نُشِر في Apr 21, 2025 at 09:04 AM
يمكنُ الإجابة عن سؤال متى يبدأ مشروعي بتحقيق الربح من خلال مفهوم بالغ الأهمية يُعرف باسم نقطة التعادل، تلك النقطة التي تتساوى عندها الإيرادات مع التكاليف الكلية، لتصل الأرباح للصفر، لا أكثر ولا أقل.
في هذا المقال، سنتعمّق في تحليل نقطة التعادل، ونكتشف كيف تساعدك في تقييم مشروعك واتخاذ قرارات مالية أفضل، بعيدًا عن الخسارة أو المغامرات غير المحسوبة.
يمكنُ تعريف نقطة التعادل بأنَّها المستوى الذي يتساوى فيه إجمالي الإيرادات مع إجمالي التكاليف (الثابتة + المتغيرة)، وعند هذه النقطة، تكون الشركة قد غطت كافة مصروفاتها دون تحقيق ربح أو خسارة، أي صفر خسارة صفر ربح.
إنَّ فهمك لمصطلح نقطة التعادل، هذا المفهوم المالي البسيط، يجعلك أمام أداة قوية تستطيع من خلالها:
لحساب نقطة التعادل بالوحدات، استخدم المعادلة التالية:
نقطة التعادل = التكاليف الثابتة / (سعر البيع للوحدة – التكلفة المتغيرة للوحدة)
على سبيل المثال:
يبيع مشروعًا ما منتجًا بـ 100 درهم، بتكلفة متغيرة قدرها 60 درهم، وتكاليف ثابتة شهرية تبلغ 20,000 درهم، فإن نقطة التعادل تُحسَبُ كالآتي:
نقطة التعادل = 20000 / (100-60) = 500 وحدة
النتيجة أنك بحاجة إلى بيع 500 وحدة شهريًا حتى تتساوى الإيرادات مع المدفوعات .
وضمن نطاق المفاهيم الاقتصادية المهمة مثل نقطة التعادل، يقدِّمُ مركز لندن بريميير للتدريب مجموعة دورات تدريبية في دبي للمحترفين والمبتدئين تركّز على:
إنَّ تقليل نقطة التعادل أصبح هدف وخطوة ذكية تضعك على الطريق الصحيح نحو تغطية المدفوعات الكلية وتحقيق الربح، إليك أبرز الاستراتيجيات التي تساعدك على وصل شركتك إلى نقطة التعادل بأسرع ما يمكن:
التكاليف الثابتة مثل الإيجار، والرواتب الإدارية، والتأمينات، تبقى كما هي بغض النظر عن كمية الوحدات المبيعة، فكلما كانت هذه المدفوعات والتكاليف أقل، كلما انخفض مستوى نقطة التعادل.
مثال تطبيقي: إذا تمكن مطعم من تقليص إيجاره بفارق كبير بعد الانتقال إلى موقع أقل تكلفة، فذلك يساهم مباشرةً في خفض عدد الوجبات اللازمة لتغطية المصاريف وتحقيق مستوى إيرادات يساوي المدفوعات.
كل منتج أو خدمة تبيعها تتضمن تكاليف مباشرة – تُعرف بـالتكاليف المتغيرة. تقليل هذه المدفوعات والتكاليف يعني أنك بحاجة إلى عدد أقل من المنتجات لتغطية مختلف وإجمالي المدفوعات، ورفع الكفاءة الاقتصادية.
كيف يتم ذلك؟
إذا كان بإمكانك رفع أسعار البيع دون أن يؤثر ذلك سلباً على حجم المبيعات، فأنت تقلّص المسافة بين نقطة البداية ونقطة التعادل، مما يسرّع الوصول إلى الربحية.
تأكَّد أن السعر الجديد يعكس قيمة المنتج، وأنك تحقق مبدأ التوازن المالي بحيثُ لا يضع العميل أمام خيار الاستغناء عنه أو التوجه إلى منافسين يقدمون نفس الخدمة.
إذا كان لديك عدة منتجات أو خدمات، حلِّل كلًا منها من حيث هامش الربحية، والتكلفة المتغيرة، وسرعة البيع، ثم ركّز على المنتجات ذات العائد الأعلى في الوحدة المباعة، وهذا يُساعدك على بلوغ المرحلة المُسمَّاة بنقطة التعادل بمبالغ أقل أو كمية وحدات أقل.
مثال: في شركة برمجيات، تقديم باقة سنوية بدلًا من شهرية يُمكن أن يرفع رصيد العوائد ويقلّل الوقت المطلوب للوصول إلى نقطة الربحية.
أحيانًا، لا يكفي خفض المدفوعات أو تغيير ةرفع الأسعار فقط؛ بل يكون الحل في الزيادة الشاملة لعدد المنتجات المباعة حتى يصل إلى قمة الإنتاج، ضمن أسعار مناسبة تُراعي السوق وتُحقق أرباحًا بفارق جيد، والذي لا يتم إلا من خلال:
فكلما ارتفعت كمية العمليات البيعية، زادت العوائد، وقلت الحاجة إلى تغطية العجز الممكن حدوثه مالياً، والتي تحتاج إلى وضعها بعين الاعتبار.
من المهم ألا تعتبر نقطة التعادل مجرد رقم تحسبه مرة واحدة في بداية المشروع، بل يجب أن تُتابع الحالة التي تكون بها نقاط التعادل دوريًا باستخدام أدوات مثل برامج الحسابات، كما يوجد حالات خاصة تجبر المسؤولين على الإمعان بهذه النقطة بشكلٍ أكبرٍ، إليك بعض هذه الحالات:
بهذا الأسلوب، يمكنك تحديد النقاط الجديدة بدقة واتخاذ قرارات ذكية بحيثُ تحافظ على رصيد الشركة ماليًا، وتمنع خسارة وفشل المشروعات في جميع الأوقات الحرجة.
وبالتالي، إذا كنت صاحب عمل، أو تسعى لتأسيس بعض الأعمال التجارية في أسواق العالم المتقدمة مثل دبي أو السعودية، فإن أول خطوة يجب عليك القيام بها هي معرفة نقطة التعادل الخاصة بك، لا تترك نجاح مشروعك للمصادفة، بل اجعله يبدأ من نقطة ثمينة واضحة… ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﻌﺎدل!