نشر في :6/17/2025, 6:53:47 PM
عندما نُقكر في مستقبل الذكاء الاصطناعي أول ما يطرق أذهاننا هل سيحل مكاننا برنامج أو وكلاء ذكاء اصطناعي؟ هل سيصبح هو الموظف الوحيد ونحن نجلس نشاهد من المنزل دون وظائف ننجزها؟ ولعل السؤال الأهم هل نحن حقًا جاهزون للتعامل مع قدرات هذا الاتجاه؟
وسط كل تلك التساؤلات والتحولات التي شهدها العالم مؤخرًا في المشهد التقني والتجاري والصناعي والحياتي ككل بفعل دخول الذكاء الاصطناعي بكافة القطاعات بشكل غير مسبوق مع أي تقنية أخرى، تزداد الحاجة لتبني استراتيجيات وسياسات للتعامل معه، ليس لمجرد تحقيق كفاءة أكبر بل لإعادة صياغة المهارات لتناسب الوظائف الحالية وأسس اتخاذ القرار داخل الشركات، فهل فريق عملك جاهز لهذا العصر فعلًأ؟
على الرغم من أننا لا نستطيع إنكار أنّه لا يوجد مجال عمل اليوم إلا ويمكن أن يساعد فيه الذكاء الاصطناعي بتسهيل العمليات، فمنذ بداية ظهوره شكل الذكاء الاصطناعي ثورة عالمية وما زال يبهرنا يومًا بعد يوم بالمزيد من الفرص والمجالات التي تدخل حياتنا الشخصية والمهنية، إلا أنّ وجود بعض الإشارات تدل على ضرورة تبني أدوات الذكاء الاصطناعي داخل شركات ومؤسسات معينة بمعدل أعلى من غيرها، ومنها:
إن كنت تدير فريق عمل يقضي الكثير من الوقت في تنفيذ أعمال روتينية متكررة مثل إنشاء القوائم والتقارير أو إدخال البيانات أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني للعملاء، فإنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي هو المنقذ السحري، إذ يعِد مستقبل الذكاء الاصطناعي بالمزيد من الأدوات القادرة على تسريع إنجاز العمليات من خلال أتمتتها بالكامل وتحسين طرق إنجازها لتوفير الوقت الضائع بتنفيذها وتعزيز الابتكارات في سوق العمل.
إن كنت تمتلك كميات هائلة من البيانات ولا تعرف كيفية الاستفادة منها للخروج بقرارات مدروسة ومبتكرة، فإنّ الوقت قد حان بالتأكيد لتحسين أعمالك من خلال تبني أحد أدوات الذكاء الاصطناعي، للأنظمة الذكية قدرة تفوق البشر على إدارة المشكلات بسرعة ودقة، فبفضل الذكاء الاصطناعي أنت قادر على تحليل بياناتك بشكل لحظي خطوة بخطوة وتقديم رؤى حقيقية مستقبلية تساعدك في صناعة قرارات سريعة ودقيقة تدعم مستقبل العمل وإدارة المخاطر المرتبطة بكل قرار منها، في عالم السرعة دقة القرارات أمر هام ولا مكان للقرارات العشوائية.
إن كنت ممن يظن نفسه متطورًا بفضل بعض البرامج والأدوات المؤتمتة التي كانت تستخدم خلال السنوات الماضية، فبالتأكيد أنت مخطئ، لكنك في نفس الوقت شخص يحب التطور ومؤهل للخطوة القادمة: ادمج نموذج الذكاء الاصطناعي مع أدواتك لجعلها قادرة أكثر على تنفيذ الأعمال بمرونة وكفاءة وقوة.
في عصر التحول الرقمي يسعى القادة لدعم هذا الاتجاه ليكونوا في قمة الشركات المنافسة، ولا تكتمل الصورة من دون الذكاء بتقنياته وأدواته المختلفة التي تحسن عمليات الشركة وتعزز من الأداء المتوقع والإنتاجية.
إن كنت تبحث عن فرصة لتحسن جودة الأداء، وليس الكمية، فإنّ للذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في فتح الباب أمامك لكي تتمكن من تحقيق إنتاج ذكي قائم على التفكير الاستراتيجي لا على الضغط والتوتر والسرعة.
الآن وبعد أن تعرفنا على الإشارات التي تدل على أنّك بحاجة لإقحام الذكاء الاصطناعي في أعمالك، لا بدّ أن نتعرف على مدى استعداد فريقك الحالي لتلقي هذه التقنية بصدر رحب والتعامل معها، فهي ليست تقنيات تكنولوجية وحسب بل هي أمر يتعلق بثقافة المؤسسة والوعي التقني للموظفين ومدى قابليتهم للتكيف مع هذه التطورات، من أبرز النقاط التي تحدد ذلك ما يلي:
ختامًا،
مستقبل الذكاء الاصطناعي الواعد هو شيء حقيقي لدى الشركة التي تطرح الأسئلة بشكل صحيح وتستثمر في إمكانياتها وموظفيها وجاهزية بياناتها، لذا لا تتأخر عن الركب وكنّ في الطليعة، قِس حجم استعدادك وطوّر من بنيتك التحتية واستثمر في تطوير القدرات لتجعل الذكاء الاصطناعي أداة للتمكين في الحياة المهنية لا للتحدي، المستقبل يكافئ من يعلم كيف يستخدم التقنيات لا من يمتلكها وحسب.
لا، الذكاء الاصطناعي لن يحل بالكامل محل البشر في العمل، لكنه سيغير طبيعة الوظائف. سيقوم بما يلي:
هناك 5 مؤشرات رئيسية:
1. إرهاق الفريق بالمهام اليدوية (مثل إدخال البيانات، التقارير الروتينية).
2. وجود كميات كبيرة من البيانات غير المستغلة بشكل فعّال.
3. اعتماد أدوات أتمتة قديمة وغير ذكية.
4. التوجه نحو التحول الرقمي والابتكار.
5. الرغبة في تحسين الجودة وليس فقط الكمية.
1. التدريب المستمر: دورات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
2. التدرج في التطبيق: البدء بمشاريع صغيرة ثم التوسع.
3. تعزيز الثقافة الرقمية: زيادة الوعي التقني للفريق.
4.تطوير مهارات جديدة: مثل تحليل البيانات وهندسة الأوامر.
5. تشجيع التفكير الاستراتيجي: التركيز على القيمة المضافة بدلاً من المهام الروتينية.