نُشِر في Mar 19, 2023 at 11:03 AM
مع ظهور نموذج التميز الأوروبي وشيوعه في الآونة الأخيرة، أصبحت غالبية المؤسسات التجارية والشركات الخدمية تخطو نحو الامتثال له بغية تحسين أعمالها ورفع الجودة الخاصة بمنتجاتها أو خدماتها متأهبةً لإنفاق الغالي والنفيس في سبيل تحقيق ذلك.
لكن وعلى الرغم من شفافيته ووضوحه إلا أنها غالبًا ما تخفق النسبة الأكبر منها في تحقيق الاستفادة المرجوة منه، لذا سنعمد في هذا المقال إلى إطلاعك على الخطوط العريضة التي تتبع له ولا بدَّ من تطبيقها ضمن نظام أي شركة أو مؤسسة.
هو عبارة عن نموذج عالمي تتبناه العديد من الدول بهدف إدارة التميز في المنظمات والشركات، لا سيما أنه تم إنشاء نموذج التميز المؤسسي الأوروبي المعروف اختصارًا بـ EFQM من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة بغية مساعدة المنظمات على تطوير وتحسين الأداء العام لها بواسطة إدارة العديد من المعايير التي يجب مراعاتها وأخذها في عين الاعتبار.
وبعد ذلك تطور النموذج الأوروبي للتميز وفق عدد من المتغيرات حتى تحول من كونه أداة تؤدي مهمة التقييم العام لنظام المؤسسات ليصبح إطار يتم من خلاله توجيه المؤسسات إلى بعض الممارسات التي تنهض بمستوى التطور والنجاح عبر تطبيق معايير رئيسية لا يجب أن تحيد عنها يمينًا ولا شمالًا.
ينبني نموذج التميز الأوروبي EfQM المُستخدم اليوم على عدد من المفاهيم أو المبادئ الرئيسية العامة والتي تصلح للمؤسسة مهما كان القطاع التي تنتمي له، وذلك بفضل شموليتها وإمكانية تطبيقها على المنظمة أو المؤسسة بغض النظر عن أية اعتبارات، سنطلعك على أهم ثلاثة منها:
1- تحقيق نتائج متوازنة:
ﻓﻲ نماذج التميز الأوروبي يتم إيلاء الاهتمام لشتى المجالات التي تهم صاحب أي منظمة أو شركة، بمعنى أنه يتم دراسة محاور عدة مثل خلق قيمة فعلية للعملاء وأصحاب المصلحة، إنشاء علاقات متبادلة وفقًا لمصالح تعود بالنفع على كلا الطرفين، ضمان النجاح المستدام للشركة عبر رفع قيمة علامتها التجارية والعديد من الجوانب الأخرى.
2- القيادة البصيرة:
أحد أكثر المبادئ أهمية لنموذج التميز الأوروبي هو وجود قائد يسعى إلى إحداث تأثير ملموس في المنظمة سواء من حيث تحقيق الاستقرار أو الوصول إلى درجة الرضا الوظيفي أو إطلاق بعض الفعاليات التي تهدف إلى التحسين والتطوير ومن ثم الظفر بالتميز وإعلاء شأن العلامة التجارية في السوق التنافسية.
3- التخطيط للمستقبل:
يحتوي نموذج التميز الأوروبي ضمن مفاهيمه الأساسية معيار التفكير والتخطيط لمستقبل المنظمة وهذا ما يجعل أنظمة هذا النموذج متكاملة تهدف إلى تحسين ورفع أداء المؤسسات في المستقبل القريب وحتى البعيد.
باستخدام نموذج التميز الأوروبي إلى جانب الإدارة الجيدة له ستضمن انطباق 7 معايير هامة على نظام عمل مؤسستك وبالتالي إدارة الجودة الشاملة، دعنا نعرف عليها معيارا تلو معيار، حيث أنَّ كلًّا منها يندرج تحت معيار أعلى منه:
- الاتجاه
ويشمل على معيارين أساسيين، المعيار الأول هو الغرض والرؤية والاستراتيجية، والمعيار الثاني هو الثقافة التنظيمية والقيادة.
- الغرض والرؤية والاستراتيجية:
ويتبع إلى مبادئ التعريف بالمنظمة والهدف العام الذاتي لها إلى جانب معرفة ما تقدم وما تنوي الوصول إليه مستقبلًا.
- الثقافة التنظيمية والقيادة:
ويقصد بـ الثقافة التنظيمية أنها عملية تضم مجموعة محددة من القيم التي يتم التعرف أو التواصل من خلالها مع أصحاب المصلحة أو حتى الوسائل التي يتواصل بها أعضاء الفرق فيما بينهم ومع قائدهم.
ويضم ثلاثة معايير بالغة في الأهمية، هي:
1- إشراك أصحاب المصلحة:
استخدام نموذج التميز الأوروبي في المنظمات يزيد من وعيهم حول ضرورة إشراك أصحاب المصلحة في الدراسة لبعض من القرارات الحاسمة المتخذة، تساعد هذه الاستراتيجية على اختيار نوع المنتج أو الخدمة وفقًا لرغبات العميل.
2- خلق قيمة مستدامة:
لا يركز ﻧﻣوذج التميز الأوروبي فقط على جني الأرباح والاستفادة من العملاء، بل يعنى بخلق قيمة مستدامة للعميل بأن يراعى في تصنيع المنتج أو تقديم الخدمة أعلى جودة ممكنة.
3- قيادة الأداء والتحول
البرنامج العام لنموذج التميز الأوروبي يحث دومًا المنظمات على مراعاة متطلبين مهمين في عالم الأعمال، هما التحول عندما يتطلب الأمر ذلك، والأداء الأمثل المعتمد في حمل الشركات على جناحي التطور والنجاح.
حدد هذا المعيار بمعيارين أساسيين يندرجان تحته هما:
1- تصورات أصحاب المصلحة:
يركز هذا المعيار على قياس النتائج بناءًا على آراء وتعليقات أصحاب المصلحة حول التجارب الشخصية لهم في الخدمات أو حتى المنتجات التي تقدمها، بل وبذل أقصى جهد لتحسين ذلك.
2- الأداء الاستراتيجي والتشغيلي:
يركز هذا المعيار على قفزة الشركة التي حققتها بعد إطلاق منتج ما أو خدمة، ويقيس ذلك تبعًا لتحقيق الأغراض المخطط لها سواء الإيرادات أو حتى بناء سمعة جيدة.
ختامًا
يهدف نموذج التميز الأوروبي دومًا إلى منح أي مؤسسات سواء المحلية أو العالمية فرصة الارتقاء بكل ما تقدمه وتحقيق كل ما تطمح له، من خلال عدد من التوجيهات والتكتيكات التي لا بدَّ من الامتثال لها.
لكن كنموذج عالمي مطبق في أكثر الشركات نجاحًا لا بدَّ من الإحاطة بكافة جوانبه عبر الانضمام إلى تدريب EFQM أونلاين حتى يمكن جني الفائدة المرجوة منه.