ممارسات سلسلة التوريد المستدامة: التدريب على العمليات المسؤولة


دورات إدارة سلسلة التوريد دبي

نُشِر في Jun 20, 2023 at 11:06 PM


ذاع صيت مفهوم إدارة سلسلة التوريد المستدامة مؤخرًا بكثرة، نظرًا للضغوط المتزايدة على الشركات من قبل العملاء والحكومات الوطنية والمستثمرين في أنحاء العالم، وحتى الموظفين أنفسهم، لإظهار أكبر قدر من الاهتمام بالجانب البيئي والمساءلة الاجتماعية، في نفس الوقت الذي تزداد فيه قوة دراسة جدوى العمليات المستدامة لسلسلة التوريد بشكل سنوي.

 

وبالتالي، برزت سلسلة التوريد المستدامة كهدف أساسي للشركات لتحقيق التنمية، كما بدأت بقياس الأثر البيئي والمجتمعي للسلع أو الخدمات التي تقدمها، من بداية دورة حياتها وحتى نهايتها.

 

لكن، ما هي استدامة سلسلة التوريد وما أهميتها وكيف تعمل، هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات الهامة الأخرى، لذا تابع معنا.

 

ماذا تعني سلسلة التوريد المستدامة (Sustainable Supply Chain)؟ 



قبل أن ننطلق بتعريف سلسلة التوريد المستدامة، يجب أن ننوه إلى أن سلسلة الإمداد أو التوريد تُعرف بأنّها مجموعة من العمليات المتتالية والمنسقة بين جميع الشركات والأطراف والأنشطة المتعلقة بتطوير أو تصنيع أو تقديم منتج أو خدمة معينة، وذلك لمنع التأخير في التسليم وبالتالي تحقيق توفير كبير ﻓﻲ الوقت والتكاليف، الأمر الذي يعني كفاءة أكبر ومعدل رضا عملاء أعلى.

 

أمّا بالنسبة لسلسة التوريد المُستدامة، فهي تركز على جميع الممارسات والجهود الفعالة التي تبذلها الشركات بخصوص إدارة التأثير البيئي والاجتماعي لمنتجاتها وخدماتها طيلة رحلة توريدها، أي من المشتريات من مصادر المواد الخام الأولية إلى عمليات التصنيع والإنتاج الشاملة ضمن المصانع ومن ثمّ النقل والتخزين والتوزيع والتسليم المستدام.

 

هدف كل ذلك الحد قدر الإمكان من الأضرار البيئية الناتجة عن تلك العمليات، مثل استهلاك الطاقة والماء والنفايات الناتجة، إضافةً إلى تأثيرها على الأشخاص الذين يعملون داخلها والمجتمعات من حولهم، تُضاف تلك المخاوف إلى المخاوف التقليدية للشركات المتعلقة بالإيرادات والأرباح.

 

ذلك يعني اهتمام مفهوم سلسلة التوريد المستدامة بكل من البحث وتعزيز معالجة القضايا العالمية مثل تغير المناخ وإزالة الغابات والأمن المائي ودعم حقوق الإنسان والممارسات العادلة في العمل ومكافحة الفساد، 

 

يفيد الاطلاع على المهارات الخمسة الرئيسية لقادة سلسلة التوريد التي يجب أن يتمتع بها كل قائد ناجح، في معرفة كيفية جعل سلاسل التوريد الخاصة بك أكثر استدامة.

 

تجدر بنا الإشارة إلى أنَّ بعض الشركات العالمية قامت باتخاذ خطوات فعالة في هذا المجال، وذلك في محاولة منها للحد من انبعاثات الكربون وخفض النفايات وتحسين ظروف العمل بشكل أفضل، لذا قامت بدعم مشاريع الطاقة المتجددة وإعادة التدوير والتشجيع على زيادة المسؤولية الاجتماعية بين الموردين واستخدام قواعد بيانات قوية تضمن رؤية أوضح.

 

كيف يمكن دعم تحقيق سلاسل توريد مستدامة؟

 

تشمل الممارسات المتبعة من أجل خلق سلاسل إمداد مستدامة ما يلي:

 

- التعاون:

 

تستخدم معظم الشركات نفس الموردين، كثير من الموردين لا يلتزمون بالمعايير اﻟﺨﻀﺮاء والأخلاقية، لكن عندما يريد مدراء ﺳﻼﺳﻞ التوريد دعم خلق سلاسل مستدامة يمكنهم التعاون معًا لمكافحة تلك الأمور.

 

يمكن للشركات العمل سويةً وإجبارشركائها وجميع أصحاب المصلحة على الامتثال للاستدامة والتطلعات من أجل استمرارية التعامل معهم، مع إخبارهم بمدى أهمية ممارسات الاستدامة لاستمرارية الأعمال التجارية وضمان التحسين، مثلما حدث في العام 2013 مع حركة  Fashion Revolution.



- وضع معايير متسقة:

 

لضمان نجاح أي خطة استراتيجية يجب تحديد الأولويات والأهداف والمعايير والمبادئ العامة لها بدقة ووضوح، وسلاسل التوريد المستدامة كذلك أيضًا، بعد ذلك يجب مشاركتها لمناقشتها والموافقة عليها من قبل كل من له علاقة، تساعد اليوم التقنيات الرقمية في ذلك.

 

كما تفيد دورات إدارة سلسلة التوريد دبي في زيادة المعرفة حول كيفية إعداد خطة ذات قيمة والعمليات التي يجب أن تشملها لضمان الوصول إلى نتائج مميزة.

