أساسيات الزراعة العضوية: من البذرة إلى الحصاد


دورات تدريبية في الزراعة العضوية في لندن

نُشِر في Nov 23, 2023 at 07:11 AM


تزايد انتشار فكرة الزراعة العضوية مؤخرًا، خاصةً مع هؤلاء الأشخاص المهتمين بالقضايا البيئية والرعاية الصحية أو الباحثين عن تجارب جديدة لتذوق الأطعمة، لكن ما الأسباب التي تدفع هؤلاء لكل ذلك الاهتمام هذا ما يقدمه لك مقالنا التالي، سوف نتناول كل ما تبحث عنه حول الزراعة العضوية بما ﻓﻲ ذلك التعريف ومراحل زراعتها خطوة بخطوة من مرحلة الزراعة إلى الحصاد، فتابع معنا.

 

ما هو تعريف الزراعة العضوية (Organic Farming)؟

مصطلح الزراعة العضوية ليس بالمصطلح الجديد فهو متبع منذ العصور القديمة، وهو عبارة عن نظام أو أسلوب زراعي يهدف إلى إنبات المنتجات الزراعية وتربيتها بطرق صحية تحافظ على سلامة التربة بعيدًا عن المواد الكيميائية، بما فيها المبيدات الحشرية والأسمدة والأدوية الكيميائية والكائنات المعدلة وراثيًا والهرمونات وغيرها، واستبدالها بالمخلفات البيولوجية والعضوية مثل فضلات الحيوانات والنباتات والمياه، كل ذلك بهدف إنتاج منتجات صحية خالية من أي تلوث يضر بالإنسان وخلق بيئة مستدامة خالية من الملوثات وتعزيز البناء المستدام.

 

الفكرة الأساسية للزراعة العضوية بشكل عام هي تأمين الغذاء بأقل حد من العناصر الخطرة وبالقيم الغذائية العليا باستخدام بعض المواد الغير ضارة المسموح بها، يشمل ذلك تربية المواشي والحيوانات وتغذيتها بأعلاف عضوية وطبيعية والاستغناء عن أي عناصر اصطناعية، إضافةً إلى تجنب التكاليف الباهظة الثمن للمضافات الاصطناعية.

 

بالمقابل، للزراعة العضوية عيوب عديدة أهمها انخفاض حجم إجمالي الإنتاج والحاجة إلى زيادة العمالة البشرية اللازمة للأعمال اليدوية ومراقبة المحاصيل وتكرار مكافحة الآفات والأعشاب الضارة بدلاً من استخدام المواد الكيميائية التي تُطبق لمرة واحدة فقط، ناهيك عن السعر المرتفع للمنتجات العضوية مقارنةً بمثيلاتها المزروعة تقليديًا وسرعة تلفها بسبب عدم وجود مواد حافظة.

 

ما هي مبادئ الزراعة العضوية؟

للزراعة العضوية 4 مبادئ رئيسية ترتبط فيما بينها وتعزز بعضها البعض لدعم هذا المفهوم، وهي الصحة والبيئة والعدالة والرعاية، تلتزم جميع مراحل الإنتاج ﺍﻟﻌﻀﻮﻱ بهذه العوامل المهمة للنجاح ولكي لا تستخدم أي إضافات ممنوعة في أي مرحلة من المراحل.

 

- الصحة:

يعمل هذا المبدأ على أساس ضمان عدم استخدام أي عناصر ومواد كيميائية تشكل خطرة يمكن أن تترك أي أثر سام على التربة أو الحيوانات أو المحاصيل والإنسان، إذ أنّ التربة السليمة تُنتج محاصيل سليمة تعزز صحة الإنسان وتكسبه مناعة جيدة.

 

- البيئة:

يُلزم هذا المبدأ المزارعين على استخدام تقنيات صديقة للبيئة تقضي على التلوث وتحسن من جودة التربة فتمنع استنزافها وتدهورها، وذلك يعني تأمين ظروف معيشية جيدة لكافة مكونات النظام البيئي المترابطة معًا.

 

- العدالة:

يشترك في هذا المبدأ جميع من له علاقة بالزراعة من المُزارع والمورد والتاجر والمستهلك، الذين يتعين عليهم اتخاذ موقف واحد لتعزيز الظروف الزراعية ودعم احتياجات المجتمع من الإمدادات الكافية بمنتجات غذائية ذات جودة عالية، مع الأخذ بعين الاعتبار توفير الروف الملائمة والغذاء للمواشي بما يحدد نشرات أسعار مقبولة ومبررة.

 

- الرعاية:

يهدف هذا المبدأ إلى التشجيع على ترشيد استهلاك الموارد بما يضمن استمرارها للأجيال القادمة ويحمي الطبيعة، كما يجب إجراء تقييم شامل للتقنيات المستخدمة في عمليات الزراعة والنظر بعواقبها السلبية.

أساسيات الزراعة العضوية: من البذرة إلى الحصاد

ما هي مراحل الزراعة العضوية وكيف تتم؟

عندما تكون مستعدًا من أجل التحول إلى الزراعة العضوية عليك اتباع مجموعة المراحل التالية لإنجاز هذا النهج الزراعي في أحسن صورة:

 

- مراجعة مواردك وتقييمها:

قبل البدء بأي شيء يجب مراجعة الموارد المتوفرة لديك، بما فيها موقع المزرعة وحجمها وخصائص التربة فيها والمناخ السائد في المنطقة ونوع المزروعات والأشجار والحيوانات الموجودة وإمكانية توفر المغذيات العضوية.

 

- جمع المعلومات:

يصبح الأمر أسهل عندما تمتلك المعرفة الكافية بجميع تفاصيل الزراعة العضوية وأفضل ممارساتها، لذا خذ وقتك لتعلم كل ما يخص ممارسات هذه المهارة، مثل التغطية وإدارة الآفات وإنتاج الأعلاف والأسمدة العضوية، كن أحد المشاركين في دورات تدريبية في الزراعة العضوية في لندن من خلال التسجيل الآن في البرنامج التدريبي الخاص الذي ستجد فيه كل ما تبحث عنه حول هذا القطاع الزراعي.

 

- اختيار المحاصيل:

الآن عليك تحديد أنواع المحاصيل التي ترغب في إنتاجها، تعتمد هذه المرحلة على ما ترغب به أنت للإنتاج وما يمكن أن ينبت داخل مزرعتك، وهل تحتاج لأي نوع معين من المزروعات لإنتاج علف حيواني عضوي للحيوانات لديك كنوع من الاكتفاء الذاتي بدلًا من الأعلاف المصنعة.

 

- التغطية:

للتغطية دور أساسي في عملية الزراعة العضوية، التغطية هي عملية إكساء سطح التربة بنوع ما من الحشائش أو الأعشاب الطبيعية أو مخلفات المحاصيل والغابات، تعمل التغطية على الحد من انجراف التربة عند الهطولات المطرية، إضافةً لذلك تزيد مخلفات تلك النباتات من كمية العناصر العضوية في التربة، مما يسمح بإنشاء بنية مستقرة.

 

يجب وضع طبقة رقيقة من الغطاء قبل هطول الأمطار مع توزيعها بالتساوي على كافة أنحاء الحقل، ذلك يضمن الحصول على نتائج أفضل.

 

- إدارة المياه:

أزمة المياه أزمة عالمية، تعاني معظم البلدان حول العالم من ندرة المياه لذلك لا بدّ من التفكير جيدًا لإدارة هذا المورد بعناية وكفاءة وكيفية الحصول على الإمداد الكافي من المياه المحلية للتحول إلى الزراعة العضوية والبحث عن أفضل سبل التحسين.

 

- تخطيط المحاصيل:

عندما نتحدث عن الأنظمة العضوية يعتبر تخطيط المحاصيل أمرًا هامًا لضمان نجاح الزراعة، حيث يوجد طريقتين رئيسيتين من شأنها دعم خصوبة الأراضي وصحتها، الأولى هي طريقة تناوب المحاصيل وتعني زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل ضمن الحقل من موسم لآخر، والثانية هي الزراعة البينية والتي تقوم على زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل بالقرب من بعضها البعض.

 

- إدارة المغذيات:

تخصيب التربة والمحافظة على خصائصها وعناصرها الغذائية على المدى الطويل هي مهمة المغذيات، عند زراعة ونمو النباتات ورعي الحيوانات تفقد التربة تلك الخصائص ولا بدّ من تعويضها، وتكون هذه مهمة السماد النتروجيني في الزراعات التقليدية لكن ذلك محظور في الزراعات العضوية، لذا يجب أن تبحث عن بدائل طبيعية مثل السماد الحيواني (روث الحيوانات) أو السماد النباتي (بقايا أشجار ونباتات) والسماد الأخضر (نباتات تزرع بهدف ترميم العناصر الغذائية للتربة).

 

- إدارة الآفات:

عندما نتحدث عن الآفات والأمراض التي تصيب المزروعات فإننا نتكلم عن مرحلتين هما مرحلة الإدارة وهي المسؤولة عن إبقاء مستويات الآفات والأمراض منخفضة ومرحلة المكافحة التي تتولى مهمة التخلص منها.

 

في الزراعة العضوية يُطبق مبدأ الوقاية خيرٌ من العلاج، حيث يتم تحديد أسباب تلك الأمراض والآفات والتخلص منها قبل أن تنتشر، من الحلول المتاحة للمزارعين زراعة مزروعات تتلاءم مع الظروف المتوفرة ومقاومة للأمراض وتناوب المحاصيل لتقليل فرص انتقال الأمراض بواسطة التربة والزراعة البينية التي توفر نباتات مضيفة أقل لتلك الآفات وغيرها الكثير من التقنيات الزراعية.

 

- إدارة الحشائش:

تنبت الكثير من النباتات الدخيلة بين المحاصيل المزروعة، ليست مهمة المُزارع التخلص من جميعها لكن الحفاظ على نسبة معينة منها بما لا يلحق أي ضرر بالمزروعات الأخرى، قد تكون تلك الأعشاب موطن لمكافحة الآفات إضافةً إلى دورها في تعزيز الأرض فهي تحد من تآكل التربة.

 

- إدارة التربة:

يُقصد بإدارة التربة خلق ظروف ملائمة لنمو النباتات عن طريق تهوية المناطق المزروعة جيدًا ومكافحة الآفات والأعشاب الضارة وتقليل الضغط وزيادة ترشيح الماء وتطبيق تقنيات زراعية ملائمة تحافظ على سلامة التربة والمحاصيل وغيرها من الطرق.

 

- تربية الحيوانات:

الحيوانات عنصر رئيسي في المزارع العضوية لأنّها تأتي بمثابة المنبع الطبيعي الذي يزودها بالاسمدة العضوية، علاوةً على دورها في السيطرة على الآفات، مثل عندما يتجول الدجاج ويتغذى عليها، وكذلك في إدارة الأعشاب الضارة بواسطة رعي الأنواع الحيوانية المختلفة أهمها الماشية والماعز.

 

ختامًا،

 

تَعد الزراعة العضوية بآفاق مميزة على مستوى التنوع الغذائي وتحسين الرفاهية النباتية والطبيعية، فضلًا عن القيم الغذائية العالية للمنتج البيولوجي المزروع عضويًا مقارنةً بالمزروعات القائمة على الأسمدة والمغذيات الكيماوية من خلال إنتاج منتج صحي وآمن.