نُشِر في Oct 25, 2023 at 10:10 AM
أصبح أمر توفير أمن الطاقة ضرورةً ملحةً اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، نظرًا للارتفاع المستمر في أسعارها والطلب العام المتزايد عليها بشكل يومي لتلبية احتياجات الشعوب، لذا لا بدّ من فهم أهمية هذا المفهوم وكيفية تحقيقه، هذا ما ستقدمه المقالة التالية، لذا تابع معنا.
يقال عن دولة أنّها استطاعت تحقيق أمن الطاقة لديها عندما تكون قادرة على توفيرها باستمرار وبأسعار مقبولة محليًا، وتعرف وكالة الطاقة الدولية معنى هذا المفهوم على أنّه استمرار تأمين الطاقة وبسعر يناسب الجميع.
ينطوي على الأمن الطاقي جوانب عدة، منها ما هو على المدى البعيد وهو الذي يركز على الاستثمارات التي تؤمن هذه الطاقة المطلوبة مستقبلًا في ظل أي تهديدات سياسية أو اقتصادية أو أحداث بيئية، بالمقابل هناك ما هو على المدى القصير وهو الذي يعمل على الاستجابة لأي انقطاع أو حدث جديد أو مفاجئ في المعروض والطلب، مثل أزمة أوكرانيا.
تحقيق أمن الطاقة يحتاج لتضافر جهود كل من الحكومات السياسية والصناعيين والمستهلكين معًا للبقاء ضمن حالة من التوازن بين العرض والطلب، لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) دور لمناقشة حلول خاصة لأزمة النقص.
وذلك يتطلب التعامل مع مصدر موثوق للإمداد وتنويع المصادر المنتجة للطاقة، مثل الوقود الأحفوري بأشكاله المختلفة البترول والفحم والطاقة النووية والمتجددة، تفيد دورات تدريبية في النفط والغاز في دبي من مركز لندن بريمير في زيادة الفهم حول هذا الأمر.
يُعرف تحقيق أمن طاقي بأنه أمر حيوي جدًا، إذ تدخل الطاقة جميع أنحاء أيام حياتنا من وسائل النقل إلى توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة والتكييف المنزلي والاتصالات والزراعات وغيرها الكثير من الأمور، فهو يعمل على دفع الابتكار والنمو المحلي والاقتصادي وتحسين الاستقرار القومي والاجتماعي، ناهيك عن التحول إلى بيئة مستدامة من خلال خفض انبعاثات الكربون.
أربع عوامل تحدد أمن الطاقة هي: إمكانية الوصول في الوقت المناسب بأسعار معقولة وتوافر تلك الموارد والموثوقية، لذا فإن أي استراتيجية تطبق لتحقيق هذا الأمن ينبغي أن تكون قائمة على واحد من تلك العوامل، انطلاقًا من ذلك هذه بعض الاستراتيجيات الفعالة:
الطاقة المحلية هي الحل الأفضل لمحاولة تلبية الاحتياجات وتأمين الاكتفاء الذاتي وضمان عدم انعدام الأمن، من الدول التي تحقق ذلك النرويج فهي تقوم بتوفير 96% من احتياجات سكانها الطاقية عن طريق الحقول البحرية لديها وتوليد الطاقة الكهرومائية، وكذلك بواسطة الطاقة النظيفة التي عملت على استخدامها بكثافة منذ سنة 1985، حتى أنّها تمتلك بعض الفائض الذي تصدره إلى بعض البلاد مثل بريطانيا عبر خطوط الأنابيب الغازية تحت البحر.
يفيد التعامل مع دول مصدرة للطاقة ذات ثقة واستمرارية في لسد النقص من الطاقة المحلية للبلاد في حماية تلك الدول التي قد تواجه خطر نقص الطاقة، كما تفعل كل من كندا وأمريكا، لا سيما أن لهم لديهم مصالح مشتركة، حيث تمد كندا أمريكا بالنفط والغاز الطبيعي، وتستورد منها الفحم، فهما يمتلكان أكبر شبكة طاقة متكاملة في العالم.
تهدف هذه الاستراتيجية إلى التوقف عن استيراد الطاقة من مورد واحد فقط عند التعامل مع إمدادات خارجية، بل الاستجرار من عدة موردين بهدف سد النقص الذي قد يحصل في حال حدوث أي حدث سياسي أو اقتصادي أو حتى رفع السعر، مثلما تفعل اليابان التي تتعامل مع ما يزيد عن 5 موردين يعملون في مجال صناعة الغاز الطبيعي المسال.
استخدام مجموعة مختلفة من المصادر للطاقة معًا من شأنه تعزيز أمن الطاقة ويبقيك في مأمن في حال شح أحد المصادر، بما فيها الطاقات القائمة على الهيدروكربونات والطاقات النظيفة.
يجب البحث عن مصادر تُغني عن التوريدات الخارجية، من الدول القائمة على هذا المبدأ الولايات المتحدة الأمريكية التي قللت نسبة استيراد المشتقات النفطية من المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي وأمريكا الجنوبية، عن طريق الإنتاج باستخدام تقنيات التكسير الهيدروليكي.
يمكن لبعض السياسات التي تطبقها الدولة أن تحث مواطنيها على إدارة الأزمة وتقليل الطلبات المحلية من الطاقة بشكل كبير، على سبيل المثال تقديم قروض الطاقة الشمسية للمنازل والشركات، أو التشجيع على استخدام الدراجات الهوائية بدلًا من السيارات، أو العزل الحراري للمنازل، من شأنه معالجة قضية انعدام الأمن.
الطاقات المتجددة هي المصدر المستدام والنظيف والأمن للطاقة الذي من شأنه تعزيز أمنها، يمكن استخدام العديد من المصادر في توليد طاقة نظيفة، مثل الألواح الشمسية أو العنفات الريحية أو المحطات الكهرومائية، وهي تحسن بدورها من الأثر البيئي لتوليد الطاقة إذ تقلل من اعتمادنا على الهيدروكربونات.
تلعب العديد من العوامل دورًا مؤثرًا في تحقيق أمن الطاقة والابتعاد عن انعدامه، حيث تؤثر السياسة والأحداث الأمنية والكوارث الطبيعية والانكماش الاقتصادي العالمي على الطاقة وبالتالي احتمالية انعدام أمنها، والذي يؤدي بدوره إلى الاضطرابات الاجتماعية والفقر وسوء الأوضاع الصحية العالمية.
تزداد فرص انعدام الأمن الطاقي مع ارتفاع أسعار الطاقة والتفاوت بينها وبين دخل المواطنين، والذي قد ينتج عنه أيضًا عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمع على حد سواء، ويتطلب المعالجة في هذه الحالة بهدف دراسة الأسعار.
يؤثر الاستقرار السياسي أيضًا، نظرًا لقدرته على ضمان تطوير الدول لبنيتها التحتية بما يتعلق في قطاع الطاقة والمحافظة عليها، كذلك النمو في الاقتصاد مؤشر هام أيضًا له دوره المؤثر لأنّه يزيد من الطلب عليها، وبالتالي قد يسبب انعدام الأمن إن لم تتم إدارته بالشكل الصحيح.
يمكن لسياسات الحفاظ على الطاقة والابتكار التكنولوجي التأثير أيضًا، من خلال ترشيد استخدامها والاستثمار في أحدث التقنيات لإيجاد منابع جديدة قابلة للاستخدام والحد من التأثيرات البيئية.
ختامًا،
موضوع أمن الطاقة هو تحدٍ معقد بعض الشيء، إلا أنّه ضروريا وقابل للتحقيق عند تنسيق الجهود بين الحكومات والصناعيين والمستهلكين في تطبيق استراتيجيات فعالة تفيد في تحقيقه وخلق مستقبل مستدام نسبيا.