 

- مشاركة النتائج:

 

عند تحقيق النتائج المرجوة يجب مشاركة تلك الأخبار الجيدة مع الجميع، تهدف تلك العملية إلى تحسين سمعة الشركة على أنّها شركة صديقة للبيئة ومستدامة، يُحسن ذلك بدوره من تقييم مراجعات العملاء وولائهم ويزيد من فرصة الشركة لقيادة صناعتها بالقدوة.

 

 

ممارسات سلسلة التوريد المستدامة: التدريب على العمليات المسؤولة

 

ما الفوائد المحققة من سلاسل التوريد المستدامة؟ 

 

عند الاستثمار في سلاسل توريد مستدامة وشفافة يمكن الحصول على العديد من الفوائد على كامل سير العمل، أي يمكننا اختصار أهمية سلسلة التوريد المُستدامة في:

 

- مراقبة التكاليف:

 

تقوم أي مبادرة تطمح للاستدامة على مبدأ زيادة الكفاءة وتقليل النفقات، وبالتأكيد عند استخدام مواد خام بطرق أكثر كفاءة والتقليل من التعبئة والتغليف سينعكس الأمر إيجابًا على التكاليف ويخفضها، أي أنّ عملية تصميم منتج مستدام من شأنها مساعدة الإدارة في التحكم ومراقبة التكاليف وتقليل النفقات.

 

- تحسين سمعة العلامة التجارية والولاء لها:

 

ليس الأمر بسرٍ أنّ العملاء اليوم يميلون إلى الشركات التي تبدي مسؤولية اجتماعية وبيئية قوية، إذ أنّ وعي المستهلكين بالمنتجات المستدامة كان بحالة تزايد مستمرة لعقود من الزمن ولكنه اليوم أصبح مطلب عام وبأعلى مستوياته، لذا الشركة التي تخلق بيئة مستدامة ستكون علامتها ذات سمعة طيبة ويكون عملاؤها أكثر ولاءً لها.



- تقليل المخاطر:

 

نسمع بين الحين والآخر عن منتجات خطيرة أو ملوثة تسللت إلى سلاسل التوريد عبر فجوات غير معلومة، بغض النظر عن الأذى الكبير الذي قد يلحق بأي شخص يتعامل مع المنتج إلا أنّ له نتائج مدمرة على الأداء العام للشركات والتي يصعب إصلاحها أحيانًا.

 

فبالإضافة إلى التكاليف الزائدة والشروط القانونية تكون هناك سمعة الشركة على المحك، لذا عند فرض سلسلة توريد مستدامة وشفافة تعتمد على حلول الأمن الرقمي، لن يكون هناك مكان ليختبئ به الموردون عديمو الضمير.

 

لا تحمي تلك الإجراءات الشركات من الشركاء غير المسؤولين بيئيًا وغير الأخلاقيين فحسب، إنما يمكنها ذلك من تتبع جميع عمليات التصنيع والمناولة من المصدر إلى المستهلك وضمان توثيقها.



ما التحديات التي تعترض تحقيق الاستدامة في سلاسل التوريد؟ 

 

تعتبر التكاليف من أكبر التحديات أمام تحقيق سلاسل توريد مستدامة، إذ أنّ التكاليف الأولية اللازمة لخلق سلسلة توريد مستدامة مرتفعة بعض الشيء، ولا تستطيع بعض الشركات الصغيرة تحملها، لكن لحسن الحظ يمكن لبعض الإجراءات البسيطة المساعدة، مثل التغليف المضغوط، التقليل من حجم وعدد الشحنات والأثر البيئي، وبالتالي توفير التكاليف مع الوقت.

 

في حين تجد بعض الشركات الأخرى أنّها لا تمتلك خيارات لتحقيق الاستدامة، نظرًا لكونها تمتلك سلاسل توريد قد ورثتها عن عمليات الاستحواذ والتي من الصعب جدًا تحويلها لممارسات مستدامة بسبب التعقيد أو الهيكل التنظيمي.

 

 

 

ما هو مستقبل سلاسل التوريد المستدامة؟ 

 

أدى التطور والابتكار في عالم سلاسل التوريد المستدامة إلى ظهور اتجاهين، ومن المتوقع أن يحافظ هذان الاتجاهان على الزخم نفسه مستقبلًا في هذا المجال وهما:




- الاقتصاد الدائري:

 

وهو الاتجاه المسؤول عن تصميم تقنيات للحد من التلوث وإهدار المنتجات والأنظمة مثل سلاسل التوريد، حيث تصمم منتجات ذات تأثير بيئي خفيف وتدوم لوقت أطول، إضافةً إلى سهولة تفكيكها أو إعادة تدويرها أو استخدامها.

 

- سلاسل التوريد المستندة إلى البيانات:

 

تسمح هذه التقنيات بتوفير تحليلات دقيقة ومفصلة مستمدة من حساسات ومقاييس وتقنيات حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) وغيرها، الأمر الذي يمنح الشركات رؤى أوضح وأعمق لعملياتها ويساعدها في وضع الاستراتيجيات المناسبة وتنفيذها ومراقبة العملية بأكملها لتصبح أكثر استدامة.



ختامًا،

 

تنويع شركاء التوريد وتوفير التكاليف وزيادة الكفاءة، جميعها أسباب تدفع أي شركة للاستثمار في تعزيز دور سلاسل التوريد المستدامة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، لذا عليك البدء بالتفكير جديًا بالأمر إن كنت صاحب عمل وترغب بالاستمرار في سوق العمل شديدة المنافسة.