كيف يؤثر تحليل الاحتياجات التدريبية على نجاح المؤسسة؟


تدريب موارد بشرية باريس

نُشِر في Apr 24, 2024 at 11:04 AM


معرفة الفرق بين القدرات والمهارات المطلوبة لتحقيق قيم وأهداف الشركات وبين المهارات الموجودة لدى الموظفين هو الأساس في تحليل الاحتياجات التدريبية (TNA)، هذا التحليل ذو التأثير الأساسي على تطور الشركات وأهدافها الاستراتيجية يبدو بأنّه بسيطًا إلا أنّه معقدًا للغاية في الشركات الضخمة، انطلاقًا من ذلك يقدم مقالنا التالي نظرة عامة على مفهوم تحليل الاحتياجات التدريبية وأهميته وكيفية تطبيقه لكي تكون قادرًا على تحديد إن كانت تحتاجه شركتك.

     

ماذا يُقصد بتحليل الاحتياجات التدريبية (TNA)؟  

يمكن تعريف مفهوم تحليل الاحتياجات التدريبية (Training Needs Analysis) على أنّه منهجية إدارية تعتمدها الشركات الباحثة عن البقاء في حالة استقرار، يقوم التحليل على تقدير مستوى العمال والموظفين على أساس مقارنة الفرق بين قدراتهم المحددة في بطاقة الوصف خاصتهم والاحتياجات التي تتطلبها الوظيفة من الخبرة والمعرفة للأداء، بما يفرض تدريبهم وصقل مهاراتهم لتحقيق احتياجات وظائفهم والسعي لتحقيق أهداف وتطلعات شركاتهم.  

     

تلك العملية تُعرِّف بالمهارات والخبرات التي تحتاجها الشركات لسد الفجوة ما بين ما هو متوفر حاليًأ من مهارات وقدرات لدى القوى العاملة ضمن المؤسسة وبين الحاجة الفعلية لتلك الوظائف من خبرة ومهارات لتحسين الأداء العام للشركة وتطوير قدرات الموظفين واحتياجاتهم وزيادة الكفاءة العامة.

     

شهد العام 1961 إصدار كتاب "التدريب في الأعمال والصناعة" من قبل ماكغي وثاير حددت محتويات هذا الكتاب الاحتياجات التدريبية التي قد تحتاج إليها أي شركة أو منظمة، حيث يُجرى تحليل تلك الاحتياجات على ثلاث مستويات ووفق التسلسل الهرمي كالتالي:

   

  • التحليل التنظيمي: 

يستهدف هذا المستوى الاتجاهات والنتائج والأهداف الإستراتيجية وأهميتها لتحديد الأقسام داخل الشركة التي تتطلب إجراء تدريب فيها والعوامل المؤثرة على التدريب المطلوب ونوع التدريب اللازم، يجب إعادة تقييم تلك الأمور بشكل سنوي لتحليل إن كانت الدورات التدريبية تلبي السعي نحو الغايات والأهداف قصيرة وطويلة المدى المراد تحقيقها أم تتطلب التحسين عليها.

     

  • التحليل التشغيلي:     

يشمل هذا المستوى تحليل متطلبات وظيفة محددة من مهارات وخبرة والتأكد منها خلال فترة التدريب، بما يساعد في معرفة المحتوى المناسب لكل وظيفة.

 

  • التحليل الفردي:    

يشير هذا البند إلى من يحتاج للتدريب وصقل مهاراته من موظفي الشركة وفي أي جانب يجب تركيز البرامج التدريبيّة عن طريق خطط التنمية الفردية التي يحدد من خلالها الموظف أهدافه القريبة والبعيدة الآجل ونقاط القوة والضعف لديه ومجالات اهتمامه ليتم مطابقتها مع متطلبات وظيفته والتأكد من عدم وجود فجوات بين ما يمتلك وما هو مطلوب، ومن ثمّ إعداد خطط التطوير الذاتية بالطرق المعتمدة.

     

يفيد تحليل الاحتياجات التدريبية في فهم المهام والأدوار الوظيفية، ليس ذلك وحسب بل في فهم مدى ملائمتها للمشهد الأكبر المسؤول عن تحقيق أهداف وقيم المنظمة وفهم أوضح لمن يلزم أن يستهدفه التدريب، هل هم الموظفين أم المدراء أم غيرهم من أصحاب المصلحة ممن لهم دور في صناعة القرار ضمن المنظمة، عند مراعاة كل تلك العوامل فإننّا نضمن قدرة الشركات على اتخاذ قرارات حكيمة بما يخص أين وكيف يجب استثمار الوقت والمال في تحسين العمليات وزيادة الإنتاجية بدلًا من إضاعتها بأنشطة غير لازمة، من هنا تبرز أهمية الدورات التدريبية للموارد البشرية في تحقيق التفوق التنافسي.

كيف يؤثر تحليل الاحتياجات التدريبية على نجاح المؤسسة؟

ما هي فوائد تطبيق تحليل الاحتياجات التدريبية في الشركات؟   

لا تقف مزايا تحليل الاحتياجات التدريبية عند تحديد أوجه القصور في المعارف والمهارات لدى موظفي الشركات، بل تمتد لما هو أبعد من ذلك فهي تمنح أصحاب الأعمال رؤية أفضل للاتجاهات المستقبلية والتطورات الحديثة في الصناعة للبقاء في الطليعة والاستمرار بالمنافسة في المشهد التنافسي الحالي، فهي أداة فعالة في إدارة الشركات، علاوةً على ذلك تظهر فائدة تحليل الاحتياجات التدريبية من خلال عدة أمور، مثل:

     

  • تعيين نقاط ضعف الموظفين قبل أن تؤثر على إنتاجيتهم. 
  • اختبار وتقييم فعالية البرنامج التدريبي من خلال التحديد المسبق لأهدافه، مما يسهم في تخطيط وجدولة برامج التدريب التي تُغطي كافة المواضيع والمجالات.
  • اختيار نوع البرنامج التدريبي الذي يحتاجه كل موظف على حدى، كون فرض ذات التدريب على الجميع قد يعود بنتائج عكسية لأنّ كل شخص حالة خاصة ولديه نقص في مجالات محددة ومختلفة عن غيره.   
  • تخصيص الموارد المالية والزمنية للمجالات ذات التأثير الأكبر على عمل وإنتاجية العمال.
  • مواءمة أهداف المؤسسات مع البرنامج التدريبي المطلوب، إذ يجب وجود سبب مقنع لتحديد التدريب الوظيفي المطلوب بعيدًا عن الافتراضات.     
  • تحديد أنواع الدورات التدريبية التي لم تعد تفي بالغرض ويجب الاستغناء عنها.

     

كيف يتم تنفيذ تحليل الاحتياجات التدريبية الأمثل؟

من الضروري أن تعي الشركات كيفية يعمل هذا النوع من التحليل خطوة بخطوة لإجراء العملية بأفضل طريقة وتحقيق أقصى استفادة، تتمثل الخطوة الأولى بعملية تحديد مختلف الفجوات بين الأداء الحالي للموظف وما هو مطلوب الوصول إليه من نتائج وأهداف، بما يحتويه ذلك من تقييم وتحليل للأدوار والمهارات الموجودة في كل قسم وتحديد ما يلزم من كفاءات للنجاح، بناءً على ما سبق يُتخذ القرار في نوع التدريب المناسب.

     

بينما تتمثل الخطوة التالية باختيار من هم الأشخاص المشاركين الذين يحتاجون إلى تدريب وكم يلزمهم من الساعات لإتمام دورة أو برنامج تدريبي وإعداد الخطة اللازمة لإتمام التدريب، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد من العوامل مثل الميزانية والموارد قبل تبني أي مبادرة تعليمية لتجنب أي مخاطر ومنع حدوثها.

     

تُظهر الخطوة الثالثة والأخيرة نجاح التدريب أو فشله، يجب قياس النتائج للتأكد من تحقيق التدريب للنتائج المرجوة بعد اكتمال الدورات التدريبية، يمكنك بواسطة تدريب موارد بشرية باريس تطوير جميع المفاهيم الأساسية المرتبطة بالموارد والقوى العاملة وكيفية تحليل وتقييم العاملين، لذا قم بزيارة موقعنا الإلكتروني الذي يتضمن العديد من الدورات التي تناسب احتياج أي متدرب، كل ما عليك انتقاء الدورة التدريبية التي تناسب مجال اهتمامك.

     

ما هي أهم التحديات التي تواجه تحليل الاحتياجات التدريبية؟

لا يمكن لأحد أن يلمَّ بجميع فوائد تحليل الاحتياجات التدريبية العديدة على الشركات الخاصة والعامة ﻓﻲ العصر الحديث، إذ لا بدَّ أن يتعرض لبعض التحديات التي تحارب تحقيق الأهداف التنظيمية، على سبيل المثال تحتاج عملية جمع المعلومات الدقيقة وفرز البيانات للكثير من الوقت، كذلك يحتاج تحديد المجالات التي تتطلب تحسين دراسة دقيقة ومتأنية من قبل الإدارة وأصحاب المصلحة المعنيين.

     

بالإضافة إلى ذلك، يجب على أصحاب المصلحة ضمان موافقة الأفراد على قبول طرق ونوع التدريب المعتمد، يعكس ذلك مدى التزامهم بالتطوير الذاتي لتعزيز الأداء الوظيفي، كذلك لا تمتلك العديد من المنظمات موارد كافية لإتمام الدورات التعليمية للموظفين.

     

ختامًا،

بالرغم من أنّ بداية تطبيق تحليل الاحتياجات التدريبية تتطلب بعض الجهد الإضافي إلا أنّ النتيجة النهائية تستحق العناء، لكن فهم الطريقة الصحيحة لعمل هذا التحليل يعد عنصرًا رئيسيًا لضمان استخدام الموارد بشكل فعال وتحقيق أقصى عائد من الاستثمار في التدريب من أجل المضي قدمًا في الأعمال والتطوير الدائم.