شخصية القائد: ما الذي يميز القادة الحقيقيين عن غيرهم؟


دورات القيادة في دبي

نُشِر في Dec 25, 2021 at 01:12 PM


لعل أكثر ما نبحث عنه اليوم في عالم الشركات والأعمال شخصية القائد (leadership personality) الحقيقي والمُتمكن من قيادته، فبينما يشعر نحو نصف العمال المهنيين بالندم على الكثير من القرارات التي لم يتخذوها في وقتها المناسب، تظهر شخصية القائد الحقيقي الذي يعلم جيدًا تبعات كل قرار يعتمده، لا يتميز ذلك القائد بأنّه صاحب شخصية قوية قادر على أخذ قرارات حاسمة ومصيرية في وقتها وحسب، بل بامتلاكه مجموعة من السمات الشخصية والمهنية التي تميزه وتجعله قادر على قيادة فريقه بكفاءة ومرونة عالية والتأثير عليهم إيجابًا.

يسلط المقال التالي الضوء على أبرز  خصائص شخصية القائد الحقيقي، مع شرح سريع لكيفية تنمية كل منها، فتابع معنا إن كنت ترغب بأن تصبح واحدًا منهم.    

ما الذي يضعف شخصية القائد؟

لا يوجد شيء أسهل من الفشل، قد لا يكون السبب نقص الخبرة أو الكفاءة بل وجود صفات شخصية لديك تعرقل مسارك القيادي، من بينها ما يلي:              

  • سوء فهم مختلف الشخصيات: عندما تفشل في فهم صحيح للشخصيات المختلفة لفريقك فإنّ المجتمع من حولك سيكون غير متجانس وستصل إلى الفشل، لكل شخص شخصيته الفريدة وطريقته الخاصة بتفاعله مع الناس وإنجاز مهامه، وعلى القائد فهم كل فرد مسؤول عنه جيدًا.     
  • التواصل الخاطئ: يُفضل كل شخص طريقة خاصة للتواصل، والقائد الطامح للتميز هو من يركز على معرفة نوع الاتصال المفضل لكل عضو من فريقه، وإلا سيكون التواصل سطحي وغير فعال ولن يحقق النتائج المرجوة وسيزيد من التوتر داخل مكان العمل ويُخفض من الرضا.     
  • عدم الاستماع: أي قائد يتجاهل آراء وأفكار ومخاوف الأشخاص الذين يعملون معه يحكم على نفسه بالفشل لأنّه يخلق فجوة كبيرة بينه وبينهم يصبح من الصعب جدًا ردمها مع الزمن.     
  • الأنانية: القائد الذي يرفض الاعتراف بالهزيمة وبأخطائه أو لا يتبنى أي أفكار خارجية أفضل من أفكاره هو قائد سيء ويضر بالمؤسسة التي يعمل فيها أينما كان في العالم، يؤدي عدم الاعتراف بتلك الأخطاء لقلة ثقة بينه وبين فريقه.     
  • إهمال تطوير الفرق: يعلم القائد الحقيقي أهمية الاستثمار في تنمية مهارات الأفراد العاملين لديهم، أمّا القائد السيء يرى بـأنّهم مجرد أشخاص قابلين للاستبدال مع أي مهام جديدة لا يستطيعون التعامل معها، .        

إن كنت تشعر بأنّك تمتلك أي سمة من تلك السمات السيئة عليك مراجعة نقاط ضعفك على الفور والبحث عن أي طريقة تساعدك على تطوير مهاراتك القيادية سواء قراءة كتب أو استماع إلى بودكاست أو مشاهدة الفيديوهات على اليوتيوب أو التسجيل في دورة تدريبية، على سبيل المثال دورات القيادة في دبي قد تكون المنقذ لكي لا تودي بشركتك للهاوية، اكتشف المزيد من الدورات التدريبية عبر زيارة الموقع الالكتروني الخاص بالمركز.     

