نُشِر في Jan 20, 2022 at 05:01 PM
تعتبر استراتيجية الرعاية الصحية للطفل من أهم الاستراتيجيات المتكاملة التي يتم وضعها في المشافي والمراكز الصحية. حيث تكمن أهمية هذه الاستراتيجية في أنها ترسم الخطوة الأولى الصحيحة في حياة الطفل ونموه، ويجب أن تبدأ هذه الرعاية الصحية من فترة الحمل حتى مرحلة الولادة، ومن ثم التركيز على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
وسيتم شرح هذه الاستراتيجية بشكل عام ومبسط ضمن هذا المقال.
يعد تقليل المشاكل والتحديات وزيادة فرص حصول الطفل على الدعم الكامل لتحسين صحته؛ نقطة أساسية في مجال تعزيز الصحة البدنية والنمو الاجتماعي والعاطفي والحركي واللغوي والمعرفي لديه.
ومن أهم أشكال تقديم الرعاية الصحية السليمة في هذا المجال هو "مثلث الرعاية الشاملة" حيث يتكون هذا المثلث من ثلاث زوايا رئيسية (الغذاء، الحركة، البيئة الداعمة).
من خلال التركيز على هذه الزوايا الثلاث يمكن الحصول على رعاية صحية مثالية للأطفال.
حيث يمكن تعزيز الصحة الغذائية للطفل من خلال تقديم وجبات صحية متوازنة وشاملة للمغذيات اللازمة في بناء صحة الطفل الجسدية.
أما الحركة يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الطفل النفسية والجسدية أيضاً وذلك من خلال الأنشطة الحركية والألعاب الخارجية والمساحات الحرة المخصصة للأطفال.
والبيئة الداعمة تكمن بالاهتمام في حقوق الطفل وجعل محيط الطفل آمناً وداعماً لنموه بشكل سليم نفسياً وعاطفياً ومعرفياً؛ ويمكن إنشاء هذه البيئة من خلال توفير المقومات والأدوات اللازمة، وأيضاً بتأهيل الأفراد الذين على تماس مباشر مع الأطفال والقائمين على الرعاية الصحية الخاصة بهم.
تمكين الأفراد القائمين على تقديم الرعاية الصحية للأطفال؛ يعتبر من أهم النقاط التي يجب الاهتمام بها والعمل عليها.
فالجهود المبذولة لتطوير خبرات هؤلاء الأفراد من معلمين ومرشدين ومقدمي رعاية صحية؛ تصب بشكل رئيسي في تحسين الرعاية الصحية للأطفال.
حيث يجب أن تستهدف هذه النقطة تحسين الأداء في الرعاية الصحية وتطوير محتوى برامج إدارة وإعداد المعلمين والمرشدين والمثقفين الصحيين؛ وذلك من خلال زيادة فرص التدريب الداخلي والتعليم الشامل لتطوير الأفراد مهنياً بجميع المجالات المترابطة مع الرعاية الصحية للطفل.
تؤكد برامج الرعاية الصحية عالية الجودة في منظمة الصحة العالمية على خصائص نمو الطفل الجسدي والمعرفي والعاطفي؛ من خلال إرشاداتها بشأن فهم اختيار واستخدام تقييمات النمو المناسبة حسب الوضع الصحي لكل طفل.
بالإضافة لذلك، يجب أن يتم مشاركة نتائج هذه التقييمات مع الأم والأب، والمدرسين، ومسؤولي الأنشطة؛ لمساعدة كل طفل على التعلم والتطور بالطريقة التي تناسبه، و يمكن أن يتم تدريبهم على قراءة هذه التقييمات لضمان الإحاطة بالصورة بالشكل المتكامل.
وتحتوي هذه التقييمات على النسب الطبيعية لصحة الطفل كالأمور المتعلقة بخصائص نموه؛ كالوزن والطول والتطور اللغوي والمؤشرات الحركية.
لا تتوقف البرامج الاستراتيجية للرعاية الصحية عالية الجودة عن التطور أبدًا وهنا نذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تبذل جهوداً جبارة في هذا المجال؛ حيث يعمل قادة البرامج على التحسين المستمر من خلال التفكير في نقاط القوة و الثغرات والأخطاء، وردود فعل الأهل، والمعلمين، والطفل بشكل خاص.
ويمكن خلال تحديث هذه البرامج الاستراتيجية؛ تعديل الأهداف والغايات والاستراتيجيات لتحسين الخدمات سنويًا؛ فهذا ما سيجعل الخدمات والأنشطة المقدمة للأطفال مدروسة لتلائم مراحل تطورهم من جميع النواحي والمجالات.
وذلك من خلال وصول الرعاية الصحية إلى المنازل، والمدارس، والحواضن، والروضات ، ودور الأيتام، ومراكز التنمية الاجتماعية والعاطفية، ومراكز خدمات الصحة العقلية، والمشافي.
بالإضافة إلى المشاركة الشاملة للوالدين ودعم صحتهم الجسدية والنفسية، من خلال الحملات الوطنية التي تقيمها وزارة الصحة والجهات المعنية في تقديم خدمات دعم الأسرة ورعاية الطفولة والأمومة والصحة الإنجابية، بالإضافة إلى ذلك مساعدة الأسر في الوصول إلى الموارد وبناء قدرتها على تحمل مسؤوليات دعم نمو الطفل وتطوره.
وتعتمد هذه الشراكات بشكل رئيسي على وضع أنظمة تقديم الخدمات، وتنسيق الموارد، ومواءمة المعايير، التي تعتبر ضرورية لتعزيز جودة الرعاية الصحية وبرامج الدعم الصحي التي يمكن أن تلبي مجموعة كاملة من احتياجات الطفل ضمن الأسرة.
وهكذا تكون النقاط الخمس الرئيسية للاستراتيجية واضحة ومترابطة، فالتدابير التكاملية للرعاية الصحية بالأطفال يكمن في تقديم رعاية صحية أساسية تهدف إلى وضع التدابير الوقائية من المشكلات الصحية الرئيسية التي قد تواجه الطفل في مرحلة نموه.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه استراتيجيات الرعاية الصحية بالمرتبة الأولى يجب أن تؤمن البيئة المناسبة لنمو الطفل بشكل صحي وسليم وحمايته من الأمراض.
ختاماً، إنّ حضورك دورات تدريبية في الرعاية الصحية في لندن سيدعم مؤهلاتك في تعزيز صحة الطفل وتوفير البيئة الأنسب والرعاية الأفضل له وتأمين متطلبات الحياة.