نشر في :8/19/2025, 9:22:05 PM
لم يعد الحديث عن إقحام الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي موضوعًا قابلًا للنقاش، بل تحول إلى ضرورة حتمية لإدارة الشركات في المستقبل بطريقة غير مسبوقة، إذ لم يعد من المقبول لأي شركة تطمح لتعزيز كفائتها وتحقيق النمو أن تتجاهل هذه الثورة التكنولوجية التي تغير المشهد المهني يومًا بعد يوم.
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لا يعني مجرد تسريع إنجاز الأعمال والمهام أو خفض التكاليف، بل هو إطار شامل يُعيد تعريف مهارات ومهام الموظف ويُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والآلة لتحقيق نتائج أفضل.
بات الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي جزءًا أساسيًا من البنى التحتية لأي مؤسسة رائدة، إذ لم تعد الأنظمة الذكية التي تُنظم عمليات التوظيف وتُدير بيانات الموظفين وتساعد في صناعة القرار مجرد أدوات مساعدة، بل تحولت إلى شريك رئيسي في عمل الإدارات.
إذ أنّ خوارزميات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل ملايين البيانات خلال ثوانٍ معدودة، كذلك يمكن لأي شركة الاستفادة من تقنيات ذكاء اصطناعي للتقليل من الأخطاء البشرية وتحقيق مستويات عالية من الكفاءة في تنفيذ المشاريع والأعمال.
انطلاقًا من هذه الحالات يمكننا القول بأنّ الإدارات الحديثة أصبحت تقوم على التكامل بين التكنولوجيا والإنسان بشكل متناغم، لكن لا يمكننا أن ننسى أهمية تطوير المهارات الفردية وإبراز الجانب الإنساني في كل عملية.
ذلك يفرض على المؤسسات تدريب موظفيها على طرق التعامل مع أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي باستخدام دورات متخصصة مثل دورات ذكاء اصطناعي في دبي التي يقدمها مركز، لندن بريمير سنتر في دبي مدينة الأحلام أو أينما كنت، سواء في لندن أو باريس أو إسطنبول أو سنغافورة أو أمستردام، ستجد فرصتك معنا للتعلم والتدريب بواسطة مكاتبنا الإقليمية المنتشرة حول العالم.
إنّنا في LPC نعمل على تقديم أفضل الدورات التدريبية المعتمدة دوليًا في الكثير من التخصصات والمصممة خصيصًا لتناسب متطلباتك التعليمية وتواكب المتطلبات العالمية في أي مجال ترغب بدراسته.
لم يعد بإمكاننا إنكار الدور الكبير الذي تلعبه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي من حيث التأثير واسع النطاق على كفاءة الأداء وتبسيط الإجراءات الداخلية، إذ يتزايد اعتماد المؤسسات على أنظمة الذكاء الاصطناعي يومًا بعد يوم في بيئة الأعمال الحديثة، فيما يلي مجموعة من الفوائد لاستخدام تلك النظم في بيئة العمل:
على سبيل المثال يساعد شات جي بي تي في تسريع إنتاجية فريق العمل من خلال تبسيط تنفيذ المهام الروتينية كتلخيص المحتوى والتقارير والمستندات وكتابتها، أو إدارة رسائل البريد الإلكتروني.
تلك الإجراءات ورغم بساطتها إلا أنّها تقلل من أخطاء الفريق وتسمح للموظفين التركيز على أعمال إبداعية واستراتيجية أهم.
بفضل استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي أصبح تقييم الجاهزية والتنبؤ بالأعطال والمخاطر أسهل، كذلك ساعد في تحسين الإجراءات والعمليات مثل إدارة سلاسل التوريد والمخزون، الأمر الذي يقلل التكلفة ويزيد الكفاءة.
مؤسسات اليوم ليست بحاجة إلى موظفي خدمة العملاء على مدار الساعة، إذ وفرت روبوتات الدردشة من أعباء موظفي الشركة، فضلًا عن سرعة الاستجابة والجودة في الإجابات المقدمة.
من خلال توجيه استراتيجية التسويق بدقة للجمهور المستهدف وتقديم توصيات دقيقة لهم وإجراء التقييم الدقيق، ساعد الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي في تعزيز ولاء العملاء ومنحهم تجربة شخصية فريدة.
يسمح التحليل السريع للبيانات الضخمة بتقديم رؤى دقيقة تدعم عملية صنع القرار واتخاذ قرارات ملهمة داخل المؤسسات والشركات.
إلى جانب أتمتة المهام المؤسسية، يلعب الذكاء ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ دور ﻓﻲ خلق بيئة عمل إيجابية من خلال إتاحة الفرص للتعلم والتطوير وتحسين التواصل الداخلي بين فرق العمل.
من التنبؤ بالمخاطر إلى كشف الاحتيال والتزوير، يتيح الذكاء الاصطناعي أدوات تحمي العمل المؤسساتي والعملاء على حد سواء من التهديدات المحتملة.
للذكاء الاصطناعي أثر كبير في فرز المرشحين للوظائف وانتقاء أفضل المواهب وتحليل بياناتهم وتعزيز التنوع في بيئة العمل، مما يسمح باتخاذ أفضل القرارات للتوظيف.
نظرًا لقدراته العالية في التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للسوق ودعم تصميم المنتجات وتقديم الخدمات، يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع المؤسسي والإداري وتصميم خدمات ومنتجات جديدة ومبتكرة.
لعل العمل عن بُعد من أكثر أنواع العمل المطلوب حاليًأ، وقد ساعد الذكاء الاصطناعي من إمكانية تمكينه عبر المساعدين الافتراضيين والمنصات التحليلية، تسمح أدواته في متابعة الأداء وتعزيز التعاون وزيادة رضا الموظفين من خلال بيئات العمل المرنة.
على الرغم من الفوائد والمزايا العديدة للذكاء الاصطناعي، إلا أنّ مستقبل الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل محاط بمجموعة تحديات أخلاقية حساسة تحتاج لمعالجة جادة، أولى تحدياته هي قضايا الخصوصية.
جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي قائمة على البيانات وبالتالي من الضروري حماية هذه البيانات والمعلومات وضمان عدم الاطلاع عليها من قبل جهات غير مسؤولة، هذا ما دفع العديد من الهيئات والجهات إلى سن قوانين وتشريعات تضمن أمان البيانات، مثل اللائحة الأوروبية لحماية البيانات (GDPR).
من جانب آخر، تُثير قضية النزوح الوظيفي مخاوف واسعة، ففي عصر الأتمتة أصبحت آلاف الوظائف مهددة بالزوال في الكثير من القطاعات، لكن بالمقابل تُخلق فرص توظيف جديدة لم تكن موجودة مسبقًا مثل وظائف برمجة الخوارزميات وهندسة الأوامر وتحليل البيانات وغيرها من الوظائف لمرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وهذا ما يتطلب إعادة تأهيل الكوادر وتطوير مهاراتهم في تخصصات الذكاء الاصطناعي واستخداماته كشرط استراتيجي للتكيف مع ﺟﻤﻴﻊ التحولات القادمة، ومع انتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبحت مسألة حقوق الملكية الفكرية قضية مثيرة للغاية نظرًا لقدرته على تأليف وصياغة وتصميم أي شيء دون معرفة حقيقة المعلومات التي يتم تدريبه عليها.
كذلك، موضوع الوصول العادل الذي يضمن وصول فوائده للجميع دون استثناء، عندما تغيب العدالة تتعمق الفجوة بين المجتمعات الغنية والفقيرة، وهو ما فرض على عدة منظمات مثل اليونسكو والمنتدى الاقتصادي العالمي تكثيف عملها ودعواتها لسد الفجوة الرقمية وتوفير برامج تدريبية للمجتمعات المهمشة.
ختامًا،
أصبح جليٌ الدور الكبير الذي يقدمه الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والمؤسسي كركيزة أساسية لبناء مستقبل أكثر كفاءة وابتكارًا، لكن في ذات الوقت لا يمكن تجاهل القضايا والتحديات الأخلاقية والقانونية المتعلقة بتطبيقاته.
نجاح المؤسسات في هذا العصر مرهون بقدرتها على استغلال قدرات الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، المؤسسة القادرة على المزج بين التقنية والإنسان وبين الأتمتة والابتكار، ستكون قادرة على قيادة المرحلة القادمة وبناء نموذج إداري ومؤسسي ذكي وأكثر إنسانية.