من أنظمة المحاسبة المالية، فهو ساعد كل من التجار والبنوك على حد سواء في شرح التكاليف والأرباح وفهمها بدقة، ويُعتقد بأنّ النظام هو أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت ﻋﻠﻰ ظهور الرأسمالية، وذلك بسبب تقديمه منهج مالي ومحاسبي بسيط وواضح قادر على تحليل العلاقة بين الأصول والخصوم وحقوق الملكية بسهولة وسرعة.  

القيد المزدوج: النظام الذي يضمن دقة الحسابات المالية

كيف يعمل القيد المزدوج؟     

تحتاج أقسام المحاسبة في المنظمات التي تعتمد طريقة القيد المزدوج (Double Entry) كنظام محاسبي عام لديها إلى عدة دفاتر يومية لتسجيل مختلف المعلومات ذات الصلة والمعاملات لديها، بما في ذلك أسهمها وأرباحها ونفقاتها وأصولها وحقوق المستثمرين وغيرها، بحيث تدون كلٌ منها كقيد مزدوج المدين والدائن، وفق الآتي: 

  • قيد المدين: وهو الطرف المسؤول عن تسجيل أي ارتفاع في قيمة الأصول أو النفقات أو النقد.     
  • قيد الدائن: وهو الطرف المسؤول عن أي ارتفاع في الالتزامات أو الخصوم.     

بعد تسجيلها في الدفاتر اليومية، تُنقل المعاملة إلى دفتر الأستاذ العام، يصنف هذا الدفتر تلك المعاملات إلى شرائح متخصصة، على سبيل المثال الأصول - الالتزامات - الإيرادات - المصروفات - حقوق الملكية، مما يسمح بإنشاء قاعدة بيانات مالية هامة تساعد في إعداد جميع التقارير المالية المطلوبة لأي شركة مثل الميزانية العمومية وبيان الدخل والربح والخسارة بشكل دقيق وسهولة كبيرة.  

     

بالنسبة لتسجيل المعاملات، لنأخذ المثال التالي لتبسيط الفهم للعملية، لدينا شركة سعودية تحقق مبيعات بقيمة 100 ريال سعودي عبر بطاقة الائتمان، ويتم حسم 7 ريالات مع كل عملية كرسوم معالجة، لذلك تتم عملية التسجيل وفق الآتي:     

  • 100 ريال إيرادات في دفاتر المبيعات كائتمان.     
  • 7 ريالات خصم في دفاتر المصاريف كمدين.     
  • 93 ريال صافي الإيرادات في حساب البنك كمدين.     

ما هي عيوب وتحديات نظام القيد المزدوج؟     

رغم أهمية القيد المزدوج لكنه من الجانب الآخر يواجه بعض التحديات المتمثلة بالتعقيد بعض الشيء كونه يحتاج إلى تسجيل كل معاملة مرتين مقارنةً بأنظمة القيد المفرد التي تسجل المعاملة مرة واحدة فقط، الأمر الذي قد يكون مُرهقًا بعض الشيء لدى المؤسسات الصغيرة.  

     

كذلك التكاليف الزائدة كونه يحتاج إلى الاستثمار في بعض البرامج المحاسبية المتخصصة والكوادر المدربة جيدًا للعمل عليها، أيضًا يمثل عائق الوقت تحدٍ لهذه الأنظمة، كون السجلات المحاسبية فيه تستغرق وقت أطول مقارنةً بنظام القيد المفرد.     


كيف يمكن تطبيق نظام القيد المزدوج؟  

إن كنت صاحب عمل ناشئ أو شركة كبيرة وتسعى لتطوير قسم المحاسبة لديك يمكنك العمل على استخدام طريقة القيد المزدوج في عملياتك، لكن قبل ذلك عليك الاستعداد لتطبيق هذه الطريقة عبر تصميم مخطط للحسابات العامة يتضمن كل أنواع الحسابات كالأصول والالتزامات والإيرادات والنفقات.  

     

الخطوة الثانية تتمثل بإعداد دفاتر يومية لتسجيل وتصنيف جميع تفاصيل المعاملة، ومن ثمّ يتطلب منك الأمر مراجعة التوازن للتأكد من أن مجموع المدينين يساوي الدائنين في كافة المعاملات الأخرى لضمان دقة السجل الأساسي.  

     

تساعدك دورات محاسبة في دبي المقدمة من قبل مركز لندن بريمير للتدريب الأكاديمي في تحسين مهاراتك المحاسبية للدخول في مجال المحاسبة والأعمال، تصفح موقعنا الالكتروني وانظر في الدورات المتاحة، ويعتبر المركز متميز بتقديم خيارات تدريب عديدة أحدهما التدريب الداخلي ضمن الشركة أو التدريب الصفي  في قاعة تدريبية تقليدية أو التدريب أونلاين عن بعد عبر الدروس المسجلة على شكل مقاطع فيديو (Self-learning)  أو الدروس المباشرة والتفاعلية بين المشاركين والمدربين المتميزين (Live online learning).

     

ختامًا،       

أصبح القيد المزدوج أداة محاسبية لا غنى عنها لدى المؤسسات والشركات السعودية الطامحة للنمو المالي والاستدامة، خاصةً مع التوسع الاقتصادي والامتثال للمعايير الدولية والمحلية، فهو خطوة استراتيجية أساسية نحو تحسين الأداء والكفاءة المالية للشركات والمنظمات وبناء مستقبل مستدام.