نُشِر في Dec 27, 2023 at 08:12 PM
تلعب ادارة المخاطر التشغيلية في البنوك دورًا حاسمًا في ضمان الاستقرار المالي في البيئة الديناميكية والمعقدة للصناعة المصرفية اليوم، فهي تشمل مجموعة واسعة من التهديدات المحتملة التي يمكن أن تنشأ من العمليات الداخلِية أو الأشخاص أو الأنظمة أو العوامل الخارجية المختلفة.
إدارة المخاطر التشغيلية هو أمر تستخدمه البنوك لحماية سمعتها الخاصة والحفاظ على ثقة العملاء وتحقيق النجاح على المدى الطويل، فإليك في هذا المقال الاستراتيجيات والأطر التي تستخدمها البنوك لإدارة مخاطرها التشغيلية وأهمية ممارسات إدارة المخاطر المناسبة.
لممارسات إدارة مخاطر البنوك التشغيلية أهمية كبيرة نظرًا للتحديات المتنوعة التي تواجهها المؤسسات المالية باستمرار، ويعتبر الهدف الأساسي لمواجهة وإدارة العقبات والمخاطر التشغيلية للبنوك هو تحقيق الاستقرار المالي والحفاظ على سمعة البنك وثقة العملاء السليمة والحد من الخطر قدر المستطاع.
فعند اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر يمكن لِلبنوك التقليل من الخسائر المحتملة وتعزيز كفاءتها وتقييمها بفعالية، كما أن إدارة المخاطر الاستراتيجية والتشغيلية تساعد أيضًا على تعزيز الامتِثال للقوانين واللوائح المالية وتعزيز سلامة النظم والعمليات الداخلِية، مما يحقق الثقة في القطاع المصرفي ويحد من تعرض البنوك للمشكلات والأزمات أو الإجراءات المالية الرقابية فيما بعد.
هناك أكثر من نوع للمخاطر التشغيلية التي تواجهها المصارِف التجارية على مر السنين، وإن التعامل معها يتطلب وضع استراتيِجيات وسياسات فعالة لإدارة المخاطر، فإليك أَكثر الأنواع الشائعة لها:
يشمل هذا النوع فهم المخاطر والعثور على عملِيات الاختلاس والسرقة الداخلِية والتلاعب بالبيانات المالية وتزوير الوثائق المصرفِية في البنك، وهو خطر يتطلب أنظمة تفتيش فعالة ومراقبة دقيقة للكشف عنه والعمل على مكافحته.
لا تزال التهديدات السيبرانية تحديًا مستمرًا لِلبنوك التي يمكن أن تتعرض للاختراق وسرقة المعلُومات الحساسة للعملاء أو التعرض للقرصنة المالية بكل بساطة، فهنا إدارة المخاطر التشغيلية تتطلب تبني سياسات وِإجراءات أمنية قوية وتحديثها بانتظام للحماية من هذه التهديدات الرئيسية.
وهي مخاطر تشمل عدم امتثال المصرف للرقابة وقوانين لجنة الالتزام باللوائح المالية المعتمدة والمعمول بها، والتي قد تتسبب في عقوبات قانونية وتأثير سلبي على سمعة البنك، بينما تطبيق سياسات وإِجراءات الامتِثال القانوني والتنظيمي يساعد في تقليل هذه المخاطر إلى الحد الأدنى.
يمكن أن يحدث اختلال في عمليات البنك نتيجة للأعطال التكنولوجية والتحديثات الفاشلة للنظم وتعطل أنشطة النظام وأيضًا الخدمات الحيوية بالبنوك، يتطلب ذلك وجود خطط استعادة الأعمال الجيدة واختبارات منتظمة لتجنب أية تأثيرات سلبية على سياسة عملية التشغيل.
تعد هذه الاستراتيجيات أداة مهمة لِلبنوك للتعامل مع تحديات المخاطر التشغيلية وضمان استمرارية الأَعمال، وهي تتضمن كل مما يلي:
يجب على البنك تحدِيِد المخاطر التشغيلية المحتملة التي قد يتم مواجهتها وتصنيفها وفقًا للأولويات وتأثيرها المحتمل، يمكن تصنيف المخاطر حسب النوع (مثل المخاطر المالية والمخاطِر القانونية والمخاطِر التكنولوجية) أو حسب المصدر (مثل المخاطر الداخلِية والخارجية)، وذلك لتوجيه الجهود والموارد للمصرف بشكل فعال.
إن تقيِيم حالة ومخاطر أي بنك يهدف إلى تحدِيد مدى تأثير المخاطر المحتملة واحتمالية حدوثها، يمكن استخدام أدوات مثل التحليل الاحتمالي وتقييم التأثير من أجل معرفة الأولويات وإِجراءات الإدارة اللازمة للتعامل مع كل خطر على حده.
يجب على البنك تطوير سياسات تشغيلية صارمة لقياس خطوط المخاطر والتحكم بها، يشمل ذلك وضِع معايير للتدقيق الداخلي ومراجعة العمليات وعمليات الجودة والامتثال للقوانين واللوائح، ويجب توفير آليات للكشف المبكر عن المخاطر بهدف بِناء استراتيجية حماية مسبقة.
لا شك أنه دراسة المخاطِر التشغيلية وفهمها لموظفي البنك دور كبير في تحقيق السلامة المالِية، فتوفير برامج تدريبية منتظمة لتعليم الموظفين حول أنواع المخاطر أو إدارة المخاطر التشغيلية في البنوك وكيفية التعامُل معها والتبليغ عنها بِشكل صحيح يساهم في بناء ثقافة توعية وتعزيز الاستجابة الفعالة للمشكلات.
يجب أن يركز البنك كذلك على عمل خطة خاصة تتعلق بالاستجابة للطوارئ وتطوير نظام استعداد للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة، وينبغي إجراء تدريبات ومحاكاة للطوارئ واتباع المعايير للتحقق من فاعلية الخطة وتحديثها وتعديلها حسب الحاجة.
يجب على البنَك استخدام التحليل الفني وتقنيات المعلُومات للبقاء على علم بالمخاطر وكذلك مراقبة الأنظمة والعمليات وكشف أية تحذيرات مبكرة، كما يمكن استخدام أنظمة الإنذار المبكر وأدوات التحليل الإحصائي لتحديد النماذج السلوكية غير المعتادة والتصدي لمخاطر الرقابة المحتملة.
تعد دورات إدارة المخاطر التشغيلية في البنَوك أداة قوية لتعزيز الوعي والمعرفة بأهمية إدارة المخاطر وتطبيق أفضل الممارسات في المجال، بحيث تهدف هذه الدورات إلى تزويد المشاركين بالمهارات والأدوات اللازمة لتحليل وتقِييم المخاطر وتصميم إجراءات مراقبة ومراجعة فعالة.
وتعزز هذه الكورسات الثقافة التنظيمية لِإدارة المخاطر والتواصل والتعاون بين الإدارات المختلفة في البَنك، فهي تركز على توضيح الفوائد التي يمكن أن تعود على المؤسسة عند تنفيذ أنظمة فعالة لإدارة المخاطر، وتستعرض الإطارات القياسية الموجودة في المجال مثل إطار إدارة المخاطر الشاملة (COSO) وإطار إدارة المخاطر التشغيلية المتكاملة (IORP) وغيرها.
وتحرص دورة ادارة المخاطر التشغيلية في البنوك التي يقدمها مركز لندن بريميير المعتمد على تعليم المتدربين كيفية تقييِم النتائج بناءً على الاحتمالية وكيفية تحليل السبب والنتائج باستخدام أدوات مثل SWAT وتحليل تأثير المخاطر.
مع استمرار الصناعة المصرفِية في التطور ومواجهة التحديات الجديدة، تظل ادارة المخاطر التشغيلية في البنوك الفعالة أمرًا بالغ الأهمية لضمان الاستقرار المالي، فيجب على البنوك تحدِيد المخاطر التشغيلية وتقيِيمها والتخفيف منها بِشكل استباقي لحماية أصولها وسمعتها، ومن خلال تنفيذ أطر قوية لدمج التقدم التكنولوجي وتعزيز ثقافة الوعي بالمخاطِر بواسطة الدورات التدريبية العملية، يمكن لِلبنوك أن تبحر في المشهد المتغير وتحافظ على مكانتها كمؤسسات مالية موثوقة في السوق العالمية.