ما الذي يميز شخصيات القادة الحقيقيين عن غيرهم؟     

العامل المشترك الأبرز للقادة الحقيقيين ليس عدد المهام المنجزة أو الأوامر المهمة الصادرة، بل نمط التفكير والسلوك المتبع تحت الضغط ومدى التأثير الإيجابي بالفريق الذي يعمل معهم في لحظات الشك وعدم اليقين، انطلاقًا من ذلك تتميز شخصية القائد الحقيقي بالسمات التالية:              

استغلال التغيير كفرصة وليس كتحدٍ:        

يميل القائد الجيد لمجاراة التغيير ويراها فرصة محتملة للنمو والازدهار والابتكار وتحقيق الأهداف لا كتهديد أو عقبة يتوجب ضبطها واحتوائها، هو من يعمل جاهدًا لإعادة صياغة الحدث كخطوة ضرورية للتقدم والنمو لا يجلس يتذمر ويقاوم التغيير، فالتغيير واقع لا يمكن مقاومته والتشبث بالروتين، من يستطيع فعل ذلك هو قائد ناجح فعلًأ ومصدر للثقة والثبات بنظر الآخرين في مواجهة المجهول.

لتطوير هذه السمة عليك البدء من داخلك، في الطريقة التي تتحدث فيها مع ذاتك، لا تأخذ التغيير كعائق بل ابدأ بالتفكير بعدد من الحلول الممكنة للسير معه وانقل أفكارك لفريقك، يخلق ذلك بيئة قادرة على تبني التغيير كحافز للأمام لا كعقبة للفشل.     

التفاؤل:     

تمتاز شخصية القائد الحقيقي الناجح بجانب كبير من التفاؤل الواقعي غير المبالغ فيه لمواجهة الحقيقة بثقة وكفاءة وإيمان حقيقي بالحل، لا يجب إنكار أي تحديات موجودة بل على العكس الاعتراف بها ومحاولة رؤية أي بصيص أمل منطقي لتجاوزها، لذلك دور كبير في إبقاء الفريق بحالة تماسك حتى في أصعب الحالات ليعمل جاهدًا لتحويل ذلك الخوف إلى ابتكار مبدع للحلول. 

يمكن تنمية هذه المهارة من خلال ممارسة القليل من التأمل الذهني يوميًا للتخلص من أي توتر ذهني، حاول تدوين أي معركة أو موقف صعب تجاوزته بنجاح في الحياة، أبقى في حالة استذكار مستمر لتلك الانتصارات الصغيرة عندما تشعر بأي حالة شك وشاركها مع ذاتك ومع فريقك.     

استفد من الفشل:     

القادة الناجحون هم من يتمتعون برؤية واضحة ويدركون أنّ الفشل بداية للانطلاق مجددًا وليس نهاية المطاف، بدلًا من إخفاء الفشل أو تجاهله يفكرون كيف وقع الإخفاق ويُحللون الأخطاء الكبيرة والصغيرة للخروج بحلول تدعم العمل في مواقف مشابهة مستقبلًأ.

يمكن تطوير هذه المهارة التي تعد من أهم مهارات القائد في القرن 21 من خلال تخصيص بضع دقائق بشكل دوري لمراجعة أي مشروع لم يحقق أهدافه بشكل عام، وتشجيع أعضاء الفرق لمناقشة أخطائهم بكل صراحة دون خوف أو خجل، وابدأ من نفسك دائمًأ، نظِّم ورش عمل مثلًا تناقش فيها مع فريقك الدروس المستفادة من هذا الخطأ لكي تكون قادرًا على تحويله إلى مصدر قوة لا خجل.     

اتخاذ القرارات وسط الغموض:     

القائد العادي هو من يخاف أخذ القرار عند غياب الصورة الكاملة حوله وتحمل المسؤولية، بينما يتمتع القائد الحقيقي بالشجاعة في مثل هذه الحالات فيتحرك بثقة نحو هدفه رغم الضبابية الدائرة حوله، فالقائد ذو الشخصية القوية يدرك جيدًا أنّه المسؤول الأول ويرى أنّ أي تردد هو بحد ذاته مشكلة وأنّ الحزم والشجاعة ليست تهور بل جرأة قائمة على فرضيات قابلة للاختبار بالإحتمالات الممكنة.     

يساعد تطبيق القرارات التجريبية في تطوير هذه الصفة، أي أخذ قرار صغير بناءً على معلومات بسيطة مع تحديد أي مؤشرات مبدئية للنجاح أو الفشل لمراجعتها في وقت لاحق، يساعد هذا النهج في التقليل من التردد ويدرب عقلك للتعامل مع حالات عدم اليقين على أنّها نمط من أنماط التعلم والتطور لا تهديد يجب تجنبه.     

الموازنة بين التحليل والحدس:     

الأرقام ليست كل القصة، والحدس ليس صحيح دائمًا، القائد الحقيقي من يملك القدرة على الموازنة بينهما من خلال إشراك العقل بالتفكير والقلب بالحدس والبيئة المحيطة بالتشاور والحوار لتحقيق هدف واحد مشترك بينهم جميعًا، النجاح والنمو، فهو يعلم متى يخيب الحدس ويتفوق العقل ومتى يجب الأخذ بآراء الخبراء.     

تسهم العديد من المنهجيات في تحقيق هذا التوافق، مثل نموذج "الرأس – القلب – الشبكة" الذي يساعد قادة المنظمات في التفكير بقراراتهم بوعي، اسأل نفسك هل جمعت كامل البيانات اللازمة؟ ما مدى ملاءمة الحل مع قيمك ورؤيتك؟ من هو الشخص المناسب لاستشارته عند الضرورة؟ دوّن كل القرارات الصعبة التي اتخذتها وكيف استخدمت النموذج لاتخاذها، مع الوقت سيتحول النموذج إلى عادة تحسّن من قيادتك.

ختامًأ،     

تذكر أنّ شخصية القائد الحقيقي لا تولد معه بالفطرة بل هي ممارسة يمكننا أن نتعلمها ونجعلها أسلوب حياة يعيش معنا يوم بيوم، فهي تمزج بين المعرفة والتعلم المستمر وقابلية التكيّف والعمل بجد لتطوير السمات السابقة، إذا استطعت القيام بذلك ستكون ذلك القائد المُلهم لا المًخيف، القائد الذي يقود لا يُملي الأوامر، الذي يبني لا يهدم.

الأسئلة الشائعة - شخصية القائد 

هل هناك سمات محددة تميز شخصية القائد الحقيقي؟

لا يمكننا حصر جُل السمات القيادية في قالب واحدٍ، لا سيما أنها غالبًا ما تكون مزيجًا من القيم والتجارب والمهارات، إلا أن هناك سمات إذا ما وجدت بك ظهرت عليك بوادر القيادة الحقيقية، دونك أبرزها: 

  • القدرة على اتخاذ القرارات في الأزمات 
  • التواصل الفعال مع فريق العمل 
  • القدرة على تفويض المهام 
  • الموازنة بين الحدس العقلاني والحدس الإنساني

لماذا يفشل بعض القادة رغم امتلاكهم للمهارات المطلوبة؟ 

لا تكمن المشكلة غالبًا في افتقار القادة إلى المهارات الفنية أو التقنية، لا سيما عندما يظهر فشلهم جليًا في ضعف إنتاجية الفرق على سبيل المثال أو تراجع الروح المعنوية لدى الموظفين، إذ غالبًا ما يكمن السبب في ضعف إدارتهم للعلاقات الإنسانية ولذا أشرنا سابقًا إلى أن السمات القيادية هي مزيج من القيم والتجارب والمهارات. 

كيف يوازن القائد الناجح بين التحليل المنطقي والحدس الداخلي؟

القائد الناجح لا يعتمد على المنطق وحده فقد يفوته الابتكار، ولا على الحدس وحده فقد يقع في التخمين، بل يدمج بينهما بحكمة، وليس أفضل من منهجية ( الرأس - القلب - الشبكة) التي أُشير إليها سابقًا لتحقيق التوازن بين التحليل المنطقي والحدس الداخلي فكما يقول جون ماكسويل: القيادة الفعالة هي فن الجمع بين العقل والقلب وبين الحقائق والإلهام. 

ما دور التفاؤل الواقعي في قيادة الفرق بنجاح؟

طالما أنَّ مفهوم التفاؤل الواقعي مبنيٌ على تحويل الأزمات إلى فرص، وموازنة الطموح مع الإمكانيات، وتحفيز الفرق دون تجاهل التحديات، وربط الأهداف بالواقع، فيكمن مبدؤه في إضاءة الطرق رغم عتمتها وهنا تكمن القيادة الناجحة ويكمنُ كذلك دور التفاؤل الواقعي. 

هل يمكن للدورات التدريبية أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في تطوير شخصية القائد؟

لا شكَّ أنَّ معظم السمات القيادية تُكتسب مع التدرب المستمر ولكن يقع على عاتقك اختيار الدورة التدريبية التي تسد الفجوة بين الرغبة في القيادة والقدرة على ممارستها بفعالية، وبوصفنا مركز تدريبي إحدى أهم الدورات التي يقدمها يدور محورها حول بناء شخصية القائد الحقيقي أشرنا لك ضمن سياق المقال إلى أفضل الدورات التدريبية التي يمكنك اتخاذها كبوصلة في طريقك إلى اكتساب القيادة الناجحة.