نُشِر في Dec 17, 2021 at 09:12 PM
تزداد أهمية تنوّع القدرات القيادية مع زيادة التغيّرات في بيئة العمل وظهور مشاكل متنوّعة والحاجة إلى تلبية متطلّبات متناقضة، مثل الإنتاج الأكثر بموارد أقلّ، والتخطيط على المستوى الكبير بممارسة الأنشطة على المستوى الصغير.
ولهذا تزداد أهمية اتباعك لاستراتيجيات التعلم التي تساعدك على ذلك، مثلا الاستفادة من دورات تدريبية في القيادة في إسطنبول أو دبي أو أي مكان آخر تجد فيه التعليم المناسب، كالتدريب لتطوير أساليب التواصل.
تعرف القيادة متنوعة القدرات بأنّها امتلاك مهارات قيادية متناقضة بشكل متوازن، بما يتيح لديك القدرة على استخدام درجة مهاراتك المناسبة للظروف التي تواجهها.
فلا يكفي حتى تكون قائداً متعدد القدرات امتلاكك لمهارات قد تبدو متناقضة، مثلا مهارات القيادة الدكتاتورية ومهارات تحفيز الآخرين على المشاركة في القيادة، مهارات القيادة التشغيلية (الانتباه إلى التفاصيل، والاهتمام بالنتائج قصيرة المدى،....) ومهارات القيادة الاستراتيجية (النظرة الشمولية، الاهتمام بالنتائج طويلة المدى...)، بل من المهم أن تطوّر هذه المهارات المتناقضة بشكل متوازن.
حيث أن ذلك يتيح لك استخدام أسلوب القيادة المناسب لكلّ ظرف على مستوى الفرد وعلى مستوى المنظمة ككل، والتي قد لا يناسبها أسلوب قيادي واحد في الظروف المختلفة حيث تختلف الظروف مع اختلاف مراحل العمل في دورة حياة المنظمة أو مع التغيرات في البيئة المحيطة.
وكلما زاد مستواك الوظيفي كلّما زادت أهمية امتلاكك لمهارات القيادة متنوّعة القدرات، حيث يكون لك تأثير على عدد أكبر من الموارد البشرية للمنظمة، والتي بدورها تعدّ أهم موارد المنظمة.
يمكن أن تفشل في موازنة قدراتك المتنوعة بسبب عدم ثقتك من بعض مهاراتك، والتي قد تجعلك تتهرّب من استخدامها، وهذا ينجم عنه المزيد من الضعف في هذه المهارة، مثلاً قد تتجنّب التواصل مع الناس ومرؤوسيك نتيجة ضعف ثقتك بمهاراتك في التواصل الذي يشعرك بأنّك مثلاً مملّ أو غليظ، بالتالي تضعف مهارة التواصل لديك أكثر.
حيث تضعف المهارات التي لا تستخدمها، لذلك ستواجه صعوبة عند ترقّيك الوظيفي بسبب تطلّب عملك السابق مهارات معيّنة مختلفة عن المطلوبة منك حالياً بعد ترقّيك الوظيفي، بل قد تعيق المهارات التي تدربت عليها تأدية دورك القيادي الذي يتطلّب أنواع أخرى من المهارات غير التي تدرّبت عليها.
فمثلا مهارة الانتباه إلى التفاصيل كانت نقطة قوّة خلال عملك في قيادة فريق تطوير المنتجات، لكن عند ترقّيك في العمل إلى منصب يتقلّص فيه استخدام مهارة الانتباه إلى التفاصيل، ويزداد فيه أهميّة النظرة شمولية، فإنّك قد تواجه صعوبة في تجنّب التركيز على التفاصيل لينجم عن ذلك هدر في وقتك وجهدك.
امتلاكك لمهارات القيادة متنوعة القدرات لا يكون عادة مع ولادتك، بل يتطلّب منك بذل الجهد لاتباع الاستراتيجيات اللازمة، ومن هذه الاستراتيجيات ما يلي:
التعلّم وذلك يمكن أن يكون عبر الخوض في تجارب متنوّعة والخروج منها بأقوى من السابق، فكلّ مهنة تتعلّمها قد تضيف إليك مهارات وخبرات جديدة، تكمل الخبرات والمهارات التي اكتسبتها من مهنة سابقة، ويمكن أن تتعلّم أساليب مختلفة للقيادة من خلال دورة تدريبية في تنمية المهارات القيادية الفعالة.
وفي نفس الوقت الذي تتعرّض فيه لفرص تعلّم متنوّعة، فإنّه من المهم أن يكون لديك الاستعداد لتعلّم مهارات جديدة مختلفة عن مهاراتك الحالية، والخروج خارج نطاق منطقة الراحة، لكن ذلك مع مراعاة التوازن في تنمية المهارات المتنوّعة بما يدعم كفاءتك القيادية، فلا يكون تركيزك على تنمية مهارة ما على حساب مهارات أخرى