استراتيجية التنقيب عن النفط والغاز: أهم الركائز والعوامل لاستراتيجية ناجحة


دورات تدريبية في النفط والغاز باريس

نُشِر في Mar 18, 2023 at 10:03 AM


استراتيجية التنقيب عن النفط والغاز الناجحة من الأمور الأساسية لأي شركة تبحث عن الاستثمار الأمثل للموارد الهائلة التي توفرها هذه الصناعة، والاستثمار الناجح في النفط والغاز.

 

سواء إن كنت مختصًا في مجال النفط والغاز أو حتى جديدًا على المجال نقدم لك المقال التالي الذي يوفر رؤى ونصائح قيّمة وعملية لأي شخص يبحث عن إستراتيجية ناجحة للتنقيب عن النفط والغاز.

 

يناقش المقال أهم الركائز والعوامل التي يعتمد عليها من أجل تطوير استراتيجية ناجحة، فضلًا عن مناقشة أهم التحديات التي تواجه هذه الصناعة اليوم، وكيف يمكن للشركات التكيف والازدهار في ظل التغير الدائم لهذا القطاع. 

 

ما هي أهم الركائز الأساسية لتنفيذ أي استراتيجية بشكل فعال؟  

 

يمكن لجميع الشركات، بما فيها شركات الغاز الطبيعي والنفط الخام، سد الفجوة ما بين الأحلام والواقع من خلال اعتماد استراتيجية ناجحة لتحقيق  الأهداف الرئيسية التي تصبو إليها، يتم ذلك من خلال اتباع الخطوات الخمس التالية:

 

  • صياغة الإستراتيجية:

 

أكثر من 83% من استراتيجيات الشركات باءت بالفشل بسبب الافتراضات الخاطئة المعتمدة من قبلها حول توقع العملاء أو مجابهة المنافسين أو الإمكانات الداخلية.

 

نتيجةً لعدم الوضوح في أبعاد الاستراتيجية  تظهر مفاجآت غير متوقعة وغير مرغوبة خلال مراحل التنفيذ مما يحد من قدرة أصحاب القرار على مراقبة حالات الاستجابة وعدم اليقين.

 

لذا لضمان تنفيذ صحيح للاستراتيجية لا بدّ من توضيح جميع الافتراضات المتعلقة بسير عمل الشركة واختبارها، بما في ذلك الاستعانة بتقنيات وآليات في تحديد تلك الافتراضات وتحدياتها لتكون الشركة قادرة على مجابهة أي مشكلة غير متوقعة تعرقل عمليات التنفيذز


  • التخطيط:

 

حوالي 67% من الأهداف الرئيسية للشركات لا تتوافق مع الاستراتيجيات المتبعة ووحدة الأعمال، لذا لا بدّ من موائمة الأهداف مع الاستراتيجية عن طريق توضيح الأهداف للأشخاص المعنيين بالتنفيذ. 

 

لا تجري الشركات والمؤسسات الضخمة اجتماعات التخطيط الاستراتيجي بشكل سنوي لما تكلفه تلك الاجتماعات من ملايين الدولارات والكثير من ساعات العمل للموظفين، وهو الأمر الذي يجعل أهداف الاستراتيجية غير متوافقة وينقصها الوضوح، وينعكس مستقبلًا كتحديات تمنع نجاح تنفيذ الاستراتيجية.

 

تُركز عملية التخطيط على المحاذاة العمودية بين إدارة الشركة ووحدات الأعمال (BUs) وعلى المحاذاة الأفقية بين وحدات الأعمال والوظائف، لمنع الارتباك يتم توضيح جميع الأهداف وتوزيع الأدوار لجميع المعنيين في تنفيذ العمل.



  • إدارة الأداء:

 

حوالي 58% من الشركات تعتقد أنّ أنظمة إدارة الأداء المتبعة لديها لا تكفي لمراقبة الأداء العام للاستراتيجية التي تعتمدها، وهو أمر خطير جدًا، لأنّه من دون نظام فعال معتمد لـ مراقبة الأداء يمكن أن تنفذ الشركة خطط فاشلة لأشهر بل لسنوات قبل أن تصحح أداءها.

 

لضمان اتباع مسار صحيح وفي الوقت المناسب، تستخدم الشركات أنظمة فعالة لإدارة الأداء من خلال جعل الموظفين مسؤولين عن الأهداف الرئيسية للقياس.

 

يفيد تكرار المراجعات للخطط والاستراتيجية في تحديد ما إن كان ضعف أداء الشركة ناتجًا عن التقييمات السيئة للسوق أو اعتماد استراتيجية خاطئة أو سوء في تنفيذ الاستراتيجية.

 

  • التواصل الاستراتيجي:

 

أكثر من 67℅ من الموظفين يكونون في حالة من الضياع بالنسبة لأدوارهم الوظيفية الجديدة عند إطلاق أي خطط جديدة للنمو، لذا لا بدّ للموظفين فهم ودعم أي استراتيجية جديدة قبل البدء وخلال تنفيذها لضمان نجاحها بشكل فعال.

 

تحتاج الشركات لتطوير استراتيجيات تواصل متماسكة، من دونها يقل التزام الموظفين وينخفض حافزهم للعمل، بالتالي تزداد تكاليف التنفيذ. 



  • القدرة التنظيمية:

 

المؤسسات القادرة على تنظيم قدراتها بنجاح تزيد من أرباحها بنسب تصل إلى 77%، لذا يتوجب على الاستراتيجيين التركيز في تنظيم قدرات الشركة لضمان نجاح تنفيذ الإستراتيجية. 

