نُشِر في Apr 25, 2025 at 11:04 AM
يأتي معدل العائد الداخلي أو Internal Rate of Return – IRRكواحدٍ من أشهر وأفضل الأدوات التي تُستخدمُ في تحليل وتقييم الربحية وتحليل التدفقات النقدية المستقبلية للاستثمار.
ولكن ما هو هذا المعدل بالضبط؟ كيف يمكن حسابه؟ ولماذا تعتمد عليه الشركات والمستثمرون لاتخاذ قراراتهم؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل في المقال التالي.
يُعرّف معدل العائد الداخلي بأنه معدل الخصم الذي يجعل صافي القيمة الحالية لتدفقات المشروع النقدية مساويًا للصفر. بعبارة أوضح، هو المعدل الذي يجعل القيمة الصافية للاستثمار تساوي صفرًا عند جمع جميع التدفقات المالية الداخلة والخارجة عبر فترة زمنية معينة.
مثال بسيط: تخيل أنك تستثمر مبلغًا من المال في مشروع، وتتوقع أن تحصل على تدفقات نقدية دورية ومنتظمة خلال عدة سنوات. إذا كان معدل العائد الداخلي لهذا المشروع 12%، فهذا يعني أن العوائد السنوية على استثمارك تعادل 12% من المبلغ المستثمر، في حال تحقق كل ما هو متوقع.
تُستخدم هذه الأداة المالية بشكل واسع لتقييم نجاح الاستثمار، خاصة في ظل وجود عدة مشاريع تحتاج إلى المقارنة بينها. ويُعد الـ IRR أحد المعايير التي يعتمد عليها أصحاب القرارات في المنظمات لتحديد أفضل المشاريع من حيث العائد المالي المتوقع ومستوى المخاطر المرتبط بها.
من أبرز استخداماته:
ومن الجدير بذكره أن مركز لندن بريميير للتدريب، الذي يبرزُ كواحدٍ من أفضل شركات التدريب في الإمارات، يقدّمُ العديد من الدورات المتخصصة في مجالات الإدارة المالية وتقييم الاستثمارات وتحليل الجدوى الاقتصادية، مما يساعد المهنيين على فهم أدوات مثل معدل العائد الداخلي (IRR) وتطبيقها بفعالية في بيئة الأعمال الواقعية.
يمكنُ حساب معدل العائد الداخلي عن طريق تحديد جميع التدفقات النقدية الداخلة والخارجة للمشاريع، ثم استخدام معادلة مالية – غالبًا ما تُحل عبر التكرار – للعثور على المعدل الذي يجعل صافي القيمة الحالية صفراً، وفي أغلب الأحيان، ويتم هذا باستخدام برامج مثل مايكروسوفت إكسل أو أدوات التحليل الاقتصادي والمالي الأخرى.
صافي القيمة الحالية = (التدفق النقدي في السنة الأولى ÷ (1 + معدل العائد الداخلي)^1) + (التدفقات النقدية في السنة الثانية ÷ (1 + معدل العائد الداخلي)^2) + ... - رأس المال المستثمر
عندما تساوي قيمة صافي القيمة الحالية الصفر، فإن IRR في تلك اللحظة يكون معدل العائد الداخلي.
من أبرز ميزات معدل العائد الداخلي ما يلي:
على الرغم من أهمية الـ IRR، إلا أن استخدامه بشكل منفرد قد يؤدي إلى نتائج مضللة في بعض الأحيان، خاصة في المشاريع التي:
في بعض المشاريع، لا تسير التدفقات المالية وفق نسق ثابت أو منتظم، بل قد تكون متفاوتة في الحجم والتوقيت، ويجعل هذا النوع من المشاريع الاستثمارية من الصعب الاعتماد على معدل العائد الداخلي فقط، لأنه يفترض أن التدفقات تحصل بوتيرة دورية ومنتظمة على أوقاتٍ محددة.
على سبيل المثال: إذا كان المشروع يولّد تدفقًا كبيرًا في السنة الأولى، ثم يتراجع بشكل كبير في السنوات التالية، فإن الـ IRR قد يعطي نتيجة مضلّلة حول القيمة الفعلية لمشروع الشركة.
من أهم شروط استخدام معدل العائد الداخلي أن يكون هناك تغيير واحد فقط في إشارة التدفقات المالية (من سالبة إلى موجبة أو العكس). ولكن إذا تغيّرت الإشارة عدة مرات (مثلاً: استثمار → عائد → خسارة → عائد)، فقد ينتج عن المعادلة عدة قِيم لمعدل العائد الداخلي، مما يصعِّب مهمة تفسير النتيجة أو الاعتماد عليها.
تُعرف هذه الحالة في التحليل الاقتصادي باسم "مشاكل تعدد معدلات العائد الداخلي"، وتحدث غالبًا في المشاريع التي تتضمن إعادة الاستثمار أو نفقات لاحقة كبيرة.
لا يهتمُ معدل العائد الداخلي بالمجال أو حجم المشروع أو المدة الزمنية الكاملة للتدفقات المالية. لذلك، عند مقارنة مشروعين أحدهما صغير ومدته قصيرة، والآخر كبير ويمتد سنوات على المدى الطويل، قد يعطي الـ IRR الأفضلية للمشروع الصغير رغم أن المشروع الكبير يحقق صافي قيمة حالية أكبر بشكلٍ عامٍ.
لهذا السبب، يُنصح باستخدام نظام القيمة الحالية إلى جانب IRR، خاصة عند وجود فروقات كبيرة في نطاق الاستثمار أو فترات العائد لـمجالات مختلفة.
وفي الختام، كان هذا كلُّ ما لدينا عن معدل العائد الداخلي، تأكَّد أنَّه أداةً مهمةً تستمر بالنمو يوميًا، وتستخدمه الكثير من المؤسسات لتحليل وتقييم المشروعات الاستثمارية، واختيار أي استثمار سيتمُّ ضخ الأموال والجهد فيه بشكلٍ أوسعٍ!