أفضل 6 تقنيات لإدارة الجودة الشاملة | احرص على تنفيذها


إدارة الجودة الإستراتيجية

نُشِر في Nov 26, 2022 at 09:11 AM


دوماً ما يكون تطبيق تقنيات إدارة الجودة المتقدمة مسؤولية جميع الموظفين في الشركات التي ترجو النجاح المستمر في أعمالها، وإذا لم تكن ضمن مسؤولية الجميع فغالباً سينتج العديد من المشاكل في المنتجات أو الخدمات.


وهنا لا بدَّ أن نتساءل، كيف يمكن لهذه الشركات تحقيق فلسفة إدارة الجـودة أو جزء منها بشكل احترافي؟


لحسن الحظ هناك العديد من أدوات وتقنيات إدارة الجودة الشاملة التي تستخدمها الشركات في تحسين جودة العمل الداخلي، وتعتبر هذه الأدوات حجر الأساس في تحقيق نهج ورؤى الشركات، تابع القراءة لتعرف المفاهيم والتقنيات الرئيسية في مفهوم إدارة الجودة الشاملة (TQM)

 

وقبل أن يتمّ شرح تقنيات إدارة الجودة دعونا نتعرف أولاً على ما هية الجودة وكيفية تطبيقها وإدارتها:

 

ما هو مفهوم الجودة؟ 

يمكن تعريف الجودة Quality على أنَّها إحدى مقاييس تميز المنتجات أو الخدمات وخلوها من العيوب والأخطاء، بناءً على المواصفات المحددة بشكل مسبق.


وفي مجال الأعمال، شاع المفهوم العام للجودة، وذلك لأنَّ جودة المنتجات أو الخدمات المقدمة للعملاء تعتبر ذات أهمية كبرى مما يستدعي مراقبة الجودة الخاصة بها باستمرار، لأنها إن لم تكن بالجودة الكافية، فستكون بالتأكيد أحد العناصر والأدوات الرئيسية المساهمة في تحقيق الفشل الهائل والسريع داخل المؤسسة.


وفق برنامج الايزو الحالي (QMS ISO 9001) تتكون إدارة الجودة من أربعة متطلبات أو مراحل وهي: 


أي لتطبيق أو إنجاز إدارة الجودة في شركتك بشكل احترافي، يمكن استخدام تقنيات إدارة الجودة الشاملة الحديثة، فهي تهدف  إلى تحسين الأداء والإنتاج والجودة العامة ضمن الشركات، والأمر الرائع في هذه التقنيات أو الأدوات هو إمكانية تطبيق معظمها في مختلف مراحل عملية إدارة الجودة الشاملة، وستناقش الفقرة التالية أحدث هذه التقنيات وأفضلها..
 

 

ما هي أفضل تقنيات إدارة الجودة (Quality management techniques)؟


تتعدد تقنيات إدارة الجودة الإستراتيجية التي يمكنك تطبيقها في نظام عملك، إلا أنه لكل منها انعكاساتها المختلفة عن الأخرى والتي تتمثل في أثر إدارة الجودة الإيجابي في مؤسستك، نستعرض بعضها سريعًا:


1- مخطط باريتو:

إحدى أشهر تقنيات إدارة الجودة المستخدمة كثيراً ضمن إطار الأعمال، وهو عبارة عن رسم بياني على شكل شريط أفقي من الترددات الشاقولية، يُظهِر أكبر وأصغر عدد لأحداث واحتمالات ممكنة الحدوث، 


فمثلاً يمكن تحديد عدد المشاكل التي يواجهها الموظفون في العمل بواسطة مخطط باريتو، كما يمكن تحديد عدد عيوب المنتجات، وبالتالي القدرة على نقل وتوجيه جهود الموظفين لتحسين المنتجات الصناعية الأكثر عيباً.


يقوم مبدأ باريتو على قاعدة 20/80، والتي تؤكد أن 80% من المشاكل سببها 20% من الأسباب، لهذا عندما تركز على 20% من أسباب المشاكل أو الأخطاء التي تحدث في شركتك، فإنَّك ستحل ما يقارب 80% منها.

 


2- مخطط عظم السمكة "السبب والنتيجة":

يُعتبر مخطط عظم السمكة "أو مخطط إيشيكاوا" مرافقاً وملازماً لمخطط باريتو، ومعاً يشكلان عنصراً فعالاً في تقنيات إدارة الجودة الشاملة، فمن خلال استخدامهما يمكنك تحديد أسباب واحتمالات المشكلات، وكذلك تحديد أثر هذه المشكلات، ومن ثمَّ تقسيمها إلى أقسام حسب الأولوية واحتمالية الحدوث.


سُمي المخطط باسم "عظم السمكة" لأنَّ شكله يشبه عظام السمكة، حيثُ يتم كتابة عنوان المشكلة في مربع أو مستطيل يمثل رأس السمكة، ومن ثمَّ تتفرع الأسباب الرئيسية والفرعية المؤدية لحدوث المشكلة على العمود الفقري للسمكة، ويتم تصنيفها بحسب إمكانية الحدوث، وفي النهاية يتمُّ وضع أسلوب أو خطة مناسبة لحل جميع الأسباب الرئيسية أو الفرعية.

