نُشِر في Dec 28, 2022 at 11:12 PM
هنالك العديد من نماذج العمل في يومنا هذا، منها العمل المكتبي والعمل عن بعد والعمل الحر، يجمع العمل الهجين بين كافة هذه الأنماط إذ يمتلك سمة العمل الحر، واستقلالية العمل عن بعد ومصداقية العمل المكتبي.
تعرف على العمل الهجين، فوائده وأكثر في هذا المقال.
يعد نظام العمل الهجين نظام عمل حديث يجمع بين العاملين عن بعد والموظفين داخل مكان العمل، إذ يتيح نموذج العمل هذا للعاملين حرية اختيار أوقات عملهم ومكانه (إذا سمح الأمر) وهذا ما يزيد إنتاجية العمل بشكل كبير في المكتب والمنزل.
نشأ مفهوم نظام العمل الهجين بعد انتشار جائحة الكورونا، حيث اضطرت الشركات في أوروبا والشرق الأوسط إلى إيجاد بديل عن أسلوب العمل المكتبي التقليدي أثناء الحجر الصحي والانتقال لنظام العمل عن بعد.
لاحظت عندئذ المؤسسات والشركات الضخمة أن نظام العمل في المنزل وحده لا يكفي لسد حاجاتها فكان لا بدّ من إيجاد حل وسطي يسمح بتلبية كافة احتياجات هذه المؤسسات.
لكن كشفت تجربة العمل عن بعد أهمية توفير طريقة جديدة للعمل، ورغم بدايات هذا المفهوم الذي نشأ كنتيجة لحدوث الجائحة (كورونا) إلا أنه تفوق على كل التوقعات وأثبت جدارته كطريقة عمل تواكب تطور العالم إلى أن نشأ مفهوم العمل الهجين.
يوفر العمل الهجين العديد من الفوائد للموظفين والشركات على حد سواء، إليكم أهم تلك الفوائد:
يضيف العمل الهجين طابع المرونة (Flexibility) إلى الشركة، إذ يسمح للموظفين (Employees) بأداء مجموعة من مهامهم عن بُعد (remotely) أو داخل المكتب (In the office)، لذا يعمل جميع الموظفين بكفاءة أكثر اعتماداً على الوقت الأنسب لهم، بالإضافة إلى ذلك يمكّن النموذج المختلط الموظفين من العمل وفقًا لنقاط قوتهم، مما يعزز بدوره الإنتاجية ويضفي طابعاً آخرًا للعمل.
لكن بالطبع قد يختلف نمط العمل ووقت الإنتاجية بين شخص وآخر، كمثال على ذلك هنالك العديد من الناس الذين يعملون بشكل أفضل في بيئة مكتبية داخل مقر الشركة بينما بالنسبة لبعض الموظفين يعد السلام والهدوء عاملين أساسيين لزيادة إنتاجيتهم ولذلك هم يفضلون العمل داخل مساحة آمنة كالمنزل أو غرفة خاصة بهم، لذا إحدى ميزات العمل الهجين أنه يوفر للموظفين خيار العمل في مكان وزمان يكونون فيه أكثر إنتاجية.
الاستقلالية هي مفتاح رضا الموظفين، تتسم الشركات والمؤسسات التي توفر لموظفيها الاستقلالية الكاملة وحرية أداء المهام والعمل في المكان والزمان الخاص بهم بمستوى عالٍ من الرضا الوظيفي والمشاعر الإيجابية إزاء الشركة.
كما أن الاستقلالية مهمة للعاملين في المكاتب أيضًا، إذ من المهم تطبيق مفهوم مرونة العمل (flexible work) داخل مقر الشركة لأنه يمنح الموظفين شعوراً بالثقة والحرية ويدفعهم للعمل دون حاجة لوجود المدير بجانبهم.
بناء على ذلك، أظهرت دراسة لسلوك الموظفين أن عملهم ضمن نظام عمل هجين يمنحهم شعوراً بالاستقلالية ويعزز ولاءهم للشركة وبذلك يمنعهم من البحث عن وظيفة أخرى أو فرص في شركات منافسة.
تعتمد العديد من مؤشرات النجاح على الأداء ولكن في معظم الأحيان عندما تقوم إدارة الشركة بالتركيز فقط على نجاح المهام تكون النتيجة هي عدم وجود وقت كافٍ للتعلم لأن العمال مشغولون جدًا في أداء المهام المتراكمة، لذا إحدى فوائد العمل الهجين أنه يتيح للموظفين فرصة التعلم للمزيد من المهارات والتقنيات، لا سيما أنه يوفر زمنًا كافيًا لذلك.
يمكن أن تلعب الاجتماعات الافتراضية دورًا كبيرًا جدًا في العمل الهجين، وفقًا لشركة Microsoft فقد ارتفع الوقت المستغرق بمحادثات منصة Teams الأسبوعية بنسبة 45 بالمئة منذ شهر فبراير 2020 ، كما زاد وقت الاجتماعات الأسبوعية على Teams بأكثر من 148 بالمئة، وهذا أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2020. يظهر عند النظر إلى هذه الإحصائيات تأثير العمل الهجين الواضح على مستقبل علاقات العمل.
ناهيك عن أنه يمكن باستخدام نظام عمل مرن زيادة التواصل بين أعضاء الشركة وتحسين العلاقات بين الرئيس والمدراء وموظفو الشركة عن طريق توفير طرق جديدة للتواصل تواكب التغييرات في النمط العالمي السائد لآلية التواصل المهنية.
يشير مفهوم القيادة الهجينة إلى تكيف أصحاب الشركات مع حاجات وأنماط فريق العمل الخاص بهم باستخدام مزيج من أساليب القيادة، من أجل تلبية احتياجات فريقهم على أفضل وجه، يقوم مفهوم القيادة الهجينة على تعزيز التواصل المرن ومراعاة ظروف العمال وإتاحة فرصة لهم بالعمل حسب ما يفضلون من طرق.
لذا يعتبر أكثر قادة فرق العمل الهجين نجاحاً هم أولئك الذين يمكنهم التعرف على وقت استخدام أسلوب القيادة للموقف المطروح. يجب أن يكون القادة أيضًا على دراية بنقاط القوة والضعف لديهم واستخدام هذه المعرفة لإنشاء قاعدة مشتركة يمكن أن تعمل بها جميع الفرق بكامل تنوعها.
قد يكون من الصعب قيادة شركة بقوى عاملة هجينة (Hybrid workforce). لكنه ليس مستحيلاً. تتمثل الخطوة الأولى في فهم الطرق المختلفة التي يعمل بها الأشخاص، ثم استخدام الأدوات المناسبة لإدارتها مثل عملية التحول الرقمي، من المهم كذلك، بالنسبة للقادة فهم احتياجات فريقهم وإيجاد طرق لتلبيتها بالموارد المتاحة لديهم.
ختامًا
أصبح مفهوم العمل الهجين اليوم أهم جزء من عالم العمل الجديد، تسعى العديد من الشركات إلى الانتقال إلى الجمع بين العديد من أشكال العمل كما تعيد أخرى التفكير بمفاهيم العمل القديمة، لكن يمكننا أن نتوقع بثقة كبيرة أن العمل الهجين سيصبح واحداً من أهم نظم العمل في المستقبل.
تأسيسًا على ذلك وبدوركَ ترأس منصبًا قياديًا داخل مؤسستك كان لزامًا عليك حضور التدريب على التحول الرقمي والابتكار في لندن، لا سيما أنه سيضمن لك بناء استراتيجية ناجحة ترتكز على مفهوم العمل الهجين داخل مؤسستك.