كيف يساعد شات جي بي تي في تسريع إنتاجية فريق العمل؟

نشر في :6/14/2025, 6:47:46 AM
أصبحنا اليوم في عصر لم يعد يهم كم نعمل بل كيف تتم تلك الأعمال، فمع المهام المتراكمة والتسارع اللحظي بالمستجدات والتوجهات أصيح قادة الفرق وفرقهم في حالة بحث مستمر عن أي أدوات وتقنيات من شأنها المساعدة في إحداث فرق حقيقي في الكفاءة والجودة، وهل يوجد حاليًا أشهر من شات جي بي تي (ChatGPT) الذي لم يعد مقتصرًا على كونه روبوت دردشة وحسب، بل أصبح رفيق رقمي يومي لكل شخص في حياته اليومية والمهنية كأداة رقمية تعيد هيكلة أساليب إنجاز المهام وتعزيز الكفاءة والإنتاجية بطرق ذكية وفعالة.
في مقالنا التالي نتحدث عن أبرز الطرق التي يمكنك استخدامها لجعل أداة مساعدة رقمية مثل شات جي بي تي تُحدث تغييرًا أساسيًا في الأداء وتسريع الإنتاجية لدى فريق العمل، بدءًا من أبسط المهام وانتهاءً بأتمتة كامل العمليات، أنت تمتلك بين يديك أداة سحرية قادرة على صنع المستحيل بضغطة زر واحدة.
ما هو شات جي بي تي (ChatGPT) وكيف يعمل؟
لا يمكننا أن نعرف شات جي بي تي على أنّه مجرد تطبيق أو روبوت محادثة رقمي من أجل الدردشة والإجابة على الأسئلة والاستفسارات وتقديم بعض النصائح كما يستخدمه الكثير من الناس الذين لا يعلمون القيمة الحقيقية المخفية ضمن محادثات الأداة، فهو نظام لغوي متكامل أعلنت عنه شركة أوبن آي إيه (OpenAI) التي يرأسها سام ألتمان في نوفمبر 2022، يجمع هذا النظام بين تقنيات التعلم العميق والبحث الذكي ومعالجة اللغة الطبيعية للخروج بنتائج تحاكي المنطق والتفكير البشري وتجيب على أي أوامر مطلوبة بأقصى درجة من الدقة.
تطور شات جي بي تي منذ إطلاقه للمرة الأولى وحصل على الكثير من الترقيات والتحديثات بعدها ليتحول إلى أداة إنتاجية فعالة تساعد أي شخص مهما كانت وظيفته، كاتب أو مطور برمجيات أو مسوّق أو فرق دعم فني وغيرها الكثير من الوظائف حول العالم.
يتميز chat gpt بقدرته العالية لأداء الكثير من المهام الروتينية والمُعقدة، من إنشاء نصوص مناسبة ومحتوى ذكي إلى التقييم والتدقيق والمراجعة وتلخيص المستندات المُعقدة وحتى تصميم الصور وتعديل الصوت وبناء الأكواد البرمجية لحل المشاكل التقنية، وأكثر ما هو ممتع ومهم في الأمر هو السرعة والدقة التي يفعل بها ذلك والتي تتجاوز أي توقعات وبمجرد كتابة سطر واحد، وهو ما يسرع من وقت إنجاز المهام ويساعد الفريق للتركيز على مهام أكثر أهمية، مما يعزز الإنتاجية والكفاءة على حد سواء.
تشير الأبحاث إلى أنّ حوالي 56% من الشركات العالمية قد بدأت بالفعل في تبني أدوات ذكاء اصطناعي في عملياتها اليومية للحصول على الميزات العديدة لها، إلا أنّ 73% منها لم تقم بأي خطوة جدية أو إعداد سياسة واضحة لكيفية استخدام هذه الأدوات، وهذا يعني أنّ القرار باعتماد تشات جي بي تي لم يعد مجرد رفاهية تقنية بل ضرورة إدارية تستلزم وضع أطر تنظيمية وأخلاقية لتحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات الهائلة لروبوت الدردشة وميزاته من دون تجاوز حدود الاستخدام اللاأخلاقي.
