الأهمية التي تحملها استدامة سلسلة التوريد اليوم

نُشِر في Aug 29, 2023 at 10:08 AM

يشهد مجال الأعمال تطورًا متزايدًا في الاهتمام في الاستدامة البيئية أكثر من أي وقتٍ مضى، وأخذ ينتشر على نطاق واسع، فقد كانت استدامة سلسلة التوريد جانبًا مهمًا، أما اليوم، فهي أحد متطلبات العمل الرئيسية، وستعاني الشركات بدونها من مشاكل عدة، تؤثر بشكل كبير على تطوير نفسها في جميع اتجاهاتها تقريبًا. إذن، لِما هذه الأهمية؟ وكيف يمكن لكل شركة تحسين  تحقيق الاستدامة لسلسلة التوريد؟

ما هو تعريف مفهوم استدامة سلسلة التوريد (Supply chain  Sustainability)؟

سلسلة التوريد المستدامة هي عبارة عن سلاسل تقوم على تطبيق مجموعة ممارسات متوافقة مع معايير المحافظة على البيئة والاستدامة الاجتماعية، إنها تشمل كل عملية تسير تحت خطىً ومبادئ الاستمرارية الخضراء للبيئة، وحماية حقوق العاملين الموظفين.

تهدف عمليات وممارسات سلسلة التوريد المستدامة إلى تعزيز ودعم جهود خفض التلوث البيئي، أو تقليل تأثيرات الصناعة، لتكون أحد حلول مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البيئة في جميع أنحاء العالم.

تتمثل المعايير البيئية في اﻻﺳﺗداﻣﺔ في العديد من القضايا التي تشكل مخاطر بيئية، مثل التلوث الجوي، قطع الأشجار، الأمن المائي، وكل ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث ضرر أو خلل في الطبيعة.

أما المعايير الاجتماعية، فهي الممارسات التي تهدف لضمان حقوق الموظفين، مثل السلامة العامة، وكل عمل لا يعطي العامل حقوقه.

دعونا نعرف أكثر عن أهمية توافق عمليات سلسلة التوريد، ومبادئ الاستمرارية والاستدامة في عمل الشركات، وما مدى تأثير ذلك على سمعتها.

ما أهمية تطبيق ممارسات الاستدامة في  سلسلة التوريد الخاصة؟

تتعدد النقاط التي تعكس أهمية استدامة سلسلة التوريد، إلا أننا سنستعرض أبرزها وأكثرها أهميةً ضمن هذه الفقرة: 

- التغير المناخي:

أصبح المناخ العالمي يواجه المزيد من المخاطر، وتتزايد هذه المخاطر ﻓﻲ كل عام، لذا أصبحَ من المهم تنفيذ حلولٍ لخفض الآثار البيئية السلبية، حيث تعتبر المنظمات لها دور أكبر في زيادة القدرة على تقليل الضرر البيئي، وذلك لأنها أكثر من يؤثر في البيئة، كما أن التأثير البيئي السلبي له أضرار على المتجمع أيضًا، فالتلوث والضجيج يؤثر على أفراد المجتمع ، وعلى العمال أيضًا.

- طلبات العملاء والمستثمرين

يرتبط نجاح الشركات بالاستدامة بسلاسل الإمداد، فالمستهلكون أصبحوا أكثر وعيًا، بحيث اتجهت تفضيلاتهم نحو شراء المنتجات من شركات تلتزم في ممارسات استدامة سلسلة التوريد.

إضافةً إلى أنّ أهداف المستثمرين الجديدة تركز على استثمارات أكثر استدامة للمجتمع والبيئة. لذا تحتاج الشركات إلى معرفة المهارات الخمسة الرئيسية لقادة سلسلة التوريد، إذ يؤدي ضعف إدارة عمليات سلاسل التوريد إلى حدوث خلل في ممارسة الاستدامة فيها، وقد يعتمد البعض على دورات تدريبية في المشتريات في لندن، لتكريس المزيد من المهارات، بهدف تحسين إدارة سلاسل التوريد.

- بناء مرونة سلسلة التوريد 

من الممكن أن تساعد العمليات المستدامة لسلسلة اﻟﺗورﯾد لتعزيز أداء سير أعمال ﺳﻼﺳل التوريد بنجاح أكبر، لأن العمال يتأثرون بالأضرار البيئية، مما يضعف من قيمة وأداء ومرونة عملهم.

كيفية عمل سلسلة التوريد المستدامة؟

يعتمد نجاح عمل سلاسل التوريد على ثلاث أمور:

- التعاون:

تعتمد الشركات العالمية الكبيرة على التعاون فيما بينها، بحيث تتواصل مع بعضها البعض بشفافية وتتعاون لتطبيق الاستدامة في سلسلة التوريد. ذلك يساعدهم على مراقبة الموردين وكشفهم في حال بدرَ منهم أي تصرف غير أخلاقي، فعلى الرغم من أن ذلك قد يساهم في إلحاق الضرر بقدراتهم التنافسية، إلا أن ذلك ساهمَ أيضًا في زيادة المرونة والشفافية في سلاسل التوريد.

- وضع قواعد ومعايير واضحة:

قد يحاول الموردون وأصحاب المصلحة تطبيق الامتثال للاستدامة في سلسلة التوريد، ولكن ذلك لا ينجح إلا بوجود معايير موضحة تشير إلى ممارسات الاستدامة، ومن المهم أن يتم الاتفاق عليها بين أصحاب المصلحة والموردين. لذا، يعد وضع خطة الاستدامة من أولى الخطوات الناجحة لضمان امتثال استدامة سلسلة التوريد.

- مشاركة نجاح تطبيق الاستدامة مع العملاء:

قد لا يكفي أحيانًا تطبيق الاستدامة في سلسلة التوريد، لأن تطبيق ذلك دون معرفة عملاء الشركة قد لا يمنح الشركة السمعة الجيدة، لذلك تسعى العديد من الشركات إلى إخبار عملائها ما تطبقه للحفاظ على البيئة وحماية حقوق العاملين لديها. 

هذه ميزة تساعد في رفع سمعة العلامة التجارية.

في الختام، أصبحت استدامة سلسلة التوريد مهمة أكثر من أي يوم، فنجاح المنظمات أصبح مرهونًا بتطبيقها للاستدامة، وهذا يعود لكون المستهلكين تتزايد تفضيلاتهم نحو التعامل مع منظمات تحافظ على البيئة، وتدعم الاستدامة الاجتماعية.