 


3- ورقة التحقق أو الفحص:

تُعد ورقة الفحص واحدة من أفضل تقنيات إدارة الجودة الشاملة، وتُستخدم بشكلٍ رئيسي من أجل تحليل المعلومات والبيانات وجمعها، كما يمكن استخدامها في العديد من الأغراض مثل تحديد عدد مرات حدوث ظاهرة أو حادثة محددة، ومثل إدارة التغييرات الواجب فعلها ضمن الشركة لتقليل تكاليف منتج ما، أو لتحقيق رؤية الشركة في المستقبل.


مثلاً، قد يستخدم قسم التسويق ورقة تحقق لجمع البيانات حول فترات الأعياد والمواسم خلال السنة، إذ تساعدُ هذه البيانات في القيام بحملات إعلانية كبيرة متوافقة مع السوق ومنخفضة التكلفة.


يمكن استخدام ورقة الفحص مع مخطط باريتو، وذلك عند جمع المعلومات حول عدد مرات حدوث مشكلة ما، ومن ثم تمثيلها على مخطط باريتو للمساعدة على تحديد أسباب هذه المشكلة واتخاذ إجراءات مناسبة لحلها.

 


4- مخطط التحكم (المدرج التكراري):

تقنية رائعة جديدة من تقنيات إدارة الجودة الشاملة تسمح لك برسم تغيرات نقاط المعلومات والبيانات مع مرور الوقت، ومراقبتها دورياً من أجل إعطاء صورة توضيحية لحركتها، وتبيان ما إن كانت هذه البيانات مستقرة ومنتظمة، أو أنها تعاني من تشتتٍ ما بسبب وجود بعض القيم الشاذة (المتطرفة) عن حركة البيانات المعتادة.


يتكون البرنامج الرئيسي في مخططات التحكم من مجال مواصفات تحكم عُليا و مواصفات تحكم دُنيا، يمكن التأرجح بينهما، وعند الخروج عن هذا المجال تُعتبر القيمة شاذة والعملية غير مستقرة، وعندها يجب القيام بإجراء ما لتصحيح الأخطاء الحاصلة في العمل، كما يعد مؤشر داو جونر الصناعي أحد أشهر الأمثلة على مخطط التحكم.

 


5- المخطط الانسيابي أو التدفقي:

نوع من المخططات البيانية ضمن أساليب أو تقنيات إدارة الجودة الشاملة، وهو عبارة عن مجموعة من الرسومات التخطيطية المحددة بشكل مسبق، والتي تعرض خطوات متسلسلة معينة لموضوع ما، مثل خطوات حل المشكلات، أو خطوات سير العمل في مشروع معين.


تستخدم المخططات الانسيابية لتحديد مكان الأخطاء أو العيوب ضمن نطاق العمل، كما يمكن استخدامها لتحديد تدفقات الأعمال والمشكلات الداخلية في الشركات، ففي المكان الذي يوجد به اختناق بالتأكيد يشوبه مشكلةٌ يجبُ حلها.


وأحد أفضل استخدامات المخططات الانسيابية هي قياس مدى تأثير التغيرات التي تُقام حديثاً لتحسين إنتاج الموظفين، أو لتحسين ظروف عملهم.

 


6- المخططات المبعثرة (مخططات الارتباط):

واحدة من أهم تقنيات إدارة الجودة الشاملة وأكثرها استخداماً أيضاً، فهي عبارة عن أزواج من الرسوم البيانية الرقمية، التي تشرح العلاقة بين المتحولات أو المتغيرات، ويتم تمثيلها بين محورين، أفقي (x) وشاقولي (y)، وتقول القاعدة هنا أن المتغير الشاقولي (y) يتبع المتغير الأفقي (x)، علماً بأنّ  المتغير (x) لا يتعلّق بالمتغير (y)، فمثلاً قد يكون المتغير (x) هو جودة أحد المنتجات، والمتغير الشاقولي (y) هو رضا العملاء عن هذا المنتج.


قد تكون العلاقة بين المتغيرين (x) و(y) طردية، وقد تكون عكسية، وهذا يتعلّق بطبيعة المتغيرين، فمثلاً العلاقة طردية بين رضا العملاء وجودة المنتج، والعلاقة عكسية بين سوء الإدارة وزيادة المبيعات.

 

يمكنُ استخدام تقنيات وأدوات إدارة الجودة السابقة في مختلف المراحل التقنية للمشروع، بدءًا من فكرة المشروع، ومروراً ببدء تنفيذه والحفاظ على محتويات وأعمال المشروع بجودة مناسبة، وصولاً إلى الانتهاء من تنفيذه.


ختاماً، يجب التأكيد على أنَّ ما ذكر أعلاه ليس سوى نبذة صغيرة فقط عن كل أداة من أدوات إدارة الجودة الشاملة، وبالطبع ميزاتها أكثر مما ذكر، ويجبُ إجراء بحث أكثر لإتقانها، ولكن تذكر ليس عليك استخدامها كلها، بل استخدام ما تحتاجه منها فقط.