كيف يساعد شات جي بي تي في تسريع إنتاجية فريق العمل؟
لا يوجد فريق عمل إلا ويواجه تحديات يومية في عملياته، سواء رسائل البريد الإلكتروني المتراكمة أو إعداد عروض تقديمية مبتكرة أو كتابة التقارير اليومية وغيرها الكثير والكثير من التحديات، هنا يبرز دور شات جي بي تي بنماذجه المتنوعة المتوفرة، منها ما هو مجاني ومنها ما يحتاج دفع، والذي لم يعد مجرد بوت للدردشة الذكية، بل تحول ليكون مساعدك الرقمي المتكامل لتعزيز إنتاجيتك، مهما كانت وظيفتك يمكنك الاستفادة من قدراته لتحسين مخرجات عملك وفق طلبك وتخفيض وقتك الضائع وتسريع أعمالك، فيما يلي بعض الأمور التي تجعلك تستخدمه بكفاءة:
تسريع سير العمليات اليومية:
يساعد شات جي بي تي فرق العمل في أداء مهامهم اليومية من خلال قدرته على تحليل الملفات وصياغة مستندات دقيقة وموجهة واقتراح ردود لرسائل البريد الإلكتروني وإعداد تقارير منسقة بناءً على أوامر ومعلومات محددة.
دعم صناعة المحتوى والتحليل:
يعتبر شات جي بي تي بمثابة بوابة ذهبية لصناع المحتوى والمسوقين الرقميين للاستفادة من إمكانياته في توسيع أعمالهم من خلال استخدامه في توليد الأفكار لإنشاء محتوى رقمي متميز وكتابة النصوص الإعلانية ومراجعة أسلوب محتواهم وتحسين محركات البحث بطريقة مبدعة، بالإضافة إلى فرصة استخدامه في تحليل أداء الحملات التسويقية وتقديم التوصيات والنصائح لتحسينها قبل وبعد إطلاقها وفق بيانات مستمدة من آراء الجمهور وسلوكهم.
البرمجة:
أمّا بالنسبة لمطوري البرمجيات، فقد وفّر شات جي بي تي مؤخرًا أداة تسمى Canvas والتي تُمكّنهم من كتابة الأكواد البرمجية من أول ترميز وانتهاءًا بالكود الكامل، توفر الميزة أيضًا خيارات لتصحيح الأكواد واقتراح الحلول للمشكلات البرمجة، كل ذلك يتم بكتابة سطر واحد.
ميزة Deep Research لإجراء الأبحاث الموسعة:
تساعد ميزة البحث العميق (Deep Research) في جمع المعلومات من المصادر المتنوعة المتوفرة على شبكة الإنترنت والخروج بتقرير بحثي شامل ودقيق خلال دقائق معدودة في مختلف المجالات، كل ما عليك كتابة أمر برمجي تحدد فيه الموضوع الذي ترغب البحث عنه وتفعيل خيار البحث العميق ومن ثمّ الانتظار لبضع دقائق لتحصل على التقرير الغني بالمصادر الموثوقة دون تحمل عناء البحث اليدوي بآلاف المواقع الإلكترونية.
تصميم فيديوهات احترافية عبر Sora:
توظيف مصمم جرافيك احترافي لإدارة محتواك الرقمي أو حملاتك التسويقية أصيح أمرًا من الماضي، فقد كشفت أوبن أي أيه عن أحدث أدواتها Sora من ChatGPT بخدمات مخصصة للمستخدمين المهتمين بتصميم صور ومقاطع الفيديو وتحريرها بالذكاء الاصطناعي، الأمر يقتصر على كتابة أمر محدد لمقطع الفيديو المطلوب، مثلًا مقطع فيديو دعائي لمستحضر تجميل بخلاصة الصبار، كل ما عليك الجلوس مرتاحًا خلف الشاشة وما هي إلا عدة ثوانٍ حتى تحصل على مبتغاك بأفضل نتيجة وبجودة عالية.
تصميم هوية بصرية وشعارات باستخدام DALL·E ونماذج GPTs:
إن كنت تخطط لإطلاق منتج أو خدمة جديدة أو إعادة تصميم هوية شركتك البصرية يمكنك الاستعانة ببرنامج DALL·E الذي يوفر لك تصاميم فورية وإبداعية تسهل عليك المهمة.
تحليل شرائح العملاء لإدارة الحملات التسويقية:
يستطيع شات جي بي تي تحليل فئات الجمهور للشركات بناءً على احتياجاتهم واهتماماتهم وسلوكهم، ما عليك سوى تقديم بعض التفاصيل حولهم لتخرج بنتائج محددة حول شخصياتهم ورسائل مخصصة لكل فئة لمساعدتك في إعداد حملات تسويقية تتناسب مع تجربة العميل.
أتمتة المهام وتوفير الوقت الضائع:
تتيح نماذج شات جي بي تي ربط الأداة مع برامج وأدوات أخرى مثل Zapier أو Make أو استخدام واجهات برمجة التطبيقات لأتمتة المهام الروتينية مثل تلخيص رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها ومعالجة المستندات والملفات وتحديث قاعدة البيانات، كما تسمح النسخة المدفوعة تخصيص مساعد ذكي لإنجاز كافة المهام المتكررة دون أي تدخل بشري.
لكن بالرغم من الفوائد الكثيرة للأدوات الرقمية، لن تكون قادرة على تحقيق التميز والتفوق من دون المهارات البشرية المُحدثة باستمرار لتكون قادرًا على مواكبة تلك الأدوات وطرق استخدامها، هنا تبرز أهمية التسجيل في دورات تدريبية في دبي ولندن وأي فرع آخر لمركز لندن بريمير سنتر، فهو لا يعمل على تقديم دورات تدريبية وحسب بل يهدف لإعادة هيكلة عقلية المتدرب لخلق تجربة أفضل وفتح باب جديد لم يكن في حسبانه للتقدم المهني، من القاعات الصفية في المواقع التدريبية إلى الصفوف الافتراضية عبر موقع المركز الرسمي على الإنترنت تهدف الدورات لتقديم معارف ومهارات بمجالات متعددة تلبي كافة الاحتياجات.
ما هي أهم التحديات التي تواجه مستخدمي شات جي بي تي؟
لا يجب أن نغفل عن سلبيات روبوتات الذكاء الاصطناعي لمجرد أنّها تمتلك فوائد وجوانب إيجابية أكثر، فهناك بعض النقاط التي لا بدّ ومن الانتباه إليها عند استخدامه في بيئة العمل، ومنها:
- الهلوسة: الهلوسة هي مصطلح يستخدم في عالم الذكاء الاصطناعي للإشارة إلى الردود والإجابات التي قد تحتوي على معلومات خاطئة أو إجابات غير مرتبطة بما هو مطلوب، وخاصةً النماذج المجانية والأوامر باللغة العربية، لذا لا بدّ من مراجعة أي رد وعدم الوثوق بشات جي بي تي تمامًا.
- الخصوصية: هناك الكثير من الشكوك حول مصير سجلات المستخدمين وأنّ شركات تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي نعمل على الاحتفاظ بجميع تلك المحادثات لتدريب نماذجها الجديدة، سواء شات جي بي تي أو ديب سيك أو جروك وغيرهم، لذا لا بدّ من الحذر عند تقديم أي تفاصيل أو بيانات حساسة لأي نموذج، وخاصةً من قبل الشركات التي تتعامل مع ملفات العملاء الشخصية وبياناتهم أو الحسابات والتقارير المالية.
- الملكية الفكرية: كثير من الشركات والناس يأخذون النتائج من شات جي بي تي ويعتمدونها كمخرجات خاصة بهم وهذا أمر خاطئ للغاية، إذ لا يمكن استخدامها من دون إضافة اللمسة الخاصة لجعلها مخرجات أصيلة متميزة ومختلفة ولمنع الوقوع في مشاكل الملكية الفكرية للموقع الأصلي والشركات الأم.
- فهم السياقات البشرية: بالرغم من القدرة اللغوية العالية لشات جي بي تي، إلا أنّه ليس قادرًا بعد على فهم السياق الاجتماعي أو الثقافي مثل الإنسان، وفي كثير من الأحيان ما يُخطئ، فهو في النهاية روبوت رقمي لا يتمتع بحس بشري، لذا لا يمكن استخدامه في بعض الحالات التي تتطلب تفاعلًا بشريًا خالصًا.
ختامًا،
في عصر تتبدل فيه الأدوات ويتسارع فيه السوق، يأتي شات جي بي تي ليقدم لك فرصة لكسب كنز لا يُقدّر بثمن، وهو وقتك، لذا عند معرفتك كيفية استخدام هذه الأداة بذكاء ستكون أنت وفريقك قادرين على إنجاز المزيد من الأعمال بوقت وتكاليف أقل وجودة أعلى.
الأسئلة الشائعة - شات جي بي تي
ما الذي يميز شات جي بي تي عن غيره من أدوات الذكاء الاصطناعي المتوفرة؟
ما يُميّز "شات جي بي تي" هو ذلك التوازن الفريد بين الذكاء الحادّ واللمسة الإنسانية، حيث يجمع بين عمق التحليل وسلاسة التعبير، كأنه عقلٌ موسوعيٌ يُخاطبك بلهجة صديقٍ خبير.
فهو لا يقتصر على تقديم المعلومات الجافة، بل يُلبسها ثوبَ البلاغة والتفصيل، مع قدرة مذهلة على فهم الفروق الدقيقة في الأسئلة وتكييف إجاباته بين الجدية والدعابة، أو بين الإيجاز والشرح المُطوّل، حسب حاجتك. كل ذلك مع حياديةٍ وشفافية تُضفي مصداقيةً على كل حرفٍ يكتبه.
ما العوامل التي تحدد نجاح استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل؟
إن نجاح الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل لا يرتكز على التقنية وحدها، بل هو تناغم متقن بين العقل الآلي والذكاء البشري. لذا هناك عدة عوامل حاسمة، أبرزها:
1. جودة البيانات: فكما يُقال، "الذكاء الاصطناعي جيد بقدر البيانات التي يُغذّى بها" – فلا قيمة لخوارزميات متطورة دون معلومات دقيقة ومنظمة.
2. التكامل السلس: أن يندمج الذكاء الاصطناعي مع أنظمة العمل الحالية بسلاسة، دون تعطيل للروتين أو إرباك للفرق البشرية.
3. القبول الثقافي: تقبّل الموظفين له كـ"زميل افتراضي" مساعد لا منافس، عبر تدريبهم وإشراكهم في تطويره.
كيف يمكن للمديرين ضمان الاستخدام الآمن لشات جي بي تي في مؤسساتهم؟
على المديرين اعتماد نهجٍ متوازن يجمع بين المرونة والحذر، فيجب أولًا وضع سياسات واضحة تحدد أنواع البيانات المسموح بمشاركتها، مع التركيز على تجنب المعلومات الحساسة أو السرية. كما يجب تدريب الموظفين على الاستخدام الرشيد، وشرح حدود الذكاء الاصطناعي وكيفية التحقق من دقة مخرجاته. كذلك استخدام حلول تقنية مثل أنظمة التشفير والمراقبة لضمان عدم تسرب البيانات. وأخيراً، تشجيع ثقافة الشفافية، حيث يُناقش الموظفون استنتاجات الذكاء الاصطناعي بدلًا من اعتمادها بشكل أعمى. بهذا يصبح الذكاء الاصطناعي حليفًا ذكيًا، لا خطرًا خفيًا.
هل يمكن أن يُستبدل العنصر البشري بشات جي بي تي مستقبلاً؟
لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلَّ محلَّ العنصر البشري تمامًا، فهو يظل أداة مساعدة تعزز قدراتنا ولا تلغيها. فالإنسان يمتلك حدسًا وإبداعًا ومشاعر لا تُضاهى، بينما يقتصر الذكاءُ الاصطناعي على تحليل البيانات وتكرار الأنماط. قد يحلُّ محلَّ بعضِ المهام الروتينية، لكن الأعمال التي تتطلب ذوقًا أو تعاطفًا أو قراراتٍ مصيريةً ستبقى حكرًا على العقل والقلب البشريين.
كيف يمكن استخدام شات جي بي تي في تحليل البيانات دون معرفة تقنية؟
لعل أبرز ما يميز "شات جي بي تي" هو قدرته على أن يكون جسراً بينك وبين عالم البيانات، حتى لو لم تكن تتقن لغة الأرقام.
أي بإمكانك أن تحادثه كما تحادث خبيراً صبوراً، فتسأله عن مغزى تلك الأعمدة المليئة بالأرقام، فيجيبك بتفسير واضح وكأنه يحكي قصة تلك البيانات لكن بشرط أن تمتلك مفاتيح الطلب منه وهنا كما يُقال مربط الفرس، لذا يتعين عليك الآن الانضمام فقط لواحدة من دورات Chat GPT لتخفف عنك لاحقًا أعباء حضور عشرات الدورات في تحليل البيانات.