نشر في :7/2/2025, 9:34:05 PM
في عصر يتسم برتم عالٍ من التغيير، لم يعد يقاس مدى تقدم وتطور الشركات بما تملك من تقنيات جديدة بل بمدى قدرتها على التعامل معها واستخدامها بطريقة فعالة ضمن عملياتها اليومية، وهذا ما يُطلق عليه مصطلح الثقافة الرقمية (Digital Culture)، فهي البوصلة الموجهة للتحول الرقمي في عالم الشركات والأعمال، وهي من تحدد الناجح والمُتعثر في سباق التنافس المحتدم، ثقافة الشركة الرقمية ليست إطار عمل وحسب، بل روح الشركة في عصرنا الرقمي.
يوضح المقال التالي مجموعة من التفاصيل المتعلقة بالثقافة الرقمية وكيف أصبحت حجر الأساس للتحول الرقمي الناجح في الشركات والمؤسسات الرائدة وعيرها من المحاور ذات الصلة، لذا تابع معنا.
تُشير الثقافة الرقمية في جوهرها للبنية غير الملموسة للشركات والتي تنشأ نتيجة السلوك أو الطريقة التي يتفاعل فيها البشر مع التقنيات الإلكترونية والممارسات والمعتقدات والسلوكيات والعادات الرقمية المستخدمة في عمليات الشركة، الشركة المٌثقفة رقميًا هي من استطاعت دمج القيم الرقمية والتقنيات التكنولوجية والإنترنت في المحتوى والعمليات اليومية وتفاعلات موظفيها بحيث يكون لها أثر على طرق التعاون والإنتاج وصناعة القرار في الشركة، وهي تنطبق أيضًا على ثقافة المجتمع ككل.
لكن الأمر لا يتوقف هنا بل بإعادة تقييم بيئة العمل ككل ليكون أرض خصبة للابتكار والتطور المستمر والتعلم الذاتي والاختبار المهني دون خوف من الفشل، فهي نقطة تحول أساسية من الاستخدام الروبوتي للتكنولوجيا إلى تجذيرها في تفكير وسلوك المؤسس، ولكي يٌنجز ذلك بنجاح اليوم لا بدّ من توفر مجموعة من الركائز الأساسية، تشمل:
كما ذكرنا في تعريف الثقافة الرقمية، اعتماد التحول الرقمي لتعزيز الثقافة الرقمية للشركة في هذا العصر ليس مجرد شراء أحدث الأجهزة والتقنيات وتحديث البنى التحتية الرقمية وحسب، بل هو فكر استراتيجي يعتمد على تحديد سياسات تدعم جوهر التحول وما يترتب عليه من تغيير في طريقة التفكير والإدارة والسلوك المتبع في الشركة، والثقافة الرقمية هي حجر الأساس الذي يُبنى عليه كل خطوة من خطوات التحديث الرقمي، فهي التي تجعل هذا التحديث واقع ملموس ومستدام بين الأفراد.
من هذا المبدأ، يتوجب على أي شركة ترغب حقًا في تبنّي ثقافة رقمية حقيقية وقوية أن تسعى بجد لإعداد فرقها لاستقبال مفهوم التغيير ذهنيًا ونفسيًا، وأن تخلق جو من التشجيع للتجريب والمبادرة دون عوائق أو مخاوف الفشل وما يترتب عليه من عواقب في المستقبل، هذا يساعد الإدارة على إحداث تحولات جذرية داخل مؤسستها دون مواجهة أي صد داخلي لأن الموظفين قد أصبحوا جاهزين مسبقًا لجميع التغييرات واستيعابها وعواقبها، الإيجابي منها قبل السلبي.
كذلك للثقافة الرقمية دور واضح في توحيد الخطاب الرقمي للشركة، بحيث يتمكن جميع الموظفين من فهم طبيعة الأدوات والتقنيات المستخدمة وطرق التفاعل والاتصالات الداخلية وأهداف التحديث والتحول الرقمي بشكل جيد دون أي لخط، مما يسهل عملية تطبيق الممارسات والإجراءات الرقمية دون ارتباك أو خوف أو تأخير.
من جنب آخر، قد تُشكل تكنولوجيا وأدوات التحول الرقمي عبء كبير بدلًا من أن تكون حل عصري في حال لم يتم الاستثمار بثقافة الإنسان الرقمية ليكون جاهز لتقبل الأمر، هذا ما يعزز من ضرورة اتباع برامج تعليمية وتدريبية لتقوية مهارات الإدارة والمعرفة الرقمية وتمكين التحول الاجتماعي والرقمي، انظر إلى إحدى دورات تدريبية في الإدارة في دبي، تلك الدورات التي يوفرها مركز لندن بريمير سنتر للتدريب المهني صفيًا وتقدم عدة محاور أساسية متعلقة بالإدارة المتطورة واستراتيجياتها هي كلمة المرور للتطور والنجاح المهني، كما يقدم المركز خدمات التدريب عن بعد عبر الإنترنت (Live online learning) أو التعليم الذاتي الإلكتروني (Self-learning) والذي أصبح الملاذ المفضل للأشخاص الراغبين بتطوير حياتهم العملية باستقلالية تامة.
الشركة التي تدرك أهمية إعداد ركائز أساسية تبنى عليها الثقافات الرقمية ستحصد بالتأكيد نتائج تجعلها منافس قوي على المستوى العالمي بين كبرى الشركات، فيما يلي مجموعة من أبرز المزايا والفوائد التي تجنيها:
ختامًأ، ببساطة يمكننا القول بأنّ الثقافة الرقمية هي لغة الشركات في عالم الأعمال الحديث،أنّها تًعيد تشكيل أنماط الإدارة وتكسر حواجز الزمان والمكان وتحول الخواطر والأفكار لمهارات وفعل حقيقي متسارع بدلًا من أن تبقى حبرًا على ورق.
الثقافة الرقمية هي منظومة من القيم، والسلوكيات، والعادات التي تحدد كيفية تفاعل الأفراد مع التقنيات الحديثة داخل المؤسسات. هي ليست فقط عن استخدام التكنولوجيا، بل عن دمجها في التفكير اليومي، واتخاذ القرار، والتواصل، والعمل الجماعي. أهميتها تكمن في كونها الجسر الذي يربط بين التحول الرقمي الفعّال والنجاح المؤسسي الحقيقي.
التحول الرقمي يركّز على أدوات وتقنيات جديدة، أما الثقافة الرقمية فهي تعنى بكيفية تكيّف الأفراد داخل المؤسسة مع هذه الأدوات. باختصار، الأولى تشتري التقنية، والثانية تضمن استدامة استخدامها وتحقيق نتائج منها.
ثقافة رقمية صحية تُشكّل بيئة تشجع على التجريب، والتفكير خارج الصندوق، والبحث عن حلول جديدة. إنها تُحرّر العقول من القيود التقليدية، وتُمهّد الطريق أمام الابتكار المستدام والتطور المهني.
من خلال أتمتة المهام، وتحسين تدفق البيانات، وتسهيل التواصل بين الفرق، مما يُقلل الأخطاء، ويرفع من جودة وسرعة العمل، ويمنح القادة نظرة أكثر وضوحًا لصنع قرارات أفضل.
من خلال خطوات مثل:
البيئة التقليدية تعتمد على الهياكل الهرمية والقرارات البطيئة، بينما بيئة الثقافة الرقمية تُشجع على الشفافية، والمرونة، والعمل الجماعي الرقمي باستخدام أدوات حديثة تواكب وتيرة التغيير السريعة.