نُشِر في Nov 01, 2023 at 11:11 AM
أصبحت القيادة الرقمية الآن موضوع نقاش شائع في عالم الإدارة وقيادة الفرق، إذ يمر العالم اليوم بتحول رقمي عميق في عصر تكنولوجيا العمل، ولهذا لا عجب أن يتساءل القادة عن كيفية استخدام المهارات الإلكترونية لضمان نجاحهم على المدى الطويل.
يُقدِّم لكم هذا المقال القيادةَ الرقمية بشكل مبسط ويُناقش مهارات الإدارة والقيادة اللازمة للدخول في عالم العمل التقني.
يمكن تعريف مفهوم القيادة الرقمية (Digital Leadership) على أنها مساهمة القائد في التحول لعالم التكنولوجيا عن طريق الاستخدام الاستراتيجي للأصول الرقمية للشركة لتحقيق أهداف العمل، تختلف القيادة الرقمية عن مفهوم القيادة التقليدية أنها تستعمل الوسائل التقنية لأداء المهام وتنظيم سير العمل.
يقتضي مشهد الأعمال المتغير باستمرار من المنظمات تطوير استراتيجياتها باستمرار للتكيف مع عملية التغيير والتحول الرقمي لضمان بقائها في الطليعة على هذا النحو، تعد القيادة الرقمية مهارة أساسية للقادة، لا سيما أنها تعطي المؤسسات فرصة التميز بالكفاءات الرقمية الخاصة بها.
تشمل مهارات القيادة الرقمية العديد من المعلومات بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المهارات والقدرات، بما في ذلك التحول الرقمي والاستراتيجية الرقمية والابتكار بالإضافة إلى إدارة التغيير.
يتعلق مفهوم القيادة الرقمية بإتقان التكنولوجيا واحتضان التغيير، لا يعني كونك قائداً رقمياً أنه عليك أن تكون خبيراً في التكنولوجيا ولكن يجب أن تملك أساسيات البحث والتطوير باستخدامها، ففي عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية لن تستطيع التقدم دون إضافة مهارات التكنولوجيا الفعالة إلى قائمة أدواتك.
تتطلب مسؤوليات القائد الرقمي امتلاك فهماً راسخاً لمعظم أنواع التكنولوجيا المتعلقة بمجال عمله، إذ لا يتطلب عمل القائد الرقمي أن يكون خبيراً في كل المجالات الرقمية، ولكن من المهم أن يملك فكرة عامة تمكنه من الفهم العام لحديث الأخصائيين في شركته ومن ثم أداء دوره الفعال في الإدارة واتخاذ القرارات بما فيها التصدي لكامل تحديات القيادة الرقمية.
أحد أهم المهارات الأساسية في القيادة الرقمية هي القدرة على التعلم ومواكبة تطورات القرن الواحد والعشرين حيث تمنحه هذه المعرفة القدرة على ابتكار استراتيجيات قيادة إبداعية وفعالة ومربحة والتي بدورها ستؤدي إلى زيادة أرباح الشركة بالإضافة إلى تعزيز ثقافة عمل (culture) أفضل.
لكي ينجح المدير الرقمي ينبغي عليه تتبع برنامج القيادة الرقمية بالإضافة إلى التخلي عن ممارسات القيادة والإدارة التقليدية واستيعاب تغيرات العصر الرقمية والسعي لدمج مختلف بيئات العمل، إلى جانب تفعيل مهارات كل من موظفيه بشكل مميز عن طريق دمجهم بالتكنولوجيا وتعزيز ذلك بـ التجربة العملية والممارسة.
تتضمن المهارات التي يجب أن يمتلكها القائد الرقمي الفعال ما يلي:
تعتبر مهارات السرعة التنظيمية وإدارة الوقت اليوم من أهم المهارات القيادية في كل المجالات وبالأخص التقنية منها فهي المفتاح الأساسي لعمل الفريق بكفاءة وجودة. إن كنت تطمح لأن تصبح قائداً رقمياً فإنك ستعمل مع العديد من المعطيات الرقمية منها والواقعية، ولهذا عليك أن تطور مهاراتك التنظيمية ليعمل فريقك بالكفاءة الأعلى.
يعد التواصل بشكل علني وواضح من أهم مهارات القيادة الرقمية، فمن المهم لنجاح عمل الفرق أن يكون هناك الكثير من التواصل وبالأخص عندما تعمل الفرق بشكل مستقل ومن مواقع مختلفة.
على القائد الرقمي الفعال تحديد توقعات العمل بوضوح ووسائل التواصل بين الفريق، باتباع نظام يسمح للجميع بالوصول إلى المعلومات التي يحتاجون إليها في جميع الأوقات.
إنَّ المهارات الناعمة لا تقل أهمية في القيادة عن التواصل والتنظيم، تتضمن المهارات الناعمة الاستماع الفعال والتحدث أمام الجمهور (Public speaking)، ومن الواضح للجميع أن القائد الناجح هو القائد الذي يعلم كيف يسمع فريقه وكيف يؤمن لهم احتياجاتهم وهذا لا يمكن أن يتحقق دون المهارات الناعمة.
- استخدام الأدوات الإلكترونية
لقد لعبت الأدوات الالكترونية دوراً كبيراً في تسهيل التحول الرقمي، فقد جعلت الكثير من المهام أسهل وأكثر سلاسة، بات تأثير الأدوات التقنية مثل الذكاء الصنعي، أكثر وضوحاً خلال جائحة كورونا فقد سهلت التدريب والتعليم عن بعد وغيرت واقع العمل كما نعرفه.
ولكن مواكبة التقنيات الجديدة ليست بالأمر السهل على المواطنين غير الرقميين. لهذا يجب على القائد الرقمي تشجيع تعلم المهارات المطلوبة للعيش والتعلم والعمل في العصر الرقمي. عن طريق تطبيق استراتيجيات لجعل العملية الإنتاجية أكثر استدامة في ظل التطور التقني.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم أيضًا للقادة الرقميين توفير الأدوات والممارسات اللازمة للتطور بواسطة التعليم بشكل إلكتروني Online education وتقديم المساعدة لهم عند اللازم.
يعد استعمال الوسائل التقنية المتعددة مهماً للحصول على استجابة أعلى من المستهلكين، إذ أن استخدام المنصات الرقمية لتسويق منتجات المنظمة Organization يضمن لها وصولاً أكبر بين جمهور العالم الرقمي. وعلى القائد الرقمي الناجح تشجيع شركته أن تصنع بصمتها في مجال الإنترنت والدخول في سوق العمل الإلكتروني.
وفي خلاصةَ الأمر نقول أن مفهوم القيادة الرقمية هو أحد أهم أشكال التطور التقني في عالم الأعمال، إذ سيكون بمثابة الثورة الصناعية الرقمية التي ستغير معالم الشركات والعمل الرقمي كما لم نعرفه من قبل.