نشر في :7/15/2025, 4:44:55 PM
في عصر يتسابق فيه الزمن مع التغيير سيكون المنتصر الوحيد هو الأكثر تكيفًا، من هنا يبرز دور تطوير القادة كضرورة حتمية بديلة عن أي رهان آخر في بيئة الأعمال، المنظمات والشركات التي تتبنى استراتيجيات لتطوير قياداتها هي شركات تستثمر في تجديد النبض الذي يمدّها بجرعات متواصلة من الإبداع والإلهام والقدرة على الابتكار حين تتعثر المواقف.
انطلاقًا من ذلك، يهدف المقال التالي للإجابة على أسئلة مهمة، ما هو تعريف تطوير القادة؟ وما هو العائد الذي تحققه المؤسسة من هذا الاستثمار؟ وما هو مستقبل تطوير القيادة؟
تُعرف عملية تطوير القادة أو القيادة (Leadership Development) بأنّها منظومة متكاملة من الأنشطة والمبادرات والبرامج وورش عمل التي تهدف إلى تنمية الاستراتيجيات القيادية وصقل القدرات والمهارات الشخصية لدى المديرين والموظفين المؤهلين للإدارة لإعداد قيادات المستقبل، هي رحلة مستمرة من التعلم والتطوير واكتشاف نقاط القوة والضعف الحالية لديهم للنمو والتزود بمختلف عادات القادة الناجحين وكل ما يستخدمون من أدوات واستراتيجيات حديثة تساعدهم في التحكم بجميع التفاصيل القيادية.
في جوهرها، تتجاوز عملية تطوير القادة تحديد نقاط الضعف واكتساب مهارات تقنية لتشمل مجموعة صفات رئيسية تميز القائد الناجح عن أقرانه، فهي تركز على توفير:
استثمارك في تطوير القادة يعد بمثابة دافع قوي للاستمرار والمضي قدمًا بعقل جديد ومتطور لتحقيق الأهداف، فهي ليست تدريب وينتهي فقط بل تجربة تعود بالنفع على جميع الأطراف، بالنسبة للأفراد فهي تسمح بتعلم مهارات جديدة تساعدهم في تحسين أدائهم الوظيفي، كما تعمل على تقديم فهم ذاتي للمهارات والخبرات التي يملكها الفرد مما يساعده على استخدام نقاط قوته في مكانها الصحيح، بالإضافة إلى تعزيز مشاعر الثقة والرضا والمرونة وفتح آفاق وظيفية جديدة للنمو المهني.
أمّا من جانب المنظمات، فهي ميزة استراتيجية تحسن الأداء الجماعي للموظفين بطريقة إيجابية، كون القائد المتدرب قادر على إيقاد شرارة العزيمة في فريقه مما يحول الإنجاز إلى رسالة وثقافة عامة، كذلك خفض معدل الاستقالة نظرًا لارتفاع مستوى الرضا لدى الأفراد المتدربين كونهم يشعرون بالتقدير والاهتمام، بناء وتأهيل قادة متمكنين قادرين على تولي المهمة في أي لحظة يتنحى فيها قائدهم عن قيادة الفريق، وبالتالي ضمان التنقل الداخلي بسلاسة لسد الفجوات القيادية داخل المنظمة دون ارتباك.
لكن حقيقةً لن يكون لكل تلك العملية أي أهمية طالما لم يتم الاستثمار في دورات تطوير القادة الفعالة القادرة على صناعة فرق حقيقي في ممارساتهم وإعداد قادة المستقبل، دورات تدريبية في الإمارات التي يقدمها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني والتقني هي واحدة من هذه الدورات المثالية لكل شركة تطمح بأن تكون سباقة في إعداد قادتها للقيادة الرائدة ومواجهة تحديات الغد بثبات وفعالية.
أن تستثمر في تطوير قياداتك هو أمر رائع، لكن ما نفع ذلك إن لم يكن ناجحًا حقًا، لا بدّ أن تتأكد من أنّه يحقق عائد حقيقي، بحسب الدراسات تُنفق الشركات العالمية أكثر من 370 مليار دولار سنويًا على تطوير القيادات، تُستخدم عادةً مقاييس تقليدية مثل رضا الموظف أو معدلات الإكمال في قياس جودة تنفيذ البرنامج، لكنها في الواقع تغفل عن الأثر الحقيقي للأعمال، إذ عادةً ما يرغب المدير أو المساهمون في رؤية عائد حقيقي من ذلك الاستثمار على شكل نتائج فعلية مثل زيادة الإيرادات والإنتاجية أو معدل الاحتفاظ بالموظفين.
لذلك يمكن الاستعانة ببعض الأدلة التي تشير إلى نجاح أو فشل عمل برنامج تطوير القيادة، يتضمن ذلك:
تساعد تلك المعلومات في قياس تأثير برامج التطوير وإجراء تحليل عام قائم على البيانات، هل فعلًا حققت الغاية منها أم ما زالت بحاجة لتحسين في بعض المواقع وما هي الحلول المقترحة للتطوير وكيفية تنفيذها بما يضمن تحقيق نتائج أفضل في المراحل القادمة؟ قم بإجراء تقييم بين الحين والآخر لتضمن فعالية برامج التطوير والتدريب.
بانتظار مستقبل تنمية وتطوير المهارات القيادية مستقبل حافل بالفرص الواعدة، إذ ساعدت التكنولوجيا والتقنيات الجديدة في تسريع الخطى وتوفير فرص قيّمة للنمو والتعلم وتطوير قدرات القيادة، على سبيل المثال سمحت أدوات الذكاء الاصطناعي في إضفاء طابع شخصي للتعلم، في حين يُناسب التعليم الذاتي التدريب عن بُعد أصحاب الجداول المزحمة لتنسيق تدريبهم فـي الساعة واليوم المناسبين، كذلك الألعاب التعليمية التي تضيف جرعة من المتعة والفرح للعملية، كل تلك الممارسات تعزز التمكين والتواصل وتجعل التعلم المستمر قاعدة أساسية على مدار العمر.
ختامًا،
تطوير القادة ليس مجرد تسجيل في دورة وكسب شهادة وتعليقها على حائط قاعة الاجتماعات، هو استثمار استراتيجي يدفع عجلة التنمية والازدهار بشكل مستمر دون انقطاع أو تأخر، القادة أصحاب الرؤية والتواصل الصحيح والتعلم الدائم هم صمام أمان لشركاتهم ضد أي تقلب في السوق وجسر النجاة لمستقبل مشرق ينافس بقوة، باختصار تطوير القادة ليس رفاهية… إنه استثمار استراتيجي.
تطوير القادة هو عملية استراتيجية تهدف إلى تنمية المهارات القيادية والسمات الشخصية لدى الأفراد المؤهلين لتولي المناصب القيادية. يشمل ذلك برامج تدريبية، ورش عمل، وتجارب تطوير مستمرة تُعزز من قدرة القادة على اتخاذ القرار، بناء فرق العمل، والتعامل مع التحديات بمرونة وفعالية.
لأنه يسهم بشكل مباشر في بناء أساس قوي لنجاح المؤسسة على المدى البعيد. القادة الفاعلون يحفزون فرقهم، يقللون من معدل دوران الموظفين، ويعززون الأداء العام، مما يجعل تطويرهم جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية التنظيمية وليس مجرد نشاط تدريبي عابر.
يمكن قياسها من خلال مؤشرات مثل:
التكنولوجيا تسهم في تحسين تجربة التطوير من خلال:
نعم، تقدم مراكز متخصصة مثل "London Premier Centre" برامج تطوير قيادي متقدمة في الإمارات، تركّز على إعداد القادة لمواجهة التحديات الحديثة من خلال التدريب العملي، الأساليب التفاعلية، والتوجيه المستمر.