الابتكار في صناعة النفط والغاز: دور التقنيات الجديدة في تعزيز الإنتاج وتحسين الكفاءة


دورات نفط وغاز في دبي

نُشِر في Sep 21, 2023 at 11:09 PM


يعد الابتكار في صناعة النفط والغاز ليس حكرًا على فترةٍ ما أو شركة ما، فكل يوم تظهر ابتكارات وتقنيات جديدة وتُدخل معها أساليب حديثة في مختلف مراحل هذه الصناعة بشكل عام، سواء مرحلة التنقيب والاستكشاف أو التطوير والإنتاج، بالرغم من كونها أكثر الصناعات تحفظًا بما يخص موضوع الابتكار من المجالات الأخرى.

 

المقال التالي يُعرف بأهمية الابتكار في صناعة النفط والغاز وذكر آخر المستجدات المتعلقة بهذا الشأن، لذا تابع معنا.

 

كيف ساعد الابتكار في صناعة النفط والغاز في الاستجابة لتحديات الصناعة؟ 

ساهمت التطورات والتقنيات عبر التاريخ في تحقيق قفزات نوعية في صناعة النفط والغاز بل كانت السبب الأساسي في اكتشافها منذ عشرينيات القرن الماضي لأول مرة من خلال مقياس الزلازل الانعكاسية، لتتوالى من بعدها التطورات لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من اكتشاف آلاف حقول النفط حول العالم وملأ مليارات البراميل من النفط يوميًا. 

 

يعتبر اكتشاف التكسير التحفيزي للسوائل في العام 1937 ذو شأن كبير في قطاع النفط بما يخص التطوير والابتكار في عملية تكرير البترول وإنتاج المشتقات منه وما تزال هذه التقنية تدخل في الحصول على معظم البنزين المُنتج حول العالم. 

 

مؤخرًا لعبت تكنولوجيا الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي دورها المبتكر والفعال في استغلال موارد النفط والغاز الضخمة والموجودة في مكامن غير تقليدية والتي كان يُعتقد بأنها غير مجدية اقتصاديًا تجاريًا بطريقة فعالة.

 

في الوقت ذاته لا تزال هذه الصناعة تحارب في وجه ضغوط مستمرة لإجبارها على خفض التكاليف وتبسيط عمليات الإنتاج وزيادة العرض أكثر من الطلب، إضافةً إلى اللوائح الصارمة التي تضعها الحكومات بشأن انبعاث وخفض الكربون، ومن المؤكد أن الابتكار هو وحده سيلعب دورا حاسما في نجاح الشركات العاملة في هذا المجال بهذا الأمر.

كيف تساعد الابتكارات الجديدة في صناعة النفط والغاز؟ 

في أيامنا هذه، تُركز معظم التقنيات والابتكارات على الاستفادة القصوى من القدرات الحاسوبية والتكنولوجيا التي تُركز بدورها على السلامة البيئية والاستدامة وسلامة العمليات الرئيسية في كافة مراحل الصناعة وجودة الوقود المنتج المستخدم في إنتاج الطاقة.

 

تحتوي صناعة النفط الخام والغاز الطبيعي على كميات هائلة من البيانات المتدفقة في كل لحظة منها ما هو منظم مثل درجات الحرارة والضغط والتدفق والمستويات، ومنها ما هو غير منظم مثل تسجيلات الفيديو الغير مستخدمة في أغلب الأحيان، لكن يجب الاحتفاظ بكل تلك البيانات ومعالجتها والتي من الممكن أن تكون ذات أهمية بعد تحليلها باستخدام أحدث تقنيات وأساليب التكنولوجيا التي سنتعرف عليها في الفقرة القادمة.

 

لم يوفر التقدم الحاصل في الآلات والتكنولوجيا سهولة وتبسيط للعمليات وحسب، بل ساعد أيضاً في استخراج معلومات عن الاحتياطيات التي كانت تبدو منذ سنوات قليلة مضت معقدة للغاية، وذلك ساهم في فهم أكبر لقطاع الغاز والنفط وزيادة درجة الموثوقية وقابلية الاستخراج منها.

الابتكار في صناعة النفط والغاز: دور التقنيات الجديدة في تعزيز الإنتاج وتحسين الكفاءة

ما هي أفضل الابتكارات في صناعة اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز؟ 

أحدث التقدم التكنولوجي ثورة في عالم الابتكار على جميع الأصعدة، بما فيها الصناعة النفطية والغازية، إذ ظهرت الكثير من الاتجاهات الحديثة التي سهلت أداء العديد من العمليات والأنشطة، أهم تلك الاتجاهات المبتكرة:

 

- إنترنت الأشياء (IoT):

حسّنت تقنية إنترنت الأشياء كثيرًا من العمليات المتعلقة بالإنتاج وسلامة المعدات والعمال ومراقبة المناطق النائية للنفط والغاز، وهي تعمل من خلال مجموعة كبيرة من الحساسات والمستشعرات الموزعة على كامل الخطوط الإنتاجية والآبار والتي تقوم بجمع البيانات في الوقت الفعلي وتحليلها ومعالجتها لتحديد المعدات والآلات المعيبة.

 

الأمر الذي يفيد بشكل كبير في تطوير آليات التنبؤ بالأعطال والاستجابة بسرعة لها، وبالتالي تقليل تكاليف الصيانة والحصول على رؤية تفصيلية للمعدات والعمليات بشكل مستمر وآني.

 

- التعلم الآلي والذكاء الصنعي:

في مجال النفط والغاز ازداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات المعقدة خلال كافة مراحل العمليات الأولية والوسطى والنهائية، فهو يساعد في عملية اتخاذ القرار بالاعتماد على التحليلات التنبؤية والإرشادية والمعرفية.

 

إضافةً إلى دوره في مساعدة المهندسين على وضع وتنفيذ خطط وأفكار ذكية وجديدة للاستكشاف والإنتاج من الحقول بما يحقق نمو العائد من الاستثمار، وكذلك في دراسة الجدوى في النفط والغاز.

 

- البيانات الضخمة والتحليل:

كما ذكرنا سابقًا تتعامل شركات النفط والغاز مع كميات هائلة من البيانات يوميًا، الأمر الذي يتطلب من محللي البيانات الاستعانة بمنصات البيانات الضخمة لاستخلاص ما يلزم ويفيد منها لإيجاد الأفكار، وهذا أمر هام جدًا للمهندسين الباحثين عن كيفية تحسين الإنتاج من الآبار وضمان سلامة الآبار.

 

بالإضافة إلى دور سجلات البيانات التاريخية في ابتكار وتدريب الخوارزميات المتطورة المرتبطة بالذكاء الصنعي والنماذج المعتمدة عليها، باستخدام التحليلات يمكن لصناعة النفط والغاز أن تستمد قيمة أعلى لقراراتها اليومية وتقديم الحلول بما يخص كيفية خفض التكاليف التشغيلية والانبعاثات الكربونية، توفر دورات نفط وغاز في دبي فهم أكبر لكيفية القيام بالتحليلات.

 

- الروبوتات والأتمتة

تعتبر السلامة المهنية عنصر هام في أي صناعة سواء للإنسان أو المعدات، لكن يبقى الإنسان هو الأهم، وفي صناعة النفط والغاز المخاطر كثيرة كون معظم المشغلين يعملون في بيئات وعرة وقاسية الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا عليهم، ولمعالجة الأمر أُدخلت الروبوتات والأتمتة إلى الصناعة في محاولة زيادة اعتبارات السلامة في أماكن العمل.

 

تفيد الروبوتات على مستوى البحث والمسح والأتمتة الصناعية في منصات النفط ومصافي التكرير، علاوةً على السرعة في إنجاز العمليات وخفض الحاجة إلى القوى البشرية، فهي أخذت مكان أشهر وظائف النفط والغاز، من خلال التطور الذي تشهده صناعة النفط والغاز فقد ارتفعت كفاءة الأعمال وتقليل نسبة الخطأ التي يسببها الإنسان.

 

- الحوسبة السحابية

مبدأ الحوسبة السحابية هو جمع وتخزين ومعالجة البيانات على خوادم افتراضية يمكن الوصول إليها من أي نقطة وفي أي وقت، الأمر الذي يوفر كثيرًا في استخدام الحواسيب والذواكر التقليدية الباهظة الثمن، وبالتالي تعزيز الكفاءة والأمان وقابلية التوسع، إضافةً إلى تسهيل التحول الرقمي بشكل موثوق وآمن. 



ختامًا، 

 

تاريخيًا ومع مرور الزمن تأكد لنا أنّ التقدم التكنولوجي واﻻﺑﺘﻜﺎر ركيزتان أساسيتان لهما تأثير كبيرعلى الصناعة العالمية والمجتمع ككل، سيقودنا التقدم والتطوير التكنولوجي إلى عصر جديد للابتكار ﻓﻲ المستقبل بالتأكيد، لكن لا يجب أن ننسى أنه في ظل كل ذلك التطور العالمي من الواجب تضافر جهود الدول والأفراد بخصوص الحد من الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة والطاقة والحفاظ على كوكبنا سليمًا باستمرار أكثر من أي وقتٍ مضى.