 

الشركات الغير قادرة على تنظيم مواردها من الأصول والأشخاص والوقت تفشل في تنفيذ استراتيجيات النمو الجديدة، حتى ولو حققوا جميع الركائز السابقة من صياغة الإستراتيجية والتخطيط لها ومقاييس الأداء والتواصل. 

 

كذلك يتعين على الاستراتيجيين تحديد المناطق التي تفقد فيها الشركة القدرة على التنفيذ نتيجة ضعف التنسيق، ضعف التنسيق ينتج عنه انخفاض في قدرة الشركة الإجمالية. 

 

 

استراتيجية التنقيب عن النفط والغاز

 

 

ما هي أهم العوامل المساعدة في إنشاء استراتيجية استكشاف ناجحة؟ 

 

تدخل العديد من العوامل في صياغة استراتيجية ناجحة لاستكشاف الموارد الطبيعية  مثل النفط والغاز أو المعادن، وهي:



  • التقنيات التكنولوجيا وتحليل البيانات:

تبرز أهمية استخدام أحدث التقنيات التكنولوجية وتحليل البيانات بشكل كبير في التقليل من جهود الاستكشاف، بما في ذلك الاستعانة بالتقنيات الجيوفيزيائية مثل المسح الزلزالي وقياسات الجاذبية، إضافةً إلى تحليل البيانات الجيولوجية والجيوكيميائية التي تفيد في تحديد الموارد المحتملة.

 

تساعد تقنيات الاستشعار عن بعد، بما فيها من صور الأقمار الصناعية والتصوير الجوي في توفير بيانات ومعلومات قيّمة حول الجيولوجيا واحتمالية تواجد الموارد في منطقة ما.

 

  • اختيار المواقع والجيولوجيا الصحيحة:


قد يكون الاختيار الصحيح لموقع الاستكشاف والجيولوجيا العامل الأهم في إنشاء الاستراتيجية الناجحة للاستكشاف.

 

يتم الأمر بواسطة تقييم إمكانات مناطق مختلفة لتوفر الموارد اعتمادًا على تحليل البيانات الجيوكيميائية والجيولوجية، بالإضافة إلى مراعاة بعض العوامل الأخرى مثل البنى التحتية وإمكانية الوصول إلى المواقع النفطية والاعتبارات الاجتماعية والسياسية.

 

 

  • إدارة المشاريع الفعالة وتقييم المخاطر:

تحتاج المشاريع الإنتاجية لاستكشاف النفط والغاز والثروة المعدنية إدارة وتخطيط دقيقين لضمان تنفيذ المشروع بكفاءة وأمان، ويشمل ذلك تقييم وتحديد المخاطر المحتملة (بما فيها من التحديات الفنية والتأثيرات البيئية) ووضع خطة للطوارئ للتخفيف من تلك المخاطر، إضافةً إلى تحديد الأهداف والغايات بشكل واضح، وكذلك وضع جداول زمنية وميزانية للمشروع.

 

 

 

 

ما هي أهم التحديات والفرص التي تواجه صناعة التنقيب عن النفط والغاز؟

 

هناك تحديات تواجه شركات النفط والغاز باستمرار منها ما يكون متعلقًأ في الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز إذ نستطيع تلخيص تحديات هذا المجال فيما يلي:

 

  • الخطر البيئي:

يترتب على إنتاج النفط والغاز واستخدامهما تأثيرات بيئية كبيرة وخطيرة، بما فيها التلوث في الهواء والماء او الانبعاثات الكربونية وغازات الدفيئة، نتيجةً لذلك يزداد الضغط من المجتمع الدولي للحد من تلك التأثيرات، ودفع الشركات على البحث عن ممارسات أكثر استدامة.

 

  • التوجه نحو الطاقة النظيفة:

التوجه العالمي لاستخدام مصادر نظيفة في تأمين متطلبات الطاقة، كالطاقة الشمسية والريحية، بدلًا من مصادر الوقود الأحفوري يقلل من الطلب على هذه الموارد ويعد تحديًا.

 

لكي تكون الشركات قادرة على التكيف مع هذه التحولات عليها البدء بالاستثمار في تقنيات وممارسات قادرة على التقليل من الأثر البيئي والانتقال إلى مشاريع أكثر استدامة للطاقة.

 

  • عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي:

التقلبات السياسية والاقتصادية المستمرة لها تأثيرات مباشرة على صناعة البترول فهي تؤثر على الإنتاج والطلب والأسعار، تحتاج الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز إلى زيادة مرونتها وتكيفها مع تلك التقلبات والمحافظة على قدرتها التنافسية.

 

  • التقدم التكنولوجي: 

التطور المستمر في صناعة النفط والغاز من حيث التقنيات الجديدة المستخدمة في تحسين عمليات الاستكشاف والتنقيب للنفط والحفر والإنتاج والتوزيع، والذي يفرض على الشركات البقاء على اطلاع على هذه التطورات التكنولوجية لضمان نجاحها في الصناعة.



ختامًا، 

تحتاج الشركات العاملة في صناعة النفط والغاز إلى التكيف مع التغيرات المستمرة في المشهد وتطوير استراتيجياتها وأن تكون سباقة في مواجهة التحديات التي تعترض سير عملها لضمان بقائها في المنافسة.

 

ننصحك بالتسجيل في واحدة من دورات تدريبية في النفط والغاز باريس التي يقدمها مركز لندن بريمير للتدريب للاطلاع أكثر حول هذا المجال النفطي.