نُشِر في Feb 26, 2022 at 05:02 PM
يعتبر فن التعامل مع المرضى واحداً من أهم مهارات الذكاء العاطفي التي على كل مقدم رعاية صحية أن يتقنها.
دائماً ما يتم التركيز على الجانب العملي والسريري في تأهيل مقدمي خدمات الرعاية الصحية، لكن؛ ماذا عن شخصيات المرضى المختلفة؟ والعواطف المتنوعة التي يمكن أن يواجهها العاملون في المراكز الصحية؟
في هذا المقال نوضح الأسلوب الجيد الناجح في فن التعامل مع المرضى، وأنماط شخصياتهم المختلفة؟
يعتبر التعامل مع المرضى من أهم الموضوعات التي ينبغي على مقدمي الرعاية الصحية الاهتمام بها لأنهم على تواصل مباشر مع المرضى وذويهم.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن كل مريض يختلف عن الآخر، وذلك لأن لكل مريض احتياجات وتوقعات مختلفة، ووظيفتك كطبيب أو أخصائي رعاية صحية هي فهم هذه العوامل والعمل مع مرضاك لتلبية احتياجاتهم الفريدة.
فيما يلي 10 مهارات يجب أن يمتلكها كل أخصائي رعاية صحية:
1- التعاطف :
يطلق على الطبيب عادةً اسم "المعالج" ففي حين أن العاطفة لا تلعب دوراً هاماً في أغلب الوظائف والمهن؛ إلا أن مهنة الرعاية الصحية في جوهرها تعتمد على الذكاء العاطفي في التعامل مع المرضى.
يجب أن يكون الطبيب قادراً على وضع نفسه مكان المريض من أجل اتخاذ قرارات صائبة بشأن صحته، وجزء كبير من ذلك يحتاج إلى فهم وجة نظر المريض جيداً.
الطبيب ليس وحده الذين يحتاج إلى تنمية هذه المهارة، فالممرضات وغيرهم من الممارسين الصحيين بحاجة إلى ذلك أيضًا. حتى لو لم تكن محترفًا، يمكنك استخدام تقنيات معينة للمساعدة في وضع نفسك مكان المريض وفهمه بشكل أفضل.
وهنا تجد الإشارة إلى أن رعاية المريض تتطلب القدرة على فهم شعوره وتقديره، ولا يعني التعاطف هنا أن تبادل المريض وذويه شعور الشفقة، بل يتطلب التعاطف النظر للحالة من وجهة نظر المريض أو مرافقيه.
يعد التعاطف أساس في بناء العلاقة مع المريض ويعد النواة المركزية في فن التعامل مع المرضى. حيث يبني التعاطف ثقة مشتركة ويعزز التواصل بين الفريق القائم بالرعاية والمريض.
نعلم جميعًا أيضاً أن الطبيب يتعامل مع أنماط مختلفة من المرضى وقد يكون التعامل مع المريض ليس بالشيء المريح، لذلك عليه معرفة كيفية التعامل مع المريض النفسي العدواني أو المريض الغاضب والمتوتر أو مرضى الذهان والمصابين بالاكتئاب، وهنا تأتي أهمية فن التعامل مع المرضى.
استناداً إلى ما سبق، فإن التعاطف يعتبر ضمان لسلامة المرضى نفسياً من خلال تحديد التحديات العاطفية المحتملة التي يمكن أن يواجهونها خلال رحلة علاجهم والذكاء في طريقة التعامل معها.
2- الموضوعية:
بقدر التعاطف الذي يحتاجه المريض منك كمتخصص رعاية صحية، يعد الحفاظ على الموضوعية من أهم الأمور التي عليك التركيز عليها في تعاملك مع المريض وذوي المريض، رغم أنه من الممكن أن يكون أمراً صعباً؛ لكن هناك بعض المواقف التي تضطرك لتكون موضوعياً وتتحدث بواقعية وثبات.
لا سيما أن اتخاذ قرار العلاج الطبي بموضوعية تجعل المريض وعائلته يتجاوبون معك بشكل أكبر، ويقدرون مجهودك في الرعاية التي تقدمها لهم، ويتقبلون النصائح برحابة وتفهم أكبر.
3- الرعاية والاهتمام:
في كثير من الأحيان يكون المريض حساس للغاية ويحب أن يشعر بالاهتمام، لذلك على العاملين في قسم الرعاية الصحية التعامل مع المريض باهتمام.
إن مهارات الاتصال الجيدة بالإضافة إلى تقديم العلاج بطريقة مستمرة تمنح المريض الإحساس بالاستئناس والطمأنينة مما يخفف عنه أيضاً أعباء المرض وآلامه ويجعل العلاج يمضي بشكل جيد وصحيح.
إذاً إن اتيكيت التعامل مع المرضى يوصي بأن لا تدع المرضى يشعرون بالوحدة في مواجهة مرضهم، بل من المهم أن يعرفوا أنك تساندهم وستكون متواجدًا من أجلهم عندما يحتاجون إليك.
4- تكريس الوقت والمتابعة :
إن متابعتك لحالة المريض والتأكد من حصوله على الدعم في الوقت المناسب وبشكل متواصل عند حاجته إليه؛ يشعره بالامتنان ويعزز لديه الشعور بالراحة في المكان الذي يتلقى فيه الرعاية الصحية.
حيث تستطيع كمقدم رعاية صحية جدولة زياراتك للمرضى المدرجين تحت مسؤوليتك، حتى إن لم تستطع معالجة المشاكل التي يواجهونها خلال زياراتك؛ يكفي فقط تهدئتهم ومدهم بالقدرة على الصبر ومواصلة العلاج.
5- التثقيف الصحي :
يعد تثقيف المريض من أهم مهارات فن التعامل مع المرضى، ووسيلة ممتازة لبناء علاقة واضحة وصريحة بين الطبيب والمرضى.
وهذا ما سيجعل المرضى يستمعون نصائح الدكتور المعالج ويفهمونها وتصلهم المعلومات بشكل أكثر وضوحاً، خاصة عندما تكون النصائح لصالحهم أو لصالح أسرهم.
علاوة على ذلك كلما زادت قدرتك على شرح ذلك لهم، كلما شعروا أنك مهتم براحتهم مما سيجعل علاقتكم أكثر متانة ومرونة.
والأفضل من ذلك، سيقومون بعمل أفضل ما لديهم على المدى الطويل، فيما يدعم نجاح الخطة العلاجية الصحية؛ وهو حقًا الهدف النهائي الذي يجب تحقيقه.
6- التواصل الفعّال من أساسيات التعامل مع المرضى:
يعد فن التعامل والتواصل مع المرضى وأسرهم والفريق الطبي من أهم المفاتيح لبناء علاقة ممتازة بينكم، وهذا التواصل يسهل مهمتك في تقديم العلاج ويساعد المريض على الشفاء بشكل فعال أكثر.
زيادة على ذلك، فإن الاستماع إلى المرضى وأسرهم أمر بالغ الأهمية، يجب أن تكون متميزاً في الاستماع والتحدث مع المرضى، وتكون هذه المهارة على رأس قائمة الأهداف التي تريد تحقيقها في توفير رعاية جيدة للمرضى.
7- التحكم بالمشاعر:
الذكاء العاطفي في الرعاية الصحية ليس أمرًا بالغ الأهمية عند الاهتمام بالمرضى فحسب؛ إنه أمر حيوي للحفاظ على الصحة النفسية لدى مقدمي الرعاية أنفسهم.
وهو صفة رئيسية لنجاح العلاقة ضمن فريق الرعاية الصحية، حيث يساعدهم على اكتساب وعي ذاتي من خلال التجارب الفردية والجماعية التي يقومون بها، ويدعم قدرتهم على التحكم في عواطفهم.
ومن زاوية أخرى، يمكن أن يصبح تقديم الرعاية وظيفة مرهقة ومتطلبة عاطفياً.
لذلك يجب التحلى بالصبر عند التعامل مع المريض وأن تضمن جوانب الوعي الذاتي والتحكم العاطفي لمقدمي الرعاية إمكانياتهم في التعرف على مشاعرهم وإدارة ردود أفعالهم تجاه مشاعرهم وحماية صحتهم النفسية خلال التجارب المختلفة التي يخوضونها في المراكز الصحية.
لا سيما أن الإرهاق يمكن أن يساهم في انخفاض جودة علاج المرضى، ويكون مكلفًا نفسياً لنظام الرعاية الصحية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الذكاء العاطفي يسمح لمقدمي العلاج بالتركيز على عواطفهم، وفهم شعورهم بالإرهاق أو الاكتئاب، مما يمكنهم من اتخاذ خطوات لفهم مشاعرهم والتحكم في ردود أفعالهم، والتعامل بحكمة مع مشاكلهم النفسية التي يمكن أن تنشأ خلال عملهم، والحفاظ على الهدوء في المواقف المجهدة كالحياة والموت.
8- الدعم والتحفيز :
بادئ ذي بدء عليك اختبار دافعك الذاتي من العمل كمقدم رعاية صحية.
فالدافع وتقديم الرعاية يسيران جنبًا إلى جنب. حيث يجب على فريق الرعاية الصحية تحفيز أنفسهم لتوسيع آفاقهم واستكشاف طرق جديدة لتقديم خدماتهم بكفاءة وجودة أكبر.
الدافع الذاتي مهم بشكل خاص بالنسبة لقائد الفريق الصحي الذي يدعم أفراد الفريق ويحفزهم للقيام بعملهم بشغف وتفاني.
وبدورهم أفراد الفريق يدعمون المرضى نفسياً ويحفزونهم للاستمرار في تلقي العلاج حتى الوصول للنتيجة المرغوبة.
9- الابتسامة ولغة الجسد :
لغة الجسد الهادئة المطمئنة، ونظرات العين المريحة تمد المرضى بالسلام النفسي وتجعلهم يواجهون خوفهم في أكثر لحظاتهم العصيبة داخل المركز الصحي أو وحدات العناية وعند التحضير للعمليات الجراحية والعلاجية.
وفي هذا الإطار تعتبر ملاقاة المرضى بابتسامة والتحية وقول الكلمات البسيطة القليلة الداعمة صلة وصل إنسانية عليك الاعتماد عليها كمقدم رعاية صحية في تعاملك مع المرضى.
على سبيل المثال الحالة النفسية الجيدة والمعنويات العالية عند مرضى السرطان تسهم بشكل كبير في العلاج والامتثال للشفاء، كما أن الرعاية الجيدة تمنح ذوي المرضى الراحة النفسية والشعور بالاطمئنان.
أيضاً نذكر تلك الفترة مع انتشار فيروس كورونا وتعرض الكثير من الأشخاص في العالم للعدوى وملازمة العديد منهم الفراش لفترات طويلة، كان للاهتمام والرعاية الصحية الجيدة تأثير كبير على شفاء المرضى.
10- الموثوقية :
احترام آراء المرضى وتقبل ثقافاتهم ومعتقداتهم والتعامل معهم بإنسانية حتى لو لم توافقهم الرأي، يبني بينك وبينهم علاقة قائمة على الثقة والتقدير.
إضافة لذلك، لا تكن متكبراً وجامداً في تطبيق الخدمات، تعامل مع مريضك ومرافقيه بحزم لكن مع ثقة متبادلة ليكونوا أكثر تفهماً وتقديراً لعملك، ولا تنسى أهمية الحفاظ على خصوصية المريض في المستشفيات.
إذا كان موقفك يتطلب عدم الموافقة على رأي المريض، فافعل ذلك باحترام؛ وقم بتوضيح وجهة نظرك للمريض مع احترام رأيه، وأيضاً حاول دائماً شرح سبب عدم توافق الآراء، وتوضيح أن رأيك مسند إلى آراء طبية أخرى وأبحاث وتجارب حقيقية؛ فهذا ما سيدعم مصداقيتك في تقديم رعايتك الصحية للمرضى.
خلاصة القول، أغلب المهارات من شأنها أن تعزز من جودة عملك في أي مهنة كانت؛
لكن عملك كمقدم رعاية صحية يتطلب منك بشكل رئيسي تتقن فن التعامل مع المرضى وأن تكون متمكناً من مهارات الذكاء العاطفي في المجال الصحي من خلال حضور دورات تدريبية في الرعاية الصحية في لندن.
لذلك كن على استعداد دائماً لتطوير خبراتك ومهاراتك كفرد رئيسي ضمن فريق مقدمي الرعاية الصحية للمرضى.