نُشِر في Jun 25, 2024 at 05:06 PM
تعتبر الضريبة المؤجلة من الأمور الحاسمة للشركات عند إعداد التقارير وتقييم الحالة المالية للمؤسسة بدقة، فهي مفهوم محاسبي يحدد الفرق بين الضرائب المحسوبة وفقًا للمعايير والضرائب الفعلية المستحقة التي تُحسب وفقًا لقوانين الضرائب، ففي هذا المقال سنتطرق إلى أهمية الضريبة المؤجلة وأنواعها وطريقة حسابها خطوة بخطوة.
ضرائب المؤسسات المؤجلة هي عبارة عن الالتزامات أو الأصول الضريبية التي يتم تسجيلها عامة في القوائم ولكن لم يتم دفعها أو استردادها بشكل فعلي بعد، ويُستخدم هذا المفهوم في المحاسبة المالية وفي حالة المحاسبة الضريبية أيضًا كونها تتعامل مع الفروقات الزمنية بين طرق تسجيل الإيرادات والمصروفات لأغراض محاسبية وضريبية.
ويمكن القول أن الضرائب المؤجلة هي الفرق بين الأرباح المحاسبية والأرباح الضريبية التي تؤدي إلى تأخير دفع الضرائب أو استردادها إلى فترة زمنية مستقبلية، وبما أن اللوائح الضريبية غالبًا ما يكون لها قواعد مختلفة بشأن متى يجب الاعتراف بالإيرادات والمصروفات، تنشأ اختلافات وفروقات مؤقتة سوف تنقسم إلى قسمين:
من الضروري فهم هذه الفروقات وأنواعها من أجل معرفة قيمة الضريبة المؤجلة للمنشآت والقدرة على التعمق بها، تتألف هذه الفروقات من نوعين أساسيين:
وهي فروق تنشأ عندما تكون هناك مكاسب محاسبية أقل من الأرباح الضريبية وذلك بسبب الاعتراف مؤجلاً بالمصروفات أو الإيرادات للأغراض الضريبية، وهي تمثل الديون المعدومة المعترف بها محاسبيًا ولكن دون الإقرار بها ضريبيًا إلى حين تأكيد عدم قابلية التحصيل.
بينما هذه الفروقات تنشأ عندما تكون الأرباح المحاسبية أعلى من الضريبية نتيجةً للاعتراف المبكر بالإيرادات أو تأجيل الإقرار بالمصروفات لأغراض ضريبية أيضًا، ومنها الإيرادات المعترف بها محاسبيًا التي لم تُستلم نقدًا بعد.
هناك نوعين رئيسيين من الضرائب المؤجلة، وهي:
تعرف ضريبة الدخل المؤجلة (Deferred Tax Liability) على أنها الالتزامات الضريبية التي يجب على المنظمة سدادها في المستقبل، وتنشأ عندما تعلن المؤسسة عن دخل أكبر في أموالها مقارنة بقراراتها الضريبية حاليًا، وبالتالي يسبب ارتفاع الضرائب مستقبلا.
على سبيل المثال إذا كانت المنظمة تسجل إيرادات مبيعات على أساس الاستحقاق ولكن قوانين الضرائب تسمح بالإقرار بالإيرادات عند استلام النقد، فإن الإيرادات التي لم تُستلم بعد ستكون خاضعة للضريبة في المستقبل.
من أجل معرفة الضريبة المؤجلة على الدخل سوف نفترض أن:
الإيرادات المسجلة محاسبيًا: 50,000 دولار.
الإيرادات المسجلة ضريبيًا: 30,000 دولار.
الفرق المؤقت: 20,000 دولار.
معدل الضريبة: 30%.
ستكون الضريبة المؤجلة على الدخل: 20,000 × 30% = 6,000 دولار.
أما الاصول الضريبية المؤجلة (Deferred Tax Asset) فهي تخفيض في ضرائب المنظمة التالية التي ستستفيد منها، وهي تحدث عندما تعلن الشركة عن دخل أقل في أموالها مقارنة بقراراتها الضريبية الآن، مما يؤدي إلى انخفاض الضرائب مستقبلاً.
مثلاُ إذا سجلت المنظمة مصروفًا كبيرًا في الفترات الجارية ولكن يمكنها فقط خصم تلك المصروفات من إقرارها الضريبي في الفترة المستقبلية، فإنها تقوم بإنشاء أصل ضريبي مؤجل.
إذا أردنا حساب الأصول الضريبية المؤجلة لنفترض أن هناك:
مصروفات ديون معدومة محاسبيًا: 10,000 دولار.
مصروفات ديون معدومة ضريبيًا: 0 دولار.
الفرق المؤقت: 10,000 دولار.
معدل الضريبة: 30%.
سيكون الأصل الضريبي المؤجل: 10,000 × 30% = 3,000 دولار.
بما أن الضريبة المؤجلة تؤثر على الميزانية العمومية للمؤسسة والقرارات الحاسمة بشكل كبير، تكمن أهميتها في:
عند تأخير الدفع إلى فترات زمنية مستقبلية تستطيع المؤسسات الاحتفاظ بهذه الأموال على المدى القصير واستخدامها بصيغة أنشطة استثمارية أو تشغيلية كمحاولة لزيادة إيراداتها وأرباحها، وبالتالي يمكن أن يكون للضرائب المؤجلة دور إيجابي على التدفقات النقدية للشركة.
تساعد الضريبة المؤجلة الشركات على إدارة المخاطر الضريبية بشكل أفضل من خلال توقع الفرق المؤقت والالتزامات التالية من الضرائب بواسطة بيانات حالية، ومن ثم اتخاذ عدة خطوات استباقية على أساس هذه المعلومات لتخفيف الأثر المالي لأي تغييرات محتملة في قوانين الضرائب أو سياساتها.
في حين أن الالتزامات الضريبية المؤجلة تعد جزء من الخصوم، إلا أن وجود أصول مالية مؤجلة يمكن أن يزيد قيمة أصول المؤسسات الإجمالية، ويأخذ المستثمرون والمحللون هذا في عين الاعتبار عند تقييم أداء المؤسسات ومستقبلها، وبهذا يكون للضريبة المؤجلة تأثير واضح على التقييم سلبًا أم إيجابًا.
تبين دورات تدريبية في المحاسبة والمالية في مصر أهمية الصورة الشاملة والدقيقة التي توفرها الضريبة المؤجلة لوضع المؤسسات المالي الكامل، فهي تساهم في تحسين الشفافية النقدية وتُمكن المستثمرين والمستفيدين والمحللين الماليين من فهم الالتزامات الضريبية بشكل أفضل بفضل مصداقية هذه المعلومات.
كيف يمكن معرفة أي ضريبة مؤجلة وحسابها بالكامل؟ إليك الخطوات:
تعيين الفروقات المؤقتة: يجب معرفة الفروقات بين القيم المحاسبية والضريبية للأصول والالتزامات.
تحديد معدل الضريبة المناسب: استخدام معدل الضريبة الذي يتوقع أن يكون ساريًا عند عكس الفرق المؤقت.
الضريبة المؤجلة: مثلاً إذا كان معدل الضريبة 30%، فإن الضريبة على الفرق المؤقت البالغ 20,000 دولار ستكون 6,000 دولار.
إليك مثالين عمليين حول طريقة حساب كل من الالتزامات والأصول الضريبية المؤجلة:
لنفترض أن شركتك تملك معدات بقيمة 100,000 دولار، تُستَهلَك محاسبيًا على مدار 4 سنوات بمعدل 25,000 دولار سنويًا، وتُستَهلَك ضريبيًا على مدار 5 سنوات بمعدل 20,000 دولار سنويًا، فإن الفرق المؤقت في السنة الأولى سيكون 5,000 دولار، ومعدل الضريبة 30%، أي:
الالتزام الضريبي المؤجل: 5,000 × 30% = 1,500 دولار.
والآن، لنفترض أن شركتك تعترف بمصروفات ديون معدومة بقيمة 10,000 دولار محاسبيًا ولكن لا تعترف بها ضريبيًا إلى جين التأكد الفعلي من عدم قابلية التحصيل، فإن الفرق المؤقت سيكون 10,000 دولار ومعدل الضريبة 30%، أي:
الأصل الضريبي المؤجل: 10,000 × 30% = 3,000 دولار.
إن فهم مصطلح الضريبة المستحقة والضريبة المؤجلة في النظام المحاسبي هو جزء أساسي من النظام المحاسبي الحديث من أجل تطبيق شفافية أكبر عند استعراض تقارير المؤسسات بالكامل، وهي مبادرة مهمة تتيح إمكانية تعزيز قدرة الإدارة على التخطيط الدقيق وتمكّن الشركات من التحقق من المعايير والبنود والرسوم بدقة.
وعن طريق حضور الدورات التدريبية في المراكز المعتمدة يمكنك إعادة دراسة أية التزامات أو ضرائب مؤجلة في مؤسستك لضمان الإدارة السليمة لها، وتبنّيها كأداة قوية لتحقيق نتائج تضمن استقرار مالي وتحسن مستمر في الأداء وتجنب الخسارة سواءً بمواجهة خصوم أو عدم التزام غير متوقع.