دراسة تحديد المخاطر HAZID: المبادئ ومنهجية العمل لتعظيم السلامة


دورات تدريبية في السلامة في دبي

نُشِر في Oct 11, 2023 at 12:10 PM


إن أول الدراسات المنفذة لأي مشروع جديد وذات الصلة بالسلامة والصحة والبيئة هي دراسة تحديد المخاطر HAZID والتي تُجرى عادةً في المراحل الأولى من تصميم المشروع، لكنها تقنية مرنة تُستخدم لكل مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع لتحديد الخطر.

 

ستساعدك المقالة التالية في التعرف على هذه العملية وكيفية عملها وبِما تعود بفوائد على تصميم المشاريع، فتابع معنا.

ما هو تعريف دراسة تحديد المخاطر HAZID؟

تُعرف HAZID على أنّها عمليّة منهجية يقوم بها فريق متخصص يمتلك مهارات وخبرات جيدة في تقدير المخاطر التي يحتمل أن تسبب مخاطر وتهديدات مباشرة تؤثر على سلامة الموارد والعمليات وصحة الموظفين في مواقع العمل لتحديدها وتقييمها ومحاولة تخفيف حدتها.

 

تهدف دراسة المخاطر أيضاً إلى ﺗﺤﺪﻳﺪ وتقييم جميع إجراءات الحماية والآمان المدرجة ﻓﻲ التصميم والضوابط المتعلقة بشروط السلامة الحرجة، والتي من شأنها تقليل شدة المخاطر المرتبطة بتلك الأحداث المعتمدة والسيطرة عليها.

 

علاوةً على ذلك، يتم في HAZID تقييم وتحليل مدى موثوقية الضمانات الهندسية والإجرائية الموضوعة، وتسليط الضوء على ضرورة تأمين وتطوير أي طرق وتدابير وقائية إضافية أخرى معها.

 

يقوم نموذج HAZID على البحث والاستكشاف من خلال طرح مجموعة من الأسئلة، مثل ماذا لو؟ وكيف يمكن؟ حول العنصر الذي تتم دراسته، من خلال الإجابة على الأسئلة السابقة يتم جمع بيانات حول أي خطر محتمل وكيف يمكن أن يتطور، ليتم بعد ذلك تحديد المتأثرين بها والتدابير الوقائية اللازمة لتقييم تلك المخاطر وتحليلها ومنعها أو التخفيف من حدتها.

 

الفائدة الأساسية من ذلك هي قياس جميع التهديدات والمخاطر ذات العواقب الكبيرة في وقت مبكر، يوفر ذلك أفكار ومدخلات هامة لتطوير المشروع قبل الوصول إلى المراحل النهائية من خلال تطوير ووضع خيارات وطرق أكثر فعالية وأمان، بالتالي التخفيف من تكاليف التغيير فيما بعد.

 

لكن يبقى النهج النهائي في مراجعة التصميم هو دراسة المخاطر وقابلية التشغيل HAZOP والذي يعد أكثر تفصيلًا وتنظيمًا في مجال دراسة وتحديد المخاطر، لذا دائمًا ما يتم أولًا إجراء دراسة تحديد المخاطر HAZID عند تصميم أي مشروع جديد.

 

بينما يتم الأخذ بعين الاعتبار دراسة HAZOP عند تأكيد التصميم وفهم سياسات تشغيل المعدات، للاطلاع على المزيد من منهجيات السلامة المهنية الخاصة بالمخاطر يمكن التسجيل في واحدة من دورات تدريبية في السلامة في دبي، تُستخدم دراسة تحديد المخاطر HAZID ضمن مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك محطات المعالجة والطاقة ومنشآت التصنيع ومصافي النفط.

 

ما هي الفوائد العائدة من إجراء دراسة تحديد المخاطر HAZID؟

كما ذكرنا في التعريف الفائدة الرئيسية من الدراسة هي تأمين مدخلات رئيسية تفيد في تطوير المشاريع في مراحلها البدائية، فهي تساعد في فحص وتحديد كافة المصادر والفرص المحتملة للمخاطر في كل مرحلة من مراحل دورة حياة المشروع، بما فيها التصميم الأولي والبناء والتركيب وعمليات التشغيل والتغيرات في العمليات وحتى إيقاف تشغيل المشروع.

 

بالإضافة إلى ذلك، تفيد الدراسة في تحقيق المزايا التالية:

  • الكشف عن أي خطر قبل حدوثه في مرحلة مبكرة.
  •  تحديد فرص السلامة.
  •  تسجيل المخاطر وإدارتها والتخفيف من شدتها.
  • إمكانية التعديل على الخطط في مراحل مبكرة.
  • إمكانية تطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية.
  • إمكانية تجنب تجاوز حدود الميزانية.
  • تحديد المعايير اللازمة لفحص المخاطر.
  • إمكانية توثيق الأخطار غير الحرجة التي يمكن تجاهلها.

دراسة تحديد المخاطر HAZID: المبادئ ومنهجية العمل لتعظيم السلامة

ما هي خطوات تطبيق منهجية تحديد المخاطر HAZID؟

تستخدم الشركات الخطوات الرئيسية التالية لتطبيق منهجية تحديد المخاطر HAZID بشكل فعال، وهي تتم وفق الآتي:

 - الإعداد والتحضير:

تتمثل الخطوة الأولى في تحليل كافة المخاطر المحتمل حدوثها لتحديدها والعمل على تجنبها في الخطوات التالية، أي يجب التحضير لكل خطر متوقع ومحتمل بكفاءة لكي يتم دراسة تحديد المخاطر بنجاح.

 

- اختيار الفريق:

الفريق هو مفتاح النجاح، يجب أن يتضمن الفريق على أشخاص ذوي معرفة وخبرة بتقييم وإدارة المخاطر ومعرفة في HAZID، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يضم الفريق أشخاص من ذوي الخبرة في المجالات التالية:

  • تفاصيل المبنى الذي يتم تقييمه، هل هو قيد الإنشاء أو التجديد وهل سيتم إدخال أي تعديلات مستقبلية.
  • السلامة من الحرائق.
  • سلامة موقع البناء وهيكليته.
  • أنظمة صيانة المبنى.
  • نظام إدارة السلامة.

 

إجراء الدراسة:

تبدأ الدراسة بتقسيم المبنى إلى مناطق مختلفة للتقييم، تعتمد طريقة التقسيم على التصميم والاستخدام، يمكن التقسيم حسب أحد الخيارات التالية:

  • التحكم: وذلك في الابنية ذات نقاط الوصول المتعددة.
  • الكتل أو النوى: وذلك في الأبنية المتشابهة هيكليًا.
  • الطوابق: يتم جمع الطوابق المتشابهة للنظر فيها معًا.
  • الوظيفة: يتم تجميع المباني ذات الوظيفة الواحدة للنظر فيها معًا، مثل الأبنية السكنية أو المرافق.
  • مزيج: يتم مراعاة وجود أي مميزات فريدة أو غير عادية.

 

بغض النظر عن طريقة التقسيم، يحتاج الفريق إلى التعامل مع أي تفاعلات بين الوظائف أو المجالات السابقة، بعد الانتهاء من التقسيم تبدأ جلسات دراسة HAZID، يحتاج كل مبنى إلى عدة جلسات لتقييمه بأكمله مع الانتباه إلى ضرورة كون تلك الجلسات محدودة زمنياً للمحافظة على تركيز الفريق.

 

يتم في كل جلسة تحديد الفريق المختص بكل جزء من المبنى المُقيم، يجب أن يقدم الفريق وصفًا مفصلًا عن جزء المبنى الذي يتم تقييمه، بحيث يشمل كافة الخطط والملفات الشخصية الخاصة بالمُقيمين.

 

تبدأ بعد ذلك مهمة الميسر في تحديد نقاط انطلاق الفريق وتشجيع أعضاء الفريق على طرح الأسئلة لتعيين آلية حدوث المخاطر على مستوى المنظمة وكيف قد تتطور وما عواقب ذلك.

 

- التوثيق والمتابعة:

الخطوة ما قبل الأخيرة تتمثل بعملية التوثيق، يقوم المسجل بالتقاط العناصر الرئيسية للمناقشة وتسجيلها في ورقة خاصة والإبلاغ عنها بحيث يتم تتبعها ومراقبتها بشكل منظم لاحقًا للتأكد من إنجاز المشروع بنجاح.

 

- الانتهاء واستنتاج تحليل المخاطر:

لإتمام الخطوة الأخيرة والانتهاء من منهجية HAZID يجب إعداد ﺗﻘﺮﻳﺮ يشمل جميع النتائج التي تم العثور عليها، وتصنيف كافة اﻟﻤﺨﺎطر التي ظهرت خلال الدراسة، يساعد ذلك أصحاب القرار في وضع تصور واتخاذ قرارات صحيحة ومستنيرة حول كيفية المضي قدمًا في تنفيذ وتخطيط خطط عمل مشاريع المؤسسة، إضافةً إلى توضيح ما تطلبه عملية HAZID والطريقة المناسبة للعمل بها.

 

في الختام،

هذا كان كل شيء يتعلق بدراسة تحديد اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ HAZID نأمل أن يكون المقال نال استحسانك وزودك بكافة المعلومات التي تريد معرفتها بشأن خطة HAZID ودورها الفعال في مساعدتك على اتخاذ قرارات فعالة وإعداد خطط متطورة بشأن ادارة مشروعك.