نشر في :8/26/2025, 8:07:24 PM
بات الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) اليوم جزءًا أساسيًا من مشهد الأعمال، فهو لم يعد أداة أو تقنية تجريبية مستقبلية بل استثمار يعود بالنفع على أي مؤسسة تتبناه في عملياتها، حيث دخلت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة في قلب التغيير الحقيقي للأعمال.
تعيد هذه التطبيقات تشكيل سياسات واستراتيجيات الشركات وإدارة عملياتها بطرق غير معتادة، وفي خضم تسابق الشركات لتبني هذه التقنيات في استراتيجياتها أصبح من الواضح أنّ اتباع النهج التقليدي في الإدارة لم يعد كافٍ في ظل التطور الرقمي وإيقاع الأسواق المتسارع بوتيرة عالية، هنا يتجلى الانقلاب الكبير في عالم الأعمال والشركات لإدارة مؤسسات أكثر كفاءة وقرارات أسرع وابتكار بلا حدود.
وفق أحدث الاستطلاعات التي تم إجراؤها مؤخرًا فقد أظهرت إلى الالتزام الجاد من قبل الكثير من القادة لتعزيز استثماراتهم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
بحسب استطلاع تم إجراؤه في العام 2024 على 250 قائد أعمال من قبل شركة EY، وهي مؤسسة متخصصة بالخدمات المهنية، أظهرت النتائج تأكيد 82% منهم على زيادة الاستثمار في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025.
في حين قام 64% منهم بإطلاق برامج تدريب داخلية متعلقة بالذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لتطوير المهارات الوظيفية وتمكين موظفيهم من التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، أمّا 76% من المنظمات فقد قدمت برامج اعتماد داخلية لتطوير وإعادة تأهيل العاملين لديها في هذا المجال، مثل كورس تحليل البيانات أو كورس هندسة الأوامر وغيرها.
وعلى الرغم من التخوف الذي لا يزال موجودًا حول صعوبة توظيف أفضل المواهب وأصحاب الكفاءات وغياب التنظيم الكافي، إلا أنّه لا يزال البعض يشعر بالتفاؤل، إذ أنّ 72% من المدراء التنفيذيين صرحوا بأنّ معظم موظفيهم يستخدمون فعليًا تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة وغيرها من الأقسام بشكل يومي، خاصةً في مجالات البرمجة وتحليل البيانات والتواصل المؤسسي.
استطاعت تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تُحدث نقلة نوعية في عالم الإدارة، لم تعد تقتصر استخداماتها على أتمتة المهام الروتينية، بل توسع نطاق الاستخدام ليشمل عدة مجالات استراتيجية أخرى تمسّ جوهر الاستراتيجيات والعمليات وصناعة القرار داخل المؤسسات، أهمها:
لطالما اقتصر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة على أتمتة المهام الإدارية داخل المؤسسات، مثل إدخال البيانات، لكن اليوم توسعت هذه الاستخدامات لتشمل تبسيط وتلخيص التقارير وصياغة المراسلات وتحسين عمليات التوظيف وحتى كتابة الأكواد البرمجية وإنشاء الحملات التسويقية.
أي مؤسسة تطمح لتحسين إنتاجيتها عليها اليوم تبني الذكاء الاصطناعي، تساعد التقنيات الحديثة في تسريع تنفيذ الأعمال وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت وتحسين الاتصال الداخلي بما يسمح للموظفين التركيز على مهام ذات فائدة أكبر، مما يعزز من تنافسية المؤسسة ويزيد من الأداء.
رفع كفاءة الموظفين من خلال تقديم المشورة والتوجيه من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة الحديثة، إذ توجد العديد من الأدوات التي من شأنها مساعدتهم على تحسين أعمالهم، كذلك تسمح منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي للموظفين المبتدئين تقديم عمل احترافي، سواء في مجال البرمجة أو التصميم أو التسويق.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أنظمة ذكية للتعليم والتدريب والتي تقدم خطط تدريبية متقدمة تتناسب مع مستوى كل موظف بهدف تطوير المهارات الرقمية لديه للمساعدة في النجاح المهني، مما يزيد من الكفاءة التدريبية ويرفع من فاعليتها في العمل.
في هذا السياق، لم تغفل الكثير من المراكز والمؤسسات التدريبية الكبيرة حول العالم على ضرورة تعديل برامجها بما يتوافق مع أحدث الاتجاهات في السوق، من الأمثلة على ذلك مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني الذي واكب عصر الرقمنة وأطلق منصات التدريب عن بُعد والتعليم المتزامن.
أينما كنت سواء في لندن أو دبي أو برشلونة أو باريس أو إسطنبول أو كوالالمبور أو سنغافورة أو أمستردام، فإنّ شبكة مكاتبنا الإقليمية تقدم لك العديد من البرامج التدريبية المتخصصة في مختلف المجالات بما يتناسب مع المتطلبات المحلية والعالمية، مثل دورات تحليل البيانات في دبي التي تقدم المعرفة اللازمة بأحدث التقنيات الذكية.
أحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة هو قدرته على البحث الذكي في كميات هائلة من البيانات العامة باستخدام الخوارزميات واستخلاص ما هو مفيد منها للاستفادة منها في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتطوير أفضل الحلول العملية، لكن دون إغفال ضرورة مراجعة تلك النتائج من الجانب البشري لضمان دقتها.
تعتبر إدارة العمليات جوهر أي مؤسسة، وقد استطاع الذكاء الاصطناعي إثبات فعاليته فيها، إذ تشير الدراسات إلى أنّ أكثر من 94% من القادة يدركون أهمية هذه التقنية لنجاحهم خلال السنين المقبلة، فيما يلي مجموعة من أبرز التطبيقات له:
ختامًا،
ما يحدث اليوم لا يمكن اعتباره مجرد تطور تقني عابر، بل انقلاب في عالم الأعمال والشركات بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة التي أعادت تعريف المفاهيم التقليدية للإدارة وتصميم المنتجات وغير ذلك، وفي كل ثانية تمر يزداد وضوح مدى علاقة تطور المنظمات والشركات بقدرتها على دمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها بذكاء ومرونة، لكن من الضروري المحافظة على توازن العلاقة بين التقنيات والخبرة البشرية.