التحول الرقمي في القطاع العام: الفرص والتحديات


استراتيجية التحول الرقمي

نُشِر في Dec 16, 2023 at 11:12 AM


يمكن أن يُحدث التحول الرقمي في القطاع العام، ثورة كبيرة في كيفية عمل الوكالات الحكومية وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، حيث أن هذا التحول يضمن العديد من الفوائد مثل زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف وتحسين الرضا الوظيفي.

 

ولكن في نفس الوقت، يطرح التحول الرقمي في القطاع العام مجموعة من التحديات التي من الضروري التصدي لها لتنفيذ هذه التطورات التكنولوجية والاستفادة منها بنجاح.

 

ففي هذا المقال، سنتحدث عن فرص وتحديات التحول الرقمي في القطاع العام، وكيف يمكن للحكومات التغلب على هذه التحديات لتحقيق إمكانيات التكنولوجيا الرقمية وتلبية توقعات الناس.

ما هي فرص التحول الرقمي في القطاع العام؟

يمكن لاستراتيجيات التحول الرقمي في القطاع العام أن تحدث ثورة في جميع عمليات القطاع العام من خلال تحسين الكفاءة وزيادة شفافية الإدارة وتعزيز الخدمات التي تقدمها الحكومات، وفيما يلي أهم خمس فرص ممكنة من أجل التحول الرقمي في القطاع العام:

- تحديث الخدمات الحكومية:

 يمكن للوكالات الحكومية أن تستفيد من التكنولوجيا الرقمية لتحسين الطرق التي تقدم بها خدمات المواطنين، ومن هذه الخدمات على سبيل المثال استخدام تكنولوجيا البوابات الإلكترونية لتقديم وتتبع التطبيقات المحلية، وخدمة التوقيع الإلكتروني التي تسهل عملية تجهيز الوثائق، واستخدام أدوات الدردشة (chat bots) للتواصل السريع مع العميل وسهولة الوصول إلى المعلومات الرقمية.

 

- تحسين إدارة البيانات:

 يقوم القطاع العام بتوليد وتخزين كميات هائلة من البيانات، منها البيانات المتعلقة بالمواطنين والقادة والخدمات الحكومية والقرارات السياسية.

 

وبالتالي، يمكن للوكالات الحكومية من خلال تقنيات إدارة البيانات مثل بحيرات البيانات والذكاء الاصطناعي وبتنفيذ خدمات التحول الرقمي في القطاع العام المتقدمة، أن تحلل هذه البيانات وتستخدمها على نحو فعال أكثر أثناء عمليات اتخاذ القرار وتحسين الخدمات المقدمة للمؤسسات الخاصة والعامة.

- تعزيز الأمن السيبراني:

يُعرف الأمن السيبراني بأنه مصطلح بالغ الأهمية للقطاع العام، لأن الوكالات الحكومية دائمًا ما تحتفظ بمعلومات حساسة وغالبًا ما تكون هدفًا مستهدفًا لمجرمي الفضاء الإلكتروني.

 

فيمكن لهذه الوكالات الحكومية أن تحمي نفسها والبيانات التي في حوزتها بشكل أفضل عن طريق توفيرها لتقنيات وأساليب فعالة ومتقدمة في مجال الأمن السيبراني، مثل النظم متعددة العوامل للتحقق والكشف عن التسلل.

- تأييد الشفافية والمساءلة:

 يمكن للتقنيات الرقمية أن تساعد الوكالات الحكومية على زيادة الشفافية والمساءلة بتبادل المزيد من المعلومات مع الجمهور.

 

 على سبيل المثال، تستطيع الحكومات أن تنشئ منصات بيانات مفتوحة لجعل البيانات المتعلقة بقرارات السياسات وتقديم الخدمات متاحة للجمهور، وتستطيع الحكومات كذلك أن تطبق خدمة لوحات المعلومات عبر الإنترنت لتتبع أداء البرامج والشركات الحكومية وإعطاء تقارير عن هذا الأداء.

- تعزيز التعاون والتواصل:

 يمكن للتقنيات الرقمية أن تساعد الهيئات الحكومية على تحسين التعاون الداخلي والابتكار والتواصل داخل الإدارات وفيما بينها، فتحسين إدارة القطاع العام بشكل أفضل يعني مجتمعًا أفضل.

 

ويمكن أن يشمل ذلك استخدام أدوات التعاون السحابية مثل جوجل وورك سبيس (Google Workspace)، من أجل تسهيل العمل عن بعد والتعاون بين الإدارات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية لضمان التواصل الجيد والفعال مع المواطنين وأصحاب المصلحة.

ما هي تحديات التحول الرقمي في القطاع العام؟

 لا بد في المقابل من مواجهة عدة تحديات تشغيلية عند الحديث عن تكنولوجيا التحول الرقمي لاكتساب خبرات ناجحة في القطاع العام والحكومات.

- محدودية الموارد والميزانية:

 غالبًا ما تحتاج منظمات القطاع العام إلى المزيد من الموارد والميزانيات، مما يجعل الاستثمار في التقنيات والمبادرات الرقمية أكثر صعوبة بالنسبة للقادة والمديرين.

 

ولذلك فإن التحول الرقمي في القطاع العام يمكن أن يؤدي إلى مواجهة بعض التحديات أثناء تنفيذ الخطوات والحلول الرقمية والاعتماد عليها وتدريب الموظفين على استخدامها بكفاءة.

- البيئة التنظيمية الصعبة:

في كثير من الأحيان، يخضع القطاع العام لبيئة تنظيمية معقدة ومتغيرة على مستويات مختلفة، وبالتالي فإن التحول التكنولوجي الجديد يمثل تحديًا يمكن أن يشمل المسائل التي تتعلق بخصوصية البيانات والأمن والاقتصاد والامتثال.

- النظم والعمليات القديمة:

العديد من منظمات القطاع العام كانت قد وجدت منذ فترة طويلة وبالتالي تكون قد أنشأت أنظمة وعمليات راسخة يصعب تغييرها، ولذلك فإن بناء عملية جديدة يمكن أن يشكل تحديًا أثناء تنفيذ التحول الرقمي الجديد في القطاع العام، لأنه قد يتطلب تغييرات كبيرة في الأنظمة والخطط والعمليات الحالية.

- مقاومة التغيير:

لا شك أن التغيير صعب على أي منظمة، وهذا صحيح خصوصًا في القطاع العام بسبب أنه يمكن أن يواجه مقاومة للتقنيات والممارسات الجديدة من قبل الموظفين وأصحاب المصلحة، فجب على المنظمات النظر في كيفية إدارة التغيير وإيصاله بشكل فعال لضمان تحول سلس.

- فجوة المهارات:

التحول الرقمي في القطاع العام يتطلب قوة عاملة ماهرة على دراية جيدة بالتقنيات والعمليات الجديدة، ومع ذلك قد يحتاج القطاع العام إلى بعض المساعدة في العثور على موظفين يمتلكون المهارات والخبرات اللازمة لدعم المبادرات الرقمية، وهذا يمكن أن يتحدى المنظمات التي تتطلع إلى تطبيق التقنيات والعمليات الجديدة.

 

وللتغلب على هذه التحديات، ينبغي على الهيئات الحكومية أن تتبنى نهجًا استراتيجيًا في التعامل مع هذا التحول الرقمي، ويجب أن يتضمن هذا النهج أهدافًا وخارطة طريق واضحة للتنفيذ واستمرارية التواصل مع الموظفين وأصحاب المصلحة.

 

وعلى هذا، فإن استثمارك في تدريب المديرين الخاصة بك على استراتيجية التحول الرقمي الجديدة ودعم فريقك باستمرار، هو أمر ضروري لضمان تمكنهم من التكيف مع التقنيات والعمليات الجديدة.

وفي الختام، يتيح التحول الرقمي في القطاع العام العديد من الفرص والمزايا مثل زيادة الكفاءة وتخفيض التكاليف وتحسين رضا المواطنين، ومع ذلك يحمل هذا التقدم أيضًا العديد من التحديات التي يجب التصدي لها لتنفيذها والاستفادة منها بنجاح.


ومن خلال التصدي لهذه التحديات والتغلب عليها، يمكن للوكالات الحكومية تطبيق إمكانيات التحول الرقمي وتلبية احتياجات المواطنين بشكل كامل وعلى نحو